02-22-2016, 10:41 PM
|
|
[ الفصل الخامس : على حبال المشنقة ! ] تحركت الأجساد بلا إرادةٍ ذاهبةً إلى الهلاك ! عُلِقَت الرقاب على الحبال مستعدةً للإعدام ! ذرفت العيون الدموع مشتاقةً لمسمى السلام ! و هل تبكي العيون على ما لم تره ؟! أيموت البشر عشقاً على ما لم تشعر به أنفسهم ؟! دارت الأشباح في المكان ! و همست الشياطين في الآذان ! حٌفرت القبور و فُتِحَت التوابيت , فأحدهم على وشك مغادرة الحياة ! لنقم العزاء و لنحتفل حتى الصباح ! لنجلس على الأطلال ! و لنقف على حبال المشنقة !
-
[مورتيم] تلك الصحراء المعدمة تماماً من الحياة , كل ما يحويها هياكل عظمية كانت ذات مرةً لمسمى أحياء ! يسير فيها ما يقارب الأربعين شخصاً جميعهم مقيدين بأصفاد صُنِعت من الفولاذ , يحيطهم الحرس من كل الجهات ! هؤلاء من كانوا منذ أيام يخططون للانقلاب, و ها هم بعد قليلٍ سيدفنون تحت التراب ! آثار التعذيب و الحروق ملأت الأجساد , و الآن هاهم سائرين إلى منصة الإعدام على حبال المشنقة هم سيلقون مصرعهم بخفوتٍ و دون أية إزعاج ! صعدوا المنصة و علقت رقابهم على الحبال ! تم قتلهم شنقاً ! ثم غُدِرَ المكان ! !
- [مملكة بولفيريم : القصر الملكي] مزجت الألوان لتعطي منظر بهي لمكتب طفل العشرة بجسد الرجل ! هكذا يُحكى عنه , جالساً وراء مكتبه يأكل الحلوى ببرودة أعصاب و الطاولة التي أمامه مليئة بالأوراق دخل عليه يده اليمنة مساعده "جيسون" و وضع مجموعة أوراق أخرى على المكتب , تنهد و قال : سيدي ! يجب عليك أن تجد حل لكل هذه المشاكل ! نظر له بحدة راداً : جيسون أيها اللعين , دائماً ما تفسد لي سعادتي ألا تستطيع السكوت ! ... ما هي إلا شكاوي من أولائك من الطبقة الدنيا دعك منهم ! تنهد من تبعه منذ الصغر بانزعاج , فسيده ذاك لا يغير من عاداته أبداً , بدأ بترتيب الأوراق توقف قليلاً حينما سمع صوت سيده يقول بنبرة غامضة هادئة لم يعتدها منه ! : نيه .. جيسون ! - نعم سيدي ! - أخبرني ! هل أستحق الحياة ! لطالما اعتاد الأسئلة الغريبة التي تأتي من سيده فجاءه و دون سابق إنذار , لكن نبرته مختلفة تماماً عن العادة أجابه بهدوء : ربما نعم و ربما لا ! - لما نعم و لما لا ؟ - أنت شيطان تنكر في زيي ملاكٍ و خدع العالم بما فيه ! يستحق الهلاك بأشنع الطرق و الوسائل و الإعدام على حبال المشنقة ! و في الوقت عينيه أعلم أنك كنت ملاكاً مسبقاً لكن تم قتلك ثم تم إعادة إحيائك من جديد لتكون طاغيةً على الأرض ! - و هل سأدخل الجنة حين موتي ! صمت قليلاً لكنه رد على سيده بعد حين : أظنك تعرف الجواب ! كلانا نستحق الخلود في النيران! - إن كنت تعرف أن نهايتك ستكون هكذا , فلماذا تتبعني إذن ؟! - ربما عقلي أشد جنوناً من عقول المجانين ! لم يتمكن ألفرد من تمالك نفسه فبدأ بالضحك بلا توقف ساخراً ! من الحال التي هما بها ! أما جيسون فعاد إلى ترتيب الأوراق بهدوء ! - [ مملكة أكوا : قصر عائلة كيلاس ] دخل فتى الخامسة و العشرين من عمره قصر أهله بعد غياب , أين كان ؟! لا أحد يعرف , و كأن هناك اهتمام ! عدم المبالاة هذا هو ما جعل والده يعطي ورثة العائلة لأخيه الأصغر ! مشى بملل غير مبالٍ بصوت والده الصارخ الذي وصل حتى بوابة القصر : اسكندر ! تابع سيره بملل في أرجاء القصر حتى وصل غرفة والده , تلقى حينها صفعة قوية جعلته يتراجع للوراء رفع عينيه الفضيتين ناظراً إلى والده الذي استشاط غضباً و أكمل صراخه : أيها اللعين سمعة عائلة كيلاس أصبحت محط أقدام حثالة الخلق بسببك ! ابتسم ببلاهة بعد أن رفع رأسه أعقب على كلام والده كأن شيئاً لم يكن ! : أوه .. والدي , كيف حالك ؟! جز على أسنانه و حاول عدم قتل المغفل الواقف أمامه تنهد مكملاً : أين كنت بربك ؟! - أين قد أكون برأيك ؟! ربما هنا .. و ربما هناك! - لمرة واحدة لعينة ! أجب علي بوضوح ! - لا مكان معين .. لا مكان ! .زمجر والده صارخاً : أجب علي .. قبل أن أفقد أعصابي ! تنهد بملل راداً : على حبال المشنقة ! التفت اسكندر مغادراً الغرفة ذاهباً إلى مكان لا أحد يعلمه و لا حتى هو ! ربما أراد فحسب الخلاص من البقاء في القصر و التشبه بإعمال النبلاء , أما والده فقد مسد جبينه بخيبة أمل , فهو قد فشل في أن يكون والداً لابنه الأكبر , فهذه العادة ملازمة له منذ الصغر ألا و هي مشاهدة عمليات الإعدام ! - [ أكاديمية أبتوماتس : الفصل b4 ] وصل جسدها إلى القاع محطماً بذلك أضلاعها تاركاً ألم لا تستطيع تحمله أو مقاومته , لكنها لم تصرخ ! لم تأن ! لم تبدِ أي ردة فعل ! عينيها و لوهلة فرغتا تماماً من الحياة جسدها أصبح بارداً و أعضاؤها توقفت عن العمل مع أن قلبها لا زال ينبض ! تقيأت الدماء و هي تستمع لصوت أغنية هادئة بداخلها , فجاءة وجدت نفسها في مكان ملأه البياض حتى هي كانت ترتدي ثوباً أبيضاً بلا أكمام يصل إلى أعلى ركبتها , خطت أول خطواتها متجهة إلى الأمام شاعرتاً بالمياه التي في الأسفل تابعت خطواتها و كلما خطت خطوة واحدة إلى الأمام تبدأ الألوان تمتزج و تُعاد الحياة إلى الصورة ! توقفت عن السير حين رؤيتها لصاحبة الصوت الذي يأسر القلوب , امرأة ثلاثينية بشعر أشقر مائل للبياض عينين بنية جميلة و بشرة بيضاء صافية توقفت عن الغناء عند جملة شاذة عن الموضوع التي كانت تغني عنه : بانت الأرواح و الأجساد باقية .. لتترك لنا سوءاً لم نطقه فبدأنا بالعويل على أطلال رحيل معشوقنا ! على الأطلال هناك ! أنا رأيت بقايا جثة صاحبها كان أنا ! يصعب تلحين هذه الكلمات فهي متناقضة أشبه بالأشعار ! صوتها كان كافياً ليجعلها لحناً بغض النظر عن الكلمات , حولت عينيها لألين التي كانت تنظر لها بنظرة فارغة من الحياة ! تقدمت نحوها و وضعت يدها على خصلاتها الحمراء قالت بصوت ناعم : يبدو أن حياتك ملونة بنفس لون هذه الخصلات .. صمت قليلاً مكملة : أنتِ على وشك الهلاك أتدركين هذا ؟! لم تنتظر منها ردة فعل أو جواب , فهي تعلم أنها غير قادرة على الحديث ! انبلحت عينيها حينما سمعت صوتها و لأول مرة في هذا البعد و في هذا المكان : أنتِ من كنتُ أراها في أحلامي دائماً على الدوام ! صدمتها ظهرت على ملامح وجهها الجميل , يبدو أن إيقاظ ألين لقوتها قد جعلها قادرة على الحديث ! هذا ما تبادر في ذهناها و لكن .. إن كان هنالك سبباً أخر فهي في مشكلة بالفعل .. أعادت ملامحها إلى وضعية البرود لتكمل صهباء الشعر كلامها : من أنتِ ؟! - نصفك الآخر .. شيطانك على نحو صحيح ! - لقد كنتِ تشبهينني في سبق ؟! - لقد قلت لكي أنا أحب انتحال الشخصيات ! تقدمت إلى الأمام و قالت بهدوء : بإمكانك مناداتي برديشو ! - ألا يعني هذا الاسم الهلاك ؟! - لقد كُتِبَ علي أن أبقى ملعونة إلى أجلٍ غير مسمى .. إلى يومٍ غير معلوم ! أكملت كلامها الهادئ بنبرة مرتفعة نسبياً : يا حاصد الأرواح ! أنا أناديك فاستجب للنداء ! أيها الشيطان من كان ملاكاً و أُسْقِطَ من الجنان ! أنا السيدة و الحاكمة و الواليةُ هنا و بكل الأزمان ! أنا المتحكمةُ و التي تمسك زمام الأمور بإحكام ! فإياكم و ألا تلبوا النداء ! سطع نور قوي كاد يعمي بصرها فأغمضتهما خوفاً من فقدانه و تبقى في الظلام إلى الآبدين ! فتحت عينيها حين شعورها بخفوت الضوء الذي كاد يعميها مذ قليل , لتجد أنها في نفس المكان ممدةً و الدماءُ من جسدها توقفت عن السيلان منقطع النظير ! و حتى الألم اختفى و لم يعد له وجودٌ , اعتدلت في جلوسها ملتفتاً إلى المكان الذي أصبحت فيه ! لا ترى أوهاماً كما قد كان قبلاً و لا أية تشويه ! سمعت نفس صوت المرأة مذ لحظات يقول : الآن أنا و أنتِ واحد ! أنا النفس و أنتِ الجسد ! فما عاد لنفسك الأصلية سبيلاً للتصديق ! فأنا أخذت مكانها و أزلت غشاءً أعمى عينيكِ الجميلتين ! أكملت طريقها ذاهبةً إلى حيث لا تدري نفسها واصلتاً إلى الصحراء المعدمة من الحياة ! شعرت بذبذبات بالهواء دالةً على وجود عدد لا بأس به من الأشخاص ! لم تبالي و أكملت طريقها بين الجثث و الخوازيق و الأشخاص المصلوبين على الأخشاب ! توقفت حين رؤيتها اثنين وقفا في طريقها معلنا التحدي و الإزعاج ! سمعت صوت ذاتها تقول : لستِ نداً لهذين الشخصين ! لذا خذي من قوتي بالقدر الذي تريدينه ! شعرت بتدفق هائل للطاقة في جسدها ! شكلت النيران في يديها و أقدامها متجهة نحوهما محاولة ضربهما , تراجعا للخلف و أخرج احدهم جدار صخري من تحتها ! تجنبته بمهارة جاعلة من الآخر قادراً على إصابة بطنها , ابتعدت عنهما تاركتاً مسافة للاحتياط ! صرخ شيطانها بها قائلاً : أيتها البلاء استخدمي قوتي لكي تنجي بنفسك من هلاك محتوم ! ردت بجفاء : لست بحاجتها ! احتفظي بها لنفسك ! - [أكاديمية أبتوماتس : الفصلL ] ليس موجوداً أساساً بل محض بعد تستطيع فتح بابه من أي واحدة من زوايا المدرسة ! بيئته كانت غريبة فهي مملوء بالمخلوقات الأسطورية التي ليس لها وجود ! في أحد أركانه حيث وقف خمسة طلابٍ منهم على العشب الأخضر مشكلين دائرة ليقوموا بعمل التعاويذ رددوا معاً : نحن من نحمل ظُلُمات العالم لنجلب النور ! ندفع أرواحنا فداء لمن لم يعرف يوماً بنا أو يسمع صوتنا ! على الحبال نحن سنُعلِق رقابنا شانقين أنفسنا ! لتحيا البشرية و نغط نحن في سباتٍ لا قيامةَ بعده ! لا اليوم و لا بعد سنين ! BRB |
__________________ - كيف ستصعد إلى القمة و أنتَ تهاب المرتفاعت ؟!
أيلين لـ إدوارد !
- تبدين محطمة للغاية من الداخل سيدتي !
- لا يوجد شئ في الداخل حتى يتحطم أصلاً !
المحادثة بين إيلار و ماريا ! |