عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 05-21-2016, 12:32 PM
 


- في هذه الحالة سنأخذها بالعنف ! .
والقلق يرتسم بوضوع على وجه فالينا فاندفع يوليان بتهور ليتلقى ضربة من قبضة مسدس الرجل تكاد تكون قاضية وسقط ، وامه ترى هذا جيدا ، يقف بصعوبة وهو يحك موضع الالم والدم يتقاطر متصلا من رأسه على الارض ، عنيد كالصاعقة على ما يواجهه وامه تعلم انه لن يتراجع وسيرمي بنفسه بين ايدي الرجلان ، فحركت شفاهها بهمس متقطع
- يوليان ...يا.. بني .
نظر اليها ودمه يحجب الصورة الكاملة لها ، ثم قال في نفسه :
امي ستكون حزينة جدا ان اخذاها .
وراح يحاول انقاذها منهما ولكنهما كانا قويين جدا ورغم ذلك لم يهتم بصرخات اخته المتوسلة التي ترجوه ان يتوقف ولا يتأذى ، وكأنها لا تنطق اصلا فاغمضت عينيها كي لا تتابع دمه الذي ينفد بتواتر لا ينقطع ودموعها منهمرة و فالينا تشيح غاضبة عنه فمهما كان ما سيفعله ، ستكون غاضبة على شاب حشر انفه وطلب يدها حين كانت تحب آخر . ضربه الرجل بعنف ليطير يوليان ويصطدم بالجدار وهو يقول في نفسه :
يجب ان احميهما .. هذا واجبي .
الجدار لا شك شق جزءا من جمجمته والرؤية قد تشوهت امامه ثم ما عاد يرى شيئا لكنه لازال يسمع ،صوت حنون داعب همسه اذنيه يقول :
"لا تتهور ...يابني "
لايزال لا يرى وصوتها قريبا منه ، التفت اليها فعلمت انه لا يراها بهذه الحال لذا مسحت على وجهه ، وبمرور بعض الثوان اخذت الرؤية تتضح امامه فأمه جالسة قربه على الارض رغم مرضها ، فاصابته الدهشة ونطق بكلمة امي اخذت تفقد تركيزها وهي تقول :
"لا تتهور ... ولا تتخلى عنهما..ابدا "
ثم فقدت وعيها وانهارت على الارض والرعب كان يكتسح معالم وجه ابنها فهو مذبذب بالكامل ولايدري ان كانت قد فقت وعيها او فارقت الحياة الرجلان ينظران الى العنيد ، وقال الاصلع:
"انت لست خاسرا لفقدها يا ولد ، وكما قلنا ، والدك مدين لنا بــ20 ألف دولار واظن ان هذه الفتاة ازهد من هذا بكثير "
فاجابهما بصرخة مهاجما لهما ، بصراحة التصدي له امر لم يكن سهلا ابدا لكن الرجل استطاع ردعه ثم التفت الى زميله وقال
- خذها الى السيارة فهذا الفتى لا ينوي الاستسلام .
اخذ يسحبها وهي تصرخ محاولة المقاومة وانتهى الامر بابن عمها بين الوعي واللاوعي ، وذهبا من امامه تاركانه ساقطا على الارض فجلست اخته قربه قلقة عليه
...
رجلان يرغمان فتاة على دخول السيارة هذا لا يبدو طبيعيا فوقف ينظر اليهم .. ادخلوها السيارة ثم ذهبوا وما ان تواروا عنه حتى ظهر يوليان امامه ، احتار كثيرا فقد شهق وكأنه يرى شبحا لا بشرا كان يوليان يهمس قائلا
- اين ذهبوا ؟ .

- ءانت منفك من معركة ؟ .
سأله الفتى فقال بصوته المتعب :
اه الفتاة ... مع الرجلين .
سمعه يقول الفتاة لكن حال يوليان امامه اصابه بالهلع اكثر من اختطاف الفتاة لذا امسكه من كتفيه حينما راه يسقط وسأله
- ماذا اصابك ؟ .

- اختطفاها اه .
الفتى قال في نفسه : - ربما يقصد الفتاة قبل قليل ! .
جلس يوليان لشدة تعبه، فجلس الفتى ذا العيون الصفراء معه
- آسف لو كنت ادركت انها مختطفة لاوقفتهم ... اسمح لي بمساعدتك
.
كان غارقا في النوم وعند حركة الاخر فتح عينيه بتثاقل ، قربه يجلس ينتظر نهوضه ، يحاول يوليان التركير من يكون فبدأه بالكلام وقال
- انت كسول جدا .
نظر يوليان اليه وهو يرى شعرالفتى الاخضر الذى يرقد متجاوزا عنقه - لان الفتى كان ينظر في الاتجاه الاخر لم يرتح يوليان لهذا التعليق " اعلم اه "
قال بجفاء فرد الفتى : لست اسخر منك .. لقد نمت بعمق ما ان وجدت الفراش الوفير .
قال الفتى ثم اضاف ، شعر يوليان بشعور غريب وهو يرى وجه الفتى بوضوح وبهذا القرب منه وقد حملق مدة بالفتى ذا الشعر الحريري الاخضر و الكلمات اللبقة التي يتفوه بها كان الشعور ذاك يعيده الى الوراء حين كان يسبح في هاتين العينين الصفراتين كثيرا ،وهمس مستغربا
- كيتا ؟!
.
الفتى ذا الوجه المشرق المتفائل ابتسم فقط .
لاحت ليوليان صور من الماضي حينما كان صبيا والطفل ذا الشعر الاخضر يصرخ باكيا طالبا المساعدة وعاد الى حاضره ثم سأل مجددا
- من انت ؟
.
اغمض الفتى عينيه مبتسما وهو يتذكر يد يوليان تمسح على شعره وقال : لحظة ... يوليان ... يوليان ... يوليان .
كان ينطق اسمه وينتظر مدة قبل نطقه مجددا وما اجابه الا بعد الثالثة
- اني اسمعك .
فتح عينيه سعيدا : اخيرا استطيع مناداتك وتجيب !؟ .
تحركت شفاه يوليان بأسم الفتى كيتا ثم ابتسم
سعيدا ، ورفع صوته بالكلام حماسا - الطفل البكاء ! إنه انت بلا شك الى اين رحلتم يا رجل ؟ .
وضع اصبعه تحت فكه : اممممم انها قرية بعيدة ، تعلمت فيها الكثير من المهارات وتعرفت على اصدقاء جدد .. اتعلم ؟ لو كنت اعلم ان الفتاة اختك لما تردد لحظة في مساعدتها ... كنت ألحظ انها تعاني بعض المشكلات هنا وهناك فقمت بواجبي .
اءنت هو الفارس ذا الشعر الاخضر ؟ .
نهض كيتا مبتسما : سأساعدك في استرجاع اختك .
- حقا ايها الطفل المشاغب ؟ . "نحن سنستعيدها منه" واشار الى ام يوليان النائمة : وسنسعد امك .
" وكيف ذلك ؟ " رمى اليه ببطاقة اخرجها من جيب سرواله : لن يكون سهلا
. امسك البطاقة وتفحصها مكتوب عليها (بطولة مونستر 2016) مع بيانات ليعبئها المشترك
- يستحيل ان تجد طريقة غير هذه ؟ .
- ما الذي تعرفه عن هذه البطولة ؟ .
- اممم مجموعة من الاقوياء يخوضون نزالات حتى الموت والفائز يحظى بلقب مونستر (الوحش) تقام هذه النزالات كل سنة يغدق الفائز بالمال وقد اضاف السيد الى المال الفتاة هذه السنة .
- ماذا تقصد ؟ .
- الذي اعرفه ان هذان الرجلان لهما علاقة متينة بتلك النزالات فقد رايتهما مع اخي ذات مرة .. وقد اعلن السيد ان الجائزة هذه السنة ستكون فتاة من البشر لذلك اظن ان اختك ستكون الجائزة .
صرخ مضطربا : تقصد ان فالينا سيتزوجها الفائز ؟ .
- اجل .
- بالتأكيد لن اسمح بذلك . وفكر في نفسه : نزالات حتى الموت ؟! ... انها مخاطرة ، ما نوع الخصوم الذين سأجدهم ؟ بل ما الذي سيحدث لامي وفالينا واختي ان قتلت هناك ؟ ... لكن ... امي سيستفحل بها المرض وفالينا لن تعود مجددا ، ما المشكلة لما لا اجرب خوضها ؟ .
ونظر الى كيتا وقال : هل استطيع خوضها ؟ .
اجاب : بالتأكيد لكن المشكلة تبقى ، هل تمتلك قوة كافية لخوضها ؟ .
ابتسم يوليان في ظرف لا يلائم ذلك ابدا ثم اتسعت عيناه وابتسم بشراسة اكبر ثم قهقه بقوة قائلا :
اسمعني، لو انتصرت سأحصل على الثروة ؟ .
- أجل .
- سأخوضها وساربح المال ، سأعالج امي واتزوج فالينا .


الاقوياء هنا كثيرون جدا !
يبدو ان اﻷمر سيكون خطرا !
هل سيستطيع يوليان اقناع امه بالذهاب ؟
وهل ستقبل فالينا به حتى بعد ان يعرض نفسه لهذا الخطر ؟
ما السبيل لجعلها تقع في حبه وتنسى حبيبها السابق ؟!

ما رأيكم في الرواية ؟
وما الصالح فيها وما الطالح ؟


في رعاية الله

رد مع اقتباس