عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم 05-28-2016, 03:19 PM
 


الفصل السادس

موت الشاب قرب الجبل ، خلف ورآءه الكثير ، مات البعض ومرض البعض الاخر أما البعض التالي فقد عاش كوابيس بشعة عنه .. لم يقتله حيوان بري ، هذا ما ايقنته الشرطة وهذا ما دفع الضباط الى التحري اكثر ، نجح واحد فقط في الوصول الى الى الحقيقة . "آنجلو كرس" محقق استطاع حل هذا اللغز الذي ارعب الشرطة منذ خمسين سنة ، دون ما وصل اليه وسلمه الى الشرطة وبعد عدة شهور وجد ميتا داخل حمامه والدود قد نخره بعد ان قضى زمنا فاقدا لعقله تماما ، اضافة الى هذا فإن تعبه راح ادراج الرياح ... مات الرجل الوحيد الذي قرا ماخطه آنجلو و احترقت اهم نقاط كلامه .. على ما تجاوز العام ظل الملف بمثابة تهديد يحذر كل من يحاول حل هذه القضية .

بين صفوف الطلاب قرب النافذة وبسبب سهره البارحة - ليام - عجز تماما عن مجاراة الفهم من المعلم ، فغرق في التفكير ... ثم نظر الى اندرو على يساره قال بصوت هامس :
- اندرو .. هل عثرت على شيء يتعلق بصديق والدك ادوارك ؟ .
رد بكل برود : بالتأكيد لا .
ثم اغمض عينيه لاويا فمه : اظنه حذر اكثر مما نتصور .. لكنا سنتابع البحث بالتأكيد .
- آلانسو بيرفرد ... ترى لماذا تخلى عنكم ؟ ... وماذا يعرف عن قضية ليوسيان ؟ .
غطى عليهما ظل المعلم مبتسما بخبث :
- أدخلانا معكم في القضية يا شباب ! .
نظرا أيه مرعوبين ، عضلاته ضخمة حقا نهض ليام فزعا : آسفان أستاذ "جايدن" آسفان حقا .
اظهر اسنانا ناصعة وقال : ما الذي سأفعله بكما يا ترى ؟ .
_
توقف التوسان الابيض ذا اللوحة [91733 / خ 3 ] في ضاحية من اطراف العاصمة ثم نزل يوشيانو وإلكر ووقفا أمام منزل مهجور ، هدوء غريب يحوم حوله ، سكون يطن داخل أذني من يقف قربه ، البيوت جارته خاوية كذلك ، كتب على لوحة أمامة تحذير من دخوله وقف يوشيانو أمام الباب وإلكر خلفه يحوي الباب ندوبا وكأنها اثر لسكين او سيف مما جعله يتهاوى في وقفته إلكر يحملق بالتحذير ، حك ذقنه وقال :
- نحن بالتأكيد لن ندخل ! أليس كذلك ؟ .
وضع يوشيانو يده على مقبض الباب ثم أداره .. لكنه لم يفتح
- يوشي ، ألم تفهم ما قاله ادوارك ؟ .
بخوف مطرب ساله إلكر ، تراجع يوشيانو قليلا : بلى افهمه .
وبضربة واحدة خلع الباب عن مكانه : هيا لندخل .
صرح صارخا : انا لن ادخل حتما ! .
نظر اليه رافعا حاجبه مستفهما ليخبره إلكر
- لا شيء .. الحياة بالنسبة لك ولكنها تعني لي الكثير .
- ستنتظرني هنا ؟ كما تريد لكنك نسيت وعدك بمساعدتي ! .
اغمض عينيه غاضبا - إلكر - وقال : أنا نادم على ذلك الوعد منذ وقت .
ودخل خلفه .. الممر المؤدي الى الصالة ، كله امتلأ بعلامات كالتي على الباب ، حتى السقف والارضية أخذ يوشيانو يتحسس تلك العلامات بينما إلكر يحملق محتارا به : كم انت متهور ! .
لمعت عينيه الحمراء العقيقية وقال : أنظر .. أليست أثرا لمخالب دب ؟ .
- ربما .. سأرى ان كانت الاضاءة تعمل .
اخذ يبحث عن المفتاح وهو يقترب من الصالة ، المفتاح كان في نهاية الممر مطل عليها لكنه لم يعمل .. مر يوشيانو مستخدما اضاءة هاتفه الجوال
- لا نحتاجها .
قال إلكر محتارا : لما لا يبدو الخوف على وجهك يا رجل ؟! .
- انا موقن ان هناك مجرم متسلسل من المدى البعيد حتى الان ... ولن ادعه يلفق التهمة بالاشباح ويفلت .
الاريكة التي تراكم الغبار عليها بكثرة .. تحتوي علامات كالتي على الممر والباب ، ليس هذا وحسب بل الارض في الاسفل والسقف في الاعلى وكذلك الجدران ، الظلام حتما يمنع من رؤية التفاصيل الدقيقة ، إلكر بلا انارة اخذ يتحسس بدافع الفضول ، التلفاز ليس كبقية الاشياء ... لا يحتوي تلك العلامات .. الطبيب ذا الشعر الوردي اعتبره شغله الشاغل ، تفحصه من جوانب عدة وعند انتقاله للجانب الاخير .. بسرعة ، وبصورة مفاجئة ، قريبا جدا منه .. رأى ظلا اسود يمر ، شهق متفاجئا وكردة فعل طبيعية تراجع الى الخلف فاصطدم بيوشيانو .
ضغط يوشيانو على عضدي الاخر - حيث يمسكه : ما المشكلة ؟ .
أخذ إلكر نفسا واعتدل في وقفته ، ابتعد قليلا ، رفع يده ثم هزها ببطء :
- آسف ، خيل إلي وكأن شيئا مر من امامي .
انتصفت نظرات يوشيانو .. إلكر جبان .. هذا ما اعتقده
- جبان ! كف عن التوهم ولنفتح النوافذ .
فتحا النوافذ بشيء من الصعوبة ، اصطدمت ألاشعة
- المنبعثة من النافذة - بعدة اماكن وسهلت الرؤية كثيرا هذه الصالة ، متسخة جدا .. الكثير منه مبعثر هنا وهناك ، وفي بعض زواياها كأنها مكب للنفايات . الغرفة الوحيدة هي التي تفتح فيها ، بابها مخلوع ، أطل يوشيانو عليها وأشعل سيجارته : أعتقد ان ما نبحث عنه هنا .
ألقى إلكر نظرة بفضول : غرفة المحقق ! .
معظم الاغراض مبعثرة بهمجية .. بما في ذلك الملابس والادوات المكتبية المتسخة الخزانة محطمة الابواب ، السرير وكذلك معظم المناطق هنا ، تحوي العلامات السابقة ذاتها ، مكتبته المتواضعة وكأن اعصارا قد غشيها دون غيرها .. تمزقت اوراقها وتبعثرت فوجدها الغبار موضعا مريحا للنوم وقف يوشيانو قرب طاولة المكتبة ، تحسس بقعة داكنة عليها .. ونظر الى الدباسة المصبوقة بذات اللون الداكن ، اللون في كثير من الاماكن هنا ! كوسط السرير مثلا واربعة بقع على الجدار وكذلك تلك الناحية من الغرفة فأعطى الدباسة إلكر : إنه دم .
تحسسه ورد بالايجاب ، ثم تابع تفحصه للدم على الجدار ، البقع الاربع المتفرقة بانتظام وفق شكل المستطيل .. تلاعبت بمخيلة الطبيب لفترة ثم همس مندهشا : شخص ما صلب هنا ! .
خرج يوشيانو من الغرفة - ترك امرها لإلكر - فتراجع عن الجدار بعدما حلله ثم انتقل الى الخزانة وهو يقول :
- لا يعقل ان يكون ذلك .
نظر الى الملابس ، تملأها الثغوب ، ليست بالية بل ممزقة ، بأدوات حادة .. هذا ما يبدو وقد تشربت بالدم . ترك امرها لينتقل الى الاوراق المبعثرة على الارض فجلس ينفض عنها الغبار ويقراء ، كلها كانت قضايا لجرائم قتل رجع يوشيانو وجلس على رجليه ثم اخرج السيجارة من فمه : إلكر .. إذهب وتفحص الجثة في الحمام .
هذا الرجل ، اي كلمات سمجة يتفوه بها ؟ ، تساءل في نفسه و هو يحدق بملامح يوشيانو الجادة ثبت نظره مدة عليه فاحاطت به ردة فعل يوشي .. سحابة من الدخان نهض يسعل : - ما يزعجني في الامر أنني أعلم بندمي القريب .
الباب - يوشيانو - فتحه بعنف كما هو متوقع ، انفتح بسهولة مع الكر ونظر الهيكل العظمي - الجثة - مرمي وسط الحمام وبقع الدم كانت على حوض الاستحمام .. وفيه ، ليس هناك سلاح في المكان كما أن المكان غذر جدا ، وكأن المحقق آنجلو ما كان يفضل قضاء كل حاجة في محلها ! أول كلمة قالها وهو يجلس :
- الجثة ليست في مكانها .
حرك يده بتثاقل نحوها ، وكأنه أصيب بالشلل ، جحظت عيناه ونهض فجأة ، تسمر بضع دقائق في قلق وتذكر تلك التحذيرات ، ادرك حتما... أنه الان ينحر نفسه بنفسه وبسرعة ، تماما كما نهض ، ما كان منه الا ان جلس مكانه

المدخن الشره ، الاوراق بين يديه ، الكثير من القضاية الموحلة بالدم .. استطاع آنجلو كرس حلها ، ( فجوة في العقل ) قضية استهوت يوشيانو كثيرا ، فأخذ يجمع اوراقها المشتتة ، ولم يضع في ذهنه للحظة واحدة ان مكروها سيصيبه الاخر قبض يده وانحدر العرق من جبينه وقد احتل القلق معالم وجهه من بين انقباض فكيه تساءل بذهول :
- ما الذي يحدث ؟ هل انا جبان حقا لافقد حتى التحكم في حركاتي ؟ .
قبض يد الهيكل بين يديه وبدأ عمله ، أول ملاحظة لمحها كانت المسامير في معصميه ، وثم نظر الى رجليه فراى ذات المنظر .. لم يحتج الامر الكثير ليستنتج ان تحليله عن صلبه كان صحيحا كذلك كمية الدبابيس التى تنغرس في عظامه ، انتقل الى مناطق اخرى حيث أصرت تلك الآثار - التي صنفها يوشيانو على انها مخالب دب - أن تقابلنا مجددا على عظام هذا الهيكل !
_
انها الساعة الرابعة عصرا ؛ مغطبا حاجبيه - اندرو - نهض منزعجا
- البحث في الحاسوب لن يجدي نفعا .
نظر اليه ليام : لما لا نسأل رجال الشرطة عنه إذن؟ .
جلس اندرو : الا تلاحظ ان أخاك المزعج قد تخلى عنا ؟ .
- لانا ما عدنا ننام ! .
نظر اليه : ان تخلى عنا فنحن لسنا مطريين للبحث عنه ولكن .. ولكن ما علاقة ابي بالامر ؟! .


رد مع اقتباس