الموضوع
:
القطعة المفقودة
عرض مشاركة واحدة
#
10
05-08-2016, 06:50 PM
ساحرة القمر
الفصل الثاني :
شبح أمامي ....؟
في صباح اليوم التالي خرجت روزي تتمشى قليلا و أخذت معها عدة رسمها ، بينما ظل مايكل يسترجع ذكرياته التي حاول نسيانها ، فتح باب الغرفة ... غرفة والده ، أول ماوقعت عليه عيناه ، هو السرير الكبير ، الأنيق و النظيف غير أنه في وقت مضى ، كان أبشع كابوس ...... كان ولازال أبشع كابوس يطارد أحلامه .
تكلم بصوت خافت ، أقرب إلي الهمس : ( هنا قام والدي .... ) ، سمع صوتا قويا ، مرعبا ، لم يألفه ، بث الخوف في أوصاله ... : ( بفعلته الشنيعة و هي اغتصابي و أودى إلى نهاية حياتي ... )
جاء هذا الصوت صارخا كغزال جريح لا بل كحيوان مسعور .
أحس بيدين تلتفان حول عنقه ، تخنقانه ، تناهت إليه صورة لمخلوق بشع ، لا تتحمل أي عين بشرية رؤيته ، بدى لوهلة أنه .......
وردد بصوت عالي : ( إيفي ...؟)
_ لا تناديني بإيفي ...
و اشتد الخناق عليه
تكلم بصعوبة : ( إيفلين .... توقفي)
أحست الشبح بالشوق إليه .. ولكنها اختفت .....
سقطت دمعة من عينيه ، إنها لم ترتح ... روحها تريد الإنتقام .
سمع دقا على الباب ، استجمع شتات نفسه و قال بصوت أجش :
( أدخل )
دلف الخادم أنطونيو قائلا : ( سيدي يتوجب علينا مناقشة قضية موت والدك رحمه الله )
( أوه ... نعم .. لقد سمعت أنه قتل ، أعني جريمة قتل )
( نعم سيدي ، هذه بعض الصور الملتقطة لجثته )
أمسك مايكل المغلف بيدين مرتجفتين
_ اللعنة .. ما هذا بحق السماء
والده المبجل على هذه الشاكلة ، وجهه غائر، عيناه ... أين عيناه .... و كأنهما اقتلعتا ، أحس بالبرد الشديد يلف عضلات جسده ، جسم والده نحيل للغاية، كأن روحه امتصت ، و أصبح هيكلا عضميا
_ سيدي إن والدك لم يكن بحالة طبيعية قبل وفاته
_ ماذا تعني ؟
_ لقد كان يصرخ في الليل قائلا : ( ابتعدي عني ... ) و عندما ندخل عليه نراه في زاوية الغرفة ضاما رجليه و مرتعدا من الخوف ، و في بعض الأحيان يكون في هلوسة شديدة و يتكلم لوحده أو يذكر اسم إيفلين ، أو يضحك بهيستيرية و يصرخ : ( عاهرة .. أنتي عاهرة ، لقد اغتصبتك ... أتذكرين ، لقد كنت تتوسلين أن لا أفعلها ... ولكني فعلتها و أبعدت ولدي عنكي )
و سكت للحظة وهو متردد و لكنه أطرد : ( إن إحدى الخادمات زعمت أنها رأت شبح امرأة مخيف يتجول في رواق القصر و أخرى رأت نفس ملامح الشبح ولكن أجمل)
لو كان مايكل سمع هذا الكلام من قبل لضحك و قال : ( لقد كبرت على تصديق قصص الأشباح أنطونيو ) ولكنه رأى ذلك بأم عينه ، فهل يكذبها ....
************
كانت روزي تتمشى في الحديقة ، عادت بها ذاكرتها يوم التقت مايكل ، حيث كانت سكرتيرة عنيدة ، و هذا أول ماجذب انتباه مايكل إليها ، حيث دخلت كتلة ديناميت شقراء إلى مكتبه ، كان الغضب في أوجه لديها بسبب المعاملة التي تلقتها في مكتب التوظيف و هناك اتخذ مايكل القرار الذي كسر القوقعة التي تلفه ، اما هي فمنذ ترك زوجها لها و هذا ما أتلف قلبها الصغير ، ظنت أنها لن تحب مجددا ، و عاشت من أجل ابنتها سمارا و لكن ما إن تشتبك خيوط القدر لتنسج أرجوحة المصير لن يستطيع أحد تمزيقها .
أقنعت روزي نفسها أنها قبلت العمل بسبب حاجتها إليه ، و ليس لتلك العينين الرائعتين أي دخل في الموضوع ... أو ذلك الجسد المفتول الفاتن .. لا .. لا .. لا .. روزي توقفي .
في الأسبوع الاول ، عندما كانا يعملان معا ، كانت تحس بنظراته تخترق ظهرها أو تعريها من ملابسها ، عندما ترفع رأسها تجده يحدق بها ، فيشيح عينيه بسرعة و يتظاهر بأنه منغمس في قراءة إحدى الملفات .
في إحدى المرات جلس مايكل محاولا نسيان الماضي ، ظن أنه لن يقدر قلبه على حب أي امرأة بعد أن رفع الحب يده صافعا القلب ، و لكن تأبى الأقدار إلا أن ينبض معلنا عن بداية حب جديد ، هذه المرأة لها جمال آخاذ و ذلك الشعور الذي اعتقد أنه ذهب بغير رجعة مع موت حبيبته ، عاد يؤرق لياليه رغم أن الوجه تبدل ، فروزي الآن من تحتل قلبه و تغزو عقله و تهز كيانه ، قرر أنه سيودع الماضي و يعيش الحاضرو يرحب بالمستقبل
تعرف إلى روزي ، و خرج معها عدة مرات ، علم بوجود ابنتها سمارا و أخبرها عن كيون و لكنه أخفى الجزء الخاص بقصر والده .. بقصر عائلة أمينيفوس .
***********
في صباح مشرق ، جميل و ساحر ، كان مايكل في انتظار عروسه عند المذبح ، كل شيء معد بشكل رائع
طاولات دائرية فوقها شراشف بيضاء من الدانتيل الفاخم و تحوم حولها كراسي أنيقة تنتظرمن يجلس عليها من الطبقة المخملية و تتوسطها زهريات خزفية متوجة بأزهار التوليب الحمراء و الصفراء ، أما الممر فيعج بالورود المبعثرة على الأرض بشكل رومانسي ، أخذ الكل مواقعهم في انتظار العروس و دخلت هذه الأخيرة استجابة لدعوتهم ، تمايل جسدها الرقيق داخل ثوب أبيض عاجي منسدل ، مكون من قطعتين ، الأولى ثوب مخرم يعلو منطقة الوركين مع حزام مرصع بالجواهر ، اما الصدر ضيق بشكل ملفت و جميل و لا ننسى القطعة الثانية و هي ظهرشفاف و طويل كفاية لتجرجرها قدماها المحشوتان في حذاء أبيض عالي وراءها ، كأنها ملكة من القرن الثامن عشر أما سمارا وكيون الصغير فيمشيان وراءها بتألق ، نظر إليها مايكل بتفاخر و كأنه يقول
نعم هذه ستكون زوجتي و أنيسة ليالي و شريكة حياتي .)
عندما صارت قبالته أمسك يديها التي غاصتا في كفيه الكبيرتين و أخذ يكرر ترانيم الكاهن : ( سأحبك في السراء و الضراء ... في المرض و الصحة ... لن يفرقنا إلا الموت ... ) و اخيرا أعلنكما زوجا وزوجة يمكنك معانقة العروس .
لقد شعر بتوترها و لكنه أمحاه بعناق ناعم حرك مشاعرها الساكنة ، كان الجحيم الذي ألهب كيانها ، لم تستطع التحكم بجسدها الذي اهتزتحت وطأة هذا العناق .
قال الكاهن : ( فاليبارك الرب زواجكما )
وهنا انهالت عليهما التهنئة و المباركة من الأصدقاء ، تبرعت صديقة روزي السيدة ميليندا بالإعتناء بالطفلين ، ريثما يعودان من شهر العسل الذي كان كالحلم في جزيرة تروي الكاريبية .
**********
_ سيدة روزي
صوت رجولي أجش أخرجها من الغرق في بحر الذكريات
_ إن السيد مايكل يريدك .
_ حسنا سآتي
لكن شرودها أنساها حتى نفسها .............
أظلم الليل بسواده ليغطي أراضي أمينيفوس جاعلا نور القمر الخافت يتسلل بين حنايا الغيوم ، كان القصر هادئا يبعث الخوف في النفوس ، جافى النوم عيني روزي ، نظرت إلى الجسد الذي ينام في هدوء بجانبها ، أحست بنار تحرق جسدها .. تريد الماء .. لن يروي ضمأها غير كوب من الماء ، البرد ، المنعش ، اللذيذ ، لم يكن أحد يسمع ذلك الصوت المغري غيرها ، فهو في رأسها يأن منذ قدومها ، مشت بخطوات ثابتة إلى المطبخ الباذخ ، إذا كان يدل على شيء فهو الثراء الفاحش ... نعم الفاحش ... أخرجت الماء من البراد و سكبته في كوب كبيرة التي شربتها كلها من دون توقف ، و لكنها فجأة أحست بغصة قاتلة في حلقها ، كأن شيئا ما يحاول الخروج ، أدخلت سبابتها في فمها محاولة التقيأ ، أحست بأنامل تمسك إصبعها ... ياإلهي تجمدت من ال خوف ، ضاق المكان عليها ، هو مظلم و بارد ، مخيف ، كل هذه المشاعر المتضاربة ، أعجزتها عن التحرك ، للهرب إلى غرفتها ، الآمنة و أحضان مايكل الدافئة ، و كأن الشيء الذي بداخلها قرأ أفكارها ، فازداد غضبه ،أحست بقلبها يعتصر و أظافر تنغرس به لتدميه و فجأة اختفى كل شيء .. الألم ... الخوف ... الغضب نظرت أمامها ، لكنها لم تجرؤ على الإلتفاف إلى الوراء و لكن عينيها الخائنتين دارتا ، لترى كيون و يحل بعض الأمان في قلبها ، قالت بصوت مبحوح : ( أوه ...؟لا كيون لماذا لست نائما ؟ )
لقد كان الطفل جامدا ، بلا حراك ، يبدو و كأنه منوم مغناطيسيا ، خرج الكلام مزدوجا من بين شفتيه : ( أهربي ... و لا تعودي ... فتصيري ضحية انتقامي .... )
_ ما هذا الذي تقوله يا كيون ...؟
رفعت عينيها إلى النافذة فرأت شبح امرأة مخيفا ، قبيحا لابل مرعبا ، ثم تحول إلى فاتنة شقراء هذا قبل أن تتصادم النظرات ، أصبح الجو مليئا بشحنات سالبة ، باردة ، اتسعت عينا روزي و انكمش بؤبؤها ليسقط مغشيا عليها لأول مرة .
أتمنى أن يعجبكم الفصل
ياترى ماذا سيحدث مع روزي ؟
هل من انتقادات و نصائح ؟
لا تبخلوا علي بالردود
ساحرة القمر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ساحرة القمر
البحث عن المشاركات التي كتبها ساحرة القمر