بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ
اللهمَّ صلّ ِعلى سيدِّنا مُحمَّدٍ
وعلى آلهِ وأزواجهِ وذُريّتهِ
وباركْ عليهِ وعليهم وسلّمْ
كما تُحبهُ وترضاهُ : يا اللهُ آمين
{}{}{} منْ علومِ ألقرآنِ العظيمِ 3 هندسة البساتين {}{}{}
قالَ تعالى
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43)}( الكهف ).
جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ
وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ
وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا
وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا
يشيرُ لنا تعالى ، أنَّهُ هو ألمُنعم وألمُتفضّل على خلقهِ : فهو تعالى – (( ألمُعطي ألمانع )) وحدهُ لا يُشاركهُ في ذلكَ أحدٌ !!
فقدْ وهبَ لعبدٍ منْ عبادهِ ، بُستانينِ فيهِما منْ ثمراتِ الكرومِ والنخيلِ ، وقدْ أجرى بينهما ، نهراً عذبٌ ماءهُ ، إلا أنَّ هذا العبد - قدْ تكبَّرَ على أخيهِ الفقير ، وأصابهُ الغرور : بما أُعطي منْ مالٍ وفيرٍ - فأَرْداهُ الى الكُفر والشِّركِ باللهِ تعالى ، ولمْ يتعظْ بنصيحةِ أخيهِ الفقير وتذكيرهِ إياهُ - باللهِ واليومِ الآخرِ : بلْ زادهُ ذلكَ غطرسةً وكفراً !! فسلبَ اللهُ تعالى : ما مَنَّ بهِ عليهِ - منْ بستانيهِ ومالهِ ، فكانَ منْ الخاسرينَ !! وقدْ ندمَ هذا المغرور - ولاتَ حينَ ندمٍ !!
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
آمين
الوجه العلمي : { بيانٌ منْ اللهِ تعالى لنا - في أهميةِ التنسيقِ ، في زراعةِ البَساتينِ المُثمرةِ : مُبيِّناً لنا - أمثل الطرقِ في ذلكَ ، حيثُ تزرعُ الكرومَ وتُحَفُّ بأشجارِ النخيلِ ، وتزرعُ غيرهما منْ الزروعِ في وسطِ البستانينِ ، ويكون نهر السَّقي بينَ البستانينِ بحيث يشطرهما الى شطرينِ }.
{ ومنبهاً لنا لإهميةِ بعض الثمارِ - ألتي يُحبّها معظم الناسِ ، وبمردودِها الماليِّ الكبير - كالكُرومِ والنخيلِ }.
{ ومنْ حكمة زراعة النخيلِ على الحوافِّ - منِ الخارجِ : تجعلها بمثابةِ ( مَصدَّاتٍ للرِّياحِ القويَّةِ )) لحمايةِ الكُرومِ والزروعِ الأُخرى ، في الداخلِ , وتُعطي للبُستانِ جمالية - حينَ ينظرهُ الناظر عنْ بُعدٍ }. { إنَّ أفرادَ الكُرومِ والنخيلِ ، عن بقيّةِ المزروعاتِ : كي يُبيِّنُ اللهُ تعالى لنا - أهميةِ هاتينِ الثمرتينِ : عنْ سائرِ الثِّمارِ : كونهما مِمَّا هو شائعٌ عنْ غيرهِ ، وكونهما منْ الثَّمراتِ - ألتي يمكن ألإحتفاظ بهما لفترةٍ طويلةٍ : كالتمرِ : الجسبِ والزَّبيبِ ، إضافةً إلى : ما يصنعُ ألإنسانُ منهما منْ الصِّناعاتِ الغذائيّةِ : كالدِّبسِ أو ألسُّكرياتِ أو المُربَّى أو العصائر : قالَ عزَّ وجلَّ : {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}( النحل ).
وقالَ تعالى : { وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)}( يس )فَسُبحانهُ منْ كريمٍ ومنانٍ ورحيمٍ ولهُ الحمدُ بعددِ ما أنعمَ .
¬¬¬¬¬