عرض مشاركة واحدة
  #78  
قديم 06-02-2016, 11:51 AM
 
CENTER]



البارت العاشر

قالت: لأنَّه لا يستطيع الإجابة سيدي...فهو الآن في المشفى.
بدا انفعاله: أين؟!
كانت نظراتها الحزينة متركزة على ساي: إنَّ حالته الصحية سيئة...
توقفت للحظة ملاحظةً حركةَ رموشِ ساي قبلَ أن تقول: ...: يفتح عينيه ...ساي يفتح عينيه...
.................
نُقل ساي لغرفةٍ عادية لتكون ميرنا أول من يدخلها....
جلست بجانبه بصمتٍ مقيت ليقول لها بانزعاج: لماذا أنتِ صامته؟
حركت بؤبؤتيها بعدمِ ثبات: لا أعرف ماذا أقول في هذا الوضع؟...لا أستطيع أن أقول لك أنَّ كلَّ شيء سيكون على ما يرام و لا أستطيع أن أُخفي قلقي على كيو...لا أستطيع الابتسامة و لا البكاء و لا المرح أو الحزن.. أنا متوقفة في تضاربٍ بداخلي.
نظر لها نظرةً دافئة: سماعُ صوتكِ كافٍ...
توردت وجنتيها لكنَّ لسانها اتَّبعَ الحزن الذي في داخلها: جيِّدٌ أنَّه يكفيك لكنه لا يكفيني..صوتي لم يستطع منعك من الحالةِ التي أنت عليها و لا يستطيع إعادةَ كيو,أو على الأقل معرفةُ أخباره....أنا عاجزة عن فعلِ أيِّ شيء.
رفع يده ليمسح على خصلاتِ تلكَ الفتاةِ بهدوء: كيو سيكون هنا ..أنا أعدك ,سوف أنقذه بأيِّ ثمن.
طرقٌٌ ثمَّ دخول...
ساي ينظر لطبيبه الذي يحمل ملفه الصحي تحت إبطه: هل ستعاقبني بأدويةٍ جديدة؟
مايك بحدَّةٍ و رسمية: لا أظنُّ أن بعض الكبسولات الطبية ستكون كفيلةً بشفائك بعدَ الآن...لأجلِ هذا يجب أن أقوم بمراقبتك بنفسي لأسبوعٍ هنا.
انفعل ساي ليحاول الجلوس: لا أستطيع..يجب أن أخرج اليوم.
مايك بنظرةٍ باردة: لن أسمح لكَ بالخروج.
كانت نظراته نظرةَ ترجٍ و هو يقول: دعني أخرج للغدِ فقط...ألا ترى أنَّ ميرنا معي و تعرف كيفَ تهتم بي.
عدم تغير ملامحه و تعابير وجهه دلَّت على عدم رضاه فتوجه لميرنا: قولي شيئاً ميرنا.
نهضت ميرنا قائلة لمايك: أعدك أنه لا يحدث له مكروه.
مايك بامتعاض: يبدوا أنَّ لديكم أمراً مهماً يجعلكم مصرين لهذه الدرجة .
ساي: هل ستخرجني لو أخبرتك عن السبب؟
مايك: إن كان مقنعاً.
ميرنا بتضايقٍ من أسلوبه: أنت مجبر على الموافقة..فأخاه مختطف.
شلَّ عن الحركة و هو ينظر لهما بصدمة....
ساعدت ميرنا ساي على النهوض مع إنهاكٍ واضحٍ بادٍ عليه...
أوقفهما مايك: لكني لم أقل أنَّه يستطيع الخروج...إن خرج و تضرر فهو خارجٌ عن مسؤوليتي.
وجه ساي بؤبؤه نحو مايك الواقع خلفه: لا تقلق ...فلن أرمي بجثتي عليك.
.............
كانَ منظر الأبِ المفزعِ لافتاً وهو يبحث غرف الجانبين باحثاً عن ابنه....عيناهُ كانت رمزَ تشتتٍ واضح..فأينَ تلك الرزانة و اللباقةُ في التصرف...و أينَ اختفت سيماء الكبرياء فجأة..
حركاتُ جنونٍ ظهرت على السيد شيوكي و ابنه واقفٌ بجانبِ ميرنا ينظر لأبيه الذي يكادُ يفقدُ عقله و هو يكرر لفظ اسمه برجاءِ رؤيته سالماً...يالَ حاله الغريب ,و كيف يكونُ عاقلاً و في يومٍ و ليلة يرى الدنيا على شُرف اختطاف ابنيه و سعادةُ وجوده....
بلع ساي ريقه بصمت حينَ رأى والده بهذه الحالةِ العجيبة ...
كانت يدي ميرنا تمسكه مساندةً له على التقدم حتى وصل على خطاً قريبةٍ منه: أبي...
نظر السيد شيوكي لابنه يتمعن قبلَ أن يحتضنه: ما الذي حصلَ لك ساي؟...قلقتُ عليك كثيراً.
مدَّ ساي ذراعيه لتضمَّ والده ....
كانَ وقوف ميرنا متجاهلاً رغم عدم تجاهلها للطافةِ هذا الموقف المؤثر لكنَّها سرعان ما قالت: هل لي أن أتحدث ساي؟
ابتعد ساي عن والده و هو يعلم أنَّ سره لن يكون في بئرٍ مهما فعل بعدما حضر والده: لا أمانع.
وجهت نظرها للسيد شيوكي بحدَّةٍ و جرأة: كيفَ لقلقكَ هذا لم يظهر قبل الآن؟...كانَ عليك كأب أن تعرف أنَّ ابنك مريضٌ بأعصابه بسبب الحياةِ الجهنمية التي اخترته لها.
لم تبدُ أيُّ علاماتِ استغراب بل ظهرت علاماتِ أسفٍ منعته من الرد...
قالَ ساي لميرنا: ممتنٌ لاهتمامك لكن هذا ليس وقته.
ميرنا بامتعاض: أ وقته حين تُدفنُ في قبرك؟...لا أب..لا أم..لا حبيبٌ لك يداويك بمحبةٍ و عطف... تصل لأقربِ الخطواتِ للموتِ و كأنَّك تحتضر و والدك الذي أنت من صلبه و فلذةَ كبده لا يسألُ عن حالك بل و يتجاهل آرائك في حياتك الشخصية...أنا لا أعترف به أباً ساي.
كانَ ساي متضايقاً نوعاً ما لكنَّ والده أثار تعجبه بتقبل كلامها بسهولة: أنتِ على حق بنيتي... يبدوا أنَّ من كان يعرف علَّته هو أنتِ فقط.
أومأ ساي برأسه: أجل.
..................
هاجي في المنزل ينظر لوالدته تطبخ في المطبخ : هل تطبخينَ له أمي؟
أدارت رأسها و يدها تُدير الحساء: لا بدَّ أن أهتم به..فأنا لا أستطيع إقناعَ نفسي بأنَّه يأكل جيداً...أينَ ميرنا؟
أجابها ببرودٍ خلفه الحزن: بجانبِ ساي.
تركت مادونا الملعقةَ من يدها: أحسُّ بالأسى لأجله..يبدوا أنَّه تائهٌ في فوضى أفكاره الآن.
لم تسمع مادونا منه سوى: أه.
فتحت مادونا الماء لتغسلَ يديها و لهجةُ مرحٍ طفت حديثها : لكن يبدوا أنَّ الأمور بدأت تسير بالمجرى المطلوبِ مادامت ميرنا معه حتى الآن.
لم يجبها بل ظلَّ شارداً قليلاً ( هذا إن لم يحدث شيءٌ سيء لذلك الفتى...لا أضمن سلامةَ أختي بما حدث من ضغوطاتٍ أيضاً...)
أغلقت مادونا الماء و بدأت بتنشيفِ يديها: أتساءل كيف ستكون ردَّة فعلهما لو علما أنَّ الأمرَ مدبَّر؟
أغلق جفنيه بخفة قبل أن يجيبها: ربما لن يسامحانني.
مادونا باستنكار: لا تقل هذا...أنتَ تحلُّ مشاكلهم بأسلوبك الخاص, يجب أن يكونوا ممتنين لك.
تركها صاعداً: سأذهب لأستريح قليلاً.
ذهبت للباب و قالت له مخاطبة: اذهب و استطلع أمور كيو و إن كان محتجاً لشيءٍ ما.
................
أغلق هاجي الباب الخشبي المتكسر و وضع يده تحت خصلاتِ شعره السوداء: كم أكره نفسي... لقد عرَّضته للخطرِ دون أن أعلم أيَّ شيء.
................
في مكانٍ مجهول و في غرفةٍ مليئةٍ بالأجهزة.....
صوتُ صراخِ رجلٍ شاب: ابتعد عن تلكَ الكاميرا.
كيو متفحصاً تلكَ الكاميرا المتطورة: مثير..إنَّها جيدة بالفعل.
أخذ الشاب بأذنِ كيو: إنَّكَ تقودني للجنون يا فتى...قلت أبعد يدك عن هذه الأجهزة.
دخلت فتاةٌ شابة يبدوا عليها اللطف و الهدوء قائلة: لا تكن قاسياً معه فهو ضيفٌ لعدَّةِ أيامٍ فقط.
الشاب يوجه نظرته الصبيانية بامتعاض: إنَّهُ ضيفٌ ثقيل للغاية كاورو .
ربطت شعرها للأعلى: غداً ستتخلَّصُ منه ريوكا فلا تُغضب نفسك.
أبعد يده عن أذنِ كيو متذمراً: تباً لمخططاتِ هاجي الغبية هذه...لن أساعده بعد الآن .
وضعت يدها تحت خصرها معاتبة: لا تبدأ بلومِ هاجي, أنتَ من قبل العرض و لم يجبرك على القبول.
كانَ وجود الشاب الجالسِ جانباً برزانة كعدمه, لكنَّه تدخل قائلاً بصوته المبيِّنِ لنضجه: تبدوا أكثر صبيانيةً من هذا الطفل ريوكا.
قال كيو بغضبٍ طفيف: أنا لستُ طفلاً..هذه ألف مرَّة.
نظرته الثاقبة كانت تضايقُ كيو و تجعلهُ صامتاً: أه..حقاً.

......مكتبُ ساي.....
بعدَ هدوءٍ نسبي أحست ميرنا بتأنيبِ ضميرٍ لما فعلته...بدأت تستحقر نفسها و عدم تمالكها لأعصابها الآن...
أحنت رأسها قائلةً جملةَ الاعتذار: أنا أعتذر عن تصرفي الغير لائق سيد شيوكي.
السيد شيوكي بلطف: لا داعي للاعتذار فأنتِ محقة.
كانَ ساي هادئاً بعضَ الشيء: أبي.. إنَّ ميرنا قلقة على كيو لذا فقد فقدت صبرها قليلاً.
السيد شيوكي: و هل تعرف كيو؟!
ميرنا: أجل..في الآونةِ الأخيرة كان يزور منزلنا كثيراً.
السيد شيوكي: منزلكم!
حاول ساي رفع الغموض عن والده: إنَّ كيو بدأ يأنس بوالدتها السيدة مادونا لذا هو يذهب للجلوسِ معها.
أدار ساي وجهه نحو ميرنا فجأة و كأنَّه لاحظ شيئاً ما:هاجي...
انتبهت له ميرنا: ما به؟!
كان تعبُ أعصابه يمنع ظهور انفعالاته بشكلٍ واضح : لقد عاد للبيت أ ليس كذلك؟
عرفت ميرنا مخوفته فهدأته بقولها: لا تقلق..أخبرته أن لا يخبر أمي شيئاً...لا تنفعل كثيراً و إلا ستعود للمستشفى بعدَ دقائق.
ضغط على أسنانه: أشعر أنَّ أمي تحسُّ بوضعنا لكنَّها لا تتحدَّث.
نحوَ كلامه عن مادونا كان ملفتاً و بارزاً للسيد شيوكي لكنَّه اكتفى بالنظر لابنه و علاقته الشديدة التي بناها مع هذه العائلة....
فتحت ميرنا الموضوع الأساس الذي شدَّهم لهذه الجلسة في النهاية: ماذا ستفعل الآن ساي؟
ساي: لا أعلم.
السيد شيوكي و هو لا يعلم عن الموضوع: لقد جمعتُ مليارين إضافيين بقيَ مليارٌ واحد.
وضعَ ساي يديه متلاصقتين أمام أنفه: لكن أبي...لقد حصل شيءٌ فضيع.
ضيقَ السيد شيوكي عينيه البنيتان : ماذا؟
أردفت ميرنا: لقد حصل اختراق لرابط المركز التجاري و قد سُرِقت الأموال من حسابِ الشركة.
وضَعَ السَّيد شيوكي يده مقبوضةً بجانب شفتيه بادياً عليه الاستغراب و التعجب ممزوجين ببعضِ الحيرة: ما هذا؟! ...هل هذا صدفة؟
ساي: في ماذا تفكر أبي؟
السيد شيوكي بتفكير: من الصعبُ تصديق أنَّ سرقةُ الأموال قبل يومٍ من إنقاذ كيو صدفة...يبدوا أنَّ هناكَ من لا يرغب بإنقاذِ كيو.
ساي مدققاً: لا يرغب بإنقاذه؟!
شاركتهما ميرنا الحديث: من يستطيع أن يكون ؟!...إنَّ من يفعل هذا لابدَّ أن تكون لهُ عداوةٌ مع أحدكما.
السيد شيوكي: دعونا نحلل الأمر و يجب أن تفصحوا عن أيِّ شيءٍ يثير اهتمامكم و ترون أنَّه يساعد في حلِّ القضية.
ساي بعدَ لحظاتٍ من التفكير: شيءٌ أثار اهتمامي في هذه الفترة...لا أظنُّ أنَّ شيئاً كهذا قد حصل.
ميرنا و هي تستند بظهرها على مقعدها: أمَّا أنا فا الشيء الوحيد الذي أثارني هوََ فيونيكا و تصرفاتها المجنونة.
السيد شيوكي: أيُّ تصرفاتٍ تعنين؟
حرَّك ساي يديه نافياً لهذا الحديث: لكن هذا لا دخلَ له بما يحدث الآن.
ميرنا بامتعاضٍ و غضب: هل تدافع عنها؟...ربما تكون هيَ من قامت بخطفِ كيو.
ساي: بالطبع لا ,فهيَ لا تريد التخلص مني ما دمت أملك النقود ...ألم تري كم كانت غاضبة حين قلت لها أني سأبيع المجمع.
استمرت ميرنا بلهجتها العفوية: لا تُذكرني....لكن ربما تلكَ هيَ خدعتها.
ساي: غير منطقي.
ميرنا: و هل تراها ذات منطقٍ ساي؟
رفع السيد شيوكي يديه منبسطتان في الهواء ليوقفَ مشادَّتهما: أوقفا هذا..نحن لا نلعب...
أنزل يديه متماً: ...أليسَ هناكَ شيءٌ آخر ؟
ميرنا أنزلت رأسها مع تنهدِ يأس: من..من يستطيع اختراق حساباتِ المركز؟
التفت لها التفاتةً سريعة بسماعه ذلك حيثُ أخافتها: يستطيع الاختراق!... عن هذا فأنا أستطيعُ أن أؤكد أن لا أحد يعلم بالرقم السري سوى أنتِ و هاجي ميرنا.
أخذتها الدهشة: لحظة...ربما يكون نائبك السابق فهو بالتأكيد يعرف الرقم السري كما نفعلُ نحن.
أنكر ساي قولها: لقد غيرتُ الرقم السري حينَ رحل...
ميرنا: و لِمَ لم تغيره حين خرجتُ أنا لأكون من متهميك ؟
أخذَ نفساً و قال: لأني كنتُ مطمئنتاً منكِ و أخيكِ هو من سيأتي بعدكِ على أيَّةِ حال.
ميرنا تحاول أن تجد طريقاً آخر للوصول لنتيجةٍ ترضيها و تخرج أخاها من التهمة: ربما هناك من استطاع فكَّ الرمز السري .
نهضَ ساي مقترباً من مكتبةِ الملفات: إنَّ الرقم السري مبرمجٌ على أن يغلق الموقع بخطأٍ واحد أي أنَّ من اخترق الرقم السري شخصٌ لم يحاول بفتحه بتاتاً بل يعلم به.
ميرنا نهضت خلفه: أكمل تحقيقاتك و أنت جالسٌ رجاءً..أنتَ تُخيفني بوقوفك.
ابتسمَ ساي لسماعه هذا: ليسَ لهذا الحد.
ميرنا باستنكارٍ جلبَ بعضَ الفكاهة للسيد شيوكي: قل هذا لمن لم يرك يُغمى عليك عدَّةَ مرات...جلوسك هنا كافٍ..
دفعته لتعيده جالساً: رجاءً...رجاءً..
السيد شيوكي: إذاً الشخص الذي تظن أنَّه اخترق موقع المركز هوَ نائبك الجديد الذي يكون أخ هذه الفتاة.
ساي نظرَ نظرةً جديةً لميرنا قبل أن ينطق برأيه: أجل..هذا ما أظنه.
ميرنا: إذاً لماذا لم تقل هذا منذُ أن كان هاجي هنا؟
ساي: عفواً..لكن لا أظنُّ أنَّ عقلكِ كانَ يعمل ليكون عقلي يعمل بشكلٍ جيِّد في تلك اللحظة بعد سماعي أسوء خبرٍ من الممكنِ أن أسمعه تحت هذا الظرف.
ميرنا: لن أسامحه إن كان السبب في كلِّ هذا...
نهضَ السيد شيوكي قائلاً: دعونا نذهب لذلك الفتى المدعو هاجي...مهما كانَ الأمر فهو من يملك مفتاحَ هذا اللغز.
ساي: انتظر أبي, لديَّ خطة.
( دعنا ندور بهذا الملعب الذي اخترته هاجي... )

......لدى هاجي......
هاجي يتقلَّب على فراشه متحيراً ( أمي سوف تقتلني لو تعرف ما حدث لساي....أخجلُ أن أسئل عن حاله... ربما هوَ الآن...لا..لا تفكر بهذا الأسلوبِ السلبي يا رجل...)
جلسَ ليخرج من المنزل بعد أن بدَّل ملابسه....
ذهبَ لتلك العمارة و دخل الغرفةَ المكتظَّة بالأجهزة صارخاً: لننهي هذه المهزلة.
اقتربت منه كاورو: مهزلة!...هل حصلَ لكَ شيء هاجي؟!
هاجي بجدية و انفعال: أتيتُ لأقولُ لكم أن تخرجوا كيو و تعيدوه لأهله...هناكَ أمورٌ لم أعدَّها في الحسبان.
نهضَ كيو من جانب الحاسوب الذي يلعب به مرحاً: ما الذي حدث هاجي؟..أنا لا أمانع بالبقاءِ هنا فترةً أطول في سبيلِ رؤيةِ ساي ذليلاً أمامي.
هاجي..(يالَ هذا الحقد...)
صرخ ريوكا في وجهه: لكننا لن نقبل ببقائك أيُّها الشقي...تخيل هاجي لقد كسر نظارتي و مسح مدوناتي و غير تنظيم هاتفي المحمول و أنا نائم ...لا حياةَ هانئةَ لي بوجوده هنا...أرجوكَ خذه و اذهب و لا تعد لرؤيتي قبل شهر.
اقترب هاجي منه: أخيكَ ليسَ على ما يُرام كيو.
وضعَ كيو يديه خلف رأسه: هذا حقه... و أثبت لي أنَّه ليس على ما يرام كما تدعي.
هاجي بجدية: تركته و هو في المشفى.
أنزل يديه: مشفى!
هاجي: لقد أغميَ عليه.
كيو متجاهلاً: لكن بما أني لستُ أخاه فلا علاقة لي به و لا يهمني ما يحصل له.
هاجي: اترك هذا جانباً...من الأفضل أن تكون بجانبه حينَ يستيقظ.
دخل الشاب الرزين في تصرفاته و بيده بعضُ أكياسِ الطعام: هذا أنتَ هاجي؟
ريوكا براحة نسبية: لقد أتى ليأخذ هذا الشقي لبيته.
وضع الشاب الأكياس جانباً: و هل انتهى الموضوع بهذه السهولة؟!
هاجي: أنا سأنهيه..لا داعي لإكمال الخطة هاروكي.
كيو: لكن أنا لن أذهب إليه...بل لن أعود إليه بتاتاً.
رنَّ هاتف هاجي النقال ليرفعه: مرحباً.
كانَ صوتُ ميرنا القلق يرتدُّ في ذهنه : هاجي...عد للمنزلِ الآن بسرعة.
خُطفَ لونه و هو يقول: هل حدثَ مكروه؟!
ميرنا و نبرةُ صوتها تهتزُّ أكثر: أمي ليست بخير..لقد علمت بما حدث و ساءت حالتها.
شدَّ هاجي على قبضته اليسرى المتروكةِ بامتداد: من أينَ علمت؟!
ميرنا: لقد أتى السيد شيوكي هنا و أفصح بالأمر...لا تسألِ الكثير, فقط عد بسرعة.
أغلق هاجي هاتفه : أنا آتٍ.
( ماذا فعلتَ هاجي؟!...)
...................
دخل متلهفاً و مسرعاً ...
لم يكن هناكَ أيُّ صوتٍ و أيُّ شخص ...
بدأ ينادي: أمي..أمي...ميرنا, أين أنتم؟!
نزلتْ ميرنا بخطواتٍ خفيفة: لا تصرخ...أمُّكَ نائمة.
وضع هاجي قدمه على السلالم ليصعدها: هل هدأت؟
حرَّكت رأسها نفياً و هي تغمض عينيها للحظة: لقد أعطيتها منوماً لتنام....و السيد شيوكي جالسٌ في غرفتي ..لا أعرف ما أقول له .
أقبضت يدها بألمٍ و حزنٍ واضحين و الدموع محتبسةٌ في عينيها: أخي...لقد اختفى كبرياءه و هيبته ... مظهره يوضح تحطمه, كيفَ لا و ابنيه أحدهما مجهول السلامةِ و الآخر على سريرِ الاحتضار.
شدَّها إليه و احتضنها بدفء حتى جرت الدموع من عينيه: لا تقلقي...سنعيد كيو لأهله سالماً..
رفع وجهها المبهوتِ ماسحاً دموعها: ...و ساي الذي أعرفه لن يجرأ على الموت مادام فقده يؤذيكِ.
بلعت ريقها و هي تكره الجملةُ الأخيرة التي سمعتها..( حتى الآن لا يكفُّ عن هذه السخافات...)
لكنَّها أكملت و هيَ تشدُّ على قميصِ أخيها: أخي...أنا خائفة..خائفة كثيراً.
كانَ قلبه يتقطع و هو يرى أخته بضعفٍ استولى عليها و ضغوطٍ تكاد تفتت قلبها و تحطمها...
كرهه لنفسه كانَ يزدادُ لحظةً تلوَ أخرى و كان بوده لو انحنى على ركبتيه صارخاً ليخلِّص نفسه من هذا الكبتِ الذي يحويه قلبه...
صعدَ الاثنانِ لغرفتها ليجدا السيد شيوكي بنظراته الباحثة في المكانِ بتفحص...
كان التوتر قد ملأه و وجهه الشاحب ظاهرٌ عليه...
اقترب هاجي منه مرحباً: مرحباً سيد شيوكي.
أجابه السيد شيوكي بعينين باردتين و كأنَّها لا تحوي على الحياة: آسف..لم أكن أعلم أنَّها ليست على علم بالأمر.
هاجي: لا تزعج نفسك.
كانَ هاجي في تضارب الآن و خاصةً و هو يرى هذا الرجل يطلب الخلاص من معضلته فلو أفصحَ عن حقيقة ما يحدث فربما تتعرض عائلته للإهانة و الذلِّ أكثر مما هيَ عليه... و خاصةً أن ساي في المشفى بحالٍ مزرية فلو علم السيد شيوكي ربما ...لكن أمَّه و ساي يكادان يكونان ضحيتان لخطةٍ صبيانية....
لكن في النهاية قرَّر قراره و بدت عليه الصرامة في حديثه نوعاً ما: لا أعلم ما الذي أستطيع فعله لك سيد شيوكي لكني سأقدم لك يد العون لتخلِّص ابنك .
قرَّر أن ينهي هذه الخطة حتى تهدأ الأمور قليلاً ليكون تقبل الأمر سهلاً عليهم و هذا ليس لتحقيقِ هدفه بل لتحقيق هدفِ والدته بجمعِ قلوب هذه العائلةِ المشتتة....
ازدادُ استغرابُ ميرنا ( يا له من وقح!..لا ,ربما لا تكون له يد في ما يجري..)
أما السيد شيوكي قالَ بنبرةِ حدَّةٍ لم يستطع إخفاءها: كيف سنتواصل مع المختطفين الآن و ساي على حاله في المشفى؟
هاجي: لا أظن أنَّهم يبالون بهذا ,فهم يهدفون للحصول على النقود من أيٍّ كان...لذا أتصور أنَّهُ من الجيِّد أن تجيب على هاتفِ ابنك إن أعادوا الاتصال...
ميرنا بابتسامةٍ مصطنعةٍ واضحة: ألا ترون وقوفنا هنا مضيعةٌ للوقت؟...يجب أن نذهب و نجد حلاًّ لجمعِ النقود.
أخرج السيد شيوكي يديه من جيبي بنطاله: لنذهب للبنك لأسحب ما بحسابي أوَّلاً.
كانت ميرنا تحسب اللحظات حتى يخرجوا مبتعدين من المنزل ( أتمنى أن ينجح ساي في المماطلة..)


.......لدى ساي......
يمشي بابتسامته مخفياً ما بداخله من غضبٍ حول هاجي حتى جلس بمقعده الأبيض محاطاً بخضرةٍ الأشجارِ و ضلالها بعدَ أن أجلس أمه...
لكن على كلِّ حال فهو في شكٍ بظنه هذا و ليس على يقين و هو لا يعرف أنَّ مادونا تعرف بأمر الاختطافِ المفتعل...
سألته مادونا بعدَ لحظات: لا تبدوا بخير ساي...هل هناكَ ما يزعجك؟
نظر لها نظرةً حنونة : لا تهتمي أمي..إنَّها أمور العمل و المشاكلِ التكرارية.
عرفت مادونا أنَّه سيخفي الأمر لألا يتعبها فانحنت لمنحنىً آخر : هل أزعجتك مخطوبتك مرَّةً أخرى؟
أشاح بوجهه قليلاً : ليست مخطوبتي منذُ الآن.
مادونا بلطف ظاهر : ألا تظن أنَّك تبالغ في تضخيم المشكلة؟
رفع عينيه قليلاً ينظر لها: ربما..لكن اليوم أثبتت لي أنَّها ليست من أنشدها.
توسعت عينيها فضولاً: تنشدها!
ساي بتفكيرٍ يتضح منه الرشد و النضج: إنَّ قيمها لا تناسبني لأتخذها زوجةً لي مدى الحياة..فأنا لا أريد العيش فقط بل أريد احتراماً و تقديراً متبادلاً أورثه لأبنائي و أحفادي أيضاً في المستقبل....أنا لا أريد أن أربي أطفالي على حبِّ المال و التخلي عن الإنسانية .
وضعت مادونا يدها على رأسه و كأنه طفلٌ في الخامسة بنظرةٍ ملأها الفخر: تفكر بنضج بني.
أنزلت يدها بعد دقائق :لكن لا أظنُّ أنَّ هذا التفكير فقط يصنعُ الحياةَ الطيبة فيجب عليك أن تستقبل روح المسؤولية أنتَ أيضاً و لا تنسى أنَّ القلب يتغلَّب على العقلِ بعضَ الأحيان.
ساي: أمي...رأيتُ ابتسامةً صادقة تكفلت بإظهار سمو الأخلاق, و حزن عميق بدموعٍ منسكبة أعلنت عن مدى المواساة.. تلكَ هيَ من شدَّتني لها حتى تناسيتُ نفسي ...لقد فاقت أحلامي أمي.
قبَّل يد أمه قائلاً: ألا ترين أنَّ صاحب هذه السمة يستطيعُ أن يكون شريكٌ جيد لحياتي؟
ابتسمت بدفء: هذه الفتاة محظوظة لتتناسى نفسك لأجلها.
اتصالٌ بلغ ساي....
رفعَ سماعته: نعم..
صاحبُ الصوت: لقد تغيَّرت الخطة...يجب أن تجلب النقود هذه الليلة.
حاول كبت انفعاله: لا أستطيع...أمهلني للغد.
صاحب الصوت: إذاً تعال لتستلم جنازته.
ساي: انتظر... لقد حصل لي ما يمنعني من الإتيانِ بها.
صاحب الصوت بحدة: لا شأنَ لي... الليلة الساعة الحادية عشرة في المحطةِ المهجورة.
أرادَ ساي التحدُّث لكن فاجأه صوت صفير الهاتف معلناً نهايةَ المكالمة....
نهضَ ساي من المقعد قائلاً: دعينا نعود أمي.
نهضت مادونا بتعجب: أين؟!...هل حصلَ شيء؟!
ساي: لا, فقط بعضُ الأعمالِ الجديدة التي ستشغلني.
مادونا: هل أنت متأكد أن لاشيء حصل؟..تبدوا شاحباً!
ساي: قلتُ لكِ أمي..بعضُ المشاكل الجديدة للمركز التجاري.
أوصلها لدى منزلها وقال لها قبل أن تترجل : آسف أمي على معاملتي...أمرُّ بظروفٍ صعبة هذه الأيام.
أجابته بهدوء يطمئنه: المهم أن تكون هذه الظروف بدايةً جيدة لأيامك القادمة.
ساي بحزن: أنا أريدُ فقط أن أعتذر لحماقتي.
ذهبت لمنزلها بعدَ أن ودَّعا بعضهما و هو أخذ اتصالاً للهاتفِ الذي معَ ميرنا....
سمعت ميرنا صوت رنينِ الهاتف فابتعدت فوراً من هاجي و السيد شيوكي لترفع السماعة و تسمع صوته بجفاف: مرحباً ميرنا.
أجابته: لماذا تتصل لي الآن؟...ألا تعرف أنَّك ستكشفنا؟
قال لها: ربما نحنُ مخطئون.
ميرنا: لماذا؟
ساي: هل أخيك معك؟
ميرنا: أجل..هو هنا بجانب والدك.
ساي: هل ابتعد عنكما؟
ميرنا: لم أُبعد عيني عنه..لمَ هذا السؤال؟
ساي: لقد تغيَّر وقت الدفع لليلة و أخيك لم يبتعد ليخبر أحداً بهذا..هذا يعني أنَّ أخيك لا دخل له.
قالت له بنوعٍ من الغضب: لا تقل لي أنَّك ستقنعني أنَّه بريء بعد أن اتهمته و جعلتنا نخدعه ...أنا بدأتُ أشك به أساساً.
ساي: لكنـ.. ميرنا بجدية: تصرفاته غريبة ساي .
ساي: بدأتُ أزداد حيرة...
فكرَّ لحظاتٍ قبلَ أن يقول: من هنا لديكِ زمام الأمور..ربما هذا سيوصلنا لنتائج أفضل.
ميرنا : لماذا ترمي بالأمور الصعبةِ علي؟
أجابها: لأني أعتمد عليك.
وضعت سماعة الهاتف أمام فمها صارخة: اسحب هذا الاعتماد معك..
أغلقت الهاتف بوجهه و عادت للواقفين بعيداً وسطَ السوقِ المزدحمة و هما يتناقلان الحديث....
السيد شيوكي: كان يجب عليكما أن تخبرا أمكما بما حصل.
هاجي: إنَّ أمي حساسة جداً و قد بدأت تشعر أنَّ كيو و ساي ابنيها حقاً لذا فمن الصعب إبلاغها بهذه الأمور.
السيد شيوكي: لكن إن حصل شيءٌ لكيو وسط هذا الاختطاف فسيكون الأمر أصعب بالنسبةِ لها.
توقف هاجي ينظر للسيد شيوكي بصمت حتى وصلت ميرنا: هل هي مزحة؟
ميرنا: ماذا تقصد بمزحة؟!
(أنت من أخذتنا سخريتك؟!..)
هاجي: تقولين أنَّ أمي ساءت حالتها لاختطاف كيو؟!
السيد شيوكي: أجل..و لسماعها عن حالةِ ساي الصحية.
اكتشف هاجي خدعتهم عليه و بدأ بالضحك: ههههههه....خدعتموني إذاً...أمي تعلم باختطافه.
غضبت ميرنا بعد ذهول من سماعها بما قاله و جرَّت ياقته: أنت من خدعتنا..أخبرنا أين كيو هاجي؟..
بدأ هاجي بالهدوء من ضحكاته المتعالية: إنَّه مع كاورو ة أصدقائي في مركز التصوير الفني.
دفعته ميرنا بغضب ليسقطَ أرضاً: لماذا تستمر بزيادةِ الأمرِ سوءاً أكثر...أما ترى ما فعلت ؟..ساي ممتدٌّ على فراشِ المستشفى بسبب فعلتك الغبية.
جلس هاجي على الأرض: أنا لم أكن أعلم بمرضه..
رفع رأسه نحوهما: و قد انتهى الموضوع بمعرفتكما كلَّ شيء...تستطيعونَ معاقبتي كما تشاءون .
السيد شيوكي: هل تظنُّ أنَّها مزحةٌ جيدة؟!
ميرنا: لحظة..لماذا اتصل صديقك بساي و أخبره أن يدفع النقود الليلة؟
هاجي باستغراب: الليلة!!!...لم يكن هذا مخططنا...و هل استيقظ ساي؟!
السيد شيوكي : أجل..هوَ من اقترح أن نستكشف الحقيقة بهذا التمثيل.
هاجي: لكني حقاً لا أعلم سر هذا التغيير.
نهضَ هاجي متصلاً بمخطوبته: مرحباً كاورو..ما قصة التغيير الذي حدث؟!..لا تعلمين!....أين كيو الآن؟..ماذا؟!
ارتفعت نبرة صوته: ألم أقل لكِ أن لا يجب أن يخرج هذا الصغير؟...ليس هناك!, لكن الآن...ادعِ أن يكون الطفل بخير.
أغلق الخط ليسأله السيد شيوكي فوراً: ماذا جرى؟
هاجي بلونٍ مختطف و عدم تركيز: تقول أنَّ ريوكا خرج مع كيو و لم يعودا حتى الآن.
فقد السيد شيوكي صبره ليأخذ هاجي و يضربه بالجدار: ماذا فعلت بولدي أيها الفتى؟
هاجي بخوف: صدقني هذا ليس من مخططي.
ميرنا: يجب أن أخبر ساي أنَّ الاختطاف أصبح جديّاً.

........الساعة الحادية عشرة.........
بجانب قطارٍ قديم و تحت الظلمة التي كستها بعض النجوم بضوئها المتواضع....
ساي يصفُّ النقود في الحقيبةِ بشكلٍ مرتب.....
هاجي: انتبه كيف تخفي الأوراق الخلفيةِ جيداً.
لم يجبه بل ظلَّ يتم عمله بصمت....
السيد شيوكي : إنَّها الحاديةَ عشرةَ الآن.
ميرنا تحاول كتم أنفاسها الدالة على تسارع نبضاتها: أحسُّ بأنَّ قلبي سيتوقف..ماذا لو علم أنَّ النقود مزورة؟
هاجي يدير رأسه للخلف نحوها: ريوكا غبي بما فيه الكفاية ليلاحظ شيئاً كهذا.
تجر كاورو قميصه بخفة: ألا تهين صديقك بهذا الكلام؟
عضَّ شفته: ليس بعدَ اليوم.
صوتُ ريوكا المرتفع ظهر قبل صورته و هو يمسك كيو واضعاً سكيناً تحت رقبته: هل جهزتم النقود؟
تقدَّم السيد شيوكي و بيده الحقيبة: هذه هيَ..اترك ابني و استلمها.
ريوكا و هو يقرب السكين من كيو الخائفِ أكثر: النقود أولاً.
كانت السكين تعكس بريقها على رقبةِ كيو ليزيد ساي توتراً: كيو..
كانت ميرنا جالسة و تنظر لساي ...كانت تشعر أن قواها تخور كلَّما لاحظت تصبُّب عرقه...
أخذ ساي الحقيبةَ من والده مقترباً من ريوكا: حسنًا..اترك أخي الآن..ها أنا ذا آتٍ بها إليك.
كيو..( أخي!...)
ريوكا بإصرارٍ على عدم تغيير رأيه: لن يأخذ منك الكثير من الوقت يا صغير...لا تعرف كم من الأضرارِ سببها هذا الفتى إلي, لذا فأنا أطمح لأن يبتعد عني بأسرع وقت... لكن هذا لن يحصل قبل أن أطمئن بوصول الثمانية مليارات .
صرخ هاجي مخاطباً صديقه: و هل أنت طامعٌ بها لدرجةِ وضعِ طفلٍ رهينةً لك؟
ريوكا بضحك: طفل!..حتى هذا الطفل يستصغرنا هاجي...أنا طامعٌ بحياةٍ بعيدةً عن الذلِّ و المشقة .. بعيداً عن المشاكل و الأمنيات.
قال و هو يشير بسكينه للأمام محركاً لها ليبعدَ من حوله عنه: يجب أن أخرج مبتعداً حتى تروا طفلكم هذا سالماً..فهو سيبقى معي حتى أخرج.
قلبها انقبضَ أكثر..( سيكشف أنَّ النقود مزورة على هذه الحال...كيو..)
اقترب ساي ليعطي الحقيبة لكنَّه حاول أن يفلت أخاه بحركةِ مراوغة لكنَّه لم ينجح بل كلُّ ما حصل عليه أثرُ شقِّ سكين ريوكا في يده....
أمسك جرحه النازف ناظراً لريوكا بغضب: هذه هيَ الحقيبة هنا...خذها و اترك أخي..
كيو: أخي...هل أنتَ بخير؟
لم تتمالك ميرنا أعصابها لتبقى واقفة فتحرَّكت نحوه مسرعة: ساي..هل أنتَ بخير؟
أجابها : أه...ليس عميقاً...أنتِ ابقي مكانك.
لم تكن آذانها صاغية مما جعلها تتقدَّم و تسحبُ الحقيبة و ترفعها لتقول بجرأة: لن تحصل على ما تريد إن لم تتركه...و إن حصل لكيو مكروه فلن ترى صورة هذه النقود أيضاً.
كانَ كلٌّ منهما مصراً على قراره ...فلو اكتشف ريوكا بأنهم خدعوه قبل أن يبعد كيو سيكون ذلك خطيراً و ربما يقتله أيضاً.....
لحظاتٌ كانت تُسمع بها دقاتُ القلوب و الأنفاسُ المتصاعدة.....
حيرةٌ قد عمت الجميع و خوفاً قد اعتراهم....
ساي وقف بجانبِ ميرنا ليشاركها عزمها بصمت....
الجميع كان يتحسَّس وحدة النبضاتِ المضطربة و كأنَّ قلبهم يحاربُ للخروجِ من مكانه معترضاً...
الإصرارُ و العزم هما الشيئانِ الوحيدان اللذان يستطيعا إنقاذهم من هذا الموقف الآن....
بدأ ريوكا يقترب من ميرنا التي اكتفت من خوفها بالرجوع للخلف كلَّما اقترب منها... فقدت تركيزها ز كادت أن تُسقط الحقيبة التي تحتضنها...تصعد أنفاسها بصعوبة...و ساي لم يستطع الحراك لكون جرحِ يده عائقاً...
لكنَّ المفاجأة....
ضربةُ هاروكي التي أسقطت ريوكا أرضاً:انتهى.
اتجه كيو نحو أخيه المصابُ فوراً: أخي.
جلس ساي فاتحاً باعه ليحتضن أخاه بقوة و شدَّه: كنتُ قلقاً عليك كيو..
كانت عيني كيو تذرف دموعها لأخيه: آسف أخي..كنتُ أحمقاً تسببتُ لك بالمشاكل.
شدَّ ساي على أخيه أكثر بحنانٍ واضح: المهم أنَّك بخير صغيري...لا تعتذر مرَّةً أخرى فأنا من يجب أن أعتذر لك...كنتُ مخطئاً بما قلت....أنتَ طعم حياتي أيها الصغير الأحمق,فكيف لك أن تصدق تلك الكلمات؟
أخذته ابتسامة (طعم حياته..)
اقترب السيد شيوكي منهما بخطواتٍ بطيئة ليجلس هو الآخر: سعيدٌ لكما .
نظر كيو لأبيه الذي بدا عليه الانحطاط نوعاً ما للظروفِ التي مرَّت عليه: ماذا حصلَ لك أبي؟!
ابتسم بحنانٍ له جعلته يشعر لأول مرة بوجودٍ أبٍ رءوفٍ في حياته: لا شيء...عرفتُ كم أنتما عزيزين على قلبي فقط.
رفع السيد شيوكي رأسه لميرنا: شكراً لكِ بنيتي..أنا ممتنٌ لكِ حقاً.
ميرنا و دموعِ الفرح قد سبقتها: هذا واجبي...سيد شيوكي.
نهضَ ساي ساخراً: بدأ خزانِ الدموع بالانسكاب ثانيةً...ألن تكفي عن هذا البكاء المتواصل؟!
ميرنا بتذمر: أنا سعيدةٌ لأجلكم ساي.
وضعَ يده فوق رأسها محركاً بابتسامةٍ طفولية: أشكر هذه السعادة من كلِّ قلبي.
اقترب هاروكي منهم تاركاً ريوكا مغمىً عليه على الأرض: كانَ تصرفكِ شجاعاً يا آنسة.
ميرنا ببعضِ الخجل: شكراً لك...لكن لو لم تنقذني لكانت تهوراً لا غير.
الشاب: لا بأس..أنا لا أكره هذا التهور... لكنَّه لا يناسب فتاةً جميلةً مثلك يا آنسة.
ساي يقاطعهما : شكراً لك يا سيد..لقد أنقذتَ أخي الصغير.
ينتبه هاروكي له: بصدق..لقد أعجبني أخاك..لقد أصبحنا أصدقاءَ جيدون بهذه الفترة.
اقترب كيو منه: و أنا أيضاَ..أنتَ...
ضربَ كلٌّ منهما بيدِ الآخر: ..مثير.
ضحكت ميرنا بخفة: يبدوان منسجمين.
ساي براحةٍ ظهرت عليه بعدَ فترةٍ ليست بسيطة: أخيراً عادت ميرنا.
قالت بضجرٍِ مصطنع: و أين كنت ذاهبة؟
أشار كيو لهاروكي بالنزول قليلاً ليقول بأذنه: لا تقترب منها..هذه هي فتاةُ أخي.
نهضَ هاروكي قائلاً بخبث: واو...
عبر من جانب ساي قائلاً بأذنه: انتبه لها,فربما أسرقها قبل أن تُحكم إمساكها.
بقيَ ساي يتابع الفتى بنظراته حتى وصل لهاجي الواقفِ بزاوية منعزلاً: هل غرقت سفينتك يا رجل؟
هاجي: لقد عادَ كلَّ شيءٍ طبيعياً و أنا من يدفع الثمن فقط.
هاروكي: لا أظنّ...فقد فعلت الكثير و أنا أتممت خطتك بنجاح.
هاجي بفضول ماذا فعلت: ماذا تقصد؟
هاروكي بابتسامة: أخبرت ذاك الفتى أني سأسرق وردته.
كاورو بمرح: هل أنتَ متخصص في خداع الصبيان؟
نظر لها: لكلٍّ مهارته .
هاجي بامتعاض: مهارتك هذه عذَّبتني لمدَّةٍ لا بأسَ بها.
....................
لبَسَ أفضل ثيابه و خرج من غرفته مسرعاً لغرفةِ أخيه ليطرقِ الباب: أخي...أسرع, أمي تنتظرنا.
كانَ صوتُ الأخ مغطى بنبرةِ الإنهاك و التعب: دعني أستريح قليلاً كيو فأنا لم أنم منذ ثلاثِ ليالٍ بسببك.
كيو بخبث: قل ما تشاء لكني لن أفوِّت طبخ ميرنا اليوم...لقد قالت أنَّها ستطبخ الغداء لي اليوم و أبي ينتظر بالأسفل كي يذهبَ معنا .
فتح ساي جفنيه و قال بعدم مبالاة: اذهبا و سألحقكما بعدَ قليل.
رفع كيو كتفيه بمرح: كما تريد ساي.




قراءة ممتعة،،،،،،،




س: هل صدمتم لسهولة الإنقاذ؟
س: هل تصورتم أن تكون هذه خطة هاجي و مادونا؟
س: هل تعذرون ردة فعل ساي؟
س:أجمل مقطع؟




[ZE]
[/COLOR][/COLOR]



.
[/align]
[/COLOR]
[/FONT]

[/COLOR][/CENTER]
رد مع اقتباس