رغم الألم النهاية لكن رائع التمسك بالبرئة
ابدعتي
Zizi
أنها أرواح تأبى الأذعان ولو كان ثمنها الموت في تلك الغرفة الضيقة والمعتمة
بجدرانها العتيقة والتي لاتتسع ألا لثلاث أشخاص
ضخم الجسد معتدل القامة وبشرته حنطيه
يقف خلف شاب معلق بيديه بالسلاسل الموصولة بالسقف
ونصف جسده مكشوف حيث كانت الدماء تتقطر من ظهره المسلوخ بالسوط
مشى بتبختر بضع خطوات حتى أصبح أمامه
مسكه بذقنه ثم قال بصوت خال من الرحمه:
ولاتدرك جيداً مع من أنت تعبث؟
أنتزاع الأعتراف هو أسهل عندي من شرب الماء
كل من توليت التحقيق معهم أعترفوا خلال دقائق
أنت لاتريد أنهاء الحفلة باكراً
مضت ربع ساعة ولاتزال مصر على برائتك
صدقني ليست لدي مشكلة في أن أقضي النهار بطوله هنا
لكن أنت من سيدفع الثمن في النهاية
كان الشاب يصارع لأن يبقى مستيقظاً
لقد حولت ضربات السوط ظهره الى خرقة ممزقة من اللحم
لكن هذا العذاب لايعد شيئاً مقارنته بنزع الأعتراف منه وهو بريء
وليتها جريمة بسيطة يمكنه أن يغظ الطرف عنها
لكن الأمر أبشع وأفضع من أن يقر بأنه قد أرتكبه!
بعد دقائق وصل شخص له طرف كبير في هذه الجريمة
حيث أن أبنه الوحيد والمدلل قام بأغتصاب وقتل فتاه
وعندما أستيقظ من سكرته رأى فضاعة ماأرتكبه أمام عينيه
فلجأ ألى أبيه لكي ينقذه من الأعدام
ووقع الأختيار على شاب بريء ألصقت به تلك التهمة الوحشية
وبقي الأن نزع الأعتراف منه لكي تصادق المحكمة الجنائية
بأقرار العقوبة التي يستحقها وهي الأعدام
نظر المدعي العام بغضب الى آمر السجن
ورأى ملامح الخيبة على وجهه
فذلك الشاب متشبث ببرائته حتى الموت
قال والشرر يتطاير من عينيه:
مالذي تفعله حتى الآن بحق الله؟
تعلم مالذي سأفعله بك أن فشلت
رد عليه آمر السجن بخوف وأرتعاد شديدين:
سيدي أمهلني بضع دقائق أخرى
أقسم بأنني سأجعله يعترف حتى لو كان هذا
أخر شيء أقوم به في حياتي..
أذا قم بالأمر بسرعة ليس لدي وقت أيها التافه
آمر السجن وهو يعطيه المواثيق والوعود:
ثم ينصرف المدعي العام وهو يتمتم بالسب والشتم
ويلتفت آمر السجن نحو سجينه وعيناه تلتهبان غيضاُ وحنقاً منه
يفتح كيسأ كانت به بعض الأدوات التي يستخدمها في التعذيب
ويخرج منها أفضع آداه يمكن للمرء أن يجربها..
أرتسمت على شفتيه أبتسامه شيطانيه
ونظر بخبث نجو جراح الشاب التي لاتزال رطبه
نثر في يده مسحوق بلون أبيض
سيتلاشى الآن كل عنادك وحماقتك
ثم يقوم بعمل جهنمي ويرش الملح على جراح الشاب
ليصرخ ذلك المسكين بصرخات معذبه
كادت الجدران ان تقع منها!!
حتى بح صوته وأخذ ينخفض تدريجيأ
خشي الجلاد أن يموت الشاب قبل أن ينزع ألأعتراف منه
فقام برش الماء على ظهره ليطفئ الحمم التي أشتعلت في جراحه
لقد اكل الملح انسجة اللحم
اما الجلاد والمدعي العام وابنه
فقد نالوا مايستحقونه من عقاب
بعد ان اخذت العداله مجراها
اسطوره شامخة في الصمود والدفاع عن الحق
ورفض الظلم والطغيان