اوقفت سيارتها امام ذلك المنزل، وهو عبارة عن بيت ريفي مكون من طابقين، ترجلت من السيارة وحملت بيدها حقيبتها الجلدية، بيدها الاخرى البوابة الحديدية التي سرعان ما انفتحت، سارت على الممشى الخاص، الذي احاطت به حديقة مهمله لم تتلقى العناية منذ وفاة زوجة العم هاري، ارتقت الدرجات الموصلة إلى الباب، رنت الجرس، وانتظرت فترة طويلة كما بدأ لها قبل ان تفتح الباب إمرأة عجوز بوجة عابس سألت: - انتِ هيلين
-( نعم انا هي وقد جئت لافحص العم هاري ) اجابت
إزدادت تقطيبه العجوز عمقاً وقالت :اعلم اعلم لما انتِ هنا، ذلك العجوز النكد إنه لا يتوقف ابداً عن التذمر، لولا حاجتي إلى العمل لما بقيت هنا يوماً واحداً
لم تقل هيلين شئياً بل اكتفت بإن إستاذنت للصعود إلى غرفة هاري، والتي تعرفها جيداً
تمعنت جيداً به وهو مستلق على سريرة، كان بصحة جيدة، مجرد ارتفاع بالضغط، وهذا امر طبيعي لمن هم في سنه
سألها بسخريته المعتادة : هل سأعيش
ردت تغيظه : اكثر مني.
صمتت لبرهة ثم اردفت :ما الأمر هذة المرة.
تطلع إليها وكانه لم يفهم قصدها قائلاً : لقد كنت متعباً قليلاً وقد اصر بيتر على إستدعائك، رغم اني اخبرته ان لا داعي لذلك فأنا بصحة جيدة كما ترين.
تنهدت بنفاذ صبر : لاتدعي عدم الفهم الا تريد ان تخبرني.
نظر إليها بلا مبالاة قائلاً : لا يوجد ما اخبرك به.
هل توقعت ان يخبرها بتلك السهولة بالتأكيد لا، كل ما عليها هو ان تجارية حتى يخبرها بطلبه، رغم انها لاتجزم بهذا، ففي الأغلب تعود إلى منزلها دون ان تعلم مايريد، فلطالما كانت تصرفاته غريبة، وبما انها تعلم انه لن يدعها تغادر قبل ان يحققه هدفه، فقد قررت ان تفتح الحديث
- كيف وجدت مدبرة منزلك الجديدة
- آه اتقصدين ماري الشمطاء عديمة النفع، انها عجوز سليطة اللسان، إنني لا اطيقها، لا ادري لماذا يصر بيتر على إبقائها.
فكرت هيلين ان الكرة متبادل بين العجوزين، فليكن الله في عون بيتر، فلطالما كان هاري متذمراً وصعب المراس، ولم يكن يثق بأحد.
فيما بعد تتابعت الاحاديث بينهما بشكل عشوائي، قررت هيلين ان هذا يكفي فلا يجب ان تترك كاثرين وحيدة لفترة طويلة، فهي ما زالت متعبة، وقد تصاب بتعب مفاجئ، اخرجت دفتراً وقلماً من حقيبتها وكتبت بعض الأدوية التي رأت ان هاري قد يحتاجها
نهضت واخبرت هاري انها ستغادر وستعطي ماري ورقة الأدوية لتجلبها من الصيدلية
- لما لاتبقين لتناول العشاء معي لا اريد تناول الطعام وحيداً، فبيتر لن يعود باكراً، فهو يلاحق صفقاً صحفياً هذة الايام، هكذا هم الصحافة، ولا بد ان كاثرين ستتأخر ايضاً، فلما لا تبقين لتناول الطعام معي
- اوه لا كاثرين لا تعمل هذة الايام، فهي بفترة نقاهه لقد تعرضت لحادث منذ مدة الم يخبرك بيتر بذلك
سألت باستغراب.
- لقد قال بيتر شيئاً من هذا القبيل، كيف حالها الآن. قالها بلا مبالاة
- انها بخير وقد تحسنت كثيراً لا شي خطير
- هذا جيد مازالت فتاة مثيرة للمشاكل.
رغم انه قالها ببرود إلا انها تعلم انه شعر بالفرحة عندما اخبرته ان كاثرين بخير، بالرغم من انه ادعى عدم المبالاة.