كآنت السمآآء ملبدة بالغيوم الرمآدية ، تنبؤ بقرب تلك العآصفة الثلجية
فذلك مآ يميّز شتآء روسيآ ، بحلّته البيضآء الناصعة ، وبرده القآرص
أنيق رغم قسآوته .. تماماً كذلك الرجل صآحب الشعر الرصآصي والعينين الداكنتين
كعادته .. جالس في مكتبه خلف النآفذة يصحح على بعض العقود بينما يدخّن سيجآرته عندمآ سمع طرق على الباب
لم يكن ملزما بالوقوف وفتح الباب للطارق ، فقد تحدث بصوته المبحوح ونبرته التي يسودها الكبريآء
- تفضل
فُتح البآب لتدخل تلك الشآبة الفآتنة ، ثوب أسود ملتف حول جسدها الرشيق ، وشعرها الاسود يتطاير خلفها
تحدثت بلهجة هادئة مليئة بالعطف -أخي سيرقي الجميع ينتظرك بالاسفل على العشآء
واكملت جملتها وهي تضع يدها على كتفه بحنان
اصبحت عينيه اقلّ حدة لتظهر تلك اللمعة الخفيفة عليهما
ناتاشا هي الوحيدة التي سآندته في السنوات التي كان يعاني فيها
حتى أنّهآ عرضت حياتها للخطر من اجله ، برغم أنّه دائما ما يجرحها بتصرفاته االباردة غير المبىلية
إلآ أنه لا ينكر أنه يشعر بالراحة لمجرد وجودها بجانبه ،
الوحيدة التي لها مكانة دآخل قلبه !!
اسدل تلك النظارة من عينيه ليكتسي وجه بتلك النظرة المخيفة مجددا ...