عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-29-2016, 01:45 PM
 




( الى مدير شرطة الطرقات بيل ويليامز ,وقع حادث بين تقاطع الشارع FR34 )هكذا صاحت الشرطية ذات المعطف الأحمر, و هي تغامر محاولة ابعاد الجماهير المحتشدة بعيدا عن السيارة السوداء المقلوبة و المدمرة بشكل مثير!
لم يكن الشتاء رحيما – كعادته – مع الأسرة الصغيرة التي كانت في طريقها الى باكنجهام .
حينها, صاح احد من الحشد المتجمع بصوت أعلى من صوت المطر الذي بدا كصوت قطة تخدش جدارا: هناك طفل !طفل داخل السيارة!
نظرت الشرطية بذهول قبل أن تقفل عائدة الى السيارة , و ترى طفلا جميلا, ذا عينيين زرقاوان ساحرتان و وجهه مغطى بشكل كامل تقريبا بالدماء, يرمقها عبر النافذة المهشمة ...





-مجنون, هكذا انت! جسد بلا روح, او طير بلا اجنحة!
اخترقته بنظرتها الحادة بينما كان يعبر عبر المداخل باحثا عن شيء يقطع به أوتار الملل , نظر اليها بصمت ,فقد كانت مرتمية على الأريكة المخملية بلا اهتمام و هي تقلب بين القنوات
اشاح بنظره بعيدا و عبر باب غرفته, او سجنه الصغير للغاية..
ذكر ذاته بأن حياته مع شقيقته ستنتهي, سيأتي الملاكان شديدي الحسن ليحلقا به بعيدا بينما يتأمل جناحيهما ناصعي البياض, سيحملانه بين حضنيهما نحو الغربة.. مجددا!
سمع صوت (فريد) الرفيع و هو يقهقه
فسمح لنفسه مرة أخرى بأن يستحضر فكرة قتل زوج شقيقته الوغد, الذي يشبه البطاريق في هيئته و مشيته
نظر الى مرآته الثابتة في الجدار, هي أيضا تتغير ..
جميعهم هكذا, مرايا غير مصقولة بدقة, لكنها على كل حال مرايا, و هي تتغير, فمرة يعكسون الحسن بكافة أنواعه , و مرة يعكسون الشر, و مرة يعكسون مئات الوجوه فلا تعرف أيها هو الوجه الحقيقي.
هم لا يدركون, كالعجوز الثمل الذي يمسك سكينا و يلوح بها في طريقك, هو لا يشعر بذلك, لكنك في النهاية ضحية ذاك العجوز .
همست نفسه بصوتها الضحوك الحاد
-أأنت مجنون حقا, لورانس؟
-و ماذا عساي أكون غير مجنون بحق؟
-إذن لما لا تلطم وجهك بالجدران المحيطة بك, كالمجانين في مستشفي أكسفورد؟
-للا شيء, ذلك يبدو مملا و غير منطقي.
-إذن, بما انك مجنون فما هي خطوتك التالية؟ ألديك خطة؟
-سأصلي لكي يموت فريد في حادث, و قد افعل ذات الشيء مع ماغ.
-الشقراء ذات الأنف المسطح؟ شقيقتك؟
-هي بعينها!
-و ماذا ستفعل بعد ذلك؟
-سأمزق قميصي إلى قطع , و سأجري حتى اصل لريف يوركشير!
-و حينها؟
-سأذهب لأصلي مرة أخرى...
- و بعدها؟
-الغربة مرة أخرى, لقد خلقت لأكون غريبا و سأظل كذلك
الغربة, ماهيتها ؟ هل هي مادة أم جزء منها؟ المادة المضادة التي نشرت عنها (لندن تايمز) الأسبوع الماضي؟
لا ,هي شيء أخر , ربما المادة المظلمة , و ربما هي ... لا شيء

نظرت ماغ الى زوجها فريد بتوتر قبل ان تتمتم
-اعتقد بأنني خائفة عليه..
-من؟ لورانس
-و من غيره, فريد؟
-سيبلغ قريبا, إنه فتىً رائع الجمال..
-لا , لا اقصد ذلك لكنه يقوم بأفعال عجائبية, لقد كان يتمتم بلغة ما , لم افهمها و لكن صوته حينها بدا كصوت عجوز يحتضر!
-مراهق, هذا ما يقومون به هذه الأيام.
-انه منعزل للغاية, يشخبط بلا وعي منه, يكتب أشياء اقرب للرموز المصرية , هو يرعبني و يجعل مفاصلي ترتجف , اتعتقد ان تبننينا له بعد الحادث الذي قتل والدينا أمر صائب؟ !
-هراء! انه طبيعي اكثر من اللازم, لكن كونه فاقدا احد أصابعه ...
قطع حديثهما بظهوره المفاجئ, كانت عيناه عميقتان.. اكثر من اللازم , بينما تشعان بزرقة استثنائية..
بدا هادئا للغاية و هو ينظر اليهما بينما ظهره متكئ على الباب ,و هو يحرك شفتيه :
سيأتي الموت قريبا و يأخذ من في الأنحاء
و سأطير بعيدا مع الملائكة في السماء
سيدهس جسد و سيفر الآخر
و لكنهم يتغيرون كالمرآة
و الموت ينتظرهم عند حافة الطريق
اتسعت عيناه قبل ان يزحف مرة أخرى الى سجنه
-الم اقل لك؟
-هي طريقته في اظهار نفسه, لا غير!


انقطع التيار ,دوى صوت ميغان عبر الظلام
- هل حلت اللعنة بحق الله؟ لماذا انقطعت الكهرباء؟
نظر اليها زوجها بلا مبالاة و هو يجيب
-طبيعي للغاية, انظري عبر النافذة فحسب!
الرياح تحمل اغصان السنديان ,بينما يضرب المطر بعنف على النافذة, كعازف هاوٍ يدق على الطبول
قطع الصمت صوتها الذي عبر عن جزعها : فريد! اين لورانس؟
-في غرفته بكل تأكيد
-اين هو لورانس؟
شعر بعزعها عبر صوتها المخنوق الخافت, تفهم شعورها نحو شقيقها الأصغر ذو السبع عشرة ربيعا, فهب من الفراش قائما ليركض عبر الممرات و بيده المصباح اليدوي الأحمق على هيئة (ميكي ماوس)
دلف عبر الغرفة و من خلفه ماغ ليصيح صيحة خافتة – و لكن خائفة- بعدما رأى قطع المرايا المكسورة بعنف و هي تفترش الأرض كسجادة صنعها خفيف عقل, و لكن اين الصبي؟ .. ليس هنا!
اخذا يفتشان انحاء الشقة كالمجنونين
شعرت ماغ كأن فأسا تخترق جسدها عندما لم تجده...
ركبا السيارة السوداء ذات ماركة فورد بينما اهتز قلبها بعنف , اين ذاك الشيطان!
اسرعت السيارة عبر الطريق بينما تمتم فريد مهدئا: من غير المعقول انه ابتعد كثيرا! خذي هاتفي و اتصلي بالشرطة و...
لم ينهِ عبارته , فقد ارتطمت السيارة بالرصيف و انقلبت بفعل الأمطار الارحيمة
قاومت ماغ الوسادة الهوائية التي خرجت بعنف , و حينها شعرت بشلال من الدماء الدافئة ينفجر من جبهتها ..
نظرت الى شريكها التي لم تكن حاله اقل من حالها , و جسده يبدو غريبا بالثوب القاني
نظر اليها بضعف و تمتم بوهن: الحقيه, سأكون على ما يرام
تدحرجت دمعة من عينيها: و لكن..
-اذهبي!
خرجت من السيارة و تركت الباب مفتوحا – لعل الرحمة تغمر الارض القاسية, ثم ركضت بتعب عبر الأزقة , و قلبها يصلي لله..
لكن الحظ لم يكن حليفها هي الأخرى, فشعرت بجسم بارد كالثلج يخترق احشائها و يعبر السبيل بيسر الى قلبها كأنه سكين صنعت خصيصا لقتلها
كان اخر ما سمعته صوت غليظ يضحك: ضحية أخرى؟


نظر الى الأرض الشاسعة و هو يبتسم
لورانس الحر ! لورانس الطليق !
نظر الى السماء بعينيه الزرقاوين التي تكون فيها نوع ما من اللمعان
رآهما يطيران بجناحين ناصعين
ابتسم ليكشف عن اسنانه البيضاء و يهمس:
الى البشر الذين لا يفهمون.. الى الحمقى الأنانين .. انا ذاهب الى الغربة مرة أخرى





__________________

ARWEN@PAIN.ME
I DIDN'T SAY THAT I WANT YA TO GO AWAY..
b l o g| G a l l e r y | m a g i c|صارحني
سبحان الله - الحمدلله-لا إله إلا الله- الله أكبر




التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 06-01-2016 الساعة 11:18 PM
رد مع اقتباس