الموضوع
:
قلمٌ ذهبي ~ رواية~{صَدَى بِلاَ صَوْتْ-Echo without voice}
عرض مشاركة واحدة
#
34
06-01-2016, 06:39 PM
εмεяүs✿
انا قررت الذهاب ..
انا وافقت على المغادرة .. وَ وَسط الغُرْبَةِ دخلتُ.
-سِيلا
وَطِئَت قدمُها الأرضَ ..أرضُ مدينةِ الضَّبابِ 'لٌندن
'
استنشق انفها هواء المدينة الجديدةِ ... انَّه رَطْبٌ جدا ، و ناعم قليلا و أيضا بارِد كثيرا
..!
لَمَحَتْ عينُها الشمس المقاربة على الغروب ..ربما اسْتحَت مِنها فغادرت
..!
انها ببساطة تجد نفسها غريبة هنا ..بين هؤلاء الناس ..و بعد قليل ستكون وسط عائلة لم تلتَقِها الاَّ مرة عند السابعةِ من عمرها
..!
و بعد فترة من شرود سيلا و غوْصِها في دوامة من الأفكار المُتضاربة ،
اقتربت منهما سيارة سوداء فخمة لا شكَّ انها من القصر ..نزل منها شخص يبدو في العِقد السادس من العمر ، ذو ملامح حنونة و عينين فاحمتين براقتين مع شعر بنفس اللون تخلَّلتْه بعضُ الشُّعيرات البيضاء
..!
عرفهما على الفور ..و دعاهما للركوب ..! بعد ان عرف عن نفسه كونه أحد سائقي القصر
!!
كان جاسا على الأريكة السوداء، بملل ينظر الى التلفاز الذي شغَل معظم الجدار ذو اللون الأبيض البراق بالنقوش الفضية الفاخرة ! و من دون ان يهتم الى ما يعرض..كان يقلِّب القنوات
!!
فجأة رن هاتفه برقم جعل ابتسامةً تتسلل الى ثغره و تبعد عنه الملل
"
أهلا مايكل ..انقذتني يافتى كنت سأموت توا من الضَّجر
"
ابتسم الطرف الآخر مطولا و قال بنوع من النصر"أ
رأيت ! انا منقذك الأبدي ايريك...تعال الى منزلي لنذهب الى مكان ما..فأنا مثلك
"
"
حسنا أنا آتي اليك
"
اغلق هاتفه و حمل سترته بفرح طفولي مستعدا للخروج و لكن والدته اوقفته
"
إلى اين إيريك..؟! ستأتي عمتك بعد قليل
"
وجه عينيه العشبيتين اليها ثم الى الساعة المعلقة على الجدار بضجر
"
لا تقلقي ..ساعة و سأكون هنا
"
نظرت اليه بشك ثم اومأت على مضَضٍ و هي تتوعده ان لم يعد في الوقت الذي اتفقا عليه
..
بعد مدة طويلة نسبيا من السَّير و تأمُّلٍ في المعالم المختلفة أغْنَى عن الشُّعور بالوقت الذي مضى على سيلا التي كانت تراقب بعينين جافتين
- خاليتين من الاعجاب - تلك القصور الفاخرة المتباعدة بشكل جميل !
توقفت السيارة أمام القصر الذي كان بفخامته من الخارج يُنبِئ عن روعته من الداخل
! سُور عالٍ قد أحاط بالمكان -عَلَتْه قُضْبان حديدية بِنِهايات حادة مع بعض الزجاج الملون الجميل المكسور - معلنا عن وجود حديقة واسعة خلفه!!
فتح الحارسان الباب الرئيسي الضخم المتين الذي زينته زخارف من الحديد الصلب
..! استقبلتهم حديقة لم تتوضح زواياها بسبب قلة انارة المكان!
نزلت كلتاهما متوجهتين الى الداخل ..في حين حملت الخادمات الحقائب لادخالها
.
كان القصر من الداخل جميلا جدا ..على الطراز الغربي بألوان متناسقة متداخلة و لوحات فنية مختلفة و تحف جميلة نادرة و ادْراج زادت من جمال المكان
..!
أرضية رخامية لامعة انعكس عليها ضوء الثُّريات العملاقة التي زينت السقف العالي
..!
تلألأ ضوؤها الذي نثرته تلك الكريستالات بشكل جميل في أرجاء المكان مضيفا لمسة من الجمال و الفخامة للمكان
!!
أقبلت عليهما امرأة جميلة - بشعر اشقر و عينان عشبيتان - مسرعة و قامت باحتضان والدة سيلا بحركة خاطفة و هي تردد
"
فكتوريا اشتقت اليكِ يا امرأة ..كيف هي أحوالكِ و أحوال عملكِ؟
"
احتضنتها فكتوريا - والدة سيلا - بدورها و هي تجيب بنفس نبرتها المرحة
"
أنا أيضا اشتقت اليكِ جيسيكا ..انا بخير و أنتِ
؟
"
و قد اعلن هذا السوال بدايتهما حيث شرعتا تثرثران بأمور لا طائل منها و تتبادلان عبارات الشوق مع تداخلات غريبة في الأفكار و المواضيع المُتطرفة التي لا تمدُّ لبعضها بصلة
..!!
بقيت سيلا واقفة باستغراب و قد بدأ حديثهما يدخل الملل الى نفسها ..و لكن هذا لم يدم لأن جيسيكا -زوجة خالها- انتبهت اليها اخيرا لذا أسرعت ناحيتها و قامت باحتضانها أيضا .."هذه المرأة محبة أحضان على ما يبدو "هذا ما كانت تفكر به سيلا بعد ان فاجأتها بفعلها هذا
ابتعدت عنها و رفعت يدها الى شعر زمردية العينين قائلة باعجاب
"
أنتِ سيلا صحيح ..!؟ أنتِ حقا أجمل مما تبدين عليه في التلفاز
"
و قامت باحتضانها مجددا قائلة بحنان
"
ياااه ، ليت لي ابنة لطيفة مثلك
"
ابتعدت مرة أخرى و قالت بحقد موجهة كلامها لفكتوريا
"
سحقا! لما لديك ابنة مثلها في حين لدي ولدان
"
>
أرجعت المعنية شعرها الترابي الى الخلف بحركة رشيقة بها بعض الغرور
"
لأنني ببساطة ..رائعة>
!!
"
بقيت سيلا مدهوشة ، انها لاول مرة ترى والدتها بهذه الشخصية العفوية ..لطالما كانت تراها مثالية في كل شيء و قدوتها العليا ، يبدو أن علاقتها بزوجة خالها عميقة جدا
..!
سؤال خالج ذهن فيكتوريا جعلها تبوح به قاطعة عبارات الاعجاب المفعمة بالحنان الموجهة الى سيلا من طرف جيسيكا "أنا لم أر الوسيمان اليوم ! أين هما ؟
! "
نظرت المعنية بالسؤال الى الساعة و قالت بخبث شرير
"
لا تقلقي ايريك سيكون هنا بعد قليل
"
ثم أضافت بفرح معاكس لما أظهرته قبل قليل و هي تضع كف يدها على خدها بلطف
"
أما الأصغر فسيكون هنا غدا ..لقد اشتقت اليه كثيرا
"
بقيت سيلا فقط تراقب التغير السريع لمشاعر هذه المرأة الجديدة عليها ! نظرت اليها فكتوريا باستغراب و كانت ستسأل عن مكان الغائب و لكن
فتح الباب فالتفتن اليه ..كان شابا وسيما جدا بشعر اشقر و عينان عشبيتان جميلتان
..! زاد من وسامته لباسه المرتب الأنيق الذي يدل على ذوقه الراقي ..!
نظر إليهم بعينيه الناعستين مستغربا و قال موجها كلامه لأمه باستهزاء
"
أمي ..! أ لم تتعلمي آداب الضيافة ؟! لمذا لا تزالون واقفين قرب الباب
"
نظرت اليه والدته بحقد و حرج في حين بادلها نظرات انتصار و هو يدعوهما للدخول الى قاعة الجلوس التي لم تكن على قدر ادنى من فخامة المكان الذي كانتا فيه
..آثاث براق من آخر صيحات الديكور ، أسود مع نقوش خفيفة فخمة فضية كما هي الحال عند الأرائك السوداء مع طاولة زجاجية رفيعة توسطت السجاد الفضي الجميل المتناسب مع تصميم الغرفة و ألوانها خاصة بتلك الوردو السوداء التي توسطته ..!
جلست سيلا بجانب والدتها و مقابلا لهما جيسكا و ايريك الذي نظر الى عمته قائلا بابتسامة جانبية زادته وسامة
"
اذن عمتي ..!هل تذكرينني ؟
!
"
نظرت اليه الأخرى بنفس الابتسامة و قالت
"
و كيف انساك ايريك ..!؟ ابن أخي الوسيم
"
نظرت الى سيلا التي كانت فقط تستمع الى هذه المحادثات
"
هذه ابنتي سيلا أظنك لم ترها أبدا من قبل
"
وجه نظره الى المعنية و قد بدى انه قد دقق في ملامحها توا فقط و قال بابتسامة متفاجئة زادت وجهه اشراقا
"
تشرفت بمعرفتكِ سيلا
"
اكتفت سيلا برد ابتسامته و الايماء برأسها
نظرت فكتوريا الى ساعة معصمها و قالت بحزن
"
أنا مضطرة للذهاب الآن ..طائرتي ستقلع بعد ساعتين
"
نظرت اليها جيسيكا بعدم تصديق
"
فكتوريا ! لقد وصلتِ توا فقط ..نحن لم نتحدث منذ مدة
"
"
لا تقلقي سأعود مرة أخرى في وقت قريب
"
رفعت سيلا عينيها الزمرديتين الى والدتها التي امسكت بوجنتها بحنان
"
كوني بخير سيلا
"
اومأت لتنهظ جيسيكا قائلة بثقة مضحكة
"
اعتمدي علي سأهتم بها افضل من ابنائي
"
نظر اليها ايريك بحقد و غيرة و قال بابتسامة مرغمة موجها كلامه لعمته
"
ارجو ان تبقي لتناول العشاء فلايزال وقت مغادرة طائرتك مبكرا
.
."
و بعد جدال طويل بين فكتوريا و جيسيكا ، استسلمت الاولى لتعلن انتصار الثانية ببقائها لتناول العشاء
-بعد انتهاء العشاء-
"
سيلا ، لا ش
ك
انك متعبة
!
"
هذا ما قالته جيسيكا.. ثم وجهت نظرها الى رئيسة الخدم
"
ماري !خذيها الى الغرفة
"
ابتسمت الخادمة و هي تتوجه نحو المعنية ..نظرت كستنائية الشعر الى والدتها كتوديع و ابتسمت لها مطمئنة محركة شفتيها بهدوء
"
سأكون بخير لذا كوني بخير
"
"
حسنا ...اهتمي بنفسك
"
ببساطة هذا هو التوديع الذي اعتادتا عليه ..رغم انهما لا تلتقيان غير نادرا الا ان هذه الجمل القليلة توضح مدى اهتمام الواحدة بالخرى ..انها كالتعويذة التي تحميهما بالفعل ..لا ذرف الدموع و لا احضان طويلة
...!
التفتت سيلا تتبع الخادمة و قد كانت قصيرة حقا ، فحتى كعب حذائها لا ينفع
!
صعدتا الدرج و كان هناك عدد معتبر من الابواب الجميلة البنية ذات النقوش الخفيفة الذهبية ..توقفتا امام باب كباقي الابواب و لكنه كان بعيدا قليلا عن البقية ..قالت ماري باحترام "آنستي !ستنامين الليلة هنا ، و غدا ستذهبين الى غرفتك لانها لم تجهز بعد
"
اومأت سيلا و دخلت الى الغرفة ، اول ما لفت انتباهها هو التصميم الجميل و الترتيب الملفت و الألوان الداكنة المتناسقة رغم انه يبدو ان لا أحد استخدم الغرفة منذ وقت الا انها بالتأكيد تعود الى احد افراد القصر فكل شيء في مكانه و يبدو مستخدما ..! خزانة سوداء تمركز بجانبها باب يؤدي الى الحمام ،بجانبه منعطف - لا يكاد يميز - ..ينبئ عن وجود شيء مختلف عما يوجد هنا من سرير و طاولة حاملة للمرآة توضع عليها انواع مختلفة من العطر الفاخر و الساعات السوداء الباهظة
..!
سيلا ليست من المتطفلين و لكن الآن اجتاحتها رغبة غريبة لاستكشاف المكان و العبث قليلا و اكتشاف هوية مالك الغرفة ..و لكن يبدو انها ستؤجل ذلك لأن هاتفها اصدر صوتا معلنا عن وصول رسالة نصية
-في الآسفل-
اشقر الشعر لازال متفاجئا من ذلك الوداع القصير و السريع بين الام و ابنتها الذي حدث امامه قبل قليل
فجأة بدأ يبتسم بغباء ..مما دفع فكتوريا الى توجيه مرفقها الى بطنه بخفة محذرة بابتسامة شر
"
صدقني لن تسلم مني ان ازعجتها
"
وجه عينيه العشبيتين نحوها بحقد
"
سحقا لكِ ، آلمتني ! ..أرجو ان لا تكون ابنتكِ شرسة مثلك
"
ابتسمت بحنان فجأة مما ارعبه
"
ما بال هذا التعبير الغريب الآن
..!
"
"
هاااه ! لا شيء ، فقط اطمئن سيلا لي
س
ت مثلي ابدا ، انها افضل مني في كل شيء
!
"
استقام في وقفته بعد كلامها الغريب لتقول جيسيكا منبهة بعد ان اتخذت موضع متفرج مستمتع لما يحدث امامها فهذه تبدو افعال مراهقين لا شابٍ في التاسعة عشر مع عمته "فكتوريا ، طائرتك ستقلع قريبا
"
نظرت فكتوريا الى الساعة بتردد لتركض خارجا و هي تتوعد ايريك لانه السبب في تأخرها
...!
رحلت ليتوجه كلاهما الى غرفته بعد ان تأخر الوقت كثيرا
*
هناك دائما روابط أقوى من روابطِ الدم و لو كانت مجرد كلمات
-لؤلؤة
εмεяүs✿
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى εмεяүs✿
البحث عن المشاركات التي كتبها εмεяүs✿