عرض مشاركة واحدة
  #131  
قديم 04-30-2016, 12:39 AM
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

في المدرسة نتعلم الدرس ثم نختبر أما الحياة فتختبرنا ثم تعلمنا الدرس ، تعلمت شيئا آخر أيضا عن الحياة ،و هو أنها أقصر من أن نعيشها بقلب مشحون بالبغضاء و الغضب فهي لم و لن تكون عادلة لذا ... سأعود بل تعودتً نفسي على ذلك
قبل قليل فقط وقع والدي ورقة الطلاق تحت ناظري و عمتي هنا ، هذه أول مرة يلتقيان منذ غادر والدي البيت و انا أنظر لهما و لأول مرة أشعر أنني بدون فائدة ، شقيقتي من المفترض ان يكونا بينهما و لكن نظر لطول المسافة بينهما ذهبا مع أمي قانونا و على والدي نفقة عليهما ، أما أنا فكان في قلبي الكثير لأقوله ، تمنيت لو أضعهما أمامي و اخبرهما :"أنتما أكبر أنانيين في العالم" ثم أنظر حولي لأرى الكثير مثل هذه الحالة و تقريبا يوميا فأسحب كلامي و أطأطئ رأسي للأسفل...
.....:"تريدين مشروبا ؟"
آن باكتئاب :"شكرا عمتي انا لا أريد شيئا "
العمة:"آسفة ، ليت بإمكاني فعل شيء هنا ؟"
آن بنفس النبرة :"للأسف لا يمكنك فعل شيء أبدا "
العمة :" هل ستعودين لنيويورك ؟"
آن:"و هل هناك ملاذ آخر لي؟ لقد بيع البيت و سلمته أمي و قبضت ثمنه حتى لو بقيت في سياتل فسأكون دون مأوى "
العمة:" بيع البيت ؟"
آن:"أجل منذ شهر تقريبا و امهلنا المشتريان فرصة حتى يتم الطلاق و تغادر أمي البلاد و الذي سيكون مساء اليوم ، سيأتيان غدا لرؤيته مجددا و اليوم الذي بعده سينتقلان"
العمة:"يمكنك قضاء الليلة عندي "
آن :"أشكرك عمتي لكن سأقضى الليلة في غرفتي و غدا أغادر قبل مجيئهما "
العمة:" لا أفهم لم تتصرفين هكذا ، انظري حولك هناك من هم أصغر منك و.."
آن بانفعال :"و هل تظنين أنهم سعداء؟ صحيح اننا في مصيبة واحدة لكن كلنا نحمل مشاعر واحدة ، هل من المفترض أن أبتسم الآن ؟ هل أسعد ؟ أخبريني أنت الخبيرة .."
العمة:"............."
آن بعد أن هدأت:"أنا آسفة عمتي ، لكنني يئست حقا ... سأذهب الآن ،الوداع إذا "
العمة:"إلى اللقاء " عمتي لا تزال متمسكة بالأمل ولو كان طفيفا و في كل الحالات مهما كانت بل تتفائل دائما لكن ... الأمل أحيانا يصبح ألما ..
9:31 ليلا
ترررررن ترررررن ترررررن
كنت مستلقية على مفرش رقيق و أنظر إلى سقف غرفتي الفارغة بينما صدى الهاتف يصطدم بالجدران ثم يعود ليصم أذني ، استدرت و أخذت الهاتف
آن:"مرحبا ماكس "
ماكس:"أهلا كيف حالك ؟"
آن:"كالعادة فقط ، كالأمس و الذي قبله ، لكن استقرت الامور بعض الشيء"
ماكس:"هل تم الأمر؟"
آن:"نعم و نهائيا ، أمي غادرت قبل ساعات فقط "
ماكس:" لكن لم لم تذهبي معها ؟"
آن:" لا أحبذ فكرة أن أركب في سيارة لأيام و لاسيما الزحمة عند الحدود كما أنني سأعود ام أنك لا تريدني أن أفعل ؟"
ماكس:"هههههه تعرفين أنه مرحب بك دائما ، ستجدينني هناك ،آه تذكرت "
آن:"خيرا "
ماكس:" قمت بما طلبته مني و قد كانت بالمواصفات المطلوبة "
آن:"وجدت لي شقة ؟ جيد أنا أشكرك "
ماكس:" بل و عملا أيضا "
آن:"أنت تمزح صح ؟"
ماكس:"لا و في مجالك المحبب ، ستقرإين القصص للأطفال ما تبقى من الصيف "
آن:"آآه سيكون هذا متعبا "
ماكس:"حتى تؤمني إيجار الشقة مثلا أو قد تحتاجين مالا لنفسك "
آن:"تركت لي امي بعض المال بل هي من طلبت مني أن أرفض عرضك في المبيت معكم و أعطتني مالا يكفيني ما تبقى لي من وقت قبل الدراسة "
ماكس:" على كل أنت حرة "
آن:"أريد سؤالك "
ماكس:"تفضلي "
آن :"إنها 00.31 عنكم ، لم اتصلت بي الآن ؟"
ماكس:" هههههه لأنه الوقت الملائم لك ، على كل اعتن بنفسك و ساكون غدا في استقبالك حسن ؟"
آن:"حسن إلى اللقاء "
لم يغمض لي جفن تلك الليلة ، راودتني أفكار كثيرة و تخيلت كل شيء و لكن أن أنام أبدا لم أفعل و بين الفينة و الأخرى أتجول في أنحاء البيت كالمجنونة و أرى كيف صار موحشا كونه فارغا من كل شيء ....
صباح اليوم التالي استيقطت و استحممت و خرجت و أخرجت أمتعتي و تركتها في بيت ستيفن إلى حين موعد السفر و بقيت أنتظر حتى توقفت سيارة أمام باب منزلي
السيدة جيسيكا(أم ستيفن) :"وصلا "
آن:"سيدتي...أريد منك طلبا "
السيدة :"خيرا"
آن:"أ..أ..أنا فقط أريد مرافقتك في جولتك أعني.."
السيدة:"لا بأس عزيزتي تفضلي " تلك السيدة لو طلبت عينيها لأجابت الإجابة نفسها ..
رافقتها للبيت و تعرفت على المشتريين و اللذان كانا رجلا و زوجته و ابنتهما الصغيرة ...
السيدة جيسيكا :" نعم ، هذا هو مدخل الحديقة ..."
و الزوجان ينصتان إليها و يظهر أنهما أعجبا به ثم وصلا لغرفتي ...
السيدة:"ستكون هذه غرفتنا ما رأيك يا عزيزي ؟"
السيدة:"امممم إنها الغرفة الوحيدة المطلة على الخارج لكنها صغيرة نوعا ما ، لم لا تكون غرفة ألانا"بعدها دخلت الصغيرة من بينهما و أخذت تدور و تقفز بمرح في الغرفة ، لولهة ابتسمت ..
ألانا:"أمي أنا أريدها إنها غرفة جميلة أرجوك "
الأم:"إنها أكبر من أن كون غرفة فتاة صغيرة"
آن:"صدقيني سيدتي ما إن تمتلئ حتى تبدو صغيرة حتى ، هذه كانت غرفتي و كنت أظنها الغرفة الوحيدة في هذا البيت "
آلانا:"أمي..."
الأم:"حسن إذا ستكون لك "
فرحت تلك الصغيرة أيما فرحة و سعدت لأجلها
آن:"هنيئا لك عزيزتي ، حصلت على أفضل واحدة"
ابتسمت الصغيرة ببراءة و قالت:"شكرا لك ..."
آن:"آن... تماما مثل ألانا ، ستعتنين بها صحيح ؟"
آلانا:"صحيح " ثم ودعت العائلة و رحلت لوصول سيارة الأجرة
....يقال " ما فائدة الدنيا الواسعة إذا كان حذاؤك ضيقا " أفهم تقريبا أن هذا المثل عن الحرية ربما أو هكذا يفسره عقلي لأنني حقا أتفلسف داخليا دون فائدة خخخخخ سحقا ...عدت لنيويورك أخيرا لكن ذاك الشوق و الرغبة زالا و انتهيا ، أسبوع هنا لا يقارن مع شهر هناك ، نسيت حتى أين ذهبت آخرمرة هذا المطار كبير حقا
.....:"هاااي أنا هنا ، انت تعودين هكذا " ابتسمت بغباء على نفسي و في نفس الوقت لصوت ماكس الذي كان خلفي يستهزئ بي فاستدرت
آن بعفوية:" أنا لا أعيش هنا و إلـ....." يقف أمامي ماكس و كذلك جاك و إيريك أيضا أصدقائي نعم إنهم اصدقائي و ما الجديد ؟ عيون عسلية و بشرة سمراء داكنة و شعر ناعم شديد السواد ، أتمعن كثيرا في ذاك الشاب بدون خجل أو حياء و كأنني أعرفه و لكن لا ...فقط تلك الصدمة كفيلة بجعلي لا أذكر اسمه بل أذكره و لا أنساه لكن شفتاي تمتنعان عن النطق به حتى ..
ماكس:"توقفي عن الدراما "
جاك:"اسكت أيها البارد "
......:"آن...أنا هنا " أخيرا انفجرت و سمحت لذلك الظغط بالخروج ، أسرعت نحو المسمى آيزك و ارتميت في حضنه و كأنها أول مرة أراه منذ سنوات هههه بل هي كذلك لم أستطع تركه أو حتى رفع رأسي مجددا و لم يكن مني سوى ان أحس بيده التي تربت على شعري بهدوء ، تلك الابتسامة ، بل تبك النظرة من عيونه ، كلها عادت و بشكل مختلف..أفضل ، أعاد لي صدى ضحكته الحياة و أخيرا بثت في الروح من جديد ...
آيزك بحنان:"هياااااا آن القوية تبكي..."
آن بهدوء:"اخرس ..أيها الأحمق .." رفعت رأسي أخير و أردفت
آن:"أحتاج تفسيرا بل تقيرا شاملا / لا ردود و لا رسائل و لا تسمح لي حتى بسماع صوتك ، لماذا أرجوك لماذا جعلتني أنتظر كل هذا الوقت ؟ مررت بالكثير و أنت لم تكن بجانبي..
ماكس:"أححححم.."
آن:"تركتني وحدي مع هذا المغفل عديم الفائدة"
ماكس:" آآآه العفو آن يسرني ذلك في كل وقت " بعد ضحكة طويلة و نصف ساعة درامية في المطار ، غادر ماكس و كذلك التوأمان و بقينا بمفردنا
آيزك:"سأريك كل زاوية من نيويورك ، كل أصدقائي و كل شيء تريدينه لكن ... لا تساليني عن تقصيري تجاهك أرجوك الذنب بقطعني و لا اجد تفسيرا لذلك و الحقيقة مؤلمة حتى بالنسبة لي ، لذا..."و نظر إلي نظرة ذان معنى دفين
آن:"أريد رؤية تمثال الحرية " رأيت أنه ابتسم لأنني حققت له ما اراد لكن هناك فضول يقتلني لأعرف و مع هذا سأحترم قراره لانني أعرف أنني ساسمع ذلك منه شخصيصا ، حاليا التقيته و رأيته و انا معه الآن ، سمعت صوته مجددا و هذا أعاد لي الحياة ، هل أطلب شيئا آخر؟ .
آن:"لم تزال قصيرا ؟ أعني ... صحيح أنك تكبرني بعام واحد و لكن من المفترض أنك أطول بكثير "
آيزك:"أنت الطويلة لا أنا القصير"
آن:"ها ها مضحك جدا ، ههههه ترتدي نفس مقاس حذائي ،أنت قزم "
آيزك:"هههههه لم أتغير كثيرا ها؟"
آن:"بل فعلت ، صرت نحيفا و توقف نموك ، ترى ما القصة ؟"
آيزك:"هذا فقط راجع لعملي المرهق ، لا أصدق أنني أخذت إجازة أخيرا"
آن:" إذا كان يرهقك فتوقف"
آيزك:"و ماذا أفعل؟ أقرأ الكتب للأطفال؟"
آن:"لا تسخر مني "
آيزك:"أمزح فقط ، تعرفين أنني أحب جعلك تغضبين "
آن:"لقد غضبت حقا"
آيزك:"حسن اممممم سأدعوك الليلة لمطعم مرموق جدا كالذي نراه في الأفلام و سيكون عليك ارتداء ملابس حفلة و سنأكل طعاما غاليا كما و سيقومون بحساب ثمن الأطباق التي أكلنا فيها و يظيفونها للحساب ما رأيك؟"
آن :" هههههه أيها البخيل ، حسن سأحرص على إفلاسك الليلة "
واو كيف يمكن للأمور أن تتغير بسرعة شديدة
عاد أصدقائي و ساعدوني في نقل أشيائي و ترتيبها في الشقة الصغيرة الضيقة جدا و بالكاد تسعنا معا نحن الأربعة ، مساء ارتديت ثوبا قصيرا أسود و حذاء مماثلا و فور رن الباب فتحت ، رأيت ذاك الأسمر بملابس رسمية و لولهة لم أعرفه ، دعوته للداخل و أعطاني ورودا لأضعها في الماء ثم أخذت واحدة منها
آيزك:"مستعدة؟"
آن:"نعم ، لنذهب "
ذهبنا للمطعم و هناك كنت كالبلهاء ههههه أنا أرى نفسي على الأرض أوووو
آيزك بهمس:"تصرفي كفتاة ناضجة أرجوك"
آن بغضب طفيف :"لا يعجبني المكان إنه للأغنياء ، أريد الذهاب لمطعم البيتزا في زاوية الشارع "
آيزك:"بالرغم من أنني اوافقك الرأي إلى أنها فرصة جيدة لتجربة شيء أفضل ، نحن دائما نرى هكذا الناس يأتون لأماكن مشابهة و يستمتعون "
آن:"تبين أنها مجرد كذبة "
آيزك:"معك حق ، هيا كفي عن التذمر و اطلبي شيئا "
آن:"امممم خخخخخخ إنها مكطتوبة بالفرنسية ، شغل مخك يا عبقري "
آيزك:"هذا ما ينقصني ، ترجمي لي"
آن:"حتى لو فعلت أسماء الأطباق غريبة ، هيا أغمض عينيك و اختر رقما و اطلبه "
آيزك:"كنت اعرف انك عاجزة بقدري ، حسن سأختااااار 15 "
آن:"رقم حظي 7 و ليكن أي شيء هيا " بعد مدة اتى النادل و الذي كان يتكلم الفرنسية و كنت أتفاخر أمام آيزك و أجيبه بكل عفوية أخيرا أحضر الأطباق التي كانت تحتوي على مقدار ملعقة واحدة في طبق
آن:"هل هذا مكان للتذوق مثلا ؟"
آيزك":تلزمني 10 من هذه على كل لنتوقف عن التصرف كالهمج و نأكل كما يفعل الباقون "
حقيقة تمنيت لو كان بإمكان التقاط ذاك الشيء و وضعه في فمي دفعة واحدة لأنه ليس بالشيء الكثير على كل حال ثم أنظر من حولي لأرى الناس يستخدمون السكين ...كيف يحسون بالطعم هكذا ؟
على كل تصرفت كناضجة و فعلت المثل و آيزك يضحك علي كل مرة ، أكثر ما استمتعت به تلك الليلة لم العشاء أو المطعم أقصد " المذوق " و لكن رفقة آيزك ة ضحكته تلك التي تتكرر كل لحظة كانت أفضل ما حدث لي ، كنت أتعمد جعله يضحك لأسمعه مرارا و تكرار لكي أعوض ما فاتني منذ زمن .

أعتذر لقصر البارت لكن لدي ظروف من نوع ما
بقي لدي شهر واحد تماما و فقط لامتحان " الباك "
ادعولي نجيبو باش نكمل الرواية
دمتم في أمان القدير و رعايته

__________________
`~'*¤!||!¤*'~`(( روايتي :"جزء من عالمي الخاص" ))`~'*¤!||!¤*'~`
http://3rbseyes.com/t480608.html[/SIZE][/B][/I][/CENTER]
رد مع اقتباس