قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: أينام ربك؟ نحمد الله حمد الشاكرين، ونؤمن به إيمان الموقنين، ونقر بوحدانيته إقرار الصادقين، والصلاة على نبيه محمد سيد المرسلين وعلى جميع النبيين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. وبعد في حلية الاولياء قال الفقيه الشهيد ابو عبد الله سعيد بن جبير رحمه الله .
قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: أينام ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله،
قالوا: أيصلي ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله،
فقالوا: فهل يصبغ ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله،
فأوحى الله تعالى إليه: إن بنو إسرائيل سألوك أينام ربك فخذ زجاجتين فضعهما على كفيك ثم قم الليل،
قال: ففعل موسى عليه السلام لما ذهب من الليل نعس موسى عليه السلام فوقع لركبتيه، فقام فلما أدبر الليل نعس موسى أيضاً فوقع أيضاً فوقعت الزجاكتان فانكسرتا،
فقال عز وجل: لو نمت لوقعت السموات والأرض ولهلك كل شيء كما هلكت هاتان،
قال أشعث، عن جعفر، عن سعيد: وفيه نزلت " الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم " . " البقرة 255 " .
قال: وسألوك أيصبغ ربك؟ فأنا أصبغ الألوان كلها الأحمر والأبيض والأسود،
وسألوك أيصلي ربك؟ فإني أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي فذلك صلاتي.
وعنه قال قالت اليهود لموسى: أيخلق ربك خلقاً ثم يعذبهم؟
فأوحى الله إليه يا موسى ازرع، قال: قد زرعت،
قال: احصد، قال: قد حصدت،
قال: دس، قال: قد دست،
قال: ذر، قال: قد ذريت،
قال: فما بقي؟ قال: فما بقي شيء فيه خير،
قال: كذلك لا أعذب من خلقي إلا من لا خير به. انتهى
جعلنا الله واياكم من الواعين لما يسمع والمتعظين بما ينفع |