عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 05-21-2016, 11:42 PM
 
ا


البارت الثالث


بخطوات متثاقلة ووجوه يائسة واحاسيس سيطر عليها خوف دفين دخل الوالدان الى منزلهما الذي جمعهم و ابنهم "جون" بلحظات ليس لها مثيل ليجدوا ورقة معلقة على الحائط جاء فيها ما يلي : "
أمي ... أبي ... الواقع لا اعلم ان لازال باستطاعتي مناداتكما هكذا بعد أن عرفت الحقيقة ... لكني سأفعل رغم النار التي اتقدت داخلي و الهبت قلبي دون ان اقوى على السيطرة عيها ..... اليوم قررت أمرا و لم اتردد في تنفيذه ... لاني ساذهب الى قبر أمي الحقيقية ... لعل رائحة ترابها تخمد ما اتقد ... الامر المهم الان هو اني قد اعود .... كما قد لا اعود ... فلربما وجدت في جوار قبري امي راحةنفسية تجعلني اهوى الجلوس امامه ... لذا ارجوا ان تعتذروا بالنيابة عني لـ "مايا" لاني اجرح قلبها من جديد و ان تخبروها عن اسفي الشديد و رجائي في ان تتفهم وضعي و تقدر ظروفي هذه ... كما دعوها تعرف اني لن اتخلى عن حبها رغم ان المسافة ستفرقنا و ستكون حاجزا بين حبنا الذي لم يشأ ان يكتمل .. لكن رغم هذا عليها ان تنساني و تعيش حياتها و كأننا لم نلتقي قبلا ... ان الحسرة لا تنفع و لا تجدي
امي ... ابي ... سارحل ... نعم سيرحل من سهرتما من اجل راحته الليالي ... و وهبتماه كل الحب و الحنان... لكن في هذا الموقف بالذات يظهر مدى حبكما الحقيقي لي ... لان من يحب يتمنى السعادة و التوفيق لمحبوبه ... لذا ساشتاق اليكما ... و ساحن جدا لرفقتكما ... دعواتكما ستساندني .. فلا تبخلوا علي بها....
الوداع
ابنكما المحب "جون"
....."
نزلت دموع حارة لا ارادية من عيني الام الحنون و هي تقرأ هذه الرسالة التي اختلطت كلماتها و تلطخت بالحبر , اما "ماريا" المسكينة فلم يجل بفكرها الا اللحظات التي أمظتها مع ابنها . فظمت الرسالة الى صدرها بكل رقة و قالت بصوت شبه باهت : " لماذا ؟ ... لماذا؟...."
أكملت وهي تضرب على صدر زوجها بقوة : " لماذا اخبرته ... لقد رحل ... لن نراه....ابدا ... لماذا؟..."
"ليوناردو " وهو يمسك بقبضتها محاولا امساكه : " هدئي من روعك .. أتظنين اني سعيد بهذا ... لكنها كانت أمانة .. وقد أديتها ...."
ماريا (وهي تلهث من التعب) : " لـــــــــــكــــــــن.....؟"
ليوناردو : " للأسف انها الحقّـ...."
لم ينهي كلماته هذه حتى هوت زوجته بين ذراعيه مغمى عليها من هول مصابها , فهم لحملها بعد ان مسح الدموع التي انسابت على خيديه و قال في نفسه : " علي أن اكون قويا ....من أجلها..."
في نفس ذلك الوقت كانت "مايا" تسرح شعرها الذهبي أمام المرأة وقد شردت في موضوع أم "جون" ... فجأة صاحت بصوت عال : " سيرحل .... سيفعل هذا ... انا اعرفه جيدا ..."
فقفزت من مكانها مسرعة و اتجهت نحو هاتفها لتتصل به" بيد انه لم يجب على اي من اتصالاتها
مما جعلها تتيقن من شكها فلم تتمالك نفسها و اجهشت بالبكاء...
وفي الجانب الاخر كان "جون" ينتظر قدوم طائرته التي ستأخذه الى وجهته المنشودة و قد كان يقول في نفسه : "هل فعلت الصواب يا ترى ... أعلم أني اذيتهمم جميعا دون استثناء ..."
فجأة قطع تفكيره صوت مظيفة الطيران :" الطائرة المتوجهة الى نيو يورك ستقلع بعد دقيقتين..."
فاكمل كلامه : " لكن ما باليد حيلة..."
ثم حمل حقيبته و انطلق نحو الطائرة , فظل يبحث عن مقعده الذي سجل رقمه في تذكرته
بعد لحظات ليست بطويلة وجده اخيرا , بيد أن فتاة كانت جالسة عليه
فقال بصوت مؤدب : " عفوا انستي له لك أن تسحبي قليلا الى المقعد المجاور .. فهذا لي .."
الفتاة : " اسفة على الازعاج..."
و ما ان التفتت بوجهها باتجاهه حتى صاح بدهشة : " الـيـن..."









وهكذا يكون البارت قد انتهى
ما رأيكم في رد فعل "جون"
اسئلة و انتفادات ؟







__________________





رد مع اقتباس