الموضوع
:
ختم فضي | سوادٌ ربيعيٌّ !
عرض مشاركة واحدة
#
2
06-03-2016, 04:02 PM
εмεяүs✿
مهما كان الأمر قاسيا
..
مهما كان مؤلما
..
لا تجعله بتلك القيمة التي تفقد من اجلها حياتك
!
نزلت بفرح من الحافلة ، و البسمة لم تفارق شفتي
..
خطواتي الرشيقة سابقت بتلات الزهور التي حركتها النسمات المفعمة برائحة الورود المنعشة
..!
أجر حقيبتي بشوق و أنا أتأمل المدينة التي غادرتها منذ ثلاث سنوات ، لم تتغير مطلقا
..
ربما قد شيدت بنايات جديدة و لكنها لم تغني عن الأساسيات
..!
كنت قد سافرت الى مدينة اخرى حيث تقطن جدتي الثرية ، و ذلك لأتلقى تعليما ثانويا بمستوى يليق بعائلتها كما تزعم
!
رغم انني
-
على ما أظن
-
كنت سأتلقى نفس نوع التعليم الذي تلقيته هناك لو بقيت هنا
..!
نسيت الأمر و أنا أشعر بدقات قلبي تتسارع عندما تذكرت ان صحة أبي قد ساءت في السنة الأخيرة
..
و قد سافرت جدتي الى هنا للاطمئنان عنه ، و عندما أسألها عنه تجيب دوما بنفس البرودة و الصرامة
"
اهتمي بدراستك كايسي ، و لا تتدخلي في أمور الكبار
..!"
آه ، كم كرهت تلك الجملة
..
انا في الثامنة عشر و لا تزال تقول عني صغيرة
!
أتعجب حقا كيف قضيت تلك السنوات من غير أن أجن من صرامتها و منعها لي بالسفر لرؤية عائلتي ، فقط اتصال واحد مرة في الأسبوع لأمي
..!
انا متلهفة لرؤية أمي و أبي و معرفة المفاجأة التي حضراها لي ، فعلى ما أظن ان ابي سيكون قد تحسن
!
وصلت أخيرا الى الشارع الذي أقطن فيه
!
منزلي الجميل اشتقت اليه حقا ، ليس كقصر جدتي و لكنه بطوابقه الثلاث و لونه المخملي و حديقته الصغيرة الجميلة قد كان أحب الى قلبي
..!
وصلت الى المكان الذي ظننت ان فيه سأجد منزلي ، و لكن عوض ذلك قد وجدت بيتا فخما ربما حجمه ضعف حجم ما كان عليه و ذلك لأن المنزل الذي كان موجودا بجانبه و انا صغيرة قد اختفى ، ربما قد اشتراه ابي و دمجه مع منزلنا
..!
"
ما الذي حصل هنا ؟
!
هل أخطأت العنوان ؟
!"
هذا ما قلته تلقائيا و أنا أعاود النظر الى اسم الشارع و مكان المنزل ، انه هو نفسه
..!
شعرت بالسوء لأن منظره قد تغير و توجهت الى الباب الخشبي البراق بعد أن تخطيت الحديقة التي تغيرت تماما و الورود الجميلة المعبرة عن فصل الربيع
..!
فتح الباب ليقابلني شاب وسيم حقا ، حدقت به بعيني الزرقاوتين بغباء و أنا أرجع شعري الحريري الأسود الى الخلف بحركة رشيقة من يدي
!
سؤال قد تبادر الى ذهني بحت به تلقائيا و أنا احاول ان اكون لبقة و ان لا أصرخ به
"
عفوا، و لكن مذا تفعل في منزلي ؟
!
"
نظر الي ببرود مع ابتسامة استهزاء و كان سيجيب و لكن صوت تلك المرأة التي لن يغيب صوتها من ذاكرتي قد ناداه
"
آيفن ، هل اتت كايسي ؟
!
"
سحقا
!
لما تناديه أمي باسمه و تسأل عني ؟
! ..
نظر إليها المدعو آيفن بهدوء
"
آه أظن أنها ابنتك حقا
..!"
قفزت إلي أمي بعد كلامه و أقبلت تحضنني مع وابل من عبارات الشوق
..!
دموع قد اتخذت لها مجرى على وجنتي قد منعتني من البوح بأي كلمة مما بداخلي ، اردت اخبارها كم افتقدتها و كم حلمت بها هي و أبي
..!
لحظة
!
، أين أبي
..
؟
!
شعور سيء للحظة قد اجتاحني مع بعض الهواجس التي جعلت رجفة تتسلل الى كامل جسدي
..
أبعدت أمي عني برفق بعد ان هدأت دموع شوقي و قلت بشك
"
أمي ، أين أبي ؟
!
لقد اشتقت اليه حقا
"
في هذه اللحظة بالتحديد ظهر أمامي رجل به شبه كبير بآيفن الذي فتح لي الباب للتو
..!
تراجعت بضع خطوات للخلف تلقائيا و أنا أقول برعب
"
من هذان ؟
!"
نظرت الي أمي بابتسامة لم أفهم مغزاها
"
هذا زوجي ادوارد و هذا ابنه آيفن أي ابني
..
أما عن والدك فقد توفي منذ خمسة أشهر
!
"
لم أعلم مذا أفعل
..
أبكي أم أصرخ أكذب أم ألعن حظي
..! "
كفاك مزاحا أمي ، أنا لن أتحمل هذا
"
نطقت بما سبق و دموع متمردة قد تساقطت بحرارة على وجنتي من غير أي سابق انذار
..!
أجل ستكون مجرد مزحة و تمضي
..
سأرى أبي من جديد يبتسم لي
..
و يحملني عندما أقع
..
و يوجهني عندما أضيع
..!
قاطع آمالي الخائبة صوتها الذي أصبح كالجحيم مع ضحكتها
"
حتى لو لم يمت ، كنت سأتركه على أية حال فادوارد احسن منه بمئات المراة
..
كنت أنتظر عودتك لنعيش معا مع زوجي الجديد
"
"
اصمتيييي
"
تهاويت على الأرض غير مصدقة
..
هذه حقا ليست أمي
..!
ليست أمي أبدا
..!
أين أبي
..!
؟ أنا أريد أبي
..!
أ هذه هي المفاجأة ؟
!
أن كنت لن أراه الا في العالم الآخر
..!
فسأذهب الى هناك
..!
سأذهب خلفه الى هناك
..
فذلك اهون علي من العيش في هذا الجحيم مع امرأة تخلت ببساطة و رجل يدعي أنه سيحل محل أبي
..!
نظرت اليه بحقد و الدموع تغطي وجهي
..
ابتسمت بكره و اشمئزاز موجهة كلامي لادوارد
"
احذر فقد تخونك أيضا و تتخلى عنك
"
نظرت الي بحدة لتوقفني عن الحديث
"
تعلمي مع من تتحدثي
..!
"
"
لا تخافي سأتركك مع من تريدين ، و لكن احذري فلن تسلمي مني حتى لو لم أكن موجودة
"
بعينين خاليتين من الحياة لفظت ما سبق و كره شديد حمله لساني
!
و قد كنت أعنيه بكل حرف ، لا نية لي بالعيش بعد هذا
..!
سيارة مسرعة مقبلة
..
مشيت بتثاقل الى غاية منتصف الطريق
.. !
سأنتهي الآن ، أجل سأنتهي
.. !
و سأراه هناك
..!
يد ما سحبتني من أمام تلك السيارة لنرتمي على الرصيف
..
رفعت عيني بكره للذي أنقذني
..
كان آيفن الذي وقف يعدل ثيابه ، مد يده بهدوء نحوي و قال ببرود
"
لا شيء يستحق ان تقتلي نفسك لأجله مهما كان
!
"
انهمرت دموعي مجددا و لكن ليس كرها او حقدا بل ألما
..!!
الحياة لا تتوقف عند ناس خذلونا لان الزمن سيعوضنا بمن هم احسن منهم
εмεяүs✿
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى εмεяүs✿
البحث عن المشاركات التي كتبها εмεяүs✿