الموضوع
:
رَقصٌ عَلى أنغَآمِ السّكُون ~
عرض مشاركة واحدة
#
3
04-18-2016, 08:05 PM
آلُعٌآبُثُة آلُآځيُرة
عرفتُ الألم، فتمنيتُ لو تحولت ذاكرتي
إلى بئرٍ ألقي فيها أحزاني، فيُغلق
عليه غطاءٌ من النّسيان يدفعه لأن يتلاشى
من حياتي إلى غير عودة.
وتلاقيتُ مع الفرح، فتاقت نفسي لأن يبقى
مخلّدًا في ذاكرتي إلى الأبد، وأن يعيش
معي كلّ لحظة، يضفي إضاءات هادئة على
أيامي، فأحياها سعيدة، دون همٍّ أو كدر.
لكنّه النّسيان..
يأبى إلا أن يدثّرني بعباءته ليذكرني
دائمًا بضعف البشر...
ضعيفة أنا، تخونني ذاكرتي كلما قلبتها
فلا تسعفني في تذكر بعض الأوجه
والتفاصيل، تمنُّ عليَّ بلوحاتٍ قديمة
لطفولتي، شهيّة فيها البسمات، رائعة
من خلالها الحياة، ثم تعود لتخطفها
منّي...
وتعاندني أحيانًا فتلقي الضوء على
مشاهد دفنتها طويلًا في أعماقي،
أبعدتها دومًا، سيّجتها بأسوارٍ شائكة،
فما سمحتُ لأحد أن يقترب من حقولِ
ألغامي، من دائرة أحزاني القديمة، لكن ذاكرتي تأبى إلا أن تعود، يروقُ لها
حزني، ودموعي تطفئ فتيل غضبها،
لتنسحب في هدنة مؤقّتة، لا تلبثُ بعدها
إلا أن تعود أقوى مما كانت، وأشدّ سطوة
وإيلامًا.
كنتُ أظنّ أن النّسيان
المطلق أمرٌ حميد، نسيان الأمكنة
والوجوه، المواقف والأشخاص، أرقام
الهواتف وأسماء الشّوارع...
أنا وذاكرتي الفارغة من التفاصيل،
البيضاء مطلقًا من مشاعر الفرح أو
الحزن، الشفّافة المستعدة لأن تطبع كل
جديد ورائع، وأن تخفيه في صندوقٍ كنز
في الأعماق...
لكم كانت تروقُ لي لعبةُ الضياع في أزقّة
المدينة، أمشّطها جميعًا حتى أعثر على
هدفي، وأسألُ كلّ المارّة عن عناويني
التي أضعتها، وأستجيب لدلالاتهم، أستقلّ
السّيارة والحافلة لأقرأ خارطة مدينتي
الحبيبة بمفهوم جديد، أو أمضي سيرًا
في الهواء الطلق، أتوحد مع الأرض
والعشب ورائحة الزهر، أو أولّي هاربة
من ضوضاء المدينة، ورائحة الإسفلت
الجديد، يعبّد طرقًا تحملُ لي أو عنّي
كومة من الذكريات...
__________________
ملاك الحب : ṱĥê ặٍĝêℓ ŏf̐ ℓŏṽê
http://3rbseyes.com/t506130.html
كهف العزلة
http://3rbseyes.com/t506418.html
آلُعٌآبُثُة آلُآځيُرة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى آلُعٌآبُثُة آلُآځيُرة
البحث عن المشاركات التي كتبها آلُعٌآبُثُة آلُآځيُرة