عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-13-2016, 05:22 PM
 
##


الفصل الثاني : اليتيمة والمنفي!

أوصلني مارسيل إلي غرفة ليو منذ مدة ،انتظرته قليﻼً فأنا قلقة من قرار والده بشأني!
وعندما تأخر عرفت أن لديه حوارًا طويﻼً مع أبيه لينهيه وحينها لم أستطع مقاومة أستكشاف غرفته
أو باﻷصح جناحه!

ﻻ يهم!

بدأت السير وأنا أتفحص كل شيء!
يوجد مطبخ صغير بعيدًا عن غرفة النوم وكذلك حمام لكنه واسع جدًا وكأن ليو سيقضي بقية عمره يستحم!
اﻷمر ببساطة وكأن لديه شقته الخاصة بداخل القصر!

استحممت!

ذهبت إلي المطبخ الصغير من جديد ﻷري ما به من طعام!
أخرجت طبقًا من الفواكه وبدأت أتناول منه أمام التلفاز الذي في غرفة المعيشة!
ثم أحضرت مشطًا وبدأت بتمشيط شعري البني الطويل المُبتل!
- أففف لقد تأخر ليـ..

لم أكمل كﻼمي ﻷنه كان قد فتح الباب ودخل!

-هااه ماذا قال ؟!
-سأوصلك إلي منزلك ،أين يقع ؟!
-قبل هذا بشارعين ..
-لكن ﻻ يوجد بهذا الشارع سوي دور اﻷيتام ..
-....
-أنا آسِف .. لم أعلم ..
-ﻻ عليك ... لم تُخطيء في شيء!

حملني ليو فجأة ﻷصُرخ : ما هذا ؟!

- أوه آسف لكني سأقفز من الشرفة لذا يجب أن أحملك!

ثم قفز من الشرفة وأنا أصرخ : لِمَ يجب أن تقفز ؟!
- هكذا أسرع !واﻵن أفتحي عينيكِ!
- واﻵن أنزلني أرضًا!
- ولكني لم أوصلك بعد !فقط تمسكي جيدًا ..!

لم يعطيني فرصة لﻸعتراض فقد بدأ بالجري! لكني شعرت وكأني أطير!
توقف بعد ثواني : وصلنا ..!
ﻷجد نفسي خلف مبني في شارعي ،أنزلني بهدوء : أعتني بنفسك!
ابتسمت مودعة : سأفعل! افعل أنتَ أيضًا!
فأبتسم ليو بهدوء ثم ذهب أو بمعني أصح أختفي!

أخذت نفسًا عميقًا ثم دخلت إلي المبني لتقابلني المديرة "مادلِن" : هااه هل حصلتي علي عمل ؟!
- ليس بعد ..
- ماريا لقد أعطيتكِ فرصة عامًا كامﻼً! أنتِ اﻵن في السابعة عشر!
- وماذا يُفترض أن أفعل سيدة مادلِن ؟! أنا ﻻ أستطيع إيجاد عمل أو حتي مكان للتأجير بسعر رخيص! أين يفُترض أن أذهب سيدة مادلن ؟!
أجابتني بآسي : أعلم صغيرتي، لكن القانون هوَ القانون! كما أن رئيسي السيد "روبرت" قادم بعد غد ليري كيف هي اﻷحوال!
توسلت : حسنًا، سأبيت هنا الليلة فقط!
صمتت قليلًا : يمكنك ذلك..
ضممتها وأنا أقفز بسعادة : شكرًا لكِ سيدة مادلِن! وعمتِ مساءً!
ابتسمت : عمتي مساءً صغيرتي!

وما أن أبتعدت عنها حتي محوت ابتسامتي المصطنعة التي يتطلب مني صنعها جهدًا كبيرًا!

توجهت إلي قسم الفتيات الذي ﻻ يوجد غيره أصﻼً !!
وما أن دخلت حتي ركضت الصغيرات نحوي!

رورو : ماذا أحضلتي لي ؟! "أحضرتي"
مددت يدي في جيبي : هذه التفاحة لكِ ..
~أظن أن ليو ﻻ يمانع في أخذي لتلك التفاحة !~
ميمي : أنا من سينام في حضنك اليوم ،صحيح ؟!
- نعم !صحيح !
ميمي : إذن أخبري سوسو!
سوسو : لكن أنا أريد النوم في حضنك اليوم!
ابتسمت ببلاهة : يمكن لكﻼكما أن ينام بحضني اليوم!
كلاهما : هييه أنتِ أفضل أخت في العالم!

وذهبتا تركضان في كل أرجاء القسم! ما أجمل براءة الطفولة!

توجهت ﻷلكسندرا ﻷسألها عن حالها : كيف حالك ألكس ؟!
ألكس : بخير .. كيف حالك أنتِ ؟! هل وجدتي وظيفة ؟!
- ﻻ، لم أجد!
ألكس : إذن؟ماذا عن السيدة مادلِن ؟!
- لقد وافقت أن أبيت هنُا اليوم !
~ﻷودعكم~
ألكس : هل ستذهبين حقًا؟!
- وهل لدي خيار أخر ؟! لقد تخطيت السن القانونية للبقاء في الدار علي أي حال!
تجمعت دموعها في عينيها لهذا أنزلت رأسها قليﻼً كي يغطي شعرها مﻼمح وجهها الحزين : ...
- ألكسندرا أنتِ اﻷكبر سنًا بعدي ..
عديني أنك ستعتنين بالصغار ..
عديني أنك ستستحقين أن ينادوكِ بأختي .. عديني أنه لن تنام واحدة منهم حزينة!
عليتُ من نبرة صوتي لتردُ عليّ : عديني ألكسندرا مالينو!
ردت بصوت باكي قوي : أعدك! أعدك ماريا سميث !أعدك أختي !

تقدمت رورو فجأة وأمسكت يدي وهي تقول : أحكيلي قثة "قصة"
ثم ألتف حولي بقية الصغار مطالبين بالقصة !
ابتسمت ألكس ابتسامة صغيرة باهتة : صحيح لم تحكِ لنا قصة منذ زمن!
- أوه ﻻ أُصدق ألكس تطالب بالقصة هكذا ﻻ أستطيع الرفض !ﻷجلك ألكس !
غمزت لها فتجمعت مجموعة من الصغيرات حول ألكس! منهم من يقول "أحبك ألكس" ومنهم من يقول "سأنام إلي جوارك"!

صفقت بكفيّ : حسنًا ألكس إلي سريرك أنتِ وصغيراتك! ميمي وسوسو الي سريري واﻵن من تبقي؟!
رورو وهيّ تخرج من تحت سريري وشعرها مبعثر بطريقة عجيبة : أنا!
تبقي أنا!
- آنِسة مشاكسة ماذا كُنتِ تفعلين باﻷسفل ؟!
رورو : كنت أحضر السيد دب!
- حسنا !اذهبي إلي سريري حتي أُطفيء النور!
رورو : حاضر !

أطفأت النور ثم بعدها مباشرة أرتطمت في الحائط وأنا عائدة!
ألكس : ماريا ؟!
بابتسامة بلهاء لم يراها أحد بسبب الظﻼم أجبت : أنا بخير !
سرت حتي سريري ثم دخلت بين الفتيات وغطيتنا ثم بدأت أقص حكايتي!
-كان يا مكان في قديم الزمان ،كان هناك فتاة فقيرة ،كانت تبحث عن وظيفة ومسكن ،وفي يوم من اﻷيام وهي عائدة إلي أخواتها ليلًا قابلت أميرًا!
رورو : أنا عرفت ماذا سيحدث فالنهاية!
سَخِرت : إذا كانت البطلة نفسها ﻻ تعلم ما سيحدث! كيف عرفتِ أنتِ يا مشاكسة ؟!
سوسو : قُلتِ قابلت أميرًا!
ميمي مُتابعة : إذن بالطبع ستتزوجه ولن تعود فقيرة!
رورو : نعم هذا ما أردت قوله!
أحمر وجهي : مهلًا! مهلًا! وقت مستقطع! كم أعماركم هنا ؟!
الثلاثة بذات الوقت : الخامسة!
- حسنًا، مازلتم أطفالًا!
ألكس مقاطعة بعد أن عرفت من الفتاة الفقيرة : هل كان لديها صديقة مقربة ؟!
-من؟!
ألكس : الفتاة الفقيرة ..
-بالطبع لديها وهي جميلة جدًا!
ألكس بانزعاج : إذن لماذا لم تخبرها عن أمر هذا اﻷمير ؟!
-ااء
ميمي : ألن تكملي القصة ؟!
-بالطبع صغيرتي! ذلك اﻷمير آذي الفتاة الفقيرة ثم اعتذر لها وهيّ قَبِلَت اعتذاره! وعندما عادت إلي أخواتها قالت لها صاحبة المنزل أنها لن تستطيع تركها في المنزل سوي ليلة واحدة أخري فقط لتودع أخواتها وتوصي صديقتها المقربة عليهم ثم ... ثم ...
ألكس بحزن : ثم ماذا ؟!
-ألكس هل نامت الفتيات ؟!
- أجل ..المهم ثم ماذا ؟!
أجبتها ببرود ودموعي تنساب علي وجنتيّ: ثم ﻻ شيء! لم تعرف عائلة غيرهم ولكنها مضطرة أن تودعهم .. وتمضي قُدمًا .. وتتخلي عن كل شيء! لماذا يُفترض أن تحارب من أجل الحياة بعد أن فَقَدَت كل شيء؟!
ألكس : ولِمـَ ﻻ يُفترض أن تفعل؟! ماريا يجب أن تصبحي شيئًا! من يعلم ربما تجمعينا أنتِ في النهاية
بعد أن نطرد جميعًا من الدار! أو حتي تزورينا بعد أن تستقر أحوالك .. أنتِ لم تخسرينا ! أنتِ علي وشك أن تكسبي نفسك! هل تفهمين ما أعني؟!
ماريا : نعم، أفعل!

___

عند ليو :-

مارسيل : الملك يريد رؤيتك أنت وماريا يقول أن فرقة الساحرات جئن مبكرًا عن موعدهن!
ليو : حسنًا، اذهب أنت مارسيل اﻵن وأخبره أني قادم!
مارسيل : حاضر..

انحني ثم ذهب فقام ليو وبدل مﻼبسه ثم ذهب إلي أبيه : أين الفتاة؟! لماذا جئت وحدك؟!
ليو : أنها نائمة .. لذا جئت وحدي ..
-أنه يكذب .. لقد هربها !
ليو بغضب : ﻻ دخل لكِ لوري!!
لوري : أنا الساحرة اﻷولي .. وأري أنك تكذب!
ليو : حسنًا ،أنا مازلت موجودًا!

فتقدمت تلك المدعوة لوري ووضعت يدها علي رأس ليو لثواني وعيناها تضيئان ثم أنطفأت وأنزلت يدها!

لوري : الفتاة ستعود! عندما تعود اخبروني! سأكون في غرفتي !

ثم بدأت تمشي تاركة ساحة الملك!

ليو : حسنًا ،أنا أيضًا ذاهب!
أدريان بغضب : توقف! إذن فقد هربتها بالفعل؟!

نزل من علي كرسيه وحدق في عينا ليو بحنق بدا وكأنه يريد قتله أو صفعة بقوة جاعلًا الدم يسيل من فمه لكنه تحامل علي نفسه : ستظل محبوسًا إلي أن تعود الفتاة!
ثم نادي فجأة حراسة بقوة : خذا هذا الخائن إلي السرداب أسفل القصر! وﻻ أريد ﻷحد أن يعلم بشأن هذا وإﻻ فيها موتكما!
الحارسان وهما يمسكان ليو من كلا ذراعيه : نعم سيدي!

___

عند ماريا :-

استيقظتُ بهدوء. ﻷُغطي سوسو وميمي ورورو جيدًا ثم أخذت ورقة وقلم لأكتب جوابًا ﻷلكس ،طويته ووضعته علي التسريحة المتواضعة التي بجانب سرير ألكس.

أرتديت كوفيتي البيضاء وحذائي الرياضي وحقيبة ظهري الجِنز البالية الصغيرة ؛ عليّ الآن العثور علي وظيفة!

عدلت من وضع الكوفية والحقيبة ..
ثم فتحت باب القسم وألقيت نظرة علي الفتيات ~إلي اللقاء ..
وليس وداعًا ..~
ثم خرجت في رحلة للبحث عن وظيفة!


-انتهي الفصل الثاني.
رد مع اقتباس