##
الفصل الثالث : لست بأفضل حالًا منك!
رأيت واجهة محل مكتوب عليها "مطلوب نادلة"!
صرخت بنفسي بسعادة ~نعم! إنها فرصتي!~
دخلت ﻷتحدث مع الرئيس السيد "جايكوب" فكان أول سؤال منه هو
-ما هي مؤهﻼتك ؟!
مهﻼً مؤهﻼتي !
يبدو أن الوظيفة لن تكون من نصيبي مع ذلك أجبته : حسنًا
أنا في الصف الثاني الثانوي!
جايكوب بجدية : أممم ..إذن معكِ اﻷعدادية ؟!
أنزلت رأسي قليﻼً وظللت واقفة :..
جايكوب بمرح غير متوقع : تعجبني شجاعتك!
مرحبًا بكِ معنا!
تفاجأت : لكن! .. لكن! ..
قاطعني : ﻻ نحتاج إلي مؤهﻼت في تلك الوظيفة أصﻼً!
ثم أكمل بأبتسامة : كان أختبارًا
ونجحتي! اذهبي لتأخذي الزي من المطبخ!
توجهت إلي المطبخ ورأيت الطباخة واقفة تطهو شيئًا ما ،بدأت أُعرف نفسي إليها : أنا أدعي ماريا سميث وأنا النا .....
قاطعتني : أعلم أعلم ! النادلة الجديدة !
ثم نظرت إليّ بتفحص وأردفت : تبدين فتاة طيبة! أتمني أن تمكثي أطول من سابقتك!
تعجبت قليﻼً!
لكني لم أطُل التفكير فأجبتها : شكرًا سيدتي! لكن لم نتعرف ..
السيدة : أوه اسمي روزاليندا!
-سأُناديكِ روزي! إذن أين أضع حقيبتي وأستلم الزي ؟
روزي بأبتسامة : تبدين متحمسة! رائع! ستجدين الخزانات الخاصة بالموظفين في نهاية الردهة!
- شكرًا سيدة روزي!
توجهت إلي الخزانة التي تحمل الرقم 2 ثم أخرجت مفتاحها الذي كان السيد جايكوب قد أعطاه لي من جيبي ،فتحتها ووضعت بداخلها حقيبتي من ثم أخرجت المئزر اﻷبيض المُزركش القصير الذي كان بها ثم قمت بربطه علي خصري وعنقي، أردت التوجه من جديد إلي السيدة روزي ﻷسألها ماذا أفعل اﻵن !!
لأني للحق ﻻ أعلم!!
كان علي المرور بصالة الطعام ﻷصل إلي المطبخ وعندما سرت فيها ناداني أحدهم : أيتها النادلة !
ألتفت إليه برعب وعلي وجهي أكبر ابتسامة متوترة قد يراها في حياته : نعم سيدي !
الشاب : أريد شطيرتي جبن وكوب من البرتقال !
- نعم سيدي !سأخبر الطاهية !
ثم ذهبت مسرعة خوفًا من أن ينُاديني شخصًا أخر !
تبًا! ماالذي ورطت نفسي فيه ؟!
العمل كنادلة !!
أنا لست جيدة في التعامل مع الناس ، قد أكون أنطوائية حتي !!
دخلت علي روزي : هناك شخصًا يريد شطيرتي جبن وكوب برتقال!
روزي بسعادة : أوه أنتِ حقًا متحمسة!
ﻻ أدري لماذا توقعت أن تعودي إلي من جديد مذعورة!
ابتسمت وأنا أحك رأسي : ﻷكون صريحة هذا تمامًا ما كنتُ سأفعله
لكنه أصطادني!
روزي : أوه تعجبني الصراحة! حسنًا، إليكِ الآتي!
قالت وهي تمد إليّ مُفكرة
: ضعي تلك المفكرة في جيب مئزرك لتكتُبي بها ما يريده الزبائن!
آه شيء أخر! ضعي الطعام وأنتِ تبتسمين وتقولين
"هل من شيء أخر أستطيع تقديمه ؟"
قلت بمرح أنا أُمثل تحية ضباط الجيش : نعم سيدتي!
روزي وهي تمد الصينية : واﻵن! اذهبي واعطي ذلك الزبون طعامه!
خرجت وأنا أتجه إلي طاولة ذلك الزبون ،وضعت الصحن والكوب ثم أمسكت الصينية واعتدلت واقفة ..
بأبتسامة : هل من شيء أخر أستطيع تقديمه لكَ سيدي ؟!
الشاب : أوه بالطبع تستطيعين ..
أخرجت المُفكرة والقلم وأنا أستعد لكتابة ما سيقوله ..
الشاب : أريدك أن تخرجي معي ..
في موعد!
أوه .. تبًا!!
لم تخبرني روزي عن شيء كهذا!
أظن أن علي التصرُف وحدي!
قلت بآسف : أنا آسِفة سيدي! أنا هنُا فقط ﻷعمل!
الشاب : أتفهم!
ألتفتُ عائدة إلي المطبخ ليمسك بيدي : مهﻼً .. ما اسمك ؟!
انزعجت : أترك يدي!!
ولكنه لم يتركها فبدأت بشدها منه مع ذلك لم يتركها.. لذا .. قررت لكمُه !
أعلم أن هذا يبدو جنونًا لكني كنت في قمة توتري حتي أني أكاد أجزم أن عقلي قد توقف عن العمل!
ﻻ أدري ماذا حدث بعدها
فقد أستيقظت علي ذلك اﻷحساس بأن شيئًا ساخنا ينحدر علي وجنتيّ!
كانت دموعي !
رفعت نظري ﻷجد نفسي في مكتب السيد جايكوب ؛أنا سأُطرد علي ما يبدو لكن ما فاجأني كان : يكفي بُكائًا ماريا! أعلم ذلك النوع من الشباب!
شعرت بالسعادة لثانية ،السيد جايكوب يبدو عادﻻً! لكنه أردف
: لكن الزبون دائمًا علي حق!
لذا سأضطر إلي طردك أن قمتي بخطأ أخر اليوم!
خرجت من مكتب السيد جايكوب سعيدة وأنا أمسح دموعي التي كانت تتساقط رغمًا عني ،كنت سعيدة لأني ظننت أنه من المستحيل أرتكاب خطأ أخر كهذا اليوم!
لكن ؛ من يعلم ؟! ربما أكون مخطئة!
توجهت إلي المطبخ حيث سألتني السيدة روزي بقلق : هااه ماذا قال السيد جايكوب ؟!
قُلت بسعادة : قال أنه سيضطر لطردي أن ارتكبت خطأ أخر اليوم وهذا بالضبط ما سأحرص علي أﻻ يحدث! سأكون باردة أن تطلب اﻷمر!
روزي وهي تُشير : حسنًا ،أريدك أن تأخذي طلب هذا الثنائي هُناك!
ماريا : حسنًا!
سرت حتي طاولتهما ثم توقفت وأخرجت مُفكرتي ،وجهت كﻼمي إلي الفتاة بأبتسامة : هل أستطيع أخذ طلبك ؟!
-نعم ،عصير فراولة..
وجهت كﻼمي للشاب : وأنتَ سيدي ؟!
الشاب : أي شئ تحضرينه سيكون جيدًا!
يا إلهي هاقد بدأنا من جديد!
حسنًا! أنا باردة!
تجاهلته وذهبت إلي المطبخ من جديد : كوبين من عصير الفراولة..
أخذت منها الصينية وتوجهت إلي الطاولة المقصودة ﻷجد الفتاة تصفع الشاب بقوة !
أمم أردت الضحك لوﻻ حيرتي ؛هل أعود بالصينية أم ماذا ؟!
استجمعت شجاعتي وتقدمت ﻷضع الكوبين وهما في صمت وهدوء!
الحمد لله ؛لن يتشاجرا أمامي!
- هل من شيء أخر أستطيع تقديمه لكما ؟!
- ﻻ ،يكفي كونك لطيفة بعكس البعض!
الفتاة بغيظ : أوه حقًا!
حسنًا هناك ما يمكنكِ تقديمه عزيزتي!
أخرجت المفكرة من جيب مئزري وأمسكت القلم وأنا كلي أستعداد لكتابة ما ستقوله لكن ما جعل المفكرة والقلم ينزلقان من يدي هوَ شعوري بأن عصير الفراولة البارد الذي أحضرته منذ قليل ينسكب علي رأسي!
تسمرتُ في مكاني لثانية وأنا أفكر ~ما الخطأ الذي أرتكبته لتفعل هذا ؟!~
للمرة الثانية اليوم أنا في مكتب السيد جايكوب ولكن تلك المرة ﻻ يغطي وجهي الدموع بل عصير الفراولة !!
-أنا آسِف ماريا! لكن ...
قاطعته بهدوء : أنا أتفهم سيد جايكوب !
ثم خلعت المئزر بالمُفكرة والقلم في جيبه ووضعته علي مكتبه وأخرجت مفتاح خزانتي أيضًا من جيبي وأعطيته له ،هممتُ بالذهاب لكن أوقفني صوت السيد جايكوب : انتظري!
ثم مد لي 20 دوﻻرًا قائﻼً أن هذا أجرة عملي لهذا اليوم ،أخذتها وذهبت إلي المطبخ لتوديع السيدة روزي وأيضًا لغسل شعري من عصير الفراولة !!
روزي بقلق : هااه ماذا حدث ؟!
أجبتها بأبتسامة مُتحاملة : لقد فقدت الوظيفة..
روزي : وماذا ستفعلين يا ابنتي ؟!
- سأبحث عن أخري .. أه لقد أعطاني السيد جايكوب 20 دوﻻرًا وأريد بها شطيرة لأني للحق أتضور جوعًا!
روزي : حاﻻً!
ذهبت روزي لطهي الشطيرة وأنا ذهبت لغسل شعري علي الحوض ؛عدت ﻷجد روزي انهت أعداد الشطيرة ،ودعتني بحضن دافيء : زوريني .. أتفقنا ؟!
ﻷول مرة أشعر كيف هوَ أحساس أن يكون لدي المرء أم ،أتجهت إلي الخزانة التي بها حقيبتي ،جيد أني تركتها مفتوحة ،لأني أعدت المفتاح للسيد جايكوب!
خرجت من المحل وأنا أحمل حقيبتي علي كتف واحد وأمسك بالشطيرة وبسرعة البرق يمر لص صغير ليخطف مني الحقيبة!
هل يمكن أن يسوء هذا اليوم أكثر ؟!
نظرت إلي السماء محاولة معرفة كم الساعة ،إنها تقريبًا التاسعة ليﻼً ،ستبدأ برودة الجو باﻷشتداد قريبًا ،هل سأجد نفسي فجأة في قصة بائعة الكبريت !!
توجهت إلي حديقة أحبها ،جلست أستند بظهري علي جزع شجرة!
___
في الدار عند ألكس :-
سوسو بسعادة : ألكس اخبريني من جديد ما المكتوب في جواب ماريا ؟!
ألكس : إنها ذهبت في رحلة ﻷثبات نفسها وإنها لن تعود إﻻ بعدما تُثبت نفسها تمامًا!
ميمي بسعادة : أختي رائعة!
رورو : نعم وشجاعة أيضًا!
ألكس : وإن كانت هُنا كانت لتُخبركم أن عليكم النوم اﻵن لأن الوقت تأخر!
ثلاثتهم : حااضر! لكنك ستقُصين علينا قصة!
ألكس : حسنًا.. اﻵن إلي السرير !
___
عند ماريا :-
الجو يزداد برودة ،أشعر بالنعاس ،ﻻ يجب أن أنام لكن عينايّ تنغلقان وحدهما!
أعلم أنه أن نمت اﻵن أموت!
ومع ذلك أستسلمت للنوم!
___
عند ليو أسفل القصر :-
ﻻ أُصدق أن أبي أمر بحبسي في المنفي ،أخر مرة سمعت عن شخص دخل المنفي سمعت أنه مات!
أنا هنُا منذ مساء اﻷمس! لكن ..
الجﻼد لم يتركني سوي منذ ثواني ،نزفت الكثير من الدماء ..
جروح كهذه ستأخُذ وقتًا طويﻼً في الالتئام حتي بالنسبة لي!
بدأت أشعر بالبرد والنعاس فجأة!
هل جنُنت أخيرًا أم ماذا ؟!
كدت أستسلم للنوم بالرغم من أن الحبال التي تُقيدني تؤلمني كلما أرخيتُ جسدي ، أستطيع تخليص نفسي منها لكن هذا مُخالف للقانون!
أتمتع ببعض القوي المميزة. لكن أبي أيضًا يتمتع بقوة جسدية كبيرة تمنعني من التفكير حتي في مخالفة قانون من قوانينه. كما وأنه بالرغم من كل شيء سيبقي أبي الذي ﻻ أستطيع الوقوف أمامه أبدًا!!
-انتهي الفصل الثالث.