عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 05-03-2016, 05:42 PM
 
الفصل الأول : أهذه أنت ؟
بعد تلك الحادثة المروعة أمر ديمتروس الحقير بدفن الجثة في الغابة وأخذ مايكل ابن أخيه إلى مكان بعيد لعله ينسى ويلتئم جرحه ، مرت الأيام والسنين ولم يسأل عن والده أو المكان الذي دفن به حبه القديم فقد كان يمتلك قلب العاشق الذي يحتوي كل الفصول ، فهو مضطرب بارد و أحيانا يسقط الثلج فيه ليجمد المشاعر والبعض الآخر يكون حارا جافا ينتظر ربيعا مزهرا و أخيرا يمكن أن يموت قبل أن يحظى الحب بفرصة ثانية ليدق
بابه ........
مرةت ثلاث سنوات ، ولم يخطر في بال مايكل العودة أبدا لولا سماعه لخبر وفاة والده المروع ، لقد وجدوه في الخزانة في أبشع
حالاته ، كان مختبئا من شيء
ما .... أما الشرطة فلم تجد أثرا لجريمة أو أي دليل ، طرف خيط يقودهم إلى حل اللغز، فأقفلوا القضية كما هو الحال دائما .
دخلت سيارة سوداء عبر البوابة الكبيرة و توقفت في باحة القصر الذي كان مبنيا على الطراز الألماني أما الحديقة فقام بتصميمها أفضل منسقي الحدائق في روسيا اعتمادا على التناظر المحوري ، كانت تتضمن على أزهار نادرة محيطة بنافورة تحتوي أعلاها على تمثال إله الحب كيوبيد وهو حامل لسهمه و يخرج من ثغره ماء عذب صافي .
نزل شاب مفتول العضلات يرتدي بزة سوداء تنبض الرجولة من تحت قميصه الزرقاء وبجانبه امرأة جميلة شقراء لها عينان تضاهيان الزمرد الأخضر رونقا ، تلمعان رقة وحنان وممسكة بيدها اليمنى طفلا صغيرا أشقر ، تناهى لها صوت أنثوي متذمر و كأنها تقول أنا هنا أيضا ، إنها سمارا ابنة روزي البالغة من العمر ثماني سنوات
_ أمي أهذا هو قصر مايكل ؟
أجابت روزي بلهجة رقيقة :
( أوه ... نعم أنه جميل ... جميل جدا ) شد الطفل على أصابعها مكررا كلمة : (جميل ... جميل ... جميل ) سارع مايكل إلى حمله قائلا : ( نعم .... نعم ياكيون هو حقا جميل ... ويحمل ذكريات أجمل ) لقد كانوا غافلين عن تلك الأعين الحزينة المراقبة لهم وراء النافذة تأن دموعها بصمت .
_ هيا لندخل
_ حسنا مايكل ولكن ... و أشارت بإصبعها الرشيق نحو الحقائب .
_ دعيها سيحضرها الخدم .
رحب بهم رجل كبير في السن أكل الشيب راسه و غزت التجاعيد وجهه صادف أن يكون أنطوني كبير الخدم ، قال هذا الأخير :
( مرحبا بك بني بين أهلك .. لقد اشتقنا إليك )
أجابه مايكل : ( و أنا كذلك ... إذا هل قمت برعاية القصر جيدا ..؟ )
_ بكل تأكيد يا سيدي إن القصر كما عهدته ... سكت لبرهة ثم أردف مترددا : ( هناك بعض الأمور يجب مناقشتها ... أولها موت والدك ... أنا آسف سيدي .. لم أرد تذكيرك بالفاجعة و لكن الأمر في غاية الأهمية )
_ فيما بعد أنطوني ... فيما بعد .
_ أمرك سيدي
دخلت سمارا إلى القصر قائلة : ( أنا متعبة و أريد أن أرتاح في غرفتي أ.... ) لم تكمل جملتها حتى تلقت نظرة دبت الخوف في أوصالها من مدبرة المنزل البدينة التي راحت تحملق فيها بعينين نافذتين ثم التفتت إلى الصبي كيون فلاح شبح ابتسامة على وجهها الذي فارقته السعادة منذ زمن طويل ... منذ فقدان ابنها وزوجها في حادث سيارة لم تضحك منذ الحادث ، بالطبع قامت باستثناء للولدين مايكل وجايسن ، كم كانا محظوظين بها ، تنهدت بنفاذ صبر عندما سمعت صوت سمارا الحاد يخرج من بين أسنانها : ( أحم ... أحم ... لقد قلت إني متعبة و أريد أن أرتاح .... أمي ) أجابت مدبرة المنزل : ( من هنا آنستي الصغيرة )
*****************************
دخلت روزي إلى الحمام وخلعت ملابسها لتستلقي في الحوض مرخية أعصابها ، داعب النوم أجفانها فأسقطها في شراكه ، فتحت عينيها فجأة ودون سابق إنذار ولكنا لم تكن في الحوض بل في غابة مظلمة تجري ، حاولت التوقف لكن عبس رجلاها أبتا إطاعة أوامرها كانت تحمل شيئل ما ، شيئ صغير بين يديها ثم قفزت لتغمر مياه مثلجة جسدها الرقيق .... أستيقظت فزعة و العرق يتصبب من جبينها ، لفت منشفة بيضاء حول جسدها ببطأ محاولة تهدئة أعصابها ونيضات قلبها المتسارعة
تكاد تخرج من بين أضلاعها ، اقتربت من المرآة ومسحت بباطن يدها البخار المتكاثف على سطحها رأت الكدمات في كل أنحاء جسدها ، اقترب أكثر لترى الدماء تخرج من عينيها ، تجمدت من الخوف ، الذي سمعت عنه من أمها عندما تحكي لها حكاية مرعبة فلا تستطيع النوم إلا بين أحضان والديها في السرير الوثير ، لكن ذلك لاشيء مقارنة بهذا ، خرجت تهرول في الرواق الطويل إلى أن اصتدمت بجسد، أفلتت صرخة من بين شفتيها ، أمسكتها مدبرة المنزل تهدؤ من روعها ، تكلمت روزي : ( أوه .... أهذه أنتي الحمد لله ... هل هناك شيء بوجهي ؟ )
أجابتها : ( لا على الإطلاق )
_ أو حتى بجسدي .
جالت عينا ماتيلدا على جسد روزي ثم قالت بانزعاج واضح  : (لا شيء ... ولكن علي تنبيهك أن ارتداء منشفة على الغداء غير لائق البتة)
( أوه .... ) ونظرت إلى ملابسها
( أوه ... لا ... سأرتدي ملابسي
و آتي حالا )
_ إنه على الشرفة . و أكملت في سرها : ( يالا نساء المدينة )
و زفرت باستياء
****************
على الشرفة كان كل من مايكل و الطفلين جالسين في انتظار روزي ، التي حضرت بعد خمس دقائق
وهي تتأسف على تأخرها ، نهض مايكل وسحب لها كرسيا في أدب فقالت روزي شكرا لك يا
عزيزي ) طبع هذا الأخير
قبلة على خدها .
شرع الجميع في تناول الطعام الذي كان لذيذا جدا لا تشوبه شائبة ، فكرت روزي في إطلاع مايكل على حلمها ولكنها آثرت تأجيل الأمر إلي المساء لذا قررت أن تبعده عن ذهنها ، لذا راحت تتأمل الأراضي التابعة إلى عائلة خوانديلا .
لم ترى أجمل من تلك الأراضي الخضراء الممتدة أمام عينيها ، وقع نظرها على شلال كانت مياهه ترتطم بحذر على الصخور لتتناثر أه لو كانت هناك لسارعت في رسمه .
قالت روزي ولم تبارح عيناها الشلال : ( مايكل أريد رسمه )
لم يفهم مايكل إلى ماترمي إليه في بادئ الأمر إلى أن أدار رأسه متتبعا عينيها ، تجمد الغضب على وجهه وقال بنبرة حادة ولهجة مليئة بالمرارة : ( مستحيل ) ، نهض بسرعة جعلت الكرسي يسقط ، استغربت سمارا تصرف زوج أمها أما روزي فبدأ القلق يساورها والشك يلعب في قلبها . بينما كيون لايدري أين هو من كل هذا .
ظلت تلك الأعين تراقبهم منتظرة لحظة الإنتقام
انتهى

حسنا مارأيكم بالفصل ؟
هل من انتقادات ؟
وهل من توقعات للفصل القادم ؟
أنتظر ردودكم
رد مع اقتباس