الموضوع
:
متى ستظهر الحقيقة كاملة؟ [شظايا لعنة بعثرها الزمن]
عرض مشاركة واحدة
#
22
03-16-2016, 01:38 PM
Inas Fallata
في الصباح عند روي طرق باب الغرفة لينظر إليه باستغراب دخلت تلك السيدة برفقة الرجل بابتسامة هادئة لينظر إليهما باستغراب أكثر اقتربا منه لتقول السيدة: صباح الخير روي لقد سمعنا بما حدث لقد كنا قلقين كثيرا عليك
قال الرجل: ربما أنت لا تتذكرنا لكننا والديك
نظر روي إليهما بشيء من الشك ليجلسا معه يحدثاه عن بعض الأشياء التي قد تساعد في استعادة ذاكرته بدأ يتجاوب معهما ليشعرا بالراحة لذلك أجرى الطبيب فحصه المعتاد ثم غادر بعد ساعتين طرق الباب لينظر ثلاثتهم للشخص الذي دخل ابتسم لهم بلطف بعد ارتسام التعجب على وجهه ليقول بمرح شديد: صباح الخير
قال الوالد: صباح الخير آنسة هايلون
قالت فينوس: رجاء نادني فينوس و حسب
ابتسم لها بلطف جلست معهم قليلا يتحدثون بمرح شديد ليغادر والديه ذاهبين لزيارة ليزا و مايك قالت فينوس: هل استطعت تذكرهما؟
قال روي: بإمكانك القول بأنني تذكرت أشياء كثيرة
قالت فينوس بحماس: حقا؟ أود الاستماع لذلك
ابتسم لها لتفاجأ فتلك الابتسامة الأولى له شعرت بشيء من الاحراج لخلطها الأمور ليبدأ الحديث قائلا: تسببت عائلتي في انتقالنا لمدينة أخرى لبعض الوقت و افترقت عن أخي التؤام عدنا لهنا في عامي الحادي عشر لكننا لم نعد للعيش معهم فمنزلنا في مكان قد لا يخطر في بالهم
قالت فينوس: لقد سمعت بهذا من والديك أيضا لابد أن الأمر كان قاسيا عليك
ابتسمت له بعدها أخبرها بالعديد من الأشياء عنه و والديه و بعض مواقفه استمتعا بحديثهما ذاك حتى تحول لجو كئيب غائم بعد قوله: أعتقد بأننا لن نلتقي مجددا بعد هذا فلا يجدر بنا البقاء معا
أنزلت رأسها بحزن لتذكرها التؤام الذي أحبته و أهدته قلبها لمح روي ذلك الحزن يطوف حولها أمسك بيدها ليجبرها على النظر إليه ليبتسم لها و يقول: لا داعي لكل هذا الحزن فينوس لن تكون الأمور على ما يرام لو بقينا معا
قالت فينوس: أدرك ذلك فأنا....بسببي قد قتل رين و ابني
صدم روي لمعرفته الأمر أخفت وجهها خلف كفيها فالدموع قد وضعت لمساتها الأخيرة لذلك الحزن توسعت حدقتا عينيها لذلك الحضن الذي آواها لتسمح بدموعها بالظهور أكثر حاول روي التخفيف من ذلك الظلام المحيط بها أخبرته بكل ما جرى و الأحداث التي أسفرت عنها ليتقاسم الحزن معها و لو قليلا ابتعدت عنه ليمسح الدموع التي لا تزال تجري على وجنتيها ليقول لها: لقد كان أخي محظوظا حقا بالتقاء شخص رائع مثلك فينوس
قالت فينوس و هي تضحك بسخرية بالرغم من الدموع التي لا تزال تسير على وجنتيها: أنا حقا لست بتلك الروعة التي تظنها
ضحك على منظرها ذلك لتفعل المثل ليقول روي: يا لسخرية القدر تزوج أخي بالفتاة التي وقعت في حبها أولا
شعرت فينوس باحمرار وجنتيها و اشتعال جسدها حرارة ليبتسم بلطف لها تحدثا مطولا قبل مغادرتها لعملها التقت بجاي يحدث مايا مجددا لتشعر في رغبة في رفع ضغط دمها لتقترب منها و تغمض عينيه لتنتظر بمرح إجابته ليبتسم و يقول: فينوس توقفي عن ألعابك الطفولية
قالت فينوس و هي تبعد يدها: لم أرك منذ فترة ألم تشتق إليّ؟
ابتسم جاي و قال: بلى اشتقت إليك لكنك مشغولة هذه الأيام لذا بالكاد نرى بعضنا
قالت فينوس بمرح: آه صحيح هناك أمر أود الحديث إليك فيه أأنت متفرغ؟
سؤالها ألقته و هي تحدق بمايا بسعادة شريرة لمح جاي ذلك ليبتسم و يقول: حاليا لست متفرغا كما ترين أحدث مايا
نظرت لها فينوس بتلك النظرات الشريرة المستمتعة بالأمر لتقول لها مايا: ماذا هناك؟ ألم تريني؟
قالت فينوس: كنت أحاول ذلك لكن مرحبا مايا كيف هو يومك؟
انزعجت مايا كثيرا من حديثها لتوجه حديثها لجاي قائلة: إن كنت لا تزال ترغب في الحديث إليها ابقى هنا أنا مغادرة
قالت فينوس: رافقتك السلامة مايا انتبهي لا تتعثري تعرفين قيمة وجهنا في هذا المجال
غادرت بعدها لترى النيران تشتعل في مايا أسعدها ذلك كثيرا توجهت للاستديو الذي ستعمل فيه هذا اليوم دخلت الغرفة لتجلس على ذلك الكرسي فقد بدأت تشعر بالدوار من جديد استلقت على الأريكة عند ليزا و مايك قرع الجرس ليفتح مايك الباب تفاجأ من رؤية الشخصين هناك قالت السيدة: مضى وقت طويل مايك
ابتسم مايك ليدخلهما نهضت ليزا فور رؤيتهما بذهول لتعانقها السيدة بمرح شديد و تقول: لقد اشتقت إليك كثيرا أختي
دمعت أعينهما لينظر إليهما الرجلين بابتسامة لطيفة جلسوا معا يتحدثون بمرح شديد و الذكريات تنعش بعضها قضوا وقتا ممتعا هناك ليقول مايك: كيف عرفت مكاننا ليو؟
قال ليو: تعرض روي لحادث ما عثرت عليه آنسة لطيفة كفاية لتعتني به حتى يستعيد ذكرياته تذكر عنوان منزلنا فأتت إلينا و أخبرتنا بمكانكما
حاول الزوجين معرفة الشخصية المجهولة التي تحدث عنها ليو لتبتسم والدة روي بمرح حتى قالت ليزا: أتقصدان فينوس؟
قالت والدة روي: أجل هي فينوس هايلون لا أعرف حقا كيف التقى بها رين
قال مايك بشيء من الحزن: هل أخبرتكما بما جرى؟
قال ليو: أجل فعلت كانت حزينة للغاية
قالت ليزا: يبدو أنها لم تتخطى الأمر بعد لكنها أفضل حالا فقد كانت حبيسة منزلها
ابتسموا بلطف لفينوس التي تذكرها الجميع عند عائلة هايلون الذين كانوا يستمتعون بالأحاديث حتى قالت كاثرين: لقد بدت فينوس مخلتفة عن العادة بالأمس لقد قلقت عليها حقا
قالت ليندا: لقد قال الطبيب بأنها بخير لذا لا داعي للقلق
قالت كاثرين: لم أكن أقصد ذلك لقد بدت حزينة لسبب ما أتعتقدون بأنها لم تتخطى الأمر بعد؟
فكرن في الأمر قليلا ليقاطع تفكيرهم صوت ويليام القائل: أمي أليست هذه عمتي فينوس؟
نظرت ليندا للتلفاز الذي كان يعرض خبرا ما رفعت فانتين صوت التلفاز ليسمعن المذيع يقول: ننقل هذا الخبر من شركة"...." حيث تم طلب الإسعاف بعد فقدان العارضة المشهورة فينوس هايلون وعيها أثناء التصوير لم يجب المسعفون على أي من أسئلتنا
نهضت فانتين و ليندا لتغادرا للمشفى الذي ذكر عنوانه عند روي الذي كان يتجول في الممرات ممرنا ساقيه فقد مل الجلوس في الغرفة طوال الوقت سمع حديث بعض الممرضات عن شخص ما ليقترب منهن أكثر لتقول: حقا؟ لم أعرف بأنها عارضة
قالت أخرى: عمن تتحدثن؟
قالت ثالثة: عن تلك الفتاة التي كانت تأتي لزيارة السيد وارس فينوس هايلون
قالت الثانية: ماذا حدث لها؟
قالت الأولى: سمعت بأنها فقدت وعيها أثناء التصوير لكنها كانت تنزف لذا لا أعتقد بأن ذلك صحيح
القلق انتاب روي ليسألهن عن مكانها ذهب إليه ليرى مجموعة من الصحافة يقفون أمام باب تلك الغرفة اقترب منهم أكثر ليرى الحارس الذي منعهم من الدخول لينظر للسيدة التي علقت دموعها في عينيها و القلق يكاد يقتلها اقترب أحد الأطباء من المكان ليحدث الحارس بشيء ما حتى وقعت عينيه عليه ليصدم كثيرا غادر بعد حديثه القصير مع الحارس ليسمح للسيدتين بالدخول ثم يوجه أنطاره إليه ليقول له: بإمكانك الدخول
نظر الصحفيون إليه أثناء دخوله الغرفة و الشكوك تبدأ في مساورتهم نظر روي للسيدة التي كانت تبكي بالقرب من فينوس الفاقدة الوعي نظرت الأخرى إليه بصدمة بالغة تفهم الأمر لتقول: من تكون؟
قال روي: أنا روي وارس تؤام رين
رفعت السيدة رأسها لتنظر إليه بذهول لتعيد بأبصارها لفينوس بقى الصمت يجوب في الغرفة منتقلا من حائط لآخر منتظرا ما قد يزعزعه استفاقت فينوس لتنظر لوالدتها الباكية لتبتسم و تقول: أمي لم كل هذه الدموع؟ أنا لم أمت بعد
مسحت دموعها لتستبدلها بابتسامة و تقول: لماذا تحاولين دائما المزاح بشأن هذا فينوس؟ أنت حقا هي الأسوأ
ضحكت فينوس بمرح شديد على تعليق والدتها لتقول ليندا: سعيدة بأنك بخير فينوس
ابتسمت فينوس لها لتقول: ما كل هذه الضجة في الخارج؟
قالت ليندا: أنسيتي بأنك محط أنظار الجميع فينوس؟ لقد حضرت الصحافة لمعرفة ما يحدث معك
صمتت فينوس و ترسم ابتسامة لطيفة على وجهها انتبهت لروي الذي يحدق بها لتبتسم و تقول: لم يكن يجب عليك القدوم روي
قال روي: سمعت بالأمر و أتيت للتحقق
قالت فانتين بنبرة مدهوشة قليلا: أتعرفينه؟
قالت فينوس: كيف لا؟ إنه تؤام رين
قالت ليندا: و لم تخبرينا أي شيء عنه
قالت فينوس: حسنا هذا لأنه لم يكن موجودا هنا
تنهدت فانتين بانزعاج من تصرفاتها السرية الكثيرة لتقول فينوس: على كل عليكما العودة قبل أن تحضر العائلة كلها
قالت ليندا: حسنا لكن تحسني سريعا
ابتسمت لها بمرح شديد لتغادر برفقة فانتين اقترب روي منها ليجلس على طرف السرير و يمد ساقه اليسرى على الكرسي لينظر إليها و يقول: هل أنت بخير حقا؟ تبدين متعبة للغاية
قالت فينوس: لا تقلق أنا بخير فأنا و المرض عاشقين من نوع مختلف
قال روي: أنت حقا لم تتغيري
ارتسمت ابتسامة على شفتيها تحدثا معا لفترة من الوقت ليعود لغرفته بعد وقت قصير مضى أسبوع على بقاء فينوس في المشفى التي غادرها روي منذ دخولها خرجت من المشفى لتبقى في المنزل لبعض الوقت كما طلب إليها مساء ذلك اليوم كانت تسير عائدة من العمل جلست على ذلك المقعد في تلك الحديقة لتتنهد و تنظر للسماء التي بدأت تثلج لف شخص ما عنقها بوشاح أسود لتنظر لصاحبه الذي قال: لقد خرجت من المشفى مؤخرا لذا لا تصابي بالمرض مجددا
ابتسمت بمرح شديد لتقول: لقد اعتدت على هذا الجو روي لذا لست أشعر بالبرد
جلس بقربها ليضع رأسه على كتفها بهدوء ابتسم ليقول: يبدو أن حرارتك لا تزال مرتفعة فينوس
قالت فينوس: حقا؟ لا أشعر بذلك
قال روي: يبدو أنك تريدين إهمال صحتك حقا
ضحكت فينوس بمرح لتقول: لطالما قال رين لي أن الصحة أولا لكنني حقا أضعها في المرتبة الأخيرة
قال روي: لابد أنه كان يقلق عليك طوال الوقت
قالت فينوس: بالتأكيد يفعل فهو طبيب في النهاية
أمسك بيدها ليحدق في السماء التي هطلت الثلوج منها الصمت كان يحيط بالمكان الهواء البارد يحرك الأوراق القليلة المتبقية على أغصان الأشجار سمعا رنين هاتف قريب منهما ليلتفتا لصاحبه ليظهر ملامح الإحباط على وجهه لتقول فينوس بمرح: يبدو أنك كنت تتخطط لشيء غريب
قال جاي: كنت أحاول إخافتكما لكن هذا الشخص سوف أقتله حقا
ضحكا بمرح عليه ليرفع الخط و يتحدث إليه بهدوء أنهى مكالمته ليقترب منهما ليقول: من النادر رؤيتكما معا فلتعترفا من تتبع الآخر؟
ضحكت فينوس بمرح شديد ليبتسم فالعبوس كان يتمركز في وجهها منذ أيام قال روي: ماذا تفعل هنا جاي؟
قال جاي: لا تقلق لم آت لإعاقة قصة حبكما كنت قلقا عليها و حسب
نظرت فينوس إليه باستغراب لترى الابتسامة تجوب في شفتيه لتقول: الجميع يعاملني كما لو أنني طفلة هذا مزعج للغاية
قال جاي: هذا لأنك تتصرفين مثلهم
قالت فينوس: أنت حقا تحب إزعاجي جاي
قال جاي: حسنا تضعين تعابير مضحكة عندما تنزعجين
ضحك جاي بمرح شديد ليبتسما له ليقول روي: يبدو بأنك تملك الكثير من وقت الفراغ
نظر جاي إليه بنظرات غريبة ليعادلها بنظرات هادئة متحدية ابتسم كلاهما لبعضهما تلك الابتسامة الخبيثة الواثقة لينظرا لفينوس التي ضحكت على ذلك الجو الدافئ حولهما ارتسمت ابتسامة مختلفة المعنى على شفتيهما لتنهض و تقول: حسنا لديّ موعد عليّ اللحاق به
قالا معا باستغراب: موعد؟!
قالت فينوس: أجل موعد مهم للغاية لذا إلى اللقاء سررت حقا بالبقاء معكما
استدارت لترحل لتتذكر أمر الوشاح لتخلعه و تعيده لروي بابتسامة لطيفة سارت بخطى سريعة ليضحك جاي بسخرية و يقول: لقد اعتقدت بأنها بدأت تميل إليك لكنني كنت مخطئا
قال روي: اعتقدت بأنك لم تأتي لتفسد قصة حبي
نظرا لبعضهما نظرات الشرارات التي بدت تحرق الأجواء المحيطة بهما نهض روي ليقول: سوف أعود للمنزل ألا يوجد شيء تفعله؟
قال جاي: بلى لدي جدول مزدحم عليّ اللحاق به
أدارا ظهريهما لبعضهما ليسيرا مغادرين المكان عند فينوس التي وصلت لمكان موعدها في ذلك المطعم الفاخر النادل الذي استقبلها أخذ المعطف الرمادي الذي خلعته فينوس ليرشدها لتلك الطاولة التي حجزت باسم طومسون وقف لاري بتلك الابتسامة المعجبة بها كما بهر الشخصين الآخرين بها اقتربت منهم أكثر لتقول: مساء الخير أعتذر عن التأخير
قال الرجل: لا عليك فقد أتينا توا أيضا
قال لاري: تفضلي بالجلوس
جلست فينوس على الكرسي المقابل للاري الملاصق للجدار الزجاجي الذي يطل على المدينة من تحتهم التقط لهم الرجل الآخر صورتين بتلك الوضعية لتبدأ تلك المقابلة القصيرة حتى صدم كلاهما ذلك السؤال الذي وجه لهما: هل كنتما عاشقين من قبل؟
نظرا لبعضهما ليبتسم لاري لفينوس التي أحرجت من السؤال لتأخذ نفسا عميقا ثم تجيب قائلة: في الواقع لقد تقدم لخطبتي من قبل لكنني كنت أحب شخصا آخر لذا رفضته للأسف
قال لاري بابتسامة: تقولينها كما لو أنني خيار ثان
ابتسمت له بلطف شديد لتفضل عدم التعليق على كلماته تلك انتهت المقابلة لتلتقط لهما العديد من الصور معا ثم يغادر الصحفيان بقيا معا قليلا و الصمت يحلق حولهما شاعرا بالممل لينقذه قول لاري: لقد حزنت كثيرا عندما سمعت لما حدث لرين لابد أن الأمر كان قاسيا عليك
قالت فينوس: لا عليك أنا بخير
نظر لاري لعينيها اللتان بدأتا تتلألآن ليمسح تلك الدمعة الهاربة سريعا حاول إبهاجها قليلا لينجح في إجبار تلك الضحكة على الخروج من جوفها نهضت لتقول: آسفة لكن عليّ العودة للمنزل و إلا قتلني أخي سام
قال لاري: دعيني أوصلك للمنزل فالوقت متأخر بالفعل
قالت فينوس: المنزل قريب من هنا فهو نهاية منعطف الشارع المجاور
قال لاري: أعرف ذلك لكن من الخطر تركك تسيرين وحدك
ابتسمت له ليغادرا المطعم معا أوصلها بسيارته للمنزل ليودعا بعضهما دخلت المنزل لتصعد لغرفتها أمسكت مقبض الباب لتخرج جودي من غرفتها بوجهها النعس لتقول لها: لقد عدت جودي لذا لا تقلقي اذهبي للنوم
قالت جودي: حسنا عمت مساء
ابتسمت فينوس لها لتدخل غرفتها بدلت ثيابها لتستلقي على السرير و تنام من فورها فالانهاك و التعب مهلكان جسدها مضت أيام هذا الأسبوع هادئة بشكل مرعب حتى هذا اليوم الذي بدأت فيه العاصفة استيقظ الجميع في منزل هايلون على صوت صفارات سيارة الإسعاف تجمع أغلبيتهم في غرفة الجلوس ليقول آرثر: ماذا حدث؟ هل أخطأ أحدهم العنوان؟
قال لويس: أنا أيضا لا أعرف
فتح الباب ليدخل رجل ما برفقة جودي التي كانت تحاول التحدث إليه مع تجاهله المستمر لها نظر إليهم بتلك النظرات الغريبة لتقول كاثرين: ماذا هناك؟
قال الرجل: هل كانت فينوس هايلون موجودة في هذا المنزل مساء أمس؟
نظر الجميع إليه نظرات مستغربة سؤاله المفاجئ ليقول آرثر: أجل لقد كانت موجودة
قال الرجل: هل لديك دليل لذلك؟
قال لويس: هي لم تغادر المنزل طيلة يوم أمس و قد بقت جودي معها طيلة الليل أليس كذلك؟
قالت جودي بارتباك: بلى سيدي لقد كنت أحاول إخباره بذلك لكنه لا يستمع إليّ
قالت ليندا: ألا تعتقد بأنه من الوقاحة دخول منازل الآخرين و استجوابهم كيفما شئت؟
قال الرجل: بل من الوقاحة أن تقوم بسرقة الأشخاص
قال لويس: ماذا تقصد بسرقة؟ لابد أنك أخطأت العنوان يا هذا
دخل الجد بنظراته المتأسفة ليستغرب الجميع ذلك الصمت الذي زار المكان كان رهيبا ليقول الجد: أرجو المعذرة سيدي لكن يجدر بنا الحديث وحدنا
قالت أليسيا: ماذا هناك جدي؟ ماذا يقصد هذا الشخص بكلامه؟
قال الجد: سأخبركم بكل شيء لاحقا فقد اذهبوا و بدلوا ثيابكم
بدأ القلق يعدو الجميع فعلوا ما طلبه منهم ليجلسوا في تلك الغرفة مع الأفراد الآخرين فتح الباب ليدخل كل من أفراد عائلة وارس المقربة من عائلة هايلون ليزيد ذلك الاستغراب أكثر و أكثر دخل الجد ليتنهد و يقول: أولا أخبركم بأن فينوس في المشفى الآن لسبب أجهله لكن جودي اتصلت بالإسعاف في الوقت المناسب لذا ستكون بخير على الأرجح محور حديثنا هو فينوس
قالت فانتين: و ما بها؟
قال الجد: لقد تم الإبلاغ عن سرقة علبة مجوهرات ثمينة بما فيها و المواصفات التي أعطيت عن السارق طابقت فينوس لسبب ما
قالت بيلا: صحيح أنني لا أحبها لكنني أثق بأنها من المستحيل أن تفعل شيئا كهذا
قال جيرالد: هذا صحيح جدي الجميع يعرف فينوس و مجرد سماع أمر كهذا مستحيل تصديقه
قال الجد: أعرف ذلك جيدا لكنها الحقيقة التي أثبت بوجود العلبة فوق سريرها و بصماتها قد علقت على أغراض كثيرة من الغرفة التي سرقت فيها العلبة
قال الوالد: أيا من كان يحاول تلفيق هذا لابنتي فهو بالتأكيد ميت لا محالة
قال زوج كاثرين: هو كذلك بالفعل
قال الجد: فليهدأ كلاكما لا نستطيع فعل شيء حيال الأمر سوف يقوم المحقق باستجواب الجميع
صمت الجميع و الغضب يملأهم بدأ المحقق باستجواب والديها في غرفة الضيوف انتهاء بوالديّ روي اللذين لا يعرفان الكثير عنها انتهى ذلك التحقيق الذي أثار أعصاب الجميع ليقول المحقق: بعد انتهاء الاستجواب لم يحدد أي منكم ما إن كانت موجودة في المنزل وقتها أم لا لذا أعتقد بأنني سوف ننتظر اعتراف الفاعلة فقط
قال روي: من المستحيل أن تكون فينوس الفاعلة فلتبحثوا جيدا
قال المحقق: يبدو أنك تشك في قدراتي أيها الشاب المزعج
تلك النظرات الحاقدة أصمتت روي انزعاجا من تصرفاته نهض لويس و والد روي في وقت واحد لينظرا لبعضهما ليقول والد روي: دعني أقوم بفحص تلك الغرفة مرة أخرى
قال لويس: أجل دعنا نفعل ذلك
قال المحقق: و ما الفائدة من ذلك؟ فالنتائج قد ظهرت على أي حال
قال والد روي: فقط دعنا نفعل ذلك حتى لو كان بلا فائدة
كتب لهما العنوان في ورقة صغيرة ليغادر بكبرياء بدأ الجميع في التفكير في حل لهذه المشكلة المعضلة لم يستطع أفراد العائلة النوم في تلك الليلة و البحث لا يزال مستمرا انتهت أيام ثلاث ليو و لويس لم ييأسا بعد لكن الوقائع التي تدور حولهما أكثر من مؤلمة بالنسبة إليهما و لا يريدان الموافقة عليها عند فينوس في المشفى تسير في الأروقة دون تفكير تريد فقط أن تبعد جسدها عن السرير نظرت للسيدة التي كانت تمسك بطفلها بين ذراعيه و هو يصيح متألما اقتربت منها لتقول: أرجو المعذرة هل بإمكاني حمله؟
نظرت السيدة لها لتعطيها الإذن حملت فينوس الصغير بين ذراعيها حدقت في وجهه طويلا بتلك الابتسامة الغامضة أرجحته قليلا و هي تدندن لحن أغنية ما ليهدأ الطفل قليلا و ينام أعادته لوالدته التي قالت: شكرا لك يا آنسة لابد أنك طيبة القلب فكما يقال يعرف الأطفال الأشخاص الجيدين من السيئين
ابتسمت فينوس ابتسامة تخفي الحزن و الألم خلفها أكملت سيرها تائهة التفكير و الضمير وصلت لحديقة المشفى لتجلس قرب الشجرة بهدوء استندت عليها لتتذكر بعض الأحداث التي تتمنى أن تعود بالزمن إليها نظرت لهاتفها الذي لم يرن باسم أي شخص من عائلتها لتتنهد بحزن أعمق مما بدا على وجهها نهضت بعد تساقط المطر لتعود لغرفتها وصلت لهناك لترى والد روي استغربت من تلك الملامح التي وضعها على وجهه لتبتسم و تقول: ماذا هناك عمي؟ أكل شيء على ما يرام؟
نظر إليها بهدوء لتفهم معنى تلك النظرة دخلا الغرفة لتجلس على سريرها بينما يجلس هو على الكرسي أخذ نفسا عميقا ليقول: هل قمت حقا بسرقة صندوق المجواهرات؟
عرفت ما يؤرقه و يرهقه ابتسمت لثقته العمياء بها لتقول: إذا لقد كشف أمري
صدمت تلك الإجابة والد روي كثيرا ليقول: ماذا تقصدين بذلك؟
قالت فينوس: لقد فعلتها حقا و لا أمانع تلقي العقوبة لذلك لذا لا تحاول فعل المستحيل أخبر لويس بذلك أيضا
قال الوالد: لا أستطيع تصديق ذلك حتى لو قلته مئة ألف مرة فينوس صحيح أنني لا أعرفك جيدا لكن من المستحيل أن تفعلي شيئا كهذا
قالت فينوس: ألا تعتقد بأنك تبالغ في الثقة فيّ عمي ليو؟ قد أكون خطر بالنسبة إليك ألا تمانع ذلك؟ فأنا قد قتلت ابنك و حفيدك و مع ذلك لا زلت تثق بي؟ أنت حقا غريب
تلك النبرة الهادئة الباردة الخالية من المشاعر خرجت من جوفها لتعلن بداية عهد جديد لفينوس التي لم تمانع ارتداء قناع البرودة و الخبث على هيئتها نهض ليغادر الغرفة لا يعرف ماذا يقول عاد للمنزل ليوصل تلك الكلمات للعائلة التي لم تقل صدمتها عن
صدمته بها ليقول لويس: حتى أثناء بحثنا و تحليلنا لم يكن هناك أي دليل و لو بسيط بأنها لم تكن هي الفاعلة
قالت فانتين: لم قد تفعل فينوس شيئا كهذا؟ أنا حقا لا أفهم ذلك
قالت إيفلين: لا أعتقد بأنها جادة في ذلك
قالت تارا: ربما حزنها حولها لوحش يرغب في الانتقام
أصمت ذلك التعليق الأصوات جميعها في الغرفة صوت الهواء في الخارج هو كل ما يسمع في تلك الغرفة التي امتلئت بالحيرة و الصدمة عادت فينوس للمنزل دون علم أي شخص بذلك استلقت على سريرها لتغادره تمام الساعة السابعة ذاهبة لعملها مضت أسابيع ثلاث و حالة فينوس في انحدار أصبح الجميع يخشى الحديث إليها حتى ذلك اليوم الذي طرقت جودي باب الغرفة دون سماع إجابة قبل فتح الباب سمعت صوتا غريبا في الغرفة يقول: لم أتوقع بأن تفعلي كل هذا لمجرد تهديد سخيف أنت حقا أتفه مما توقعت
قالت فينوس: لقد وعدت بتركهم لذا افعلي ذلك و حسب
قال المجهول: لقد وعدت لكن لم قد أثق بك؟ فحتى الآن ما قمت به شيء بسيط للغاية
فتحت جودي الباب بقوة لتنظر للغرفة من حولها لترى الغرفة خالية فقط فينوس تحدق بها بتلك النظرات المنزعجة الغاضبة لسبب ما لتقول: من كان هنا للتو آنستي؟ لقد سمعتك تتحدثين للتو مع شخص ما
نهضت فينوس من سريرها لتقترب منها خافت جودي من تلك النظرات التي ترغب في قتلها أوقفتها تلك العين عن الحراك لتقترب منها فينوس و تهمس بضع كلمات في أذنها بدأت خطوات جودي في التراجع مغادرة الغرفة لتلحق بها خطوات فينوس تلك الصرخة أحضرت أقرب الأشخاص إلى المكان لينظروا بصدمة لذلك الموقف فينوس تضع يديها حول عنق جودي التي تكاد تموت بين يديها شعرها الطويل تناثر على جسد جودي و على الأرض القريب منها حاولت ليندا إبعادها عنها لتحدق بها بتلك العين التي أخافت العديد خلع سام ربطة عنقه ليربط عينيها ساعدت كاثرين جودي على النهوض لتقول لها: هل أنت بخير جودي؟ أخبريني ماذا حدث لك؟
ارتعش جسدها لذلك السؤال توسعت حدقتا
عينيها لتقول: لقد أردت الحديث إليها فقط لا أعرف لماذا لكنها هاجمت عليّ
نظرت كاثرين لفينوس المغمضة العينين ليشعر الجميع بتلك الهالة المخيفة التي أحاطت بها طلبت كاثرين من جودي توضيب أشيائها و الرحيل أخذها سام لغرفتها ليضع رأسها على الوسادة و ينظر لها باستغراب ليقول: فينوس ماذا حدث لك؟ لماذا أصبحت تتصرفين هكذا؟
لم تجبه فينوس ليشعر بشيء غريب بشأنها غادر الغرفة بعد وقت قصير لتقول ليندا: هل هي بخير؟
قال سام: لا أعلم فهي لا تجيب على أي من أسئلتي
قالت كاثرين: حقا ماذا أصابها فجأة؟ لقد استخدمت عينها الأخرى لابد أن الأمر أخطر مما نظن
قال سام: سوف أبقى أراقبها لفترة
ذهبت السيدتان لغرفتهما بينما بقي سام يحرس باب الغرفة طيلة الليل أشرقت الشمس لتسطع بشدة أمام تلك النافذة الزجاجية نهض لينظر للباب النصف مفتوح دخل الغرفة على عجل ليرى النافذة مفتوحة تجلس هناك تحمل كتابا ما تنهد بارتياح عاد لغرفته ليبدل ثيابه و يعود ليتفقدها ليجدها لا تزال هناك طلب من إحدى الخادمات مراقبتها ليذهب للعمل عند روي الذي كان يحاول استيعاب كل ما يحصل فجأة ليقول الوالد: لابد بأن هناك شيء خلف كل هذه الأحداث المريبة
قالت الوالدة: اعتقدت في البداية بأنه قد تم تنويمها لفعل ذلك لكن الاعتراف سيد الأدلة
قال الوالد: مع ذلك لا أظنها فعلتها لغير سبب
قال روي: سأخرج قليلا
قالت الوالدة: حسنا انتبه لنفسك
ابتسم لها ليغادر المنزل و يسير مبتعدا كثيرا عن منطقته ليجلس على ذلك المقعد في الحديقة المكسوة بالبياض التفت لصوت الأقدام التي غرست في الثلج ليقول: صباح الخير جاي
قال جاي: ماذا تفعل وحيدا هنا؟
قال روي: أحاول التفكير هذا المكان الوحيد الذي أستطيع التفكير بهدوء
قال جاي: أحدث شيء مجددا؟
قال روي: ماذا تقصد مجددا؟
قال جاي: قبل يومين حاولت الاعتداء على إحدى العارضات المشاركات لها و الآن ماذا؟ هناك شيء غريب يحصل حقا
قال روي: تظن ذلك أيضا؟
قال جاي: بالتأكيد فجميعنا يعرف بأن فينوس لن تفعل شيئا كهذا بدون أي سبب يذكر أنا واثق بأن هنالك شيء يحاك خلف الكواليس و لا بد من معرفته في الوقت المناسب
قال روي: أجل أتفق معك في ذلك
قال جاي: حسنا سأتوجه لعملي قد أتأخر لو أطلنا الحديث أراك لاحقا روي
ابتسم روي له ليغادر و يدخل المبنى رأى فينوس تسير و نهايات شعرها تطير بفعل تلك الهالة التي أحطيت بها ليقترب منها و يقول: صباح الخير فينوس
التفتت إليه ليفاجأ من اختفاء الرقعة فقط أسدلت شعرها الغزير عليه ليقول: ماذا؟ أتتابعين صيحة جديدة؟ إنه يناسبك على أي حال
قالت فينوس: أرجو المعذرة لا وقت لديّ للحديث معك
كادت أن تسير ليوقفها بإمساك معصمها سحبها خلفه لمكان بعيد عن أعين الآخرين ليسند جسدها للجدار و ينزل رأسه ليحدق بعينيها و يقول: ماذا هناك فينوس؟ أخبريني ما سر كل هذا؟ أنا واثق بأنك تخفين شيئا ما
قالت فينوس: فينوس؟ ألا تعتقد بأنه من غير اللائق مناداة الآخرين باسمهم الأول دون إذن منهم؟
تعجب جاي نبرة حديثها أسلوبها الجليدي القارس لقد نجحت في هزيمة رين من هذه الناحية ارتسمت ابتسامة منزعجة على شفتيها لتظهر ملامح الشر على وجهها ابتعد عنها تلقائيا لتكمل سيرها و عقلها يستغرب التصرفات الصادرة عن غير إرادته بدأت عملها كأي يوم عادي انتهى كذلك أيضا مضت أشهر و أشهر على هذه الحوادث التي تسيء لفينوس التي تسوء تصرفاتها و حالتها أكثر و أكثر حتى تلك الليلة سمع سام حوار يدور في غرفة فينوس تعجب ذلك فتح لينظر لذلك الشخص الذي كان يقف في ظلام الغرفة بتلك الأقراط الفضية اللامعة نظرت فينوس في اتجاهه تلك النظرات المرعبة ليقول: فينوس ماذا يجري هنا؟ و من يكون هذا الشخص؟
ارتسمت ابتسامة خبيثة سعيدة ليترك المكان كما لو أنه لم يوجد اقترب من فينوس لتدفعه على السرير و تصبح فوقه صدمته تلك الدموع الساقطة على وجنتيه لتفتح شفتيها قائلة بارتباك و خوف: أنا آسفة ليس لديّ خيار آخر
لامست أناملها خصلات شعرها الساترة لعينيها ليمسك بيدها و يقول: لماذا تفعلين هذا؟ لماذا لا تملكين خيارا آخر؟
حاولت أن ترتدي ذلك القناع المخيف من جديد لكن قلبها ما عاد قادرا على فعل المزيد ابتعدت عنه فور لمسه لذراعها لتبتعد خطواتها بتلك النظرات المخيفة اللامعة لم يفهم سام ما يجري حوله حاول الاقتراب منها لتختفي من ذلك المكان غادر الغرفة ليلتقي بلويس الذي كان يركض في اتجاه غرفتها ليقول له: أين هي فينوس؟ لقد اختفى حضورها فجأة
قال سام: حاول البحث عنها لويس فهي مريضة للغاية لن تسطيع الابتعاد على الأرجح
حاول لويس فعل ذلك ليستطيع تحديد موقعها المتغير بسرعة كبيرة ليكونوا فرقة بحث تجولت في الأماكن المحتمل وجودها فقد استطاعت حجب قدرة لويس عند روي الذي كان ضمن تلك الفرقة اتصل بهم فور إيجادها وصل البقية بسرعة خارقة اقترب سام منها محاول تهدئة الهالة التي انبعثت منها التفتت إليهم ليصدموا بتلك الدماء التي لطخت قميص نومها الأبيض يديها وجهها كلها حمراء جثت على ركبتيها ليحاول روي الاقتراب منها لتوقفه تلك الضحكات التي علت المكان لتظهر تلك الفتاة من خلف الشجرة لتقف خلف فينوس و تقول: حقا لم أعتقد بأنها ستنتهي هكذا لكنها نهاية لا بأس بها أيضا
قال سام بغضب شديد: لقد كنت أنت إذا خلف كل هذا؟
ضحكت باستمتاع لتقول: أجل لقد كنت أنا مايا وارس الفتاة التي أهنت من قبل تافهة هايلون لا أعرف لما الجميع يطاردها لكنهم جميعا سخيفون
أتاهم صوت جاي القادم من خلفهم: كنت واثقا بأن هناك شيئا مريبا كان علي التفكير بك كاحتمال وارد مايا
قالت مايا: أتحاول حقا خيانة العائلة مثل هذا التافه؟
أشارت بسبابتها لروي الذي حمل تعابير غاضبة على وجهه ليقول جاي: لا أعرف ماذا فعلت لها الآن لكنني سمعت بتهديدك لها من جودي فقد أخبرتني بأن فينوس قد همست لها بالحقيقة و طلبت منها التظاهر بكل هذا لتبقى بعيدة عن الأحداث اللاحقة
نظرت بصدمة لهم نهضت فينوس و رأسها منحني للأسفل شعرها لم يستطع مقاومة الجاذبية الأرضية رفعت بصرها بتلك العيون الحاقدة التي تود قتل الجميع هالتها بدأت بالارتفاع تدريجيا هاجمت عليهم بعشوائية تامة و هي تتردد كالببغاء: أنتم السبب
حاول الجميع التصدي لها لكنها أقوى مما تخيلوا بالرغم من مرضها الشديد إلا أن قوتهم الموحدة مجرد وكزة بالنسبة لها اقترب روي منها ليقف أمامها و يمسك بوجهها بين ذراعيه ليحدق في عينيها و يقول: فينوس توقفي عن هذا فينوس قد تقتلين أشخاص مقربين إليك ستندمين على ذلك لاحقا
قالت فينوس :أنتم السبب أنتم السبب لن أرحم أي منكم
تحولت هالتها تلك لإعصار هائج حرك الأشياء من حولها حاولوا التشبت بأي شيء قوي لكنها كلها تطير في الهواء قال لويس: ماذا سنفعل الآن؟ لن نستطيع إيقافها على هذه الحال
قال سام: حتى الحديث إليها لن يجدي تبدو كما لو أنها في وهم علينا تحطيمه أولا
نظروا لمايا التي كانت بعيدة عنهم لتعض على شفتيها بانزعاج شديد لتحطم ذلك الوهم الذي كانت فيه اختفى الإعصار كما لو لم يكن له وجود منذ ثوان قليلة لتسقط الأشياء على الأرض أيقظها صراخ ذلك الرضيع القريب منها لتذهب باتجاهه حملته لتبعده عن الحديقة نظرت في الأرجاء قليلا لترى والدته أعطتها إياه لتذهب السيدة لتسقط تلك الدموع متتالية على وجهها لتبدأ بالصراخ بهيستريا لم تعد لها قوى جسدها منهك بشكل مخيف اقتربوا منها ليحاول سام تهدئتها ليسمعها تقول: لقد قتلته بيديّ لقد قتل رين
صمت الجميع دون قول أي شيء ليأخذوها للمنزل غيرت الخادمات ثيابها و قام الطبيب بالكشف عليها النتائج سلبية جدا تحلق الجميع حول سريرها متمنيين لها الشفاء العاجل بقي روي في الغرفة يمسك بيدها أمضى يومان و ليلة بقربها فتحت عينيها لتحدق بسقف غرفتها نهضت لتنظر للشخص القريب من سريرها لتحدق فيه محاولة تحديد هويته فتح الباب لتنظر للشخص الذي دخل اقترب منها على عجل ليقول: لقد استيقظتي أخيرا آنستي لقد كنت قلقة عليك
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها عانقتها تلك الفتاة بسعادة بالغة لتوقظ الشخص النائم على الكرسي حدق فيهما لبعض الوقت ليبتسم في النهاية و قال: يبدو أنني لم أحظى بشرف رؤيتها أولا
ابتعدت عنها الفتاة لتقول: أنا حقا آسفة سيد وارس أتيت للتأكد من حالتها فقط
قال روي: لا عليك جودي
قالت جودي: سأذهب لأخبرهم بالأمر
نهضت من السرير لتغادر الغرفة و تنزل الدرجات بسرعة طرقت باب غرفة الجلوس لتدخل بعدها نظر الجميع إليها لتقول: لقد استيقظت الآنسة للتو
تلك الابتسامات بدأت في الظهور على وجوه الجميع عند روي الذي كان ينظر لفينوس شاردة الذهن تفكر في الكثير من الأشياء لتنظر إليه أخيرا دون قول أي شيء طرق الباب ليدخل سام قبل الجميع فقد كانت هذه رغبته قال سام: أرجو المعذرة روي لكن هلا سمحت لنا بالبقاء وحدنا؟
قال روي: بالتأكيد فقد كنت مغادرا على أي حال
ابتسم سام له ليغادر روي الغرفة اقترب من سريرها ليجلس على طرفه حدق بها مطولا لينتبه للدموع التي غادرت عينيها ارتمت بين أحضانه ليحتضنها بهدوء لتقول: لقد أجبرت على فعل كل ذلك لم أرد أن أخسر شخص آخر لا أريد أن أكون السبب مجددا في آذية الآخرين
قال سام بهدوء: لا عليك كل شيء بخير الآن
زادت تلك الدموع على قميصه الأسود شعر سام بذلك الحزن العميق يخرج من قلبها انتهت تلك الدموع التي بدأت تجف رفع رأسها ليحدق بوجهها الذي احمر و بشدة ابتسم لها و يقول لها: أتشعرين بتحسن؟
ابتسمت له بمرح ليبادلها الابتسامة تحدث إليها قليلا محاولا تغير الأجواء المحيطة بها ذهبت معه لحيث باقي أفراد العائلة سعدوا جميعا برؤية زهرتهم تتفتح من جديد قضوا النهار كله في اللعب و اللهو و الاستمتاع بالكاد نام الجميع بعد انتصاف الليل انقضى الليل سريعا بعد شروق الشمس التي حجبتها الغيوم السوداء الماطرة لتفسد فرحة الناس بعودة الربيع بعد طول انتظار حدقت فينوس في السماء من غرفتها ترسم لوحة ما حدقت بوليام الذي وقف خلفها لتبتسم لاحقا و تقول: ماذا هناك ويليام؟
نظر ويليام إليها لتستغرب تلك النظرات الحزينة ليقترب منها و يجلس بجوارها لتنتظر إجابة سؤالها لينزل رأسه و يقول: أصحيح أنك لن تبقي معي حتى أكبر؟
قالت فينوس: من قال لك هذا؟
قال ويليام: لقد كنت أتحدث مع جيمي و قال بأنك لن تبقي معنا دائما
اقتربت منه فينوس لتعانقه بلطف و تقول: لا تهتم لذلك المهم أن تكبر و تحقق حلمك
قال ويليام: لماذا لا تريدين الإجابة على سؤالي؟
ابتعدت عنه فينوس لترى ملامحه الحزينة تزداد حزنا ابتسمت له لتقول: أنا لا أعرف ويليام قد أموت الآن و قد أموت غدا أو بعده لا أحد يعلم متى سيموت أليس كذلك؟
هز رأسه مجيبا بالموافقة لترسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليستعيد حيويته و نشاطه و يغادر الغرفة بعجل ليخبر الأطفال البقية بالأمر دخل سام ليقول: ما به ويليام سعيد هكذا؟
قالت فينوس: أجبت عن سؤاله" هل صحيح أنك لن تبقين معنا دائما" لا شيء أكثر من ذلك
قال سام: و الإجابة؟
قالت فينوس: ماذا تعتقدني؟ بالتأكيد قد أخبرته بالحقيقة لذلك هو سعيد
قال سام: لم أفهم الأمر جيدا
ابتسمت فينوس لتحمل فرشاة الرسم لتقول: أتعرف متى ستموت أخي؟
قال سام: بالتأكيد لا
قالت فينوس: هذه الإجابة
ابتسم لها بمرح شديد جلس بقربها يشاهد ما ترسمه و يحدثها في أشياء مختلفة حتى غادر الغرفة لتطرق جودي الباب و تقول: آسفة على إزعاجك آنستي لكن هناك طرد وصل باسمك
قالت فينوس: حقا؟ رجاء أدخليه
أدخلت جودي ذلك الطرد لتفزع منه فينوس فقد كان صندوقا كبيرا اقتربت منه فينوس لترى المرسل ليزيد استغرابها فتحت الصندوق لترى تلك الرسالة الصغيرة فتحتها لتقرأها بصوت عالي: سعيد لكونك بخير من الأفضل أن ترسلي صورة لكل واحدة
نظرت جودي إليها باستغراب من تلك الرسالة لتفعل فينوس المثل انتبهت للثوب الأسود لتخرجه لترى ثوب آخر أسفله فهمت الرسالة لتبتسم بلطف شديد لتقول لجودي: أريد مساعدتك جودي
قالت جودي: بالتأكيد آنستي لكن فيم؟
أعطتها فينوس هاتفها لتقول لها: سوف أرتديها لذا التقطي لي الصور
قالت جودي: حسنا
ذهبت للحمام لتبدل ثيابها بمرح شديد بدأت جودي بالتقاط الصور بوضعياتها المختلفة حتى آخر ثوب ارتدته كانت فينوس في الحمام محرجة بعض الشيء لتسمع جودي تتحدث مع شخص آخر قائلة: لقد وصلها هذا الطرد منذ ساعتين و نحن الآن نلتقط بعض الصور
قال الشخص الآخر: دعيني أراها
خرجت من الحمام مسرعة لتمنع ذلك بقولها: لا يمكنك ذلك
تجمدت في مكانها حالما وقعت عيناها على الشخص الواقف هناك الذي نظر إليها بانبهار و إعجاب شديدين أنزلت عينيها و وجهها لتقول بخجل شديد: لا يمكنك رؤيتها خاصة أنت روي
ابتسم روي ليقول: لم لا أستطيع ذلك؟
دفعته خارج الغرفة لتغلق الباب و تستند عليه لتلتقط أنفاسها ليقول لها: تبدين لطيفة للغاية بهذا الثوب فينوس
احمر وجهها بالكامل لتقول بصوت مرتفع خجول: فقط غادر من هنا
انتبهت لتحديق جودي لها بتعجب لترسم ابتسامة خجولة على وجهها كانت ترتدي ثوبا ورديا منفوشا يصل للركبة أطرافه على شكل أزهار بيضاء أحاطت بالثوب من نهايته و كذلك حواف صدره بلا أكمام و حذاء أبيض بكعب عالي زين طرفه بزهرة وردية و كذلك سوار يدها الوردي وقفت في مكانها أمام الشرفة لتحاول النظر لكاميرا الهاتف لتلتقط لها صورتان بوضعيتان مختلفتان انتهت لتتنهد بارتياح شديد جلست على سريرها لتقول جودي: أأعد لك شيئا ما آنستي؟
قالت فينوس: أجل فقد أشعرني هذا بالجوع و العطش
ابتسمت جودي لها لتعيد الهاتف إليها قامت فينوس بإرسال تلك الصور لذلك الشخص استلتقت على السرير لتغمض عينيها بعد ساعة و نصف طرق الباب لتفزع فتحت خزانتها لتخرج جاكيت أبيض طويل لترتديه فتحت باب الغرفة لترى آرثر يحدق بها باستغراب ليقول: أستخرجين لمكان ما؟
قالت فينوس: لا أبدا ماذا هناك؟
قال آرثر: بما أن الجو قد أصبح صحوا قررنا الذهاب لمدينة الألعاب برفقة الأطفال أتودين القدوم معنا؟
قالت فينوس: بالتأكيد أود ذلك سوف أجهز قريبا
أغلقت الباب بعدها لتثير ريبة آرثر الذي بدأ التفكير في تصرفها العجيب معه حتى وصل لغرفته ليخبر آن بتصرف فينوس الغريب لتبتسم بمرح شديد قالت آن: ربما تخفي مفاجئة لا تريد لأحد معرفتها
قال آرثر: ربما لا أعرف
تنهد بدهشة ليبدل ثيابه و يغادر الغرفة للردهة التي انتظر الأطفال فيها و الحماس يكاد يقتلهم قالت آن: ألم تأتي فينوس بعد؟
قالت جولي: ليس بعد أستأتي معنا؟
قالت آن: أجل سوف تأتي فينوس معنا
تحمس الأطفال أكثر لذلك نظروا للدرجات التي أصدرت صوت سقوط شيء ما عليه لتظهر فينوس و تقول: آسفة على التأخير
قال آرثر: هل أنت بخير؟
قالت فينوس: أجل
حملت حقيبتها لتسرع في النزول إليهم غادروا المنزل ليتوجهوا لمدينة الألعاب حيث استمتعوا بوقتهم برفقة فينوس التي تنقلهم من لعبة لأخرى و الحماس يملأ الأطفال كان الجميع ينظر إليهم بدهشة و انبهار حتى جلسوا على شكل حلقة خماسية يتناولون الطعام و يأخذون قسطا من الراحة كانت فينوس تنظر إليهم و الابتسامة تعلو شفتيها كانت آن و آرثر ينظران إليها بهدوء لتقول آن: لا تزال طفلة حتى الآن
قال آرثر: لقد قلت بأنها لن تكبر أبدا مهما حصل
قالت آن بعد ضحكة صغيرة: أجل هي كذلك بالفعل
ابتسما لتعليقات بعضهما الصغيرة حل المساء ليعودوا للمنزل منهكين نام الجميع فور وصوله حتى فينوس التي كانت تستخدم هاتفها استيقظت على رنين الهاتف لتنظر للساعة الثامنة و النصف صباحا شعرت بصداع رهيب يزور رأسها رفعت الخط لتقول: صباح الخير
قال المتصل: صباح الخير أيتها الجميلة هل استيقظتي للتو؟
قالت فينوس: أجل صباح الخير جاي
قال جاي: لقد كانت الصور رائعة للغاية بالرغم من أنها ليست احترافية
قالت فينوس: لقد التقطتها جودي لي لذا لا تتوقع الكثير ثم يكفي أنك قمت باحراجي
قال جاي: ماذا تقصدين بذلك؟
قالت فينوس و هي تنهض: ذلك الثوب أقصد الأخير لقد تعمدت وضعه أليس كذلك؟
قال جاي بمرح: اعتقدت بأنه سيعجبك لقد سمعت بأن رين كان سيهديه لك
صمتت فينوس لبضع ثوان لتقول له: لم الاتصال المفاجئ؟
قال جاي: اشتقت لسماع صوتك و حسب
قالت فينوس: سوف أخبر زوجتك بهذا جاي
ضحك جاي بمرح شديد ليقول لها: لا تفهمي الأمور خطأ فأنا أعدك كأختي الصغرى و حسب على أي حال ألا تودين العودة للعمل؟
قالت فينوس: ربما لا أعلم الأمور لا تزال مختلطة عليّ لكنني أفكر بالأمر
قال جاي: هكذا إذا لكن تعرفين بأنني أود قدومك لذا لا تطيلي التفكير
قالت فينوس: حسنا أخي الكبير لن أفعل اسمح لي بالعودة للنوم الآن
قال جاي: حسنا إلى اللقاء فينوس
أغلق الخط لتتثاءب فينوس و تعيد برأسها للوسادة أغمضت عينيها لتبدأ الدخول في عالم الأحلام في ردهة المنزل كان والدا فينوس يقفان هناك برفقة سام الذي سيغادر لرحلة عمل ليقول الوالد: ألا تريد مقابلة فينوس قبل مغادرتك؟
قال سام: لم تعد طفلة لذا لا فائدة من ذلك
قال الوالد: حسنا كما تشاء
ابتسم سام ليودعهما و يغادر لرحلته في المساء كانت فينوس تتسوق برفقة جودي في إحدى المتاجر وقفتا أمام ذلك الثوب تنظران إليه بإعجاب نظرت فينوس لجودي لتقول لها: إنه يناسبك كثيرا جودي
قالت جودي بارتباك: ماذا؟
طلبت من إحدى العاملات إحضار واحد على مقاسها لتقوم بتجريبه بتلك التعابير المحرجة لتقول فينوس: سوف أشتريه لك
قالت جودي: لا داعي لذلك آنستي
قالت فينوس: ماذا تقولين؟ إنها هدية مني لك ثم أن حفلة خطبتك بعد يومين
ارتسمت تعابير الخجل على وجهها لتضحك فينوس بمرح شديد تنقلتا من مكان لآخر حتى عادتا للمنزل لتتحدث فينوس مع والدتها بشأن تحضيرات الحفل لتخططا للكثير من الأشياء حتى قالت فينوس: صحيح أين هو سام؟ ألا يزال مشغولا بالعمل؟
قالت فانتين: أجل فهو الآن في رحلة عمل
تنهدت فينوس بانزعاج لتقول: لقد رحل مجددا دون أن يخبرني
ترقبت فانتين التعابير التي سترسمها لتبتسم لاحقا و تقول: أجل لقد اخترت لها ثوب الحفل و كل ما يلزمها لكنني لا أزال محتارة في لون الزينة التي سنضعها في الحفل
قالت فانتين: يبدو أنك تسمتعين بذلك فينوس
قالت فينوس بمرح: بالتأكيد أفعل فهي صديقتي قبل كل شيء
ارتاحت فانتين لتلك الابتسامة التي ظهرت على شفتيها صباح يوم الحفل كانت فينوس تتجول في الحديقة بهدوء ليرن هاتفها رفعت الخط لتقول: أنت حقا تحب الاتصالات الكثيرة جاي
قال جاي: لقد أخبرتك أحب الاطمئنان عليك
قالت فينوس: ألا تعتقد بأنك تبالغ في الأمر قليلا؟
قال جاي: لا أبدا فهذا طبيعي أليس كذلك؟
تنهدت بيأس لتقول: آه صحيح نسيت دعوتك لحفل خطبة صديقتي جودي
قال جاي: متى ستكون؟
قالت فينوس: الليلة هل ستكون متفرغ لذلك؟
قال جاي: يصعب ألا أكون كذلك عندما تسألينني
قالت فينوس: لو لم تستطع القدوم فلا بأس بذلك لذا لا داعي لتأجيل أي شيء لاحقا
قال جاي: أنت حقا تهتمين لأمري كثيرا
قالت فينوس باحراج: سوف أغلق الخط الآن إلى اللقاء
أغلقت الخط ليرسم ابتسامة ظريفة على شفتيه ليقول له الصحفي: أأنت جاهز الآن؟
قال جاي: أجل أعتذر عن الإطالة
بدأت المقابلة لتنتهي في وقت قصير انتقل من مكان لآخر ليحاول الانتهاء في أسرع وقت ممكن في المساء عند فينوس التي كانت تجهز جودي بحماس و هي تثرثر ليطرق باب غرفتها غادرت فينوس الغرفة لتقول: ماذا هناك ليندا؟
قالت ليندا: لقد أتيت للمساعدة و حسب
قالت فينوس بمرح: شكرا لك لكننا نكاد ننتهي
قالت ليندا: حقا؟ لم أتوقع أنك سريعة هكذا حسنا لا بأس سأذهب
قالت فينوس: سام لم يعد بعد أليس كذلك؟
قالت ليندا: لا لم يعد و لا أعتقد بأنه سيحضر الحفل أيضا
تنهدت فينوس لتبتسم ليندا لها بمرح شديد و تغادر عادت للغرفة لتبتسم لجودي التي حدقت بها لتقول لها: شكرا لك آنستي
قالت فينوس: لا شكر على واجب ثم لا تناديني بآنستي فأنا فينوس و حسب
ابتسمت جودي لها بمرح شديد تحدثتا قليلا لتعود فينوس لما كانت تفعله انتهت لتقول: سأذهب لغرفتي الآن لكنني سأعود قريبا
غادرت لتتوجه لغرفتها نظرت من نافذة الممر المطلة على الحديقة لترى التجهيزات مكتملة و السماء صافية جميلة ابتسمت بمرح شديد لتكمل طريقها لغرفتها أفزعها سقوطها المفاجئ قرب باب غرفتها لتشعر بالرعب يتملكها فتحت الباب بصعوبة لتتوجه لسريرها استلقت عليه شعرت بأنفاسها تخطف منها قلبها ينبض كما لو أنه مطارد حرارتها تزداد بشكل مخيف لتقول في نفسها: عليّ التماسك لا أريد إفساد كل هذا
أغمضت عينيها لفترة من الوقت لتفتحها فور شعورها بشخص يتحسس جبينها قابلت تلك العيون القرمزية القلقة بعينيها المفزوعتين ليقول صاحبها: هل أنت بخير فينوس؟ حرارتك مرتفعة قليلا
ابتسمت رغما عنها لتقول: ربما بسبب حماستي المفرطة لهذا اليوم لا تقلق روي
ابتسم لها ليقول لها: آسف إن كنت أيقظتك
قالت فينوس و هي تنهض: لا أبدا فالحفلة ستبدأ قريبا عليّ الاستعداد لذلك
نهض من سريرها ليغادر الغرفة و قلبه يخبره بألا يثق بكلماتها تحدث مع بعض أفراد العائلة بمرح شديد حتى قال أليس: لقد سمعت بأنك التقيت بفينوس من قبل متى كان ذلك؟
قال روي: عندما كنت في الحادية عشرة بقينا سويا لمدة عام إن لم أنسى
قال أليس: ماذا؟ كيف أخفت عنا أمرا كهذا؟
قال أليكس: لا تلومها فقد كان الجميع يتصرف معها بطريقة مزعجة
قال جيرالد: بالتفكير في ذلك ما كان سببه؟
صمت الجميع يفكر بهدوء حتى أتت فينوس لتسرق انتباههم بقولها بمرح: ماذا تفعلون؟
انتبهت لتحديقهم بها لتحاول استيعاب الأمر شعرت بالاحراج لتقول بانزعاج مصطنع: ماذا هناك؟ هذا مزعج حقا
قال التؤامان بابتسامة: تبدين جميلة للغاية فينوس
قالت فينوس باحراج شديد: أنتما ما الذي تتفوهان به الآن؟ سوف أقتلكما
حاولا الهرب منها لتلحق بهما التعب نال منها لتجلس على ذلك الكرسي الوردي الفاتح المزين بشرائط بيضاء على شكل الزهرة اقترب منها روي لتنظر إليه لتقول له: لو قلت أي شيء عني فسأقتلك حقا روي
ضحك بمرح شديد ليزيد احراجها ليجلس على الكرسي الأقرب إليها ليقول لها: من الصعب رؤية جميلة مثلك دون قول ذلك لها
احمر وجهها بالكامل لتنزل رأسها بخجل شديد الجو الوردي المحيط بهما و الأحاديث التي ملأتها جعلتهما محط أنظار الجميع حتى نهضت فينوس لتقول: أعتذر لكن عليّ الذهاب لجودي الآن
ابتسم لها بمرح شديد لتغادر الحديقة ذاهبة لغرفة جودي عند روي جلس مايك بقربه ليقول: أتريد أن تأسرها روي؟
قال روي: ربما
قال مايك: أرى أنك معجب بها
قال روي: إنها حبي الأول
نظر مايك إليه بصدمة ليخبره بالأمر الذي يجهله تحدثا قليلا لتشاركهما ليزا و جوليا الحديث بدأ المدعون بالقدوم و الجميع يستقبلهم و يرحب بهم كانوا يستمتعون بوقتهم عند فينوس التي كانت تمسك بيد جودي المتوترة بعض الشيء لتعطيها تلك الابتسامة الدافئة و تقول لها: لا تقلقي كل شيء سيكون بخير
هزت رأسها لتعطيها الإجابة غادرتا الغرفة لتحدثها فينوس قليلا مبعدة عنها التوتر حتى وصلتا للحديقة اختلطتا بالحضور تلقيان التحية و تتحدثان معهم حتى تركتها فينوس لحضور خاطبها جلست في مقعدها تحدق بالآخرين بتلك الابتسامة التي تزين وجهها همس شخص ما قرب أذنها قائلا: تبدين رائعة للغاية أيتها الجميلة
نهضت بفزع لتنظر للشخص الذي ابتسم بمرح شديد لردة فعلها تلك لتطلق تنهيدة ارتياح لتقول له: لقد أفزعتني جاي ألا يمكنك التحدث كما يفعل الآخرون؟
قال جاي: لا أريد أن أكون مثلهم لكنك حقا تبدين جميلة للغاية هذه الليلة
احمرت وجنتيها لتبعد عينيها عنه فقد أحرجها تعليقه كانت فينوس ترتدي ثوبا أزرقا داكنا طويلا بكريستالات فضية لامعة زينت الثوب كله بكم واحد أيسر على شكل زهور متداخلة ضيق من أسفل الركبة نهايته متعرجة و حذاء فضي بكعب عالي غطي معظمه بالثوب سرحت شعرها برفعه للأعلى بشكل حلقي و زينته بزهور فضية و أنزلت غرة على عينها اليمنى ابتسم جاي للتعابير المحرجة اللطيفة التي ظهرت على وجهها ليقول لها: يبدو أنك تشعرين بالممل أين هو روي؟
قالت فينوس: مشغول بالحديث مع الآخرين لم تسأل عنه؟
قال جاي: اعتقدت بأنني المدعو الوحيد من قبلك
قالت فينوس: أنت كذلك بالفعل فروي و زوي قد دعتهما والدتي
تلك النظرات المستعجبة تحولت لأخرى لطيفة أحرجتها كثيرا لتبحث عن شخص ما لتقول له: ألم تأتي زوجتك؟
عرف خطتها المكشوفة ليقترب منها و يمسك بيدها لتحاول الفرار بنظراتها بعيدا أجبرها على الاقتراب منه أكثر لتتلاقى أعينهما ليبتسم و يقول: دعينا نرقص على هذه الأغنية
نظرت إليه بدهشة من طلبه المفاجئ لتحارب نظراته المهاجمة عليها و تقول بخجل و ارتباك شديدين: ما الذي تقوله؟ ماذا لو رأتنا زوجتك و أساءت الفهم؟
سار معها لحيث الأنغام علت و الأفراد يتراقصون ليفعلا المثل كانت فينوس محرجة بعض الشيء فقد شعرت ببعض الأعين تراقبها لينتهيا من ذلك و يعودا لكرسيّهما أتت تلك السيدة لتقول بمرح شديد: لا بد أنك فينوس أليس كذلك؟ تبدين رائعة حقا بهذا الثوب
قال جاي: هذه هي زوجتي لوسي
حدقت فينوس بهما لتبتسم بلطف لها فكليهما يحملان الشخصية ذاتها تحدثت إليهما بمرح شديد لتتركهما و تغادر مع روي الذي رحب بقدومهما قال روي: يبدوان كتؤامين أكثر من زوجين
قالت فنيوس: حقا عدا أنهما لا يشبهان بعضهما
قال روي: يبدو أنك استمتعت بوقتك برفقتهما
لمحت فينوس الحزن في كلماته تلك لتصمت دون الإجابة انتهى الحفل و الحضور عادوا لمنازلهم بقى قلة قليلة منهم يتحدثون مع أفراد العائلة حتى صدمهم فقدان فينوس لوعيها أخذوها لغرفتها لترتاح قليلا في خارج غرفتها كان روي و آرثر يتحدثان ليقول آرثر: غريب ما حدث فقد كانت بخير طوال هذه الفترة
قال روي: أجل لقد فجأني ذلك حقا
تنهدا ليغادرا الممر بعد ساعات طويلة أشرقت الشمس فيها نهضت فينوس بتلك العيون الفزعة الخائفة المرتبكة نظرت للمكان من حولها بدأت عيناها بتقطير تلك الدموع الشفافة لتتساقط على لحافها طرق الباب لتمسح الدموع من عينيها على الفور ليدخل الطارق و يقول: صباح الخير فينوس
ابتسمت له دون الإجابة اقترب منها ليقول: ألا زلت متعبة ؟
هزت رأسها نافية الأمر ليبتسم بارتياح شديد و يقول: لقد قلقت كثيرا عليك لا سيما أنك كنت بخير لفترة طويلة
تنهد بارتياح شديد ليبتسم لها بمرح شديد تحولت ملامحه لأخرى مختلفة ليقول: أعتقد بأنك تكرهيني الآن
قالت فينوس على الفور: كيف أكرهك أمي؟ لا أستطيع قول شيء كهذا
ابتسمت فينوس لها بلطف لتمسك بيدها و تقول: أنا أيضا أحبك فينوس لكنني أشعر بأنني ظلمتك بإنجابي لك
قالت فينوس بمرح: ماذا تقولين أمي؟ أنا حقا سعيدة كوني ابنتك الوحيدة المدللة
ضحكت فانتين بمرح شديد لتتناولا أحاديث عديدة مختلفة حتى غادرتا الغرفة معا لتذهبا حيث البقية تحدثوا بمرح شديد و قضوا النهار معا في المساء حيث بدأ الجميع الاستعداد للنوم عدا فينوس التي ترتجف وسط غرفتها المظلمة تشعر بالرعب لمقابلة تلك الأعين المخيفة من جديد و هي لا تفارق مخيلتها أغمضت عينيها لتخفف ذلك الشعور الرهيب داخلها أمسكت رأسها بكفيها المرتجفين كحال جسدها عينيها تعيدان ذلك الشريط أمامها لتشعر بالألم و الرعب يزدادن لتقول: لا هذا مستحيل ليس مجددا لا أريد ذلك أرجوك صوفي
فتحت نافذة غرفتها بتلك القوة لتسلب نظراتها في اتجاهها ظهر شخص ما و اقترب منها لينظر إليها ليرى حالتها أسوء مما توقع حملها بين ذراعيه ليهمس بضع كلمات في أذنها لتفقد وعيها غادر بها الغرفة لمكان ما
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا بكم من جديد أحبتي كيف تبدو القصة لكم مملة نوعا ما؟ أم أنكم سئمتم منها؟ ربما يجدر بي التوقف عن إكمالها .... بالتأكيد أنا أمزح لن أتوقف حتى نصل لآخر حرف في هذه الرواية و نعرف ما هو المجهول خلف هذه اللعنة الأمور لا تزال مبهمة و غير مكتملة؟ متحمسون لمعرفة ما سيجري لاحقا؟ حسنا لا حل لديكم سوى قراءة الرواية حتى آخر فصولها أتمنى تفاعلكم معها حتى ذلك الوقت في حفظ الله و رعايته
Inas Fallata
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Inas Fallata
البحث عن المشاركات التي كتبها Inas Fallata