عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-30-2016, 05:17 PM
 
المقدمة:
دوى صدى صوتها في أنحاء القصر ، ليمزق ظلمته الحالكة .... صرخات تتلوها شهقات تخرج من بين شفتيها الناعمتين كانت يداها مربوطتين إلى طرفي السرير العتيق وترى سوى هذا الظل ضخم البنية فوقها ، لم تخطئ عيناها في معرفة ملامح وجهه القاسية ...... نعم لقد عرفته ..... إنه هو .. عادت ذاكرتها إلى ذلك اليوم حين هددها ديميتروس خوانديلا قائلا بنبرة حانقة : ( إن لم تبتعدي عن ابني أيتها العاهرة سأريكي نجوم الظهر )
لم يخطر ببالها أبدا ان تكون هذه هي نجوم الظهر .
لقد نسى هذا العجوز ربط قدميها لحسن حظها لذا سارعت باستعمال قوة جسدها عندما أدركت أن توسلاتها ضربت بعرض الحائط. وجهت له ضربة نحو بطنه المتدلي ، أطلق فمه الكريه صرخة كزعاق الغراب لابل كأنين كلب مجروح ، إذن محاولتها أصابته في الصميم ولكن قوة هذا العجوز الهرم خيبت ظنها ، فقد سارع إلي تثبيتها و مزق عنها ثوبها القطني ليطبع قبلاته المليئة بلعابه المقرف في تجويف عنقها التي تضج بالبياض فامتزجت بدموعها الطاهرة البريئة ..... في تبك اللحظة لم يتورع أو ينتظربل قرر امتلاكها كما تنكح البهيمة ، ضمت أصابعها حتى ابيضت و أطلقت شهقة مؤلمة لتنهيها ببكاء ينقطع له نياط القلب ..... يالا سخرية القدر .... أهذا هو الإنسان الذي سيكون حماها في المستقبل القريب ، أنهى مابدأ ، أشبع رغبته السقيمة ، أصاب هدفه وفاز، ها لما لا فهو متعود على الربح لا الخسارة .........
زقزقة العصافير . بزوغ الشمس ، هواء نقي ، كلها دلائل على يوم جديد، أما هي فعلقت في هوة بين الماضي المرير و الحاضر الأليم ، لاتزال في صدمة ، هل اغتصبت حقا ؟ ولكن متى وأين ؟
آه ... نعم البارحة ، ولكن على يد من ؟ لابد أنها فقدت الذاكرة أو لعلها أرادت النسيان ، أعادها من الغرق في بحر أفكارها ضحكة الرجل الخارج من الحمام و هو يفر شعره المادي بمنشفة بيضاء عكس سواد قلبه الأسود ، ضحكة شريرة ، مليئة بالإزدراء
تكلم ديميتروس قاطعا حبل الصمت هذا لقد حذرتك يا صغيرة ةلكنكي فضلتي وضع أناملك في اذنيكي على حمل كلامي محمل الجد وقد أعذر من أنذر ) ضحك ثم أردف : ( لدي مفاجأة أخرى لك )
صفق بيديه وقال : ( أدخل يابني ، لا تخجل .... هيا ..... أدخل) وهنا رأت ها الوحيدالذي خرج من صلب مغتصبها الأوحد .... مايكل ، اب ذلك الوحش الذي لايشبهه بشيء أو ربما لا ؟
ظل والده يتكلم بينما هو لم يتزحزح من مكانه ولم ينطق بحرف وعندما سأله والده للمرة الأخيرة : ( ألازلت راغبا بالزواج منها ...بني ؟ ) هز رأسه هذا الأخير نافيا وخرج من الغرفة يغالب دموعه ، خروجه هذا و تركه لها كان كوق الصفعة عليها أو كأن دلو ماءبارد سكب عليها .
قام الحراس برميها خارج الصر كما ترمى القمامة ولكن بعدما حصل أوليست كذلك ، اوليست الأشياء التي تستعمل و ترمى مجرد قمامة حقيرة
لملمتما تبقى لها من كرامة و أجبرت قدميها على المضي قدما و فجأة لاحت لها صورة ابن اختها الرحلة وهو من جاءت لأجله لهذا المكان المنحوس
بسببه ظهرت برعم الحب بينها وبين مايكل ولكن نهايته المأساوية كانت كابوسا مريعا بالنسبة لها
لم تستطع تحريك جسدها المنهك ، التفتت يمينا وشمالا ولكنها لم ترى شيئا بسبب ااضباب الذي لفها من كل جانب ، ىه نعم إن لم تقدرعلى تجاوز الحراس فهي تتذكر جيدا ، ذلك الممرالذي أراها إياه مايكل ، ستتمكن من الدخول و الخروج دون أن يراها أحد ، خالجتها الأحاسيس الجميلة التي راودتها بين ذراعي حبيبها المزيف .... دلفت إلى الحديقة الخلفية وهي تترنح ، سمعت صوتا قادما من الخلف لذا اختبئت بيت الشجيرات ، تمنت أن لايكشفها أحد ، ليس الآن ، ملات بالبهو الكبير متجهة نحو غرفة الصغير ، جمعت كل أغراضه ونظرت في عيني ابن أختها الخضراوان كعينيها قالت بهمس لايكاد يسمع : ( آه ... لقد خدعت خالتك يا مقلة عيني ) سقطت دمعة حارقة شاقة طريقها وسط خدها المحمر، كأن الطفل أحس بألمها فخرجت دمعت صامتة تناغم دموعها ، حملته ، لم ترد الإلتفاف إلى الماضي أو البكاء حسرة عليه هي الآن ابنة اليوم ، عندما وصلت إلى وسط الغابة ظنت أنها نجحت في الهروب من الطاغية إلى أن سمعت أصوات الحراس يبحثون عنها أو بالأحرى عن الصبي ، ازداد ادفاع الأدرينالين في جسمها ،
ركضت تسابق الريح ولكن إلى أين ؟ إنها نهاية الطريق هل تقفز من هذا الجرف ؟ ولكن الرضيع ,
إما العيش معا أو الموت معا هذا مافالته لنفسها
_ توقفي أرجوكي
هذا الصوت مألوف لأذنيها ... إنه مايكل .. نعم هو مايكل الخائن
_ اذهب إلى إلى حضن البابا أيها القذر
صرخت في وجهه بينما قلبها يناجي حضنه الدافيء
_أرجوكي عودي وكفي عن هذا الهراء
هراء ...؟ اغتصاب والده لها لم يكن هراء أما الهروب من الظلم هراء .... يالا الحقارة
ركضت حتى صارت قدماها في الهواء ، كل شيء حدث بسرعة ، صراخ الطفل الذي علق في الغصن ارتطام رأسها الصخور المدببة فتهشم تخت وطأتها
دماء حمراءطفت إلى الأعلى ، كان لونها جميلا ، ظنت نفسها تغرق في الظلام .. إلى الأعماق ... فيالحقيقة روحها خرجت وجسدها طغى إلي السطح
كان يمكن أن يكون الألم مريعا لو لاسرعة الموت الذي داهمها ، إنه حقا مباغت ..سريع .. جميل إن كنت صالحا ، لنعد إلى روحهها التي تاهت في السماء تبحث عن الإنتقام .
في اليوم التالي كان الطفل قد انقذ بفعل معجزة إلا ان جرحا تمكن من ساقه ، يبدو أنه سيبقى يلاحقه كما سيفعل شبح خالته ....؟

هل أعجبكم البارت ؟
ماذا عن الطول ؟ ماهي نصائحكم و انتقاداتكم
لاتبخلوا علي بالردود
رد مع اقتباس