التكملة
ـ حسنا ...كما تريد يا أليكس ..
كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها ماري ...كين ...
شاب طويل بشعر بني فاتح وعينان عسليتان ...
تبدو عليه الجدية ... عند أخذ الانطباع الأول عنه...
لكن بالطبع ...من تسعد ماري لرؤيته ...هو الأمير الذي سلب قلبها ^^. ـ جيم ـ
ثم تبدأ والدة مايك بتعريف كين على ماري وهي تبتسم ...قائلة ..
ـ هذا ابني كين ...
إنه أول شخص فتح عينه على هذه الأسرة وهو الأكبر...والأذكى ...
يهوى جمع المستحاثات...والأشياء النادرة...
وهو الذي يأخذ جميع أعمال والده في غيابه ...
أما بالنسبة لجيم فأظنك تعرفت إليه قبل ساعة ...إنه الأكثر لبالقة و لطافة ً بين إخوته ...يدرس السنة الثانية من الجامعة ويهوى الفروسية كثيرا ً ...وقد فاز ببطولات عديدة ...
تسعد ماري لما سمعته عن جيم قائلة ً في نفسها ..
ـ جيم ...فارس....كم هذا راااائع ..
آآآه ... إنه الأكثر شبها ً بأمه..و الأكثر وسامة ً بين إخوته..
ثم تلتفت ماري إلى كين وتكمل في نفسها ..
ـ كين يبدو في العشرينات من عمره ...وهو أيضا ً وسيم ..
و يبدو محترما ًوجادا ً في حياته جدا ً بل تنطبق عليه صفات الشاب الثري ..وليس كالآخرين ـ تقصد مايك ـ
يتقدم كين ليلقي السلام على ماري بأن يركع مظهرا ً ترحيبه بها ... وهو يقول يسرني التعرف إليكي يا آنسة ..
ـ بل شرف لي يا سيد كين ....قالتها ماري وقد احمر وجهها ...
ثم يلتفت كين إلى مايك الذي كان حينها ينظر إليه بغضب ..وذلك لما حصل بينهم من شجار و حديث حساس قبل ساعة....
بعد لحظات يدخل رالف .... شاب طويل أيضا ً بشعر كستنائي غامق .... يملك وجها ً رقيقا ً طفوليا ً ...
ماري في نفسها مندهشة ...
ـ ترى من هذا ...؟ !
ـ هذا ابني رالف....
وهو عازف بيانو ....وقد فاز ببطولات عديدة كان يأخذ المركز الأول فيها ...
ينظر إليه إخوته مايك وكين وجيم ويشعروا بالضيق لأجله ...
لأن رالف حينها كان يبدو عليه الحزن ....فقد كان يفكر في مشكلته وما حصل معهم بسبب شيري ...
يتقدم رالف نحو ماري ويلقي عليها السلام بصوت منخفض يشوبه الحزن ...
ماري في نفسها مندهشة ...
ـ ترى هل هو هكذا دائما ً...!!
حزين ...وهادئ ...و....
تقطع تفكيرها السيدة فيكتوريا قائلة ...
ـ يشرفني يا عزيزتي أن تكوني معنا اليوم هنا ...
معي ومع أبنائي .. فالجميع سعيدون بوجود ضيفة مثلكي في قصرنا ..
ترد ماري بخجل...
ـ هذا من طيبتكي و كرمكي سيدتي ..كما أن هذا شرف كبير لي...
ثم تحضن السيدة ابنها مايك بطريقة مضحكة ...وهي تقول .
ـ لكن يجب عليكي أن تعلمي بأن مايك هو أكثر شخص ٍ يملك قلبا ً أبيضا ً بين أبنائي...
آآآآه ...لو تنظرين إلى صورة زوجي العزيز ستجدين بأن ابني مايك أكثر شخص يشبه والده ...
ووسيم مثله تماما ً ...
وما إن تنهي الوالدة جملتها حتى يبدو على الجميع من كين و رالف و جيم و مايك الضيق والانزعاج لذكر والدتهم لوالدهم ..
بعد ذلك ..
يجلس الجميع على طاولة الطعام الطويلة والمليئة بجميع أنواع أصناف الطعام ...
كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها ماري سفرة ً مماثلة ...
لتبدأ ماري تنظر إليها .. محاولة منع لعابها الذي كان يسيل ...
فقد كانت جائعة جدا ً..ولو أنها تستطيع فعل ما تفكر به .. فستقوم بالتهام السفرة بأكملها ...
كانت تجلس إلى جانب مايك ...ومقابلها جيم... مما جعلها تحذر في تصرفاتها في الأكل...
لكنها تفاجأت بوجبة مايك التي تختلف عن وجبات الآخرين ...
ـ لماذا يأكل أصنافا ً مختلفة عن الآخرين ...هل يتبع حمية ..
لا لا ....فمايك أكثر شخص يملك جسدا ً متناسقا ً...
إذن ما هو السبب..كانت ماري حينها تتساءل ...
فتلتفت لترى بأن السيدة فيكتوريا أيضا ً تأكل الأصناف نفسها التي يأكلها مايك ..لتزداد دهشتها ...
فهي لم تعد تستطيع تفسير ما تراه ...
لكنها تبدأ بتجاهل الأمر وتقوم بتناول الأطعمة التي أعجبتها كثيرا ً ...
و بعد الانتهاء من الطعام ...
كانت تقف ماري وهي تنظر إلى حديقة القصر من الشرفة ...
كانت تنتظر مايك لكي تستأذن خروجها من قصر أسرته فهي تريد العودة إلى منزلها ...
ـ هاهو الدفتر....
قالها مايك قاطعا ً ذلك الصمت الذي كانت ماري غارقة فيه ...
تلتفت ماري إلى مايك الذي دخل إلى الشرفة للتو ...
ـ صحيح ...كدت أنسى دفتري معك ...من الجيد أن لك ذاكرة قوية ... شكرا ً جزيلا ً لك يا مايك ..
ليبتسم مايك ساخرا ً ...
ـ قلتي شكرا ...! هذا أول كلام جيد ٍ اسمعه منكي في هذا اليوم ... يا بسكويت...
ـ ماذا تقصد ..>.<
ـ لا أبدا ً ...لكنكي .. كنتي أكثر لطافة مع جيم اليوم ...
لتجيبه ماري محاولة إغاظته ...
ـ ولم لا ... من يحترم نفسه أحترمه ...
يرد مايك بغضب ...
ـ أتقصدين بأنني لست محترما ً ...
ـ أنت تستطيع الإجابة عن هذا السؤال ...
يصمت الاثنان لوهلة بعد أن يدركا بأن حديثهما قد زاد حدة ً بينما كل واحد منهما ينظر إلى الآخر من مسافة قريبة جدا ً...
لدرجة أن أحدهما كاد أن يصدم وجهه بوجه الآخر ...
كانا ينظران إلى بعضهما بصمت..ليسرح كل واحد منهما في عين الآخر...
ويبقيان على تلك الوضعية للحظات ...
ومن دون أن يشعرا يقومان بالاقتراب من بعضهما أكثر....
وفجأة ...
تدخل سارة من دون أي إذن ..
لينتفضا من تلك الوضعية مديران وجههما ومبتعدين عن بعضهما فزعا من دخول سارة ...
ليتحول بعدها كل واحد منهما إلى اللون الأحمر...وكأن ما بينهما كان وشيكا ً ...
ـ ماذا تفعلين هنا ....ألا تستطيعين الاستئذان على الأقل... قالها مايك بينما ما يزال الارتباك مسيطرا ً عليه ...
تبتسم سارة بخبث لتقول بهدوء ..
ـ لا .. فأنا فقط كنت أريد أن أرى ما يحصل في القصر وبالأخص ما يحدث مع ضيفتنا ماري....
لتجيب ماري عليها...وهي مرتبكة...
ـ وماذا تتوقعين أن يحدث يا سارة ...
لترد عليها سارة وهي تنظر إلى مايك ...
ـ كنت أريد أن أرى إذا كان مايك يرتكب أي نوع ٍ من الحماقات معكي...
ماري في نفسها وهي مندهشة تماما ً من هذه الفتاة التي بدت غريبة الأطوار...
ـ يا إلهي... لا يبدو عليها بأنها من النوع الذي يثير المشاكل ...
وكأنها لم تكن سارة التي شاهدتها قبل ساعة ...هل هي طفلة حقا ً لقد بدأت أخاف منها ..
ـ وتتجرئين بأن تتحدثي عني بهذه الطريقة ...
هيا اخرجي من هنا حالا ً أيتها المزعجة ....
قالها مايك وهو يثور غضبا ً صارخا ُ في وجه أخته سارة ..
ـ حسنا ..حسنا ً ...
أنت محق تماما ً .. ليس هناك ما أفعله برفقة مملين مثلكما ..
فأنا لدي مهمات أهم من ذلك...
علي الذهاب للقبض على بعض المجرمين ...
أنا ذاهبة ...وداعا ً يا ماري...
ثم تخرج سارة من الغرفة تاركة ماري مصعوقة ....
ـ مـ مـ مـاذا ....القبض على مجرمين ......o_o !! قالتها ماري..
ليجيبها مايك وهو ما يزال غاضبا ً من أخته ..
ـ لا تصدقيها ..فهي مازالت طفلة ..ودائما ً ما تتوهم بأنها عميلة سرية لإحدى المنظمات الأمنية ...
ـ وهل حقا ً تخرج من المنزل لتقوم بتلك المهمات الوهمية ..... ؟؟!
ـ لا لا ......إنها تتجول في المدينة مع أصدقائها المزعجين .. لإثارة المشاكل لا أكثر....
ـ حقا ً ...كم هي غريبة ...فتصرفاتها لا توحي بأنها مشاغبة ... !!
تصمت ماري للحظة ..ثم تنظر إلى ساعتها ...
ـ يا إلهي..لقد تأخرت عن المنزل ...علي الذهاب الآن ...
ـ انتظري .. دعي السيارة توصلكي ..
ـ لا شكرا ً استطيع الذهاب بزلاجاتي...
ـ لا تعاندي يا ماري ...هيا ...
ثم يمسك مايك بيدها ويأخذها إلى خارج القصر و يخبر السائق بأن يوصلها إلى المنزل...
لكن قبل أن تدخل ماري إلى السيارة ..تلتفت إلى مايك لتقول له ...
ـ شكرا ً لك ...أرجو أن تشكر والدتك بالنيابة عني بشكل خاص.... لأنها كانت رائعة..وأيضا ً الشكر لإخوتك جيم وكين ورالف وسارة ...فقد كانوا لطيفين جدا ً...
أنا حقا محرجة منكم ...فقد قدمتم لي الكثير...
يشعر مايك بالحرج ...فهو لم يعتد أن تخاطبه ماري بتلك اللطافة ..فيرد خجلا ً ..
ـ لا تقولي هذا ...فنحن لم نفعل شيئا ً...
هذا واجبنا اتجاهكي يا ماري ...
ثم تدخل ماري إلى السيارة لتنظر إلى مايك من نافذتها وهي مبتسمة ...
ـ أشكرك ثانية يا مايك ...^^
ـ لا داعي... لكن أرجو أن تهتمي بنفسكي جيدا ً وأن تستمتعي مع أسرتكي ..
ـ شكرا ًلك ..وأنت أيضا اهتم بنفسك ... ولا تضيع لحظة واحدة من دون أن تكون مع عائلتك الرائعة ...
إلى اللقاء ..
ـ إلى اللقاء ..يا ماري ..و أرجو أن تزورينا ثانية ..
ثم تمضي السيارة ...و مايك يتأمل ماري بنظرات حسرة وهو يحدث نفسه ....
ـ أرجو أن تكوني سعيدة ... و ليس مثلي تتظاهرين بالسعادة ...
ثم يمضي عائدا ً إلى قصره وملامح الحزن بادية على وجهه .. لأنه يفكر بأمر والدته...
وفي السيارة ..
جلست ماري تفكر بينما السيارة تسير بها ...
ـ يا إلهي...هل هذا حقا ً مايك الذي أعرفه ... ؟ ! لقد كان هذا اليوم غريبا ً بالفعل ....
ثم تخرج من حقيبتها مجموعة طلاء الأظافر التي أهدتها إياها والدة مايك ..
لتنظر ماري إليها بسعادة وهي تقول...
ـ سأريها لنايس...وأي واحدة تعجبها منها سأعطيها إياها ...فهذه المجموعة نادرة...لكن لا شيء يغلى على صديقتي نايس ..
ثم تنظر إلى الدفتر الذي أعادها إليها مايك ...فتسرح وهي تفكر فيما حصل بينها وبين مايك ..
__________________ قـل للعيـون اذا تســـاقط دمعهــا : الله أكبر من همي أحــزانـي ... قـل للفؤاد اذا تعــاظم كربــه : رب الفــؤاد بلطفــه يرعــاني ... |