الموضوع
:
الأمل الأخير ؛ المصير
عرض مشاركة واحدة
#
55
04-11-2016, 04:08 PM
غسَقْ |
دسَّ كلتا كفيه في جيوبِ معطفه حينما وجد نفسه يقف خلف مجموعة من الأشخاصْ بدى تجمعهم في تلك الزاوية مثيرَّا للريبَّة ، ومن خلال استراقه للسمع استطاع معرفة بأنهم على وشكِ كشف المجموعة الجديدة التيْ وعد السيدُ " ألبرتين " بأنها ستكون مختلفة عن جميع معروضاته السابقة والكل يعرفُ بأنه إذا قال شيئا فهو يصدقُ بذلك إذ أنه ذكر فيْ أحد المقالات الخاصة به بأنه بقيَّ يعمل على تلك القطعة لأشهر متتابعة منذ أن طرأت الفكرة في عقله وأخيرَّا وُفق في الوصول إلى الشكل المطلوبْ ذاك الذي يطمحُ إليْه ، اقترب أحدُ الرجال من القطعة التيْ غُلفت بقطعة من القماشِ حيثُ لم يظهر ولو جزءٌ بسيطٌ منها ، لم تختفيْ البسمة الظاهرة من على وجه ذلك الرجل حالما نظر إلى عدد فلاشات الصحفيين التي بدأت تلتقط له العديد من الصور وحينها فقط لم يندم لأنه ارتدى الطقم غالي الثمن الذي تكبدت والدته العناء في شرائه له ، التقط العديد من الأنفاس بعدها حاول أن يظهر صوته عاليا واثقا علَّه يُفلح في جذب انتباه الجميع :
متحف " بارلين" للفنون يُرحبُ بتواجدكم هنا وفيْ هذا اليوم بالذات الذيْ انتظرهُ الكثير من الأشخاصْ ..
أتبع بِحَزْمٍ أكبر : ي
سُّرنا فيْ مثل هذا اليومْ بتاريخ السادسُ من أكتوبر أن نعرضَ القطعة الفنيَّة النادرة والتي وعد السيد " آلبرتين " باختلافها عن الكثير من الخزفيات السابقة التي قام بصنعها ، إلا أن الأمر مختلف هذه المرة ، إنَّها المجموعة الوحيدة والفريدة التيْ قام بصنعها لذا فإنَّ من سيقومُ بشرائها سيحظَى بفرصة زيارة منزلِ السيد و مقابلتِه شخصيا ! ..
ماذا عن الهدوءُ الذي كان يسكنُ القاعة قبل لحظات ؟! ..
لا ، لمْ يعدُ " إيرل " يستطيع سماع خطوات الأقدام من حوله جراء تلك الأحاديثِ المتعجبَّة والتيْ ارتفعتْ في وقتِّ واحد فقط لتشيدُ بمدى روعة هذا المقابل فصرف مثل تلك المبالغ الباذخة لا يعد شيئا إذا كان بمقدورهم مصافحة ذلك الرجُل ، لا يستطيع أن يخفي بأنه شعر بشعور من نوع خاص ، فقبل لحظات بدى لا مباليا ولم تظهر حماسته ولكنه الآن يشعر بأنه قد يفعل المستحيل فقط لشراء هذه القطعة وقبلَ رؤيتها حتى ، عليْه ألا يجعل هذه الفرصَّة تضيع من بين يديه ، عاد ذلكَ المُروِّجْ يُسهبُ فيْ حديثه مستخدما إحدى حيله ليزيد من حماسِ الأشخاصِ أمامه : ي
ستطيعُ أيُّ شخصِّ زيَّادة السعر المقترح لهذه القطعة حتى يضمَّن الحصولَ عليها ! ..
شعرَّ بشيءَّ من الفخر حينما رأى حيلته تنطليْ على الجميع فهو يعلمُ بأن الأغبياء أمامه سيُجن جنونهم إذا لم يحصلوا على هذه القطعة ، وبحركة متوقعة من أصابعه قامَ بجذب الغطاء من فوق القطعة لتظهر محاصرة بإحدى الصناديقُ الزجاجية ، استطردَ الرجل مستمتعا بالملامحِ الظاهرة على وجوههم وقال :
اسمُ الخزفيَّة هوَّ " أوديت " ! ..
لندن
ماهذه المشاعر التي تختلجُ في صدره بلا رحمة أو رأفة بحال ذهنه المشتت ، الإحساس بالشفقة تجاه مرضى الجنونْ لاشك وبأنهم يشعرونَ بمثل هذا الاضطرابْ على الدوام هكذا بدأ يحدثه ضميره ، خطواتُ أقدامه التائهة تتهادى صوب اليمين تارة ونحو اليسار تارة أخرى كمن يتخبطُ في مشيته من شدة السُّكر لكن لسانه لمْ يعانق تلك القطراتِ العفنة حتى هذه اللحظة المشؤومة ، أغمض عينيه بقوَّة حينما رنَّت تلك الكلمات القاسية على مسامعه .. كلمات أصابت عمق مشاعره وجعلته غير قادر على التظاهر أكثر من ذلكْ .. الطريفُ بالأمر بأن تظاهره المتقن ذاك وطوال تلك السنواتْ لمْ يهتزَّ أمام أشد الكلمات والضربات التيْ لا تزال آثارها تلون جسده ولكنه وبمجرد أنْ سمع كلمات عمته حتى وجَمْ [
مجردُ حثالة لا نفع منكْ ، ما زلتُ أعتقد بأن أخيْ لن يفتخر بأن يحملَ شابٌ أخرق و تافه اسمه ، هل تعرفُ لماذا تخلى عنكَ بعد وفاة أمك لأنه يعرفُ بأنه لن يجني من ورائك شيئا هو يعلمُ بأن الأصفاد ستعانق معصميك يوما ، عائلة " مورالس " ترفضُ أنْ تكون فردَّا منها ، اغربُ عن وجهي ولا تفكر بالعودة إلى هذا المنزل ثانية ، اُغرب من هنا فأنا أتخلى عنكْ
] ..
أقسى من هذا الشعور لم يسبق له وأن شعر به ، ذلك الثقل فيْ صدره لمْ يترك عينيه تغفل ليأخذ القيلولة التي اعتاد عليها ! ..
انتفضَّ جسده جرَّاء شيءِّ كان قد ارتطم بالأرض بقسوة ، صوتٌ قويْ شيءٌ ، كان قد مرَّ بجانبِ دهليز مظلمْ وقد يكونُ ذلك الصوت منبعثٌ منه ، لمْ يكن ينويْ الاقترابْ ولكنه ولمجرد فضولِّ غريب اعتراه التفت صوبَ اليمين يرقبُ بعينيه تحركاتِ أشخاصِّ في الظلامْ هناكْ ، مجرد خطواتِّ بسيطة تقدمها عندما التقطت مسامعه صوت شخصِّ يتألم ، يناشد أحدًا ، المكانُ عفنٌ تماما لتوه فقط عرف بأنه وصل إلى منطقة غريبة لمْ يسبق له وأن كان بها قبلا ، لقد قادته قدميه إلى هنا بدونِ أنْ يدريْ ، لقد كان كما الغائب عن الوعيْ ، حاول كتمَ أنفاسه من رائحة كانت قدْ تجعله يفقد الوعيْ ، نتنة حقًا ! ، ثلاثة أشخاصِّ يفتباهونَ بلا شيءْ يقفون أمام شخصِّ تملكت الكدمات جسده الموجوع ، مازالوا يرشقونه بكلماتِ غبية وذلك فقط لأجل إرضاء غرورهمْ لا أكثر! ..
لا ، لمْ يتدخلْ ، بقيَّ واقفا متصنمًا فيْ مكانه كالأبله يرقبُ ذلك المسكين الذي يتلوى في مكانه كالشريد ، لا أحد قادر على مساعدته كل ما عليه فعله هو أن يتألم فقط ، هل سيصبح مثله يا ترى ؟ هل سيلقى هذه المعاملة من الجميع ، الإساءة والتجريح ، هذا ما سيكونُ حاله بعد الآن ، لا أحد يأبه بأمره أو يريد أنْ يعرفَ ما به ، إنها وهلة فقط ، بل فيْ أقل من ثانية تنبَّه بأن سيل الضربات والشتائم تلك كانت قد وُجهت إلى جسده ، ألمٌ جسديْ لمْ يشعر بمثله من قبلْ ، مالذي حصلْ ؟ ، لقد كان يراقبُ فقط كيف صار الأمل إلى هذه الطريقة ، حاول التقاط أنفاسه إلا أنه لم يستطع لقد بقي متشبثا بذرات التراب أسفل قبضتيه ، يتحسسها ليعلم بأنه لا يزال وعيه ! ، مع آخر صرخة خرجت من حباله الصوتية توقف الضرب فجأة ، لم يسأل لماذا أو كيف ؟ ،بل ظل يلتقط أنفاسه بصعوبة كبيرة ! ..
جاهد ليفتح عينيه أخيرا ينظر إلى شخص كان قد وقف أخيرا بعد أن أوقع آخر شخص أرضا ، هل استطاع التغلب عليهم ، لا بد وبأنه قوي حقا ! ، حرك بصره ينظر إلى جسد ذلك الصبي الذيْ تعرضَ للتنمر قبل قليل ، لا يزال فاقدا للوعيْ بجانبه ولمْ يتحرك ، مادام الألمُ الذي يشعر به قد حطم جسده فكيف بوجعه الذي أفقده الوعي ، لمْ يبعد عينيه عن ذلك المنقد الذي تقدم منهم ببضع خطواتْ انحنى سريعا ليتفقد ذلك الصبيْ ، ألا يزال حيا ؟ ، ربما أراد تصديق أمر فقدانه للوعي لا أكثر ، لحظة مالذي يجري ! ، لماذا يأتيْ باتجاهه هوَّ أيضا ! ، إنه يقترب ، لم تبدو ملامح واضحة عندما انحنى نحوه ممسكا خصلات شعره بين يديه ، بقي " جوليان " يحدق في وجه ذلك الشخص بدون أن يتعرف على ملامحه ، بدون أن يراها أصلا ، لا يستطيع الرؤية بشكل جيد ، إنه يقبض على خصلات شعره بقوة حتى أنه بدأ يشعر بالألم في رأسه ، ما هي إلا بضع لحظات حتى استطاع سماع صوت غريب لم تألفه أذناه قبلا ، كلمات غريبة شقت طريقها نحو أذنه :
أستطيع أن أنقذك إنما بشرط واحد ..
بطبيعة الحال لم يكن ليتكلم وهو بهذه الحال فبقي يحدق فيه كالأبله ، تتأرجح حدقتيه بشكل واضح على تلك الملامح الغير واضحة ، ثوان فقط حتى استطاع سماع ذلك الصوت مجددا ، إذ أنه تحدث هاتفا :
لا تمُتْ على يد أحد غيري ! ..
نهاية البارت ..
للمتابعين أعتذر على تأخري الأمر ليس بيديْ
أمر بوقت صعب في دراستيْ
..
أنا أعتذر ..
هذا الجزءْ صحيح بأنه خال تقريبا من التشويق ..
لكنه تعريفٌ فقط بالشخصيات بعد مرور كل هذه المدة ..
دمتم بخير
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
Sleeping
Beauty
|
Ghasag
http://3rbseyes.com/t519692-p4.html
غسَقْ |
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى غسَقْ |
البحث عن المشاركات التي كتبها غسَقْ |