عرض مشاركة واحدة
  #94  
قديم 04-27-2016, 10:24 PM
 





- ١٢ -

....
... القلب يحقد ، الروح تحترق، العقل يعمل ........

ص
قاطع هاروكي الأجواء هاروضا كفيه بشدة حتى انغرست بباطنها: لا أهتم لكل ما تقولون...أنا أريد شيئا واحدا...
الإنتقام لنيك!

شهقت إيريكا و لم تجرأ على إبداء معارضتها الجلية له و هو بقمة غضبه....
فكيف له التدخل بهذا الماضي اللعين، ماضي بدأ يفوح براحة الشؤم....
و اختلطت سماؤه بنبض الموت...

أما هيجي فقد أعجبته هذه الجملة الجريئة فابتسم له: هذا ما يجب عليه أن تكون.

......................... .............

زادت من سرعة خطواتها علها تصل لمستوى خطواته الخفيفة المتصاعدة و حاولت ايقافه بكلماتها المستنكرة: ما الذي يجري لك هاروكي؟... لم تتجاهلني و تعاملني بهذه الحدة و كأني من قتله....

استوقف كلماتها توجهه نحوها كما أرادت...

لكن عينيه لم تكن تحمل سوى التوعد الذي دل قلبها للتشاؤم: ماذا إذن؟، بسبب أمنيتك الغبية جررتني لهذا المكان لأكون سبب موته... لو لم اكن هنا لما دافع عني... ربما قد رأى طفله الآتي على الأقل.... أنت و تلك الكاوروا و جدك تسببتم بمقتله... تفهمين؟!

ابتلع ريقه عندما لاحظ تلئلئ بؤبؤتيها منذرة بتساقط الدموع و أتم بصوت أخفظه ببرود: لو لم تكوني عزيزة علي لكنت أفكر بالإنتقام منك أيضا... لذا، رجاء إبتعدي عني هذه الفترة... أحتاج بعدك ....

لم تتمالك نفسها و استأنفت تذرف سيلا من الدموع المحترقة جراء ماسمعته منه و هي تخرج ما تراكم بقلبها: تبا لهذا الزمن و لحوادثه... تبا للأماني السخيفة.... تبا لي هاروكي...

حاولت الإمساك بذراعه مترجية إلا أن عينيه الحادتان جرتها للتراجع فجلست على ركبتيها تتحدث بهذيان بين شهقاتها: دعنا نعود هاروكي... دعنا نعود و نترك هذا المكان ... دعنا نعود و أحترق بشجار والدي.... دعنا نتمنى العودة و نجرب، ستكون الأمور بخير عندها... أليس كذلك؟... ذلك سيهدئك... أخبرني أنك موافق هاروكي....قل أنك ستعود...

قاطعها دون أي تأثر بها و بحالها بعدما انحنى أمامها: أنت... عودي لوحدك، لا أبالي بالزمان و المكان، و لا بحزن أو فرح....

وجه كفه نحو ذقنها ليوجه وجهها الهابط يأسا و تعاسة له لترى إيريكا جمودا لم تألفه في عينيه:.... لن أتزحزح قبل أن أنتقم و يبرد غليلي...
تمتمت بهمس خوفا و جسدها بدأ يرتعش هلعا من هذا الغريب الذي انتحل جسد صديقها: هاروكي...!

قطب حاجبيه بحدة: لاتنادني... ليس قبل أن أنتقم لكل قطرة دم سالت منه... و ليس قبل أن أنتقم لكل أنة علت من ثناياه...و لكل كحة صاحبتها تقطعات حديثه... و كل حرف ودعني بها... و لشوقه لروز و لصرخاتها...آهاتها... خسارة عمرها، هي عزيزة نيك،و زوجته و أم طفله و تتعذب في كل آناتها الآن... يجب أن أنتقم بيدي لما حصل... بعدها قد يكون لكي مناداتي يا ابنة العصابة....

نهض تاركا يدها ترفع لتغطي شفتيها محاولة قطع نوبة شهقاتها... و لتسيطر على صرخاتها.... لآلام دهر أبعد العز عنها و أراها خزي الذي بين يدي عاشقها.....من تراه جل آناتها...

..........................................

جسده الممتد يرتعش بشدة و يديه تلتمان و كأنهما تضمان شيئا غاليا و لسانه يتحرك بهمهمات لاتفهم و قطرات باردة نزلت من تحت جفنيه....
فتح مجاوره صاحب الملامح الرجولية عينيه ليرى حالة ابنه فنهض متخوفا ينادي بإسمه: هاروكي...هاروكي... بني أتسمعني؟.... يبدوا أنه يرى كابوسا...
تلمس يديه و جبينه ليلقاهما بحرارة الشمس فجأة... !

نطق عندها: حرارته مرتفعة كثيرا.

نهض ليأتي بكمادات قد تنفع لحالته، و هو غافل بل جاهل بتلك العينين اللتان ترقبانه....
وجه نظره للساعة فوق الطاولة ليرى أنها الثالثة و النصف فجرا..!
يالبطء الساعات هنا!...
تنهد و اتجه نحو جسده الملقى على السرير و عرف سبب وضعه الغريب.... فهو يحتظن قميصه المدمى بدم الغالي...

سمع صوت خطوات أبيه المقتربة ثم شعر ببرودة تلك الكمادة التي علت جبينه... رنت كلمات والده بأذنه ثانية مناديا: هاروكي... هاروكي....
شعر بتيبس و صداع لايقاوم بينما جسده الممتد استجاب لمناداة والده بتحرك طفيف و همس بإسمه: أبي...مات نيك.

صعق لسماعه نفسه يتحدث مع والده بينما هو أصبح كالمجسمة دون حراك... فكأنما الزمان يختار أحدهما ليكون واقعه....
(( ما الذي يجري؟!...))
أما ما صعقه لدرجة أوقضته كلمات أبيه: هل عرف نيك و مقتله؟... من أخبره عنه..؟

بدأ يلهث مستعيدا أنفاسه محدقا لعالمه الصغير و الفوضى العارمة التي تصنعها...
(( مقتل...! هل مات مقتولا من قبل؟!..لحظة، كان يتكلم عن مرضه الذي أودى به فقط...هذا يعني...ذاكرة أبي تغيرت!.. ))

..................................

كان الإقتراب من تلك البوابة ليس بالسهل بعد طيلة هذا الغياب، بدأ يحلق عائدا بذكرياته ثانية كما العادة التي اتخذها بهذه الأيام...
جرت ليندا قميصه لينتبه لها: ماذا؟
أشارت بصمت دون ترحيب لزاوية البوابة الخارجية: لها عدة أيام تأتي لإنتظارك.

خطى مبتعدا عنها صابا اهتمامه بتلك الواقفة وقفة الإنكسار مستندة على الحائط خلفها: صباح الخير، هل كنت تودين لقائي؟

شدت على حقيبتها الفيروزية التي علت كتفها: أجل، لي حديث معك.
أرخى عينيه و أمسك كفها متحركا: تعالي إذا....

تحاملت إيريكا على نفسها بإلقاء التحية على ليندا بينما عينيها تتبع هاروكي و روز: صباح الخير ليندا.
أجابتها بدورها: صباح الخير.... هل تشاجرتما؟
اتخذت الصمت يجيب لتتنهد ليندا : منذ موت نيك تغيرت طباعه... أتمنى أن تكون فترة عابرة.

أعادت إيريكا كلمات هاروكي فأجابت: ليس بسهولة...
كانت كلماته هي ما أعلمتها بحقيقة هذا الوضع المرير، فهي لم تكن تعلم بزواج نيك بتاتا سوى من كلماته المحترة...

تدخلت كاوروا بترحيب عالي الصوت كعادتها اليومية: مرحبا..

.....................................

استند متأوها : هذا مكان نيك المفضل.
بسماعها هذه الجملة بدأت تشق على رأتيها طريق الزفير و الشهيق لتتنفس الهواء الذي استنشقه عزيزها....

شدت بيديها على العشب حتى تقطع بعظه بين أناملها ، ثم بدأت عظمة لسانها بإطلاق صوتها الذي لازال مغبونا و مبحوحا لكثرة البكاء: لقد اعترف لي نيك بتوقه للحياة أكثر... بجانبي ، و لينتظر طفلي المقبل أيضا....
خصلاته أخفت ملامحه المبهمة لها : آسف لما حصل، كان بسببي.

أشارت بالنفي برأسها : لا تقل هذا ، هذه هي مخافة نيك... لقد قال أنه المسؤول بذهابه هناك و كاد أن يودي بحياتك...

قبضت كفها المرتفعة بجانب صدرها المختنق: لقد نوى للحظة أن يتركك لكنه لم يستطع.

رفعت رأسها ناحيته: لقد كان فرحا أنه تغلب على رغبته بالحياة بالإنسانية، فما فائدة حياته إن كانت سبب ممات إنسانيته.... لقد قال أنه اكتفى بما حصل... حياة لأجلي و موت لأجلك... كان سعيدا و مبتسما حين قال هذا....

اعتدل هاروكي رافعا شعره للخلف: هذه حقا قد تكون كلماته المجنونة.

ساد الصمت بالتفكير حتى قال هاروكي: كيف الوضع مع والديك؟
أجابته بنوع من التفاؤل: الحزن ثم الحزن، لكنهم بدأوا يحاولون التحمل بعد سماعهم خبر حملي... فهو بقية عائلته و كل ماترك قبل رحيله.

ابتسم بحزن لها: تتحدثين مثله... فتعيدين لي ذكراه جالسا مكانك يحدثني.

هطلت دموعها و هي تنظر نحوه: و رؤيتك تعيد ذكرى موته...

لم يتمالك نفسه أكثر... بعدما حاول اتخاذ الصلابة أمامها مزقت نياط قلبه فبدأ يجاريها البكاء بهدوء بينما هي بدأت تشم الأرض التي حملت أقرب ما كان لها و تركت عنان كلماتها الحارة على قلب هاروكي تخرج بالتوالي: لم يكن عدلا... نيك لم يكن عدلا، هل كنت ستتحمل حزني أيها الغبي؟.... كيف تطلب السماح لشيء كهذا.... كيف لي أن أسامحك.... تتركني لترتاح أنت.....

تحدثت و تحدثت حتى انهارت قواها و خارت.... فأمسكها هاروكي مهدئا: اهدئي روز... اهدئي... نيك لا يرتاح لفراقك أبدا... لقد تشنج لتفكيره بذلك فقط...

تستعيد أنفاسها بصعوبة و تحاول قطع سيل لؤلؤاتها التي تأبى التوقف: ما كان عليه تركي أنعيه هكذا الآن إذا؟

شدها و قربها نحوه : لاتنسي أنهم سرقوه الحياة و هو لم يشأ ذلك و لم يتمناه... كان يتوق للعودة إليك و هم سلبوا منه كل لحظاته دون رحمة.... و عليها سيدفعون الثمن، أعدك...

سقطتت يديها متهالكة بين يديه و بدأت بالحديث بهدوء: عدني أنني سأرى جثة قاتله...
أومأ الإيجاب بحزم: أعدك.
ابتسمت بين ملامح الحزن التي تسري في عروقها: المهم أن لاتموت آثار إنسانية زوجي أيضا.

عض على شفتيه: أعدك بذلك أيضا.
حاولت الجلوس بتثاقل : ماذا كان يفعل هنا؟
تألم مستحظرا نيك أمامه يتحدث بنضج و بيده قلم و دفتر ليتذكر وصيته و كلماته: يكتب....

أغمضت عينيها مستسلمة للنوم في كنفه ، تاركة بصمة التأييد لمخططاته...
فذاك الدفتر به أهم لحظات حياة نيك، التي إن صدق ظنه ستأخذه لحيث قاتله....

............................

التحقيقات مازالت جارية و الآثار لازالت خافية... فذا الميناء خاو من أقل أثر على وجود أحد... و معاملات المخدرات قد توقفت!

و دفتر السيد سايكوا ازدحم بذهاب و مجيئ لكل من له علاقة بهذا الملف...
و أهمهم من تفرغ للمجيئ توا.....

نهض سايكوا نحوه بادئا توبيخه: الآن تأتي.... ! لا الكلية و لا المركز، تركت الحياة بحلوها و مرها لغيرك....

أجابه بملامح خالية التعابير: آسف سيدي... لم أكن بوضع يسمح لي بالمجيئ...
تأفف عائدا لطاولته التي بدأ يحوم حولها: و أين الآخر؟
أجابه: واقف بالخارج مع نوي.
اكتفى بالأمر بجملة: لتدخله.
أجاب جسده دون اللسان و ثوان كليهما تحت حدود التأنيب: أنتما... تسمون نفسيكما شرطيين...؟!...أخبراني...

أجابه ذو الوجه الطفولي متهربا: لا، فنحن طلابك لغاية الآن...
صرخ بوجهه: أصمت ريو... أنا جدي و أتحدث معكما بجدية، من يختار هذا الطريق يجب أن يكون تجلده كالصخر... لا أن يتوقف عن العمل أسبوع.... فرصة لهروب قاتل صديقكما يابلهاء.... لقد جعلتما موت نيك دون جزاء و لم تكافحا لإمساك المجرم...

ترك هيجي لحظات التعمق قائلا: اليوم سيدي ستنطلق سفينة محملة بالبضائع المشبوهة من حدودنا متجهة لشيكاغوا...

قطع صرامته بإبتسامة لم تنزل من هيبته شيئا: إذا تحركتما.
حول ريو ملامحه لما تناسب موقفه: ببركة مساعدة أحدهم سيدي... و قد خاطرت بنفسي و بها بمجيئي...لكن لا خيار، فالمجرم يحاول الهرب اليوم...

"معلوماتكما دقيقة...و هل تعلمان أننا حصلنا على قاتل نيك؟"

فتح ريو فمه مدهوشا و أبدى هيجي استغرابه و تلهفه : و متى؟
سايكوا بلحن غامض: بالأمس وجد مقتولا غرقا بذات الميناء...!

لم يستطع ريو إمساك كلماته عن الخروج: ما الذي تفوهت به الآن؟
رمقه سايكوا بنظرة أربكته: آسف، لم أقصد...
رفع سايكوا جسده ليستقر جالسا فوق طاولته: أريد تقريرا عن ماتوصلتم له و عن كل تحركاتكم المتهورة ...

هيجي: ماتوصلتم له أيضا...
رفع سايكوا حاجبه بإعجاب له: مبتز!... لا بأس، في الأساس نيك كان تحت المراقبة لحمايته، و لكن فقد الشرطي الموكل بحراسته أثره لدى الميناء، لذا لم يستطع سوى كشف نفسه عله يعرف ما يحدث بعد سماعه تلك الضوضاء.... لكنه لم يستطع سوى إبعادهم عن هاروكي بعد ما أصاب نيك... و يبدوا أن لدى نيك معاومات عديدة لكن للأسف...

توقف ليؤيده ريو: أخبرنا هاروكي أن نيك سمع إسم ناوكي هناك...
هيجي بغيظ: لكن من المستحيل أن اسمه سيعاد في تلك المنطقة بأسرها بعد ما جرى....
اخترق المكان يوكي : عقدتم اجتماعا دوني...
سايكوا: لا تنس أنك الآن لست سوى أب شاهدة... ملفك أغلق و دورك الأساسي انتهى ...
"ماذا قلت؟..."
تدخل هيجي بجملة أعادت الأجواء لمجراها: يجب أن نركز على التحقيق في أمور اليوم... بعد البحث أكثر عن ناوكي ميشيل.

سايكوا: هل لديكم فكرة؟
ريو ببسمة نصر مشيرا لنفسه: بل لدينا عمل... أرجوا مراقبتي عن بعد فأنا قد اخترقت العصابة...

ضيق يوكي عينيه الثاقبة متطلعا نحو ماسمع: لأول مرة أرى لك حركة مفيدة...
ضحك سايكوا بخفة: كنت أود قولها ...
ضرب على الأرض منزعجا: لو كان هيجي لهاجمتموه ببوابل المدح و الثناء و أنا أتلقى السخرية...ليس عدلا.

هيجي محاولا إغاضته أكثر : و هل ارتابتك نوبة حسد ياصديقي؟... لك تعليمي الخاص منذ الليلة...
ابتسم الآخر ساخرا: الليلة سأكون بأهم تطبيق عملي لتجاربي...
سايكوا: لذا يجب أن تستعد و تخبر من ساعدك أيضا، فغياب أحدكما سيثير الشك.
وجه هيجي اهتمامه للتدقيق في ملامح صديقه المتغيرة: هل تفهم ريو؟
رفع بؤبؤته جانبا نحو المتحدث: تعريضها للخطر المجهول ليس ما أطمح له...
يوكي: فتاة إذا، ذلك يعيق بالفعل.
سايكوا: لكن لاخيار أمامنا.

..................................

وقفة الشابين كانت ملفتة خاصة بتلك الملامح الصارمة التي تدخل الرهبة في قلب كل ناظر لهم....

رفع أحدهما سبابته مشيرا لهم بالتقدم نحوهما ، و رأى استجابة أجسادهم لتلك الإشارة...: لنذهب.
أين؟...""
أجاب استفسارها الآخر: لمنزل أختي...
ليندا شاكة لغرابة الوضع: لم هناك بالضبط؟
حدق هاروكي بهما: لتضليل الحقيقة.
هيجي: دعونا نذهب الآن، فالوقت يسابقنا...

فهم الجميع السبب لیخفی، فذاک هو المکان البعید عن الشبهات... و الرقابة...

...............................

قفز واقفا و فرائصة ترتعد ارتعاد غضب ، و بعينيه احمرارا غطى بياضها: مستحيل، لا يجب أن يحصل هذا؟... يجب أن أقتله أنا...بيدي..!
أجلسه يوكي بوضعه يده على كتفه: اهدأ بني...ما حصل قد حصل، و نحن لم نكن نسمح لك بقتله....

أكمل العقيد مشبكا يديه بشكل يتوسط رجليه المتباعدتان: أحلامك طارت بعيدا يافتى...
وضع ريو كفه المقبوضة تحت كفه تاركا كلماته تخرج براحة لتهاجم هاروكي المشتعل: انتقامك ينتهي بقتل من مد السلاح!...مضحك.

جملة لم يتوقع سماع ردها بهمجية بلسانه المسرع: إخرس أنت، تتكلم لأنك لاتفهم...لأنك لاتستطيع تخيل صديقك مضرج الدماء بين يديك...
حول وجهه نحو البارد بغموض كالعادة ليخرج سهما لا يرد: ليت هذا يحصل لأحدكما لتفهما حرارة النار التي تكويني...

صدى ارتفع و صمت حل و حمرة فوق الخد اسقرت بعجل... لأول مرة تقابله تلك العينان بشرر متطاير و يد همت بالصفع، ليعي و قد وعى لأثر كلمته بعد أن تهاوت كلماته المدمجة بالحزن و الوجع، و الخوف من فقد غال و فزع: كررها لأحفر قبرك.

صدق من قال اتق غضب الحليم إذا غضب، فذا هو والده قد فاجأه بما لم يتوقع أحد...

أطبق برأسه منحنيا للجلوس: آسف، أنا لا أريد ذلك صدقا...يكفي ما ألم بي لأراه بعزيز ثانية..

ترددت أنفاسه المعتلية و عينه تطرف دون تحكم منه و يده مازالت ترتجف ممسكا لها بصعوبة و كأنها ستهدم سقفا فوق هذا الذي يقابله...
تدخل غير متوقع جعل قلبه يدق بأقوى ما يتصور حتى وصل صوت نبضه لأذنه، كل هذا ليد أحكمت كفها على كفه المرتعشة: اهدأ هيجي... هو ليس على مايرام، راع مشاعره.

نظر لها بجمود خاو من تأثر لكن يده بسطت لتعلن استعداده لإستيعاب جملة أخته المؤنبة بحدة و تقطيب جبين: هيجي، لاضيف يهان في منزلي...فهمت؟

أدار جسده خارجا ليترك كل شيئ لتستفسر منه: أين!
اكتفى بتجاهل صوتها لتتبعه ليندا بدورها: سأعيده الآن.
تنهد سايكوا بإنزعاج: جلستنا باتت عاطفية بشكل زائد عن اللزوم.

كان يلبس حذاءه الأبيض الرياضي حين وصلت له: هيجي ما الذي تفعله؟
" أخرج"
أزعجها ما رأت منه فوقفت تجواجهه قاطعة كل الحدود التي قيدتها الظروف: تهرب..؟
رفع حاجبه مدققا بحروفها دون اكتراث جدي: بالضبط...أترك الساحة التي بدت تخنقني.
دفعته حتى ألصقته بالحائط خلفه: هيجي يهرب... هل تريد مني أن أصدق أنك ضعفت أمام هذا الموقف.... هيجي الذي عرفته لم ينحني أمام عقبات تهد الجبال، كيف لك أن تسمح لنفسك بالتوقف الآن ..؟

أنزل يدها ببطء : هذا الموقف... بكل سهولة!.... هو عاشر نيك شهرا و يتصرف كأنه عاش معه الدهر... نحن أيضا جلسنا معه بل أكثر منه، تبا له.... يتمنى لي أن أشعر بحزنه على حساب من عرفت الدنيا بجانبه...هل أبدوا متلبد الشعور لينطق بتلك الكلمات... كانت كالسهم الذي اخترقني و للآن و لطيلة الدهر سينزف...
جعل قبضته تستقر يمناه :... هل ارتحت، سمعتي مالدي...اتركيني فقط.

" هل هذا كل شيئ؟..."
كانت تعرف عن خباياه التي تراكمت و مصاعبه التي تصاعدت ، لذا حاولت أن تستغل ثغرة ضعفه و قد أفلحت....

أحنى رأسه ليجعله يلامس كتفها و بدأ بالحديث: أشعر بالتعب، الألم، الضياع ... موت نيك، وضع ريو، الخطر المحدق بك و في النهاية انهيار ذاك الهاروكي... حزنه و كلماته تقطعني و تزيدني هما فوق هم... أشعر و كأن ظهري سينقصم و فؤادي يتقطع ... من هو حتى يجرني للجنون ليندا... من هو حتى يهد ركني ... هل تفهمين و تشعرين بما أشعر؟
رفعت كفها لتبسطها فوق رأسه و هي تشعر بقطرات باردة داخلت بينهما : أظن..أشعر.

............ ..................................

انتهت كلمات متصدر الجلسة ليدخل هيجي مع ليندا بصمت..: هل خططتما لما ستفعلونه؟
رفع ريو هاتفا محمولا من أول طراز رؤي له: سأكون على اتصال بهذا و مراقب أيضا... و عليه ستتبعوني حتى أصل لناوكي الذي سيتحرك بشخصه الليلة...
و بعدها ستضيقون النطاق و تحاصروهم و تبدأ الإشتباكات ربما... و كاوروا ستكون التمثيلية التي ستجعلهم يصدقون نيتنا معهم...

ابتسمت مقتربة من صديقتها المنعزلة : اتمنى لك حظا موفقا...رغم قلقي.
ردت لها مارأت بوجه شاحب: أتمنى أن نستطيع القضاء عليهم.

تنحنح سايكوا لافتا الأنظار له: على كل، الوضع خطر جدا للجميع لذا لا تفترقوا بتاتا.
نهضت ميواكو و هي تمسك ظهرها: تعبت الجلوس حقا، ما رأيكن فتيات أن نذهب للمشي قليلا...

غمزت لهن بطيبة: ... و لنخرج من هذا الوضع الكئيب.
كان هذا فرصة إيريكا للتنفس براحة من قيود عيني هاروكي المسلطتان عليها و من شعور الكبت الذي يداهمها فعرضت شفتاها قائلة بمرح: فكرة... لا شيئ لنفعله الآن .

جرت ليندا كاوروا للنهوض: و لتحظى فتاتنا ببعض الترفيه.
ريو بملل: متفائلات .
اتجهت ليندا نحو والدها الذي ينظر لهن بحنية: هل ترغب أن أجلب لك شيء أبي؟
أومأ لها بالسلب: لاشيئ، كن حذرات و مترقبات... و لو بودي لما خرجتن تحت هذا الظرف.
اتجهت لحركاتها العفوية لريو و هيجي صديقي طفولتها: ريو..؟
خلخل خصلاته الشقراء بأنامله المرهقة: كولا...

ميواكوا: ثلاجة بيت أختك تحويه عزيزي، انهض خطوات و احصل عليه بالمجان.
أومأت ليندا للأخير: و أنت هيجي؟
وسع نطاق نظرته لعمه، فرأى هدوء ملامحه رمز راحة له: لاشيئ...سلامتك.

نهض سايكوا خارجا: يجب علي العودة أيضا، هناك الكثير لليلة... على ما أرى.
أيده يوكي رافعا يده ليساعده سايكوا على الوقوف: سأساعدك.

بقي الثلاثة يلعنون لحظة وحدتهم الآن...
بدأها هاروكي بإعتذار: أعتذر عن كلماتي الجارحة .

أشاح هيجي برأسه رافعا صحيفة اليوم من الطاولة التي تقابله، و أخذ ريو على عاتقه تهدئة الوضع...: الكل يعلم مدى صعوبة ظروفك و لا تلام، لكنك تناسيت الجميع فعلا... هيجي و أنا، كاوروا التي تتعذب لوحدها للقبض على أبيها و كذا إيريكا... لا أعرف بم تفكر، لكن نيك لن يلقي لوم ماحصل على أحد لاعليك و لا على غيرك... لتعرف أنه كان زميلنا و شريك لحظاتنا في المدرسة و لو لم يرسب لعرضه المرضي لكان بكلية الأدب الآن و ما التقى بك... لقد عشنا معه حياته من مرضه، زواجه ، مقتل والديه و متاليا أخيه جين..و كل شيئ ... فنحن أحق بالحزن عليه و الغضب منك... و الآن انتقامك يجب أن يحقق هدفه و يرمي قاتله بحبل النهاية ...
اكتفى بالإيماء إيجابا ثم أخرج من جيبه ذاك الدفتر الصغير ليبدأ قراءته.....
إلا أن صرخة مألوفة جرته يتبع صديقه ريو خارجا بسرعة....
........................................

رفعها موجها وجهها نحوه و هو يضرب وجهها بكفيه: كاوروا....كاوروا...ما الذي يجري هنا؟!
بدأ هيجي يلم حاجيات تلك الحقيبة الرصاصية التي أهداها لليندا بآخر عيد ميلاد حضره: يبدوا أنهن اختطفن.
ضرب جبينه بخفة ضربات متوالية: كأنه يتحدى إنقاذهن...!
رفع ريو تلك الفتاة التي اتخذت الرمال فراشا و نهض عائدا بها لمنزل يوري: هيجي، اتصل للمعلم... قد ازدادت الأمور صعوبة!
........................................

ضمت رجليها بذراعيها الممتدتين و باتت تلعن نفسها و تلعن كل نفس يخرج متواليا مع آهاتها.... و يدين مواسية أحاطتها بكلمات مفعمة بمعاني الصدق: كاوروا ليس لك يد في ما حصل، المشاكل كلها ارتكزت على جر هذا الإختطاف.

رفعت عينيها اليائستين من معاني اللحظات التي تقضيها: ريو، لقد قال أن أبي سينتظر ذهابي لاستعادتهن... و قال أن نيكولاس يبلغني سلامه،إذا هو يعلم بكل شيئ.
ترتبت الأفكار ليصل لنتيجة واحدة...
«لقد تلاعب بهم...كما الدمية»

عض على شفتيه حتى كادت تشق: إذا نيكولاس بين يديه أيضا!.... ذاك السافل يريد إستدراجك كاوروا ...لن أسمح له.

تدخل هاروكي : من نيكولاس؟
أجابه ريو بإختصار لهذا الجواب الدخيل: طفل نلتقيه يوميا بجانب المطعم.
دخل هيجي و بيده كأسا شفافا تتحرك به موجات المياه ليقدمها لكاوروا التي أخذته بيديها تستشعر برودته.....
ثم جلس مستندا مشبكا كفيه بتفكير و حيرة...: السيد سايكوا طلب حظورنا... لمنزل عمي فهو هناك.
انتفضت كاوروا للحظة ... فهي ليست على استعداد لمواجهة عائلة ليندا و لا لمجابهة شعورها بالذنب لشيئ حطمها قبلهم....


................................................

طرقات هزت الحي حتى علت اعتراضات الجيران لصداه المزعج: اصمتوا جميعا....
فتح الباب البني ليدخل صافعا به متحدثا بإنفعال : ماذا جرى لميواكو؟
أجابته المرأة المتوترة من تصرفه: أنا مثلك لا أعلم الكثير.

اقتحم المجلس الذي حوى داعيه و مخبريه بما أفجعه حتى أتى فزعا تاركا عمله: ما الذي يجري؟... لم اختطفوها...
شزر يوكي و أبدى غيضه من تصرف هذا الشاب: ليست زوجتك فقط من اختطفت، ابنتي أيضا...فخذ مكانك و دعنا نتوصل لحل.

خصلتاته الخضراء تطايرت من حركاته اللاواعية: أجلس!.... إن أصاب زوجتي أي مكروه فلن أسامحكم...

خطى الواقف بزاوية له: اعتمد على الشرطة يا سيد... ستفعل ما بيدها لتعود زوجتك سالمة.
رفع نوي من ياقته متخليا عن كل سماته المألوفة: هذه الكلمات الخاوية من العمل لا تفيدني... أريدها الليلة معي.
اتجه ريو نحوه لينزل نوي من براثن يدي يوري: كلنا غاضبون... و نفكر بطريق سلامتها .
هيجي يشرب من فنجان قهوته: كن أكثر صلابة يوري.
ضحك عليه ريو بخفة و سخرية: أليس هذا الفنجان العشرون...
قطع اصطناعه المرح:... أنت مثله.

عاد ريو لمكانه بعدما أقنع يوري بالجلوس و رمق كاوروا بنظرة مطمئنة....
سايكوا: كل حين يجن جنون أحدكم... و الفكرة الأساسية تطير.
يوكي: و ما نفعل بعدما عرفنا أن كل حركاتنا مكشوفة...بل يدعون هذه الفتاة لاستلام صديقاتها!

نطق ريو ما جعل جليسته تشد يدها على بنطاله: أنا سأذهب و أحاول المماطلة ، و أكتشف سبب اختطاف الأطفال أيضا...

نوي: هل أنت مستعد للمخاطرة بنفسك في هذه اللعبة؟
ابتسم بجرأة مستهزئا بما سمعه: أتم الإستعداد...
نظرت له كاوروا نظرة قلق و استنكار: ليس وحدك.
شد على أناملها المرتعبة: بل وحدي... هاقد كشفنا و لا داعي لذهابك لعدم الشك... لاحاجة لإدخالك بهذا... سأكون بخير .

نظرت بأمل تسترجي العقيد الذي يقابلها جالسا جلسة اقتدار: سيدي، من الأفضل أن أذهب...أليس كذلك؟

نظر للشاب تارة و لها أخرى: الآن تغيرت الظروف، هو يحاول الحصول عليك لسبب أجهله... قد يريد بك سوءا لخيانتك له و الإيشاء به... هو سيكون كافيا للماطلة.
أظهرت الإنزعاج و أبدت إنفعالها: لا، سأذهب ... يجب أن أساعد ليندا و إيريكا و أنقذ ميواكوا...
أشار نوي بسبابته لريو: هو لن يفعل شيئ سوى مناقشة أبيك... نحن لا نظمن سلامتك، و لا نثق بقدرتك على إنهاء مساعدتك للقبض عليه.... لاتنسي أنه والدك...

أتم هاروكي بإستفزاز واضح: ... و أنت من صلبه...
قطبت جبينها رافعة حاجبيها بإستنكار نحو ريو: أتهزؤون بي؟

ترك كلماته اللطيفة جانبا ليحدثها بصرامة رجل: إبقي بعيدا عن الموضوع، سويعات و ستعدن صديقاتك.

رفعت قبضتيها ضاربة صدره ضربات عدة لم تحركه ساكنا: إفهم ريو.... لايجب أن تذهب وحدك... ألئك الوغاد قد...
قطعت كلماتها تجمع الدموع لبطيربت فوق رأسها المحني: أتفهم شعورك، لكن يجب أن تثقي بي.

وازنت نفسها حتى نهضت: سأذهب لأغسل وجهي، قد أهدأ قليلا...
ابتعدت،دون أن تعطيه فرصة التعليق على فعلها ليلاحظ يوري ملامح شكه بشك: ريو، هل تظن أنها صادقة بتغيير تصرفها فجأة...؟
تصرفه بالنهوض و الخروج من الغرفة كان جوابا بحد ذاته...
و كان محقا حيث أنها توجهت للمخرج فورا، تاركة مخططاتهم خلفها...
جرها من ذراعها نحوه: مالذي تفعلينه؟

رمقته بنظرة حقد : أتركني.
"مستحيل، لن تذهبي لأي مكان"
وضعت يدها الطليقة عند خصرها:تعاملني و كأني أعرف مكانه الآن؟
أجابها بلحنه الجدي: بل لم أنس أن من سيأخذنا له هو ذاك الوقح صاحب محل الإلكترونيات...
جرت يدها من بين أنامل كفه: إسمع، أنا حرة في ما أفعل، ضعه بحساب خيانتي لكم و الذهاب لإبلاغه عن حقيقة الخطر المحدق به...
بدا ساخرا بكلماته: حقا، و كأنه لايعلم...
تحول لما كان من غضب: أنت لست حرة باللعب بحياتك.

حاولت تنبيهه لهدفها ثانية: و كأنك لا تتلاعب بها، أنا لاطاقة لي بتحمل القلق عليك أنت أيضا.

اشتعلت عينيه حمرة حتى قام بما جمدها... تقدم،خطوة واثقة صارمة جعلتها تخطوا خطوتين للخلف ترهبا حتى ألصقتها بالجدار خلفها محنيا رأسه بجانب كتفها تحت ذهول منها و بدأ بهمس ما وسع حدقتيها: لن أسامحك لو وضعت قدمك خارج هذا المكان...تفهمين؟

خطوات مقترب منهما جعلته يبتعد قائلا: احرص على سلامتها نوي.
أنهى حروفه و خرج هو بدلا عنها لتلك الوجهة، تاركا وقع ظربات نبضاتها يفهمها غرابة تصرفه...
ها هو ذهب معلنا تفاديه بنفسه أمام والدها هي...لإنقاذها قبل الجميع...


عادت أدرجها متخذة الصمت طريقها و الإستماع تسليتها، تفاديا من هواجس لامفر منها....
رغم أن قلق الجميع هو ما كان ينصب به الحديث ببيان خطة تارة و كلمات قلق تارة أخرى...
و في النهاية ختمها سايكوا بالمجهول ناظرا لمساعده: و ما علينا إلا فعل مايريدون...
قال نوي: و إنقاذ الأطفال المحتجزون...
استفسر هاروكي دام الكلمات وصلت لهذا الحدث: ما الغرض من اختطافهم؟...بيع أعضاء!

سايكو: بل استغلالهم في التجارة أولا ثم بيعهم للعمل بعصابات أخرى، تربية لأسوء السبل هذا ما يقال...

نهض يوري متجها للمطبخ عله يجد قطرة ماء تبرد حرارة أعماقه: و الآن لاشيئ سوى الإنتظار...مزعج.
وقف هيجي بدوره قائلا لتوأم خلقته: تأتي معي.
فهم هاروكي طلبه فأجاب بشبح بسمة جريئة: لنذهب.

لحقهم سايكوا و يوكي بالخروج للمركز لإنتظار أي جديد من ريو ، فبقي الموكل بحراستها و هي القابعة بتردد فوق تلك الأريكة....

" هل تطمحين للدخول في المشاكل؟"
رمقت المستند بشموخ بالحائط الأبيض بنظرة ضعيفة الإرادة دون أن تلقي لجملته بالا....

...........................................

إذا...؟""
لابد من وجود دليل يدلنا على مكانهم...""
ابتسم بنصر رافعا ذاك الدفتر: مذكرات نيك.
سحب هيجي الدفتر يفتح صفحاته ليردف ابنه بإمتعاض: هيه، الدفتر بحوزتي.

رمي بعد لحظات الدفتر في حجره: لافائدة، كلماته الجياشة لاتدل على شيء.
اعوج فمه منتقدا: كلماته غريبة بحق، لكنه قال أن هذا الدفتر سيخبرني كل شيئ.

استوقف قدميه و قال لهاروكي: دعنا نجلس و نرتب أفكارنا إذا.
أيده هاروكي و دخل عبر ذاك الباب البني الشفاف.....

جلسا يقابلان بعضهما البعض ليشعر هاروكي بحكة واتته لجلستهما الغير معتاد عليها: هيجي، أنت تضايقني..
أجابه بغرور: شعور متبادل لأول مرة...لكن لاخيار، اليوم فقط نتحلى بالصبر.
فتح أول صفحة من الدفتر ليرى خط نيك قد خط جانب زاوية الصفحة..« كنز شريك دمي و عروقي، متبادل أنفاسي جين..»

ابتسم بحزن مفتقدا تلك الكلمات المملة: هل جين إسم أخيه؟
أومأ هيجي بالإيجاب: هو الناجي الوحيد من الحادث، لكنه مات في المشفى.

استوعب هاروكي سبب تركيز نيك على مقتل والديه دون هذا الأخ الذي لم يسمع عنه الكثير... لكنه تجاهل أفكاره الشخصية باحثا عن مايفيد...

انحنى بعد مدة لا بأس بها مادا الدفتر لزاوية تراها أعين هيجي : أخبرني... أليست هذه الجمل غريبة؟

انحنى الآخر ليقرأ ماشد هاروكي....
«و بين لحظات الصمت اصطدمت سفن هوجاء ، سبع أسوارها... صفر طلائها... البحر ساكن و النوم راهن حيث علا صوت الناقور لإصلاح مابدا من شوائب، سلاسل قيدت براءة اليوم و جرتها لعمق الجحيم... تحت رحمة أعين الشر ، تلك الأعين ذاتها التي قطعت أوتاد حياتي... و سوف أريها أن من يغوص في أعماق الألم سوف يمحوا آثارهم...»

نطق هيجي: أظن نعم...لكني فهمت نوعا ما.
قال الآخر:إلام توصلت؟
أشار بإصبعه لتلك السطور: السفن تابعة لشركة تصدير منتوجات غذائية، و أسوارها السبع هم الشركاء السبعة القائمين على الشركة و اللون الأصفر هو شعارهم...أما الباقي...
بدا في حيرة قال بها هاروكي: هو يقصد أن حركات مشبوهة حصلت بليلة ... و هو رأى فيونيسكي قاتل والديه يقيد طفلا و يجره لمكان ما....

اعتدل هيجي طالبا تفسيرا: و من أين فهمت الطفل؟!
حك ذقنه بإبتسامة هازئة: اعتدت تعابير نيك، البراءة التي يقصدها بين ظلمة الشر هي طفل...

أرخى عينيه الواثقتان نحو هيجي:... و الآن ، أين تكمن سفن تلك الشركة؟
.......................................

جالس بزاويته يكتفي بمراقبة حركاتها المملة و هي ترتجف لحظة و تمسح دموع أسى لحظاتها أخرى، و مع ذلك كانت تحاول أن تتحلى بمقاومة ماحولها بتصبر و تجلد ، و بدعاء يتلوه الجنان....

أزعجها في النهاية صوت مفاتيحه التي أصبح إيقاعها تسليته: كف عن إصدار هذا الصوت المقيت.

وقف بإستقامة متجها لها واقفا خلفها و منزلا رأسه بجانبها: مللت الجلوس، هل تتمشين معي؟

أجابت ببرود الجليد: لن أخرج.
وضع يديه منسدلتان أمام الأريكة بشكل طفولي: الوضع ممل...ممل، فعلا..
رمقها بنظرة جانبية: ما رأيك لو أخذتك لأبيك؟
ارتعشت لحظة لكنها استقرت على موقفها: لن أذهب لأي مكان حتى يعود ريو.

هز رأسه إيجابا بسخرية لما سمع: مطيعة...

شعرت كاوروا بتغير ملحوظ به حين وضع يده تحت ذقنه: لكنك عصيت و خنت ثقة ناوكي مما أثار غضبه.

تمالكت تصاعد أنفاسها و رفعت وجهها نحوه بثقة: لست من تدعي إذا...

خطى خطوات جعلته يقف أمامها عوضا عن الخلف واضعا يسراه بجيبه رافعا يمناه مبسوطة أمام عينه الباردة: جملة تناسبك أنتي، ألا توافقين؟....

ركزت بربؤتيها البنيتان عليه: و على ما تنوي؟
بدا يصطنع التفكير : امممممم، تحقيق أمنيتك ....
أخذ السواد الحالك مسيطرا على عالمها بعد ضربة كفه الجانبية على رقبتها ليتم جملته:.... و رغبة سيدي.



يتبع.....





س: مامفاجآت البارت بالنسبة لكم؟
س: هل سيستطيع هاروكي الإنتقام؟
س: هل سيصاب أحد ما أصاب نيك؟
س: ماقصة تيبس جسد هاروكي عند تحرك جسده النائم؟هل يعد ذلك خطرا؟
س: هل توقعتم أن لنوي جانب مخفي؟
س:توقعاتكم؟
س: انتقاداتكم؟




رد مع اقتباس