عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 03-25-2016, 10:06 PM
 
الفصل الثامن : "عالم البشر!"

-آآآآه
انتَفَضَت فَجأة من سَريرها وهيّ تَصرُخ وكأنَ عَقربًا لَسَعَها ! مُتَعرقة! ! مَذعورة ! تُتمتم بكَلِمات غَريبة ! لم أرها من قبل في تلكَ الحالة !

جَلستُ أمامُها بسُرعة مُحاوﻻً تهدئتها لَكن ﻻ فائدة ! أستَمرت بالتَمتَمة! : أنا آسِفة ! أنا آسِفة ! لم أقصد أن أقتُلَك ! لم أكُن قوية كِفاية لِأوقفَ هَذا !! أنا حقًا حقًا آسِفة !!
- أنا لم أمُت !
- ﻻ ،أنتَ ميت !

ماذا بها ؟! أقولُ أني حي !

- ﻻ ،حقًا أنا حي! أنا أجلس أمامك أﻻ ترينني ؟!
- أنتَ لَستَ حَقيقي ! تَمامًا مثلها !
- مثلها ؟!
- مينوري! لَقد ذَهبت لَكنها تَستمر في الظهور لي في كُل مَكان ! كُلما أبتَعدتُ عن الصواب تَظهَر لتُحَذرني ! أنا أعلم أني أُهلوس اﻵن !!

ﻻ أعلمُ مَن مينوري لَكن ﻻ بُدّ أنها شَخصية مُهمة جدًا بالنسبة لهيمي !

- أنا لستُ هلوسات، أنا حَقيقي !
- حَقيقي ؟!

بَدت وكأنها تسأل لذا أجبتُ بسُرعة : أُقسم علي هَذا !
لَمَست كَتِفي بخفة وكأنها تَخشي أن أتﻼشي في الهواء أو شيءٌ ما !
بَعدها ابتَسَمت ببُطء وكأنها مازالت لم تَستوعب لَكن سُرعان ما تَحولت تلكَ اﻻبتسامة إلي ضحكة سعيدة رائعة ثُم ضَمَتني !!

لَكنها أبتَعدَت بسُرعة . . كانَت وَجنَتَيها مُتَوَرِدَتان ..! بَدت ... جَميلة !
غير شاحبة كَما المُعتاد !
جَمَعت قَبضَتها اليُمني ولَكمتني فجأة بكَتِفي اﻷيسر !
- آآوتــش !

غير مُتَوقع علي اﻷطﻼق !!

- لماذا فَعلتِ هَذا !؟
- لِمَ لم تَقُل مُنذُ البداية ؟!
هَكذا صَرَخَت ووجنَتيها مُستَمرتان في اﻷحمرار !!
أنها . . . مُتَوترة !.. مُحرَجة !.. من شيءٌ ما !!!
- لم تُعطيني فُرصة، كما أنهُ . . .
- ماذا ؟!
- كانَ مُمتعًا!

ماالذي أقولُه ؟! ليسَ لَديّ أدني فكرة !
تُري هل فَهِمَت أني أقصد أنهُ من المُمتع رؤيتها تُعاني ؟! لأنَ هَذا ليسَ ما قَصَدتُه! من المُمتع رؤيتها تُبدي بعض . . . اﻷهتمام ! غير مُجمَدة !
ﻻ أظُن أني قَد أعتَرف بهَذا بصوت عالي أبدًا ! حَتي لنفسي !
ظَللنا صامتين لجزء من الثانية إلي أن تَذَكرت أني كُنتُ علي وَشَكِ إيقاظَها أصﻼً !

يجب أن نَذهب اﻵن إليَ الساحة ! وأﻻ البوابة سَتُغلَق !
نَهضتُ سَريعًا : يَجب أن نَذهب إلي ساحة الملك اﻵن !
- لماذا ؟!
- لكي تَستأنفي اﻷختبار !
- استأنف اﻷختبار ؟!
- حُكم اﻷستئناف؟ أﻻ تُذَكِرك تلكَ الكَلِمة بشيء ؟!

أطرَقت لثانية ثُمَ قالَت بسُرعة :
تبًا! لَكني لَستُ مُستَعدة ! لم أُذاكِر كما أني . . .
قاطعتُها بسُرعة : لَن تَحتاجي السحر ! لأنَ القاعدة اﻷولي بِذَلكَ اﻷختبار هيّ "مَمنوع أستخدام السحر !"
- ماذا ؟! مَمنوع أستخدام السحر ممنوع في اﻷختبار النهائي لمَدينة "آماميزو" السحرية !!
- لم أفهم اﻷمر أيضًا! لَكنك ستكونينَ قادرة علي اﻻستعانة بي وهَذا أمر جيد ! علي أي حال يجب أن نُسرع لأنَ البوابة ﻻ تبقي مفتوحة ﻷكثر من ساعة !
- أي بوابة ؟!
- اليوم هوَ الكسوف الشمسي !
- ماذا ؟! بوابة لعالم البَشر ! لماذا ؟!
- سَيَكون ساحة اﻷختبار !
- أنا ﻻ أفهم شيء !
- وﻻ أنا أيضًا! عندما نَذهب إلي الساحة سَتَعبُرين إلي عالم البَشر بينما سأبقي أنا قَليﻼً لِأتَلَقي باقي قوانين اﻷختبار وأفهم ما المطلوب منا فيه بالتحديد ! أتَفَقنا ؟!
- أتَفقنا!

___

بدأتُ بالسير ذاهبة إلي حَيثُ ساحة أبي ،دَخلتُ ببُطء، لم يَهتم أبي كَثيرًا بل أشارَ لي أن أتَقدم وأعبُر بداخل البوابة!
- دَقيقة واحدة أبي !
هَذا ما قُلتُه وأنا ألتَفتُ خَلفي للهاروكو!
- ما اﻷمر ؟ !
- ماذا إن مَرت الساعة ولم تَعبُر ؟! كَيفَ سأعلم ما المَطلوب مني في ذَلِكَ اﻷختبار ؟!
- سأفتَح بوابة آُخري بنَفسي !
- أصبَحتَ تَفتَح البوابات ؟!
- تَعلمتُ الكَثير خﻼلَ فَترة سَجني!
- حَسنًا ،سأنتَظرك !
- ﻻ !
- لماذا ؟!
- لأنَ اﻷختبار يبدأ اﻵن ! يجب أن تَكوني هُناكَ في الوقت المطلوب !
- لَكن . . العبور خﻼل بوابة الدموع السوداء . . مؤلم !
أطرَقَ لثانية ثُمَ قال : حاولي أﻻ تُفكري في أي شيء مُحزن !
أومأتُ لهُ وعاودتُ السير من جَديد لَكني تَوقفت وأستَدرتُ ﻷبي : أوصل سﻼمي لآروجانِت ولين !
- أوصليه لهُم بنَفسك ،إنها فَقط مئة يوم !!
بالرغم من أن الرقم صَدَمني إلا أني عاودتُ السيرَ من جَديد بخطوات مُتَرددة أكثر من السابق

___

آلم شَديد غَزَا قَلبي وأنا أعبُر بوابة الدموع السوداء لِأجدَ نفسي في حديقة أطفال بها الكثير من الرمال في أحد أطرافها وأرجوحتان في الطرف الأخر بينما الشمس علي وشك الغروب !

الغروب ! هل يَجِب أن أعتبرَ هَذا فرق توقيت ؟! لَقد كانت علي وشك الشروق مُنذُ قليل من حَيثُ أتيت !
ذَهبتُ لِأجلسَ علي أحد اﻷرجوحتان مُنتظرة قدوم الهاروكو البديل وأنا أُفكر

~تُري ماذا يَفعلن الفَتيات اﻵن ؟!~

لَقد ذَهبن بالتأكيد وأنا نائمة لأني لم أجد أحدهما عندما أستيقظت!
كانَ المَكان بالحديقة هادئًا بطريقة غَريبة ! ﻻ أحد هُنا علي اﻷطﻼق ! رُبما إن تَمشيت قليﻼً قد أُصادف أحدهم، لم أتعجب كَثيرًا فَلطالما كانَ هَكذا لسنوات !!
نعم! أتيتُ إلي هُنا من قبل؛ إلي تلكَ المنطقة بالتحديد ! لَكني كُنتُ أُغادر سريعًا!

/-ﻻاا ! ﻻ تَدفعيني مينوري !
- لماذا ؟ هل تَخافينَ اﻷرجوحة ؟!
- ﻻ ، اﻷمر ليس كَذَلِك !
- إذن كيفَ هوَ ؟!
قاطعتنا أمي : أنتما لن تتشاجرا قبل العودة إلي المنزل، صحيح ؟!
أجابت كلتانا في نفس الوقت : بالطبع أمي !
- واﻵن هيا كﻼكُما أمسكا يدَيّ !
- ﻻ ! أنا لستُ صَغيرة ! يُمكنُني الذهابَ وحدي !
- أنا لم أقُل أنكِ صَغيرة عزيزتي، بالطبع أنتِ كبيرة ، أنتِ بالسابعة !
- إذن لماذا ؟!
- ﻷنني مَن يرتدي القِرطَ الذي يَنقُلنا ! وكي أنقلكُما معي يجب أن تُمسكا بيدَيّ !
قالت أمي هَذا وهي تُشير علي قرط ذهبي صغير في أُذنَها اليُمني
- بالمُناسبة أمي، أينَ الفَردَ الأخر ؟! هل أضعتيه أم أنَ هُناكَ شخص أخر يرتديه ؟!
هَكذا قالت مينوري لِأُضيفَ أنا بسُرعة : أو رُبما سُرق ! أو ...
- عَلي رِسلُكما يا فتيات! ما مِن فردٍ آخر أصﻼً ! ذَلِكَ القرطَ لم يُصنع منهُ سوي فَردٍ واحد !
- مَن اﻷخرق الذي صَنعُه ؟!
- هيمي ! كوني مُهذبة !
- آسِفة أمي ..
- لَقد صَنَعُه الهاروكو الخاص بي قبل أن يَذهب ! ولِعلمَكُما فقط لقد كانَ مُميزًا جدًا ليستَطيعَ فعل ذَلِك ،ﻻ يستَطيع الهاروكو عادةً فعل شيء كَهذا، لم يفعل غيره ما فَعل قط !
- الهاروكو !
- يَذهب !!
- ما الهاروكو أمي ؟! هل سأحصُل علي شيء كَهذا أبدًا ؟!
- بالطبع عَزيزتي، الهاروكو هوَ نُسخة قَلب مؤقتة تنتهي صﻼحيتها عندَ وقتًا ما يَختلف مِن شَخص إلي أخر !
- أنا ﻻ أفهم ! ما فائدة شيء كهذا ؟!
- حسنًا ركزا معي! سأسألكُما عدة أسئلة وأُريدَكُما أن تُجيبوها، أتفقنا ؟!
- أتفقنا!
- أتفقنا!
- نَحنُ سَحرة، صَحيح ؟!
- صَحيح !
- نمتلك قوة ليست بالكبيرة لَكنها أيضًا ليست هينة ،صحيح ؟!
- صَحيح !
- ماذا إن كانَ هُناكَ سَحرة ﻻ يعرفونَ هدَفهم في الحياة ؟!
- سيضلونَ طريقهم وسيُسببون الكثير من المشاكل !
- نعم ! سيستخدمونَ قواهم فالشر !
- لذا يجب أن يجدوا هدَفهم، صحيح ؟!
- بالطبع ! لَكني ﻻ أفهم ما عﻼقة هذا بسؤالي !
- الهاروكو أو بمعني آخر "نُسخة القلب" هو مجرد تَجسيد لـ "صوت قلبك" الذي يريد أخبارك عن هدفك ،أُمنياتك وقناعَاتِك !
- وكيفَ يعرف ذَلِكَ "الهاروكو" هدفي وأمنياتي أصﻼً ؟!
- هوَ ﻻ يعرفها ! هوَ يشعُر بها وسيُساعدك لتَحصُلي عليها !
- لم أفهم !
- الهاروكو يظهرون في سن مُعين للدعم ولزيادة الثقة بالنفس لمالكهُم كما القوي كذلك ! يفتحونَ البوابا ...
- أنتِ تَفعلين !
- أنا استثناء عزيزتي، الهاروكو فقط من يمكنُهم فتح البوابات عدا ذَلِك سيكون عليكِ عبور جدار الدموع السوداء !
- وماذا يحدُث بعد أن أجدَ هدفي ؟!
- سيَكون علي الهاروكو أن يختفي تمامًا مثلما آتي، أنهُ نُسخة مؤقتة بعد كل شيء !
صَمتت قَليﻼً ثُمَ أردَفت : هيمي، ماالذي فَهمتِه مما قُلتُه ؟!
- أمم فَهمتُ أنني عندما أكبُر سأحصُل علي عفريت ! يقفز بين اﻷبعاد ! سأقوم بالرحﻼت مَعَهُ ﻷعرف نفسي الحقيقية !
قَهقَهت أمي طويﻼً ثُمَ سألت مينوري السؤالَ ذاتُه لَكن أجابتها كانت مختلفة كُليًا : ما فَهمتُه هوَ أنَ صوت القلب شيء رائع ! أتمني سماع ذَلِكَ الصوت !
قالت هَذا وهيّ تضع يدها علي قلبها مُغمضة عينيها ومُبتسمة بهدوء مُشرق ولثانية كَان كُلُ ما جَالَ بخاطري هوَ : ماذا إن كانَ قلبي أخرس ؟!
- هيــمي ! ما الذي قد يجعلِك تقولينَ هَذا ؟ !
- ﻻ أدري أمي !! عندما أضع يدي علي قلبي ﻻ أشعُر بشيء ! وكأني أسمع صوتَ السكون !!
- هيـــمي !
شَعوتُ فجأة بذُعر شديد وصَحتُ كمن أكتشفَ شيئاً للتو : أمي ! أنا لن أحصُل علي هاروكو أبدًا! أعلمُ هَذا في داخلي !
- هيـمي ! لماذا تَقولينَ هَذا ؟ !
- هُناكَ خطبًا ما بقوايّ أصﻼً ! لمَ يجب أن أتوقع أني قد أحصُل علي ذَلِكَ "العفريت الذي يُحقق اﻷماني !" لن تَفهمينَ ما أشعُر بهِ أبدًا فَلستِ أنتِ من أجبَرُه حظُه التعس علي الحصول علي النصف المُريع من قوي التوازُن !!
- أخبرتك من قبل هيمي أنكِ لم تَحصُلي علي النصف السيء ! ما من نصف سيء ! الليل مُظلم ! أهذا يعني أنهُ سيء ؟ ! أو أنَ النهارَ أفضلَ منهُ ؟ !
- ﻻ !
- هيــمي ! ميــنوري !
قَالت أمي هذا مُثيرة أنتباهنا ثُمَ أردفت بعدها : سأسألكُما سؤاﻻً يحتاج إلي تركيز قبل اﻷجابة !
أومأت كلتانا إلي أمي لتَقول : ما هُما القوتان اللتان تتحكمان في التوازُن ؟!
- هَذا سهل أمي ! الخير والشر !
- ﻻ ! الضوء والظﻼم !
- هيمي ،أيُهما تَظُنين أنكِ تحملين الخير أم الشر ؟ !
- الشـ شر !
قُلتُ هَذا بتَردُد لتَقولَ أمي : ولماذا تَظُنينَ هَذا ؟ !
- "بقلب الضوء الﻼمع الشديد يعيش الظﻼم القاتم المُدمر !"
تَمتمتُ بهَذا بهدوء ثُمَ أردفت : ﻻ يُهم مقدار الضوء الموجود عندما يكون مَركزُه مُظلم ! لهذا يخاف اﻷطفال في المدرسة من أجنحتي الثَلجية ! ليس ﻷنها بيضاء بل ﻷن بمركزها ريشة قاتمة السواد !
- أنظري عزيزتي ،الخير والشر دائمًا يتصارعان ،هل تتشاجري أنتِ ومينوري دائمـًا؟ !
- ﻻ ،فقط أحيانًا!
- من برأيك سينتصر فالنهاية في صراع "الخير والشر" ؟ !
- دومًا ينتصر الخير ! ويختفي الشر!
- وماذا درستي من قبل ؟ !
- عندما تختفي أحدي القوتان المُتحكِمتان بالتوازُن يَنكَسِر !
- لهَذا أجابة مينوري هيّ الصحيحة؛ أنتما ﻻ تحمﻼن قوي الخير والشر، الضوء والظﻼم هيّ اﻷصح ! كذلِكَ الريشة السوداء ﻻ تعني أنَ هُناكَ شر عظيم يَكمُن بداخلك بل تعني قوة لم تتعلمي أطﻼقها بعد !!
قالت أمي هذا وهي تنحني لمستواي وتُمسك بكَتِفايّ
- لَكن ماذا إن ماتت إحدانا ؟ !
- ميــنوري ! ﻻ تقولي أشياءً مُروعة !!
- أنا أفترض فقط كما أنَ الموتَ ليسَ مُريعًا!
- حسنًا ،حامﻼ قوي التوازُن من أكثر السحرة تَميُزًا وفي كُل اﻷجيال السابقة كانا يموتان في اليوم نَفسُه ! اللحظة ذاتها التي يولد بها طفﻼن آخران ليحمﻼ القوي بدﻻً منهُما !
- هل ماتَ حامﻼ القوي السابقين في نفس اليوم الذي ولدنا بهِ أنا ومينوري ؟ !
- نعم !
- ماذا إن قُتلَ أحد حاملي قوي التوازُن ؟ !
- لماذا تسأﻻن تلكَ اﻷسئلة ؟ ! ألم تَتعلما هَذا في الصف ؟ !
- تَقصدين ذَلِك الصف الذي ﻻ يحضرهُ سواي أنا ومينوري ؟ !
- نعم !
- أنهُ مُمل جدًا!
- هيمي تُلقي علي المُعلمة تعويذة النوم كل حصة وتَهرُب !!
- مينوري أيتها الـ ..... لمَ ﻻ تَحفظين اﻷسرار ؟ !
- آسِفة ، ذَلَ لساني !
قالت مينوري هَذا وهي تَضع كَفيها الصَغيرين علي فَمِها وتبتسم ببﻼهة
قَالت أمي لتُجيب علي سؤالي : علي أي حال لن تَحدُث أمور جيدة إن قُتل أحد حامِﻼ قوي التوازُن !
أخرَجتُ نَفسًا مسكينًا كان قد كُتِبَ لهُ أن يُحبس لبعض الوقت لتُردف أمي فجأة جاعلةً أيايّ أُجفل : ثُمَ أياكِ وفعل ذَلك مُجددًا هيمي ! هذا ليس جيدًا! علي اﻷطﻼق !
قُلت بسُرعة مُحاولة تَضيع الموضوع : أمور غير جيدة مثل ماذا ؟ !
انهمكت أمي فالتفكير من جديد لتُردف : للحق ، أنا ﻻ أدري !!
عَمَ الصَمت لثواني بعدها قَالت أمي بأبتسامة : واﻵن ،هﻼ عُدنا للمنزل ؟!
- هل يُمكن أن نتسابق أنا وهيمي قَبل أن نعود كَكُل مرة ؟
- لَقد أصبحَ تَقليدًا!
- حسنًا ، سأكون هُنا لمُشاهدتكُما، ﻻ تَبتعدا !
قالت أمي هَذا وهي تَجلس علي اﻷرجوحة وتبتسم لنا بهدوء لتَنظُر مينوري لي مع أبتسامة حماسية وتَقول : حَتيَ الشجرة !
ﻷوميء برأسي مع نفس اﻷبتسامة : حَتيَ الشجرة !
بعدَها بدأ السباق ولَكن لم يَستمر طويﻼً فقد بدأ الجَرح الذي بعُنُقي يؤلمني وَيَتَوهج بشدة بذَلِكَ اللون القُرمُزي ! كَعادتُه كُلما بَذلتُ جُهدًا كَبيرًا! جَثوتُ علي اﻷرض بتعب أحاول السيطرة علي أنفاسي وأحاول كَتمَ توهُج عُنُقي بوضع يدي اليُمني عليه !
جَثت مينوري بسُرعة إلي جواري مُحاولة طمأنتي ! وما هيّ إﻻ ثواني حتي آتت أمي وَحَمَلتني : ﻻ بأسَ عَزيزتي !
قُلتُ بتَعب : ألن تُخبريني كَيفَ حَصَلتُ علي هَذا الجَرح ؟ !
- هَذا ﻻ يُهم عزيزتي ! المُهم هوَ أنكِ سَتكونينَ بخير !
قالت أمي هَذا بصوت مُتآلم بعض الشيء فَلم أُزد حرفًا في هَذا اﻷمر بل بدأتُ بالعَبث في شَعرِها اﻷشقر الطويل المُتدلي علي ظَهرها بينَما أمسَكت هيَ بيد مينوري وبدأت بالتَمتمة بتلكَ التعويذة التي تُعيدَنا !!
توَقفتُ عن العبث بشعر أمي ونَظرتُ إليَ شَعر مينوري اﻷشقر الداكن الذي يَميل إليَ الكَستنائي ثُمَ أمسَكتُ بخُصلة من شعري وتَمتمتُ بخفوت : لمَ أنا الوحيدة التي شَعرُها بهَذا اللون ؟ !
لَكن علي ما يَبدو فقد سَمِعَتني أمي فتوقفت عن التَمتمة لتَقول : لِمَ تسألين ؟ !
- أبي يَقول أنَهُ كُلما كانَ لونُ الشَعرَ فاتحًا كُلما كانَ صاحبهُ ضَعيفًا!!
- هَذا ليسَ شرطًا! ميشيل شَعرُهُ فضي وهوَ ماذا ؟ !
- أسطورة جيلُه !
- برأيي لونُ شَعرك جَميل ! أنَهُ بلون الكاراميل ! أنا أُحبُه ! ﻻ أظُنُ أمر القوة هَذا يُهم !!
قالت مينوري هَذا باسمة وهيّ تمدُ يدها الأخري التي ﻻ تُمسكها أمي إلي شَعري بعدها عَادت أمي إلي التَمتمة من جَديد لتوهج قِرطُها الذهبي بشدة وتَظهر بوابة رمادية كَاﻷعصار وتَبتلعنا !/

-انتهي الفصل الثامن.

التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 03-26-2016 الساعة 12:36 AM
رد مع اقتباس