خاطرة هذا الشعب شعبي كُنّا اشجارا مزهرة في الغابة
بالقوة اخضعونا
قطعونا من جذورنا
بالفولاذ الصلب قيّدونا
بالرصاص رشقونا
اذلونا وحطمونا
طردونا من ارضنا
ثمّ خَدَماً على
على عتبات بابهم أوقفونا
هل هذا هو حظّنا من التمدّن
ليس في الدُّنيا
مَن يفهم حُرقةَ العبيد غيرنا
فنحن مِثلُ الأبواب الكاسرة !
ليس كاذبا منا من يقول
هذه ارضي المدمرة
وليس ثرثار منا من يقول .
قافية مؤلّفة من حرفين فقط
تكفيه تماماً
للتعبير عن ألمه
وَحْدَهُ هذا الفدائي
يعرف جميع اسرار هذه الابواب
المغلقة
ربّما لأنـه مِثلُها
مقطوعٌ
من شجرة زيتون بهية
يَكشِط النجّار جِلدَه
فيتألم بصبر
يمسح وجهَهُ بالرَّمل
فلا يشكوا ولا يئن
يضغط مفاصِلَه
فلا يُطلق حتى آهة .
يطعنُهُ بالمسامير ..
فلا يصرُخ او يتوجع .
مؤمنٌ جدّاً
لا يملكُ إلاّ التّسليمَ
بما يَصنعهُ ربه
( إلعبوا ايها الاطفال أمامَ الباب )
تشعرُ بالزَّهو والفرح .
تلك السيّدةُ الراقية
ذات العينين الزرقاوين كالسماء
تأتمنُ الغريب على صغارها
ولا تدري انه وحش غاضب !
قبضَتُهُ الباردة
تُصافِحُ الزائرين
بحرارة !
انه ماهرفي اختلاق الاكاذيب
صدرُهُ المقرور بالشّتاء
يحسُدُ ظهرَهُ الدّافىء.
صدرُهُ المُشتعِل بالصّيف
يحسدُ ظهرَهُ المتقل بالجراح .
ظهرُهُ الغافِلُ عن مسرّات الدّاخل،
يحسُدُ صدرَهُ الممتلئ بالمشاعر
فقط
لأنّهُ مقيمٌ في الخارِج !
يُزعجهم صريرُه الصاخب .
لا يحترمونَ مُطلقا
الانسانية
أنينَ الاحلام المحلقة !
ترقُصُ
وتُصفّق.
عِندَها ياتي البرد
فتعلن حفلة الرصاص والقنابل !
مُشكلةُ باب
الحديد الذي لايصدا
إنّهُ لا يملِكُ
شجرةَ عائلة !
حَلقوا بوجهَه.
ضمَّخوا صدرَه بالحزن .
زرّروا أكمامَهُ
بالمسامير الفضّية.
لم يتخيَّلْ،
بعدَ كُلِّ هذهِ الزّينة
أنّهُ سيكون اسيرا مقيد بالظلال
انه مشتاق إلى ضوضاء الأطفال
بابُ المدرسة المكتظ بالاطفال
كأنَّ الظلام لا يكفيه ..
فهاهُم يُغطُّونَ وجهَهُ بِستارة.
لستُ مذنبة يا ناس ولست اكذب
ان قلت انني مقهورة
ولست مجرمة
سأقول ، سأعترف
الحقيقة التي يعرفها
كثير من الناس
ثُمّ إنني لا أُحبُّ أن أتفرّج
على معاناة الاخرين
فانا لست كالاخرين
ولست جبانة
كي انكر حق مظلوم
وان كان فهذا الشعب شعبي
وهذه القضية قضيتي
وهذه الثورة انتفاضتي
ولن اكون منسية .
فالكُلُّ هنا غاضب كالبركان
معطش للحرية والنظال
لديهم امل كبير
بالنصر الاكيد
والعالم مستمتع
بمشاهدة ومتابعة المسرحيّة
أَهو َ في الدّاخل
أم في الخارج ؟
لا يعرف .
كثرةُ الضّرب والتعذيب
أفقدته الحس و
أصابتهُ بالدُّوار والالام !
بابُ هذا القصر
مرصع بالالماس
يتفرّجُ بكُلِّ راحة
ناسي قاطني
الكوخ الصغير
مسكينٌ امير القصر
تحجُبُ المناظرَ
عن عينيهِ دائماً
في زحمةُ الحُرّاس
يعملُ الاسرى عملَنا
ويحمِلون اسمَنا
ويحملون عنوانينا
هذا القمر يبدو منير
لكني اراه اسير
لما يا ثرى هو سجين
الديه امل بالحرية
الديه نية للفرار
والديه اسلحة للقتال
وهزيمة الظلال
التي تلون سمائه الزرقاء
هنا هاهي الابواب
قد عرفت الحكايا كلها
وسترويها فما
البقية لقضية منسية ؟؟
من تاليف مجدولين