الموضوع
:
【اسطوري】 مدينة الزهراء
عرض مشاركة واحدة
#
2
03-26-2016, 03:07 AM
العجوزة زوزو
تقع مدينة الزهراء على بعد احدى عشر كيلو غرب قرطبة وقد شرع الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر(عبدالرحمن الثالث) في بناءها عام 325هـ واكتمل بناء الزهراء عام 365 هـ في عهد الحكم.
ومساحة المدينة 2000 متر بالطول و 900 متر عرض اي ما يقارب 280 فدانا وذكر ايضا احد المؤريخين ايضا ان إن مدينة الزهراء كانت مدينة إسلامية كبرى في القرن العاشر في عام 929 م ويضيف قائلا «هذه كانت أكبر مدينة بنيت من لا شيء في أوروبا الغربية» .
كما وُصِفَت بأنها كانت عاصمة الخلافة الحقيقية ويروي المؤرخون أن هذه المدينة المطمورة وفيها عدد من الإقطاعيات والقصور مختلطة مع كنوز تدهش المسافرين القادمين إليها. فكانت هناك أحواض من الزئبق يمكن هزها لنشر أشعة من ضياء الشمس المنعكس عبر جدران وسقوف رخامية من الذهب، فقد كانت الشمس تدخل من تلك الأبواب، فيضرب شعاعها في صدر المجلس وجدرانه، فيعكس نوراً مبهراً يسلط على هذا الإناء، فإذا أراد أن يفزع أحداً من المجلس أمر أحد خدمه بتحريك الإناء، فينبعث نور من الزئبق المتحرك الرجراج يملأ جو المجلس بريقاً عجيباً، فيشعر المرء كأن المجلس يدور حول نفسه، وتسُتقبل الشمس أينما كان المرء جالساً. حسبما تقول السجلات المعاصرة عنها...
وكانت ابوابها محفورة من العاج والأبنوس، وهي تقود إلى حدائق غناء وواسعة تضم حيوانات وتماثيل غريبة مصنوعة من العنبر واللؤلؤ. وقد ذكر احد المؤرخين «كان المسافرون القادمون من أصقاع بعيدة يأتون من كل الطبقات والحرف ومن مختلف الديانات، فمنهم الأمراء والسفراء والتجار والحجاج والفقهاء والشعراء، وكل هؤلاء اتفقوا على أنهم خلال كل رحلاتهم لم يشاهدوا مثيلا لها».
وتجدر الاشارة الى ان عبد الرحمن الثالث، الذي أسس المدينة، كان يعتبرها نموذجا لكل فضائل الاندلس، وتأكيدا لإعلانه انه الخليفة الحقيقي للعالم الاسلامي وحوّلها الى مركز للموسيقيين وعلماء الفلك والشعراء والاطباء وعلماء النبات والرياضيات وجلب إليها الرخام الأبيض من المرية والرخام المجزع من رية والرخام الوردي والأخضر من اسفاقس وقرطاجنة من افريقيا، وأسس قصره الخلافي وكان يشتمل على مجالس منها المجلس الشرقي المعروف بالمؤنس، وقد زين بحوض منقوش مذهب جلب من القسطنطينية ونصب عليه اثنى عشر تمثالاً من الذهب لأسد بجانبه غزال ثم تمساح ويقابل هذه التماثيل الثلاثة تمثال لثعبان وآخر لعقاب وثالث لفيل، وفي الجانبين تماثيل لحمامة وشاهين وطاووس ودجاجة وديك وحدأة ونسر.
أما المجلس الثاني المسمى بقصر الخلافة فكان سمك جدرانه من القراميد المذهبة والرخام الغليض في جرمه الصافي في لونه، وكان يتوسط هذا المجلس اليتيمة التي اتحف بها ليون ملك القسطنطينية الخليفة الناصر، وقد نصبت في بركة مملوءة بالزئبق وكان ينفتح في كل جانب من هذا المجلس ثمانية ابواب انعقدت على حنايا من العاج والأبنوس المرصع بالذهب والجوهر، قامت على أعمدة من الرخام الملون والبلور الصافي، وكانت الشمس تتسلل من هذه الابواب فينعكس شعاعها على جدران المجلس فيحدث من ذلك بريقاً يأخذ الأبصار. عمل في بناء الزهراء عشرة آلاف رجل من العمال وألف وخمسمائة دابة.تم بناء جامع المدينة في ثمانية واربعين يوماً، وكان ارتفاع المئذنة أربعين ذراعاً، وقد عدلت القبلة إلى الاتجاه الصحيح بخلاف جامع قرطبة التي انحرفت فيه القبلة إلى الجنوب. ازدهرت الزهراء في عهد الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر، ثم في عهد ابنه من بعده الحكم المستنصر إلى أن أهملت في عهد هشام المؤيد الذي تولى الخلافة وعمره لم يتجاوز العشر سنوات عندما بنيت مدينة الزاهرة على يد الملك المنصور الذي استبد بالحكم ونقل دواوين الدولة إليها.
في حدود عاما 1010م سقطت المدينة اثر تعرضها للنهب ونهبت على يد الغوغاء والدهماء والعامة بعد سقوط الخلافة. ظلت أطلال الزهراء تتخذ حتى مطلع القرن الماضي محاجر غنية تستخرج منها الأحجار والرخام ومواد البناء حتى تنبهت الحكومة الأسبانية إلى أهمية هذه المدينة الأثرية فأعلنتها أثراً قومياً ويجري ترميمها ببطءٍ شديد.
بعد مرور أكثر من مائة عام بقليل على اكتشافها وتجري عملية الانقاذ على أساس خرائط حديثة، بينما يحذر أثريون من تهديد جديد يواجه المدينة المدفونة نتيجة بناء شركات العقارات بيوتا جديدة فوق مواقع المدينة التي لم يتم حفر 90% من بقاياها وانما اكتشف 10% فقط
أول من أكتشف أطلال المدينة في القرن الماضي شخص أسباني كان يمتلك أقطاعية في تلك المنطقة وأكتشف الأطلال بالصدفه أثناء عملية تهيئة الأرض للزراعه... ثم قام بالإبلاغ عن ما أكتشفه ومول بنفسه جزء من عملية التنقيب، لكن التنقيب أهمل خلال فترة الحكم الديكتاتوري لأسبانيا ( فرانكو كان يكره بشده كل ماله علاقه بالتاريخ الأندلسي وذلك بسبب مطالبة سكان أقليم الأندلس بالأنفصال عن أسبانيا في عهده لأختلافهم عن باقي الأسبان بالشكل والعادات والتي أكتسبوها من ميراثهم الأندلسي، فما كان منه ألا قمع الأقليم والقضاء على زعماء الدعوة الأنفصالية... أقليم الأندلس حالياً من أغنى الأقاليم الأسبانية ) وبعد أعلان اليونسكو لمدينة الزهراء كموقع تراث أنساني، تتولى المنظمة بنفسها عملية الإشراف وتمويل أعمال التنقيب... خلال عصر النهضة رسم بعض الفنانين لوحات تخيلوا فيها مدينة الزهراء وعبدالرحمن الناصر وهو يستقبل سفراء الدول الأجنبية في ديوانه، وبعض هذه اللوحات موجودة في المتاحف الأسبانية... يسمي المؤرخين مدينة الزهراء بفرساي المنسية..!! لأن المدينة بقصورها وحدائقها كانت من أجمل مابني في أوروبا قبل أن تبنى القصور الأوروبية في بدايات القرن الرابع عشر... للأسف ثورة البربر أدت لتخريب المدينة ونهبها وأحراق أجزاء منها وهذا ما أكشفته أعمال التنقيب حيث وجدت أثار دخان على الجدران والأعمدة
انقر على الكلمة لرؤية المصدر
المصدر
كان للخليفة زوجة محببة لديه اسمها الزهراء فبنى هذه المدينة ونسبها لها ويذكر المؤرخون رواية قصصية مفادها أن الخليفة الناصر لدين الله ماتت له سريَّة، وتركت مالًا كثيرًا، فأمر أن يفك بذلك المال أسرى المسلمين، وطلب في بلاد الإفرنج أسيرًا فلم يوجد، فشكر الله تعالى على ذلك، فقالت له جاريته الزهراء -وكان يحبُّها حبًّا شديدا: اشتهيت لو بنيت لي مدينة تسميها باسمي، وتكون خاصة لي.
فبناها تحت جبل العروس من قبلة الجبل وشمال قرطبة، وأتقن بناءها، وأحكم الصنعة فيها، وجعلها مستنزها ومسكنًا للزهراء وحاشية أرباب دولته، ونقش صورتها على الباب، فلمَّا قعدت الزهراء في مجلسها نظرت إلى بياض المدينة وحسنها في حجر الجبل الأسود، فقالت: يا سيِّدي، ألا ترى إلى حسن هـذه الجارية الحسناء في حجر ذلك الزنجي؟ فأمر بزوال ذلك الجبل،
فقال بعض جلسائه: أعيذ أمير المؤمنين أن يخطر له ما يشين العقل سماعه، لو اجتمع الخلق ما أزالوه حفرًا ولا قطعًا، ولا يزيله إلاّ من خلقه، فأمر بقطع شجره وغرسه تينًا ولوزًا، ولم يكن منظر أحسن منها، ولا سيِّما في زمان الإزهار وتفتُّح الأشجار"
ما زالت سيرة مدينة الزهراء وذكريات فخامتها الذاهبة، تحتل المقام الأول في تاريخ إسبانيا المسلمة الأثري والفني، لذا اهتم الإسبان في العصر الحديث بالكشف عن آثار مدينة الزهراء، فمنذ بداية سنة 1910م.
بدأت الحفريات في منطقة تمتد حوالي 1518 مترًا من الشرق إلى الغرب و 745 مترًا من الشمال إلى الجنوب، وعلى الرغم من أنهـذه المنطقة لم تكشف كلها فإن المكتشف من الآثار يكفي لتكوين صورة واضحة عن هـندسة المدينة وفخامتها.
"وتنقسم أطلال الزهراء بصفة عامة إلى مجموعات ثلاث، مدرجة من أعلى إلى أسفل، وتشمل المجموعة الأولى مواقع القصر الخليفي والمقام الخاص، وتشمل الثانية فيما يبدو مساكن الحاشية والحرس، وتشمل المجموعة الثالثة وهي الواقعة أسفل الربوة في بسيط معتدل من الأرض، أربعة أفنية كبيرة عالية، هـي التي يجري اليوم ضمها وإعادة تشكيلها، وفيما يظن أنها البهو العظيم الذي كان مخصصًا لاستقبال الملوك وأكابر السفراء.
وقد تم اكتشاف هـذا البهو الذي يعد أعظم ما كشف حتى اليوم من آثار الزهراء في سنة 1944م، ووجد سائر حطامه وزخارفه مدفونًا تحت الأنقاض، ويعكف الأثريون والإسبان منذ أعوام على إقامة الصرح وتنسيقه، مما وجد من أنقاضه وأعمدته وزخارفه.
وقد أقيم حتى اليوم في وسطه ما اصطلح على تسميته (بهو السفراء) أو باسمه التاريخي (المجلس المؤنس)، وهو يتكون من أربعة أفنية متلاصقة تبلغ واجهتها نحو أربعين مترًا، وقد قسمت من الداخل إلى ثلاث أروقة مستطيلة، يتوسطها رواق رابع ذو عقود من الجانبين، ويقوم كل فناء منها على خمسة عقود، وقد ركب علىهـذه العقود ما وجد بين الأطلال من رؤوس وقواعد رخامية مزخرفة، وفي وسط الرواق الثالث عقد جميل عال يفضي إلى بهو داخلي، زين جانباه بالزخارف الرخامية.
ويبلغ طول كل رواق من الأروقة المذكورة نحوًا من عشرين مترًا، وعرضه نحو ثمانية أمتار، وقد صنعت العقود كلها على نمط واحد وزينت من أعلاها بما أمكن جمعه من قطع الزخارف الرخامية التي وجدت، وقد شيدت هـذه الأروقة على ارتفاع يبلغ نحو عشرة أمتار
ومع استمرار أعمال الحفريات في مدينة الزهراء، فقد تم اكتشاف الكثير من معالم المدينة، ومنها: اكتشاف دار الجند سنة 1912م وتم تجديده سنة 1944م، واكتشاف الجناح الشرقي سنة 1954م، والبحيرات سنة 1945م وبدأ العمل بها سنة 1954م، ودار الرخام الذي بدأ التنقيب به سنة 1964م، ثم ممر الجند الشرقي والساباط سنة 1964م أيضًا...
ولعل أعمال الحفريات المستقبلية تكشف لنا عن معالم أخرى لهذه المدينة، التي هـي من دون شك إحدى الصور التي تحكي قصة الحضارة العربية في بلاد الأندلس، وما وصلت إليه من الرقي والتقدم، في وقت كانت فيه أوروبا غارقة في مجاهل التخلف.
العجوزة زوزو
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى العجوزة زوزو
البحث عن المشاركات التي كتبها العجوزة زوزو