عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-19-2016, 12:07 AM
 
اسفة على التأخير و إليكم المقدمة :



مقدمة:
عندما يهدينا شخص ما هدية صغيرة نلزم أنفسنا عبئ الاعتناء بها رغم بساطتها لكن .. ماذا لو كانت هذه الهدية حياتنا؟ فهل نحن فعلا نعتني بها كما يجب؟ اسألوا "هيلين" بطلة قصتنا التي حدث لها شيء غير نظرتها للحياة, وماذا عن "مايكل" ما كان دوره في ذلك؟ أحداث شائقة غير متوقعة ومختلفة في هذه القصة فهل السخرية تستوي مع الصبر؟ وهل العدالة قد تصادق يوما الحرب والعراك؟ وماذا عن الحب؟ هل يمكن أن يعقد صفقة مع الموت؟ فيا ترى ما هي قصة الفتى عاشق الحياة والفتاة عاشقة الموت؟
لتعرفوا كل هذا وتفهموا معنى الحياة والأمل والعدالة كما ينبغي اقرؤوا باقي القصة. وتمنياتي لكم بالمتعة والإفادة.
الوردة البيضاء


" حفلة رائعة أليس كذلك مايكل؟"
" أجل .. اليوم سيكون آخر يوم نسهر فيه هنا غدا يبدأ الموسم الدراسي الجديد.. يا للقرف "
" آه يا الهي .. ههههه "
" الحفلة صاخبة جدا و.. رائعة "
" أوافقك"
فرد متجهما يكلم نفسه:" ومتى عارضتموني؟ هه "
ستتساءلون من هو " مايكل" ؟ ولمَ لديه الكثير من الأصدقاء؟ بل لمَ تعد طلباته أوامر؟ ببساطة إنه أغنى من في المنطقة وأراهن أن أولئك ليسو أصدقاء بل منافقون.
كان "مايكل" شديد التواضع شدي الذكاء ماهر في كل ما يفعله ووسيم كذلك, كل الفتيات تقريبا يردن مجرد نظرة فقط منه سواء أكن يحببنه لماله أو وسامته أو غير ذلك, لا يهم المهم أنه فتًى مشهور جدا ومحبوب جدا. لم يكن يحب المعاملات الخاصة وكان يعرف من هم أصدقاؤه من أولئك العابثين.






في صباح اليوم التالي - وكما ذُكر سابقا - كان بداية الموسم الدراسي الجديد. كان الصف مليئا بالترحيب بالأصدقاء والتعارف وهكذا أمور إلى إن عم الصمت فجأة وبقي الجميع في ذهول عندما دخل شخص ما, لم يكن شابا بل إنها فتاة, دخلت وجلست في مقعد شاغر نهاية القسم غير مبالية مطرقة رأسهّ, هي لم ترمق أحدا منهم لا أحد ولو بنظرة خاطفة, وما إن استقرت وزال الذهول بدؤوا يتهامسون:
" من هي هذه؟ "
" لم أرها من قبل"
" هل هي جديدة؟ "
" انظروا إليها هل يوجد أحد أسوء منها حالا؟ "
" تشبه المتشردين "
أجل كل هذا صحيح فتلك الفتاة كانت في حالة مزرية هي ليست قبيحة لكنها لا تهتم بمظهرها إن صح التعبير. تبدو.. غامضة وغير مبالية رغم أنها تسمع جيدا كل ذلك التهامس والكلام اللاذع حتى أنها لم تكن تجيب أو تتحدث مع أي أحد وإن سألها.
عندما دخل الأستاذ توقفت أخيرا تلك المهزلة.. لا مهلا .. ليس الطلاب فقط من يزدرون تلك الفتاة حتى الأستاذ رمقها بنظرة لا تبشر بالخير ثم قال بعد كل المقدمات المعتادة بداية العام الدراسي :" إذن أيها الطلاب لنتعرف على بعضنا البعض. أنا الأستاذ "ميلر".." جاك ميلر" و.. لنبدأ بك أنت يا آنسة "
نظر الجميع مجددا إلى تلك الفتاة التي أجابت بكل برودة وهي لا تكاد ترفع بصرها نحو مكلمها:" أنا هيلين يونيفرس " وصمتت لم تنطق بحرف واحد بعدها رغم كل الأسئلة الأخرى كأنها تريد أن تقول:" اسمي هو أكثر مما يجب أن تعرفوه عني" غريب أمرها إنها شديدة الهدوء بل .. الغموض بشكل يثير الريبة, ولكن .. من تكون؟
وبينما تسمع حديثا مثل:
" اسمها أجمل منها "
" لم أكن أعلم أن المدرسة مكان للمتسولين "
قال الأستاذ و الذي يبدو أنه في صف الطلاب أي ضدها:" آسف آنستي لكن المدرسة مكان محترم ومن غير اللائق أن تظهري بهذا الشكل الرديء " قالها وهو يتفحص بعينيه تلك الثياب الرثة وشعرها الذي يغطي كامل وجهها تقريبا إنها تبدو كشخصية من فيلم رعب ما. لم يكمل الأستاذ كلامه إذ سمع:
" أستاذ أنا جديد أيضا سأعرف بنفسي لو سمحت"
فأخذت إحدى الفتيات تهمس لصديقتها:" يبدو أن "مايكل" قد أشفق على تلك المتسولة"
" طبيعي فهي مثيرة للشفقة كما ترين يا "ماري" "
تلك الفتاة الفضة "ماري" هي.. لا يصح أن نقول معجبة بل .. عاشقة لـ "مايكل", إنها تحبه والجميع يعلم بهذا, لكنه ليس مهتما رغم إدراكه للأمر. هو لا يريد التلاعب بها وهذا ليس من شيمه كما لا يريد جرحها لذا فضل التزام الصمت وادعاء عدم الإدراك,
أخذ "مايكل" يعرف بنفسه فقد كان فعلا جديدا في هذه المدرسة رغم شهرته, وعند انتهائه مشى إلى مقعده ونظر إلى " هيلين" التي انتبهت إليه رغم أنه كان يظهر عليها عدم الانتباه, نظر إليها نظرة تساءل كأنه يقول :" من تكونين أيتها الغامضة؟ " يبدو أنه وليس وحده فالكل حتى أنا أشعر بالفضول ينتابني اتجاهها. عند انتهاء الدوام:
ماري:" مايكل هل نتناول العشاء معا اليوم؟ "
" آسف لكن.. ألحت علي أمي كي أحضر اليوم للعشاء "
"إذن.. مشروب خفيف بعد المدرسة"
" آ.. أم .. لدي ما أقوم به شكرا على دعوتك إلى اللقاء"
وبينما كان يتملص من "ماري" إذ مر بمقعد المتسولة ..آ.. أقصد "هيلين" انتبه إلى شيء ما وقع منها دون أن تنتبه فانحنى ليحضره ويعطيها إياه, كانت كارت التعريف
" تفضلي يا هيلين يبدو أنها وقعت منك "
لم تجبه فقط اكتفت بالإمساك بالكارت وأكملت جمع أدواتها .. فعلا إنها غامضة
" أم .. أضن أن من واجبي أن أعرفك بنفسي .. أنا مايكل ستارفرد احفظي هذا الاسم جيدا قد تحتاجين إلي. على كل سررت بمعرفتك يا هيلين طاب مساؤك "
ماري:" مايكل لم تتحدث إلى المتسولة؟ "
" اصمتي هذا غير لائق "
رغم هذا كله إلا أن "هيلين" لم تكن مهتمة بل على العكس تماما فقد غادرت دون أي كلمة ولم تكترث لهما ولا حتى لما قاله "مايكل" .. آه غموضها يقتلني.
كانت "ماري" تثرثر بالقرب من "مايكل" لكنه لم يعرها أي اهتمام فقد كان ما فعله قبل قليل خطة ذكية لجعل "هيلين" تتحدث إليه لتنفتح قليلا عن عزلتها فيسألها عن نفسها قليلا .. أجل طبعا .. يا له من فضولي, لكني لا ألومه فمن الغريب أن ترتاد فتاة متسولة فقيرة مثل هذه المدرسة. يبدو أن" مايكل " يريد أن يلعب دور المحقق.
عندما كان على وشك الوصول إلى البيت بعدما قضى وقتا طويلا في التسكع والتفكير تذكر الكارت وتذكر اسم عائلة "هيلين" واسم والدها قرر أن يبحث أكثر حول هذه الفتاة الغامضة فدخل مسرعا إلى البيت متجها مباشرة إلى غرفته
" مايكل ولدي لم هذه العجلة؟ ألن تتناول العشاء معنا إنه جاهز"
" ليس الآن لدي عمل مهم علي القيام به, انتظري قدوم والدي ثم سنأكل معا "
" حـ.. حسنا "
صعد بسرعة إلى غرفته وشغل حاسوبه وبدأ البحث, لم يكن الأمر صعبا فها هو "هارولد يونيفرس" يظهر ومعه الكثير من الأشياء المثيرة للعجب إنه.. غير معقول إنه غني إنه مليونير هولندي
مايكل:" لكن هل رحل من هناك؟ .. هل أفلس؟.. لا بد من ذلك هذا يفسر حال ابنته المزرية "
عندها توقف عن البحث وعلم أنه لا جدوى منه ولم يعد عليه أن يعرف المزيد عن "هيلين" إلا أنه يرغب في ذلك, لا أدري لمً.
نزل محبطا لتناول طعام العشاء مع عائلته وبينما كان شارد الذهن يأكل بهدوء:
الوالد:" مايكل هل وفقت في صف جيد؟ "
" أ..أجل "
ثم قالت الأم مخاطبة زوجها:" تبدو سعيدا أراهن أن الأمر يخص العمل "
" هذا صحيح يا عزيزتي فقد وجدت مستثمرا غنيا وذكيا "
مايكل:" هذا رائع هل ستعمل معه؟ "
" لفترة من الزمن, سنتبادل الخبرات"
الأم:" إذن.. من يكون؟"
" إنه جديد هنا إنه هولندي"
مايكل:" هولندي !؟ غير معقول "
"بل صدق. إن اسمه..."
" لا تقل لي أنه هارولد يونيفرس "
الأم:" كيف عرفت؟ "
الأب:" لا بد وأن ابنته أخبرتك "
مايكل:" ابنته؟.. هيلين ؟! لا إنها غامضة جدا وتبدو بمظهر رث ولا تكلم أحدا. لا أحد يعرف أنها غنية"
الأم:" رثة الثياب وغامضة !؟ غريب "
فقال في سره:" أجل جدا .. ويجب أن يزاح الستار عن هذه الغرابة.. بدأت مهمتك مايكل" يا إلهي ,,ما كل هذا الإصرار؟ ترى ماذا ينوي أن يفعل؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاتنسوني بالنصائح و الانتقادات ومارأيكم بالشخصيات ؟