ارجو المعذرة على التاخير تفضلوا التكملة
وظلا هكذا حتى صمتا لوهلة ...
فتنظر نايس إلى الساعة ... وهي تقول ..
ـ أظنني قد أطلت الجلسة معك و أشغلتك عن دراستك يا أليكس ..
ـ لا ...على الإطلاق ... لقد استمتعت بجلوسي معكي يا نايس ..
ـ شكرا ً ...هذا يدل على ذوقك..
ثم يقوم الإثنان عن طاولة الطعام ويذهب كل واحد إلى غرفته بعد استأذنا من بعضهما ..
وبعد أن تخرج نايس من الكافيتيريا تفاجأ بماكس واقفا ً في إحدى زوايا الممر..
تدير وجهها مبدية تضايقها ...لتكمل طريقها ...
كان ماكس في تلك اللحظة عاجزا ً عن النظر إلى نايس...
بل كيف ينظر إليها بعدما حصل...
ماكس في نفسه ...
ـ ماذا أفعل ....
ماذا أفعل ....
لم أعد أحتمل ما رأيته قبل قليل بين نايس و أليكس...
ثم بدأت أصوات ضحك كل من نايس و أليكس تدوي في ذاكرة ماكس ..
وكأنه لا يستطيع إخراجها من ذاكرته...
كانت فكرة وجودهما مع بعضهما لا تغادر تفكيره ...
فصورة نايس التي تقف بجانب أليكس وترافقه لا يفارق خياله ..
كانت ككوابيس اليقظة تماما ً ..
يفاجأ ماكس بعد مرور لحظات بخروج أليكس أيضا من الكافيتيريا بعد خروج نايس..
فيبدأ ماكس ينظر إليه نظرات كره وضغينة لا يمكن وصفها ...
لينظر إليه أليكس ببرود ...
ويمضي في طريقه غير آبه لنظرات ماكس إليه ..
بعد لحظات ....
نرى أليكس يأخذ حقيبة وسيفا ً من غرفته ثم يخرج ماضيا ً إلى مكان ما...
فينزل إلى الطابق السفلي وبعد عدة ممرات نرى بأنه يقف على بوابة ..
أشبه ببوابة دوجو ياباني ـ وهو مكان قديم الطراز يخص التدريب ـ ..
فيدخلها ...فإذا به يقابل بعض زملائه ...
فيسأله أحدهم ...
ـ أليكس ...لم نرك بداية هذه السنة .. !
أين كنت يا رجل لقد افتقدناك ...؟؟ !
يرد أليكس وهو يبدل ملابسه بملابس التدريب ـ وهو لباس ياباني قديم يلبسه خاصة من يتدرب على الكيندو...و الكيندو هي المبارزة بالسيف الخشبي ـ
ـ كنت منشغلا ً في الأيام الأولى من الدراسة ببعض الأمور ..
و قد قررت البدء منذ الآن بالتدريب ..
ثم يحمل سيفه ليقف معتدلا ً ..متخذا وضعية الهجوم ....
ليرفع سيفه عاليا ً ويخفضه بسرعة ....محدثا ً صوتا ً قويا ً ..
ينظر الجميع إليه برهبة و يقول أحدهم ...
ـ يبدو أنك ازددت قوة يا أليكس ...؟؟ !
مع أنك ابتعدت عن التدريب لفترة ...
فيرد أليكس عليه وهو ينظر إليه بطرف عينه
ـ لا أظن بأن 15 يوما ً... تؤثر في مستوى مبارز ! ؟
ليجيبه زميله وقد بدا عليه الإحراج مما قاله ...
ـ آآآ .. صحيح ... كما قلت تماما ً ... !
ثم يستمر أليكس في تدريبه ذاك ...
ولوهلة يتساءل في نفسه..
ـ ترى ماذا يفعل مايك الآن....
....أظنه يتدرب كالعادة في مثل هذا الوقت ..
وفي قصر عائلة مايك ....
كان مايك يمشي في ممرات القصر متخبطا ً لا يعرف إلى أين جهة يذهب ...
وكأنه يحاول الفرار مما يفكر فيه ..
لكنه لا يستطيع ....
فكيف ينسى ما ستواجهه أسرته في الأيام القادمة ...
وما يخبئه لهم القدر من أيام بائسة ...
كانت تلك الهواجس تدور في ذهن مايك ..
ولوهلة نراه يقف عند البوابة المؤدية إلى حديقة القصر...
فيأخذ نفسا ً عميقا ً...وكأنه يحاول إخراج الحزن من أنفاسه ...
وتتغير ملامحه إلى ملامح تبدو عليها السعادة ...
فيخرج إلى حديقة القصر ثم ينظر إلى والدته وماري من بعيد ...واللتان كانتا قد جلستا إلى بقرب مسبح القصر ..
كان مايك ينظر إلى والدته و ويبتلع حزنه بصعوبة...
كان يريد ذرف دموعه ...لكنه لا يقدر على ذلك...
وكيف سيتسبب في جلب الحزن لأمه ...
ثم يمضي نحوهما بابتسامة تخفي الكثير من الهموم ....
كانت ماري ووالدة مايك تتحدثان ..
ـ أخبريني عزيزتي ...
كيف هي دراستك ...كانت والدة مايك تسأل ماري..
ـ بخير ...
ـ هل تحبين هذه المدرسة التي تدرسين فيها الآن ..؟ !
ـ نعم فقد بدأت أعتاد عليها ...
لكن يا سيدتي ...
أنني أتسائل...
لماذا يدخل مايك مدرسة كهذه ...مع أنه من المفروض أن يدخل مدرسة أعلى شأنا ً...
تبتسم والدة مايك وترد عليها ...
ـ كنت أعلم بأنك ستسألين عن ذلك...
لكن انظري لـ مايك ..ألا يبدو لكي بأنه متعلق بصديقه أليكس كثيرا ً..
تجيب ماري مندهشة
ـ بلى ...
ـ لقد دخل مايك هذه المدرسة من أجل صديقه أليكس ..
فهما كشخص واحد تماما ً كل واحد منهما يكمل الآخر ..
ـ هكذا إذن ... !!
يسعدني أن يكون مايك معنا ..يا سيدتي فهو صديق رائع ..
قالتها ماري وهي تبتسم بخجل للسيدة....
ـ ظننتكي قلت اليوم بأنني ...لست ذلك الصديق المقرب لكي ... ؟!
أليس كذلك يا ماري .. !!
كان مايك يقولها ساخرا ً لماري مقاطعا ً حديثها مع والدته ..
ثم ترد ماري غاضبة وقد بدت منحرجة مما قالته للتو...
ـ مااايك ..ألا تكف عن هذا ...
فتقاطعها والدته وهي تتحدث بابتسامة لطيفة بادية على وجهها ..
ـ آآه ...لا تزعجي نفسكي عزيزتي...
__________________ قـل للعيـون اذا تســـاقط دمعهــا : الله أكبر من همي أحــزانـي ... قـل للفؤاد اذا تعــاظم كربــه : رب الفــؤاد بلطفــه يرعــاني ... |