»زودت بعتاد حربي لم يستعمل من قبل في فيلم جزائري منذ الاستقلال« المخرج أحمد راشدي كانت آخر محطة توقف عندها المخرج أحمد راشدي، مثلما أطلعنا عليه أول أمس، في تصويره للفيلم الثوري »مصطفى بن بولعيد« الذي يرصد محطات مضيئة في مسار الشهيد الرمز، منطقة »الشلعلع« الجبلية الواقعة عند قمم جبال الأوراس، أين لفظ بن بولعيد آخر زفراته في الحياة، مستشهدا بين جدران كوخ قديم. وهو ذات المشهد يقول راشدي الذي أبكى جميع أفراد طاقم التصوير، ليكون من أهم وأعقد المشاهد على الإطلاق في الفيلم، لاسيما وأنهم ظلوا طيلة تصوير العمل يتعايشون مع فصول بطولة الشهيد عبر رحلة دامت حسب تأكيد المخرج 100 يوم.
وبدا راشدي مستشرفا بنجاح فيلمه الثوري وهو يكلمنا عن تفاصيله، لاسيما وأنه ذكر لنا أن الإمكانات المادية والبشرية التي أغدقت عليه »ضخمة«. وقال في هذا الشأن، إن نجاح أي فيلم يتوقف على تزويده بآليات هامة، وهو المشكل الذي تعاني منه السينما الجزائرية اليوم في ظل عدم تمكين المخرجين الجزائريين من الدعم المادي الذي يكفل ذلك النجاح السينمائي.كما اطلعنا راشدي في سياق حديثه عن حيثيات العمل السينمائي، أنه كان محظوظا بأن دعمته وزارة الدفاع الوطني لإنجاح العمل، بترسانة عسكرية وحربية »ضخمة« لم يسبق وأن سخرها الجيش لفيلم جزائري منذ الاستقلال، حيث ذكر لنا في هذا الخصوص، أنه زود من قبل الهيئة العسكرية العليا بالجزائر ب10 طائرات حربية من نوع 630 مزودة ب50 طيارا محترفا وكذا 07 حوامات من نوع »هيليكوبتر«، إلى جانب 150 زيا عسكريا وعدد كبير من المظليين، كما تم إحاطة فريق العمل أثناء التصوير ليلا ونهارا بطوق حراسة عسكري تمثل في 600 جندي سهروا على أمن الطاقم.
وشرح لنا المخرج راشدي أنه لم يدخر جهدا في استكمال تصوير الفيلم ليقدمه في آجاله المحددة، حيث أطلعنا أنه كان يشتغل على ذلك بمعدل 18 ساعة يوميا.وعن بطل العمل الممثل حسن قشاش، الذي جسد شخصية الشهيد الرمز »مصطفى بن بولعيد« قال راشدي أنه وفّق إلى حد بعيد في تقمّص عناصر شخصية الشهيد، لاسيما في المشاهد الأخيرة للفيلم أين بدأ يستطرد مخرج »الطاحونة« بالقول يتأقلم جيدا مع الدور وهو ما لم يكن عليه في أولى أيام التصوير، كما أنه تكبّد كثيرا من الأعباء والصعوبات يضيف ليكسب تحدي التمكن من الشخصية.هذا وسيكون فيلم »بن بولعيد« جاهزا للعرض حسب تأكيد المخرج في الفاتح من نوفمبر القادم، والمثير أن راشدي، ورغم أنه لم ينته تماما من استكمال عناصر فيلم »بن بولعيد«، يستأنف هذه الأيام عمله بدخول تصوير فيلم عن الزعيم الجزائري »كريم بلقاسم« يحمل عنوان »درڤاز« كتبه كل من بوخالفة أمازيغ والكوموندون عزالدين.