عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-19-2016, 07:33 AM
 
Arrow الجمـال فـي المظهـر أم فـي الجوهـر ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم








[frame="5 80"]الجمـال فـي المظهـر أم فـي الجوهـر ؟؟[/frame]
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
[frame="7 80"][justify]جمال الروح أكمل باقةَ من جمال المظهر .. وأفضل روعة من صور المعالم .. فذاك أثير كخيوط الحرير ينساب عذوبة إلى أعماق القلوب .. نقاء متطرف يدغدغ الوجدان بالحلاوة عند الإطراق .. كما يفتقد مواضع الجرح عند التلاقي والعناق .. وتلك نعمة غائبة على الكثير من خلائق الناس .. حيث الأمزجة التي ترى الجمال فقط في لوحة تتمازج بالألوان .. لوحة مصنوعة بكيد التحايل ومستورة بغطاء الزيف والدهان .. مظاهر خادعة كثيراَ ما تحجب عيوب السرائر والخصال .. وعندها تتجلى محنة جمال يفتقر تاج العز كما يفتقر أوسمة الكمال .. ومنذ الماضي البعيد ترد في الخواطر تلك الفلسفة القديمة الحديثة : ( هـل الحيـاة جـوهـر أم الحيـاة مظهـر ؟؟ ) .. وحينها لا ينخدع الحكيم إذا أدرك أن مظاهر الجسم الجمالية هي مصابة بداء التعرية والاضمحلال .. وذاك غشيم من يكتفي بمعطيات هي مصيرها الزوال .. فالمظاهر الجمالية جدل عقيم يتقادم مع طول الأزمان .. أما جمال الروح والنفس فهو كالألماس لا تتقادم برحيل الأيام .. ويظل نضراَ فاخراَ من بداية المشوار حتى نهاية المآل .. جمال يواكب الدوائر بالأصالة مهما تتبدل الأحوال من حال إلى حال .. ومع ذلك يتواجد في الناس من ينخدع ويتلهف في ملاحقة ما لا يلاحق من زيف الجمال ! .
............ وتلك الأنثى نجدها تهدر الأوقات في زينة المظاهر ولا تبالي كثيراَ بزينة الجواهر والسرائر .. بالرغم من أن شفافية الأنفس وخفتها أكثر ضرورة من زينة الأبدان .. وصاحبة صيت بالعفة والخصال الحسنة قد تكون متواضعة المظهر والجمال .. ومع ذلك هي تعلو السحابة رفعة وهامةَ وقامةً عندما تتعالى بنفائس الخصال والأخلاق .. وأخرى قد تمتلك مواصفات الحسن في مظهرها بمقادير تذهل العقول .. ثم تسقط عن الأعين حين لا تبالي بشروط الحد والأعراف .. حيث ضروريات الأخلاق وحسن السيرة عند المقال .. وهي قد تفتقد عذوبة الروح وحلاوة الدم الذي يماثل الشربات .. والنفوس عادة تشرئب وتميل لسيرة الأنثى النقية التي تتجنب سواقط الخصال .. ولا تروقها لوحة جمال فريدة الألوان تغطيها برك من الأوحال ! .. والأعناق قد تنتكس خيبة إذا تحدثت الأنثى بجسدها وبمحاسن مظهرها قبل أن تتحدث بمحاسن أخلاقها .
[/justify][/frame]
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــ

الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
رد مع اقتباس