ختم ذهبي | لن ينفع الندم... ابدع جديد لزهرة قسمنا الجميلة
دائما تذهلينني بقلمك الذهبي مؤلم هو الشعو بالذنب
والتصميم مذهل وتنسيقك جميل
ننتظر القادم منك دائماً
Zizi هذا الموضوع برعاية فريق تيكدان السعادة على انواع
منها نسعد بها غيرنا
ومنها نسعد بها انفسنا دون الغير
ومنها نظنها تسعدنا...
لكن بالفعل هي تؤذينا دون شعور منا
كان الاذى لنا او لمن حولنا
تساقطت قطراته الساخنة على ورود الباقة البيضاء المستقرة
فوق حجرة القبر، مسح الدموع التي تجحب الرؤية بوضوح ليتمعن
باسم صاحب القبر، قشعريرة سرت بجسده عند تذكره تلك الليلة
وسط سهرة شبابية غزت الاجواء رائحة الدخان والخمور
والحشيشة واشياء اخرى، سار بينهم مترنحا من مفعول
المخدرات الى ان استقر في اريكة واستلقى عليها
ارتج المبنى من دوي انفجار قريب، صرخ احدهم في الشرفة ان دخانا يتصاعد
هرع الجميع للخارج لتفقد الامر بينما هو يترقبهم بوجه البلاهة غير قادر
على التركيز من تأثير المخدر، بدأ تتناقل الرسائل على الواتساب
"انفجار في المنطقة الفلانية بسبب انتحاري
عدد الجرحى...
عدد الوفيات...
وجاري التعرف على الجثث"
لم تمر دقائق على الانفجار حتى دوا انفجار اخر، اسرع الجميع الى
الشرفة ليروا ان الدخان اصبح اكثر كثافة...
وبدأت الاتصالات...
هذا يطمئن على اهله...
وذاك يطمئن على اقاربه...
واخر على معارفه...
بينما هاتفا واحدا ظل يرن وحيدا دون مجيب فصاحبه كان طريح الاريكة يستنشي الشعور الوهمي
الذي يؤمنه له المخدرات... استيقظ بعد مرور ساعات على صوت هاتفه الذي ما زال يرن دون انقطاع
تاثير المخدرات اختفى واصبح اكثر ادراكا لما يجري حوله حمل هاتفه بانزعاج ليرى ان المتصل لم تكن
الا امه، ظل شاردا بالشاشة يحاول ان يتذكر ما حدث قبل نومه لكنه لم يتذكر الا ملامح ضئيلة الى ان انقطع
الاتصال نظر الى الشاشة ليرى الكم الهائل من الاتصالات التي وصلته من امه وثلاث رسائل، هذا بغض
النظر عن كثرة الرسائل على الواتساب، فتح اول واحدة من الرسائل الثلاثة ليجد ذلك الخبر المفجع
اخوه الاصغر نزل للشارع بعد الانفجار الاول لتفقد الاوضاع، وفوجئ مع كل من فعل مثله بانفجار
من انتحاري اخر خطط لتفجير نفسه ما ان تتجمع الناس، والان اخوه في المستشفى جريح، فقد الكثير
من الدماء وهو بحاحة لمتبرع والاسوء ان اخوه رغم ان فئة دمه نفس فئة دم اغلبية البشر o+
الا انه كان من نوع خاص، فكان يتحسس من الكثير ممن دمهم o+ وبما ان والدته مصابة بداء
السكري فيستحيل ان يسمحوا لها ان تتبرع له، وضع الهاتف في جيبه بعجل ليأخذ سترته ويهم بالخروج
استأذن من صديقه صاحب المنزل مخبرا اياه عن سبب عجله فأوقفه صاحبه
امسكه من ذراعه مرجعا اياه للخلف
- انت... ما هذا... ما الذي تظن نفسك فاعلا؟!
سحب الاخر يده بعنف :
لا وقت لدي للشرح اكثر... حالة اخي بين الحياة والموت
- أتدري ما سيحدث لو تبرعت له بدمك؟ سيجرون فحوصات
عليها قبل ان يعطوه اياها، وسيكتشفون انك تتعاطى
كما سياخذونك للسجن ويعذبوك لكي تخبرهم من اين اتيت بالمخدرات
وانا لست بحاجة لان تورطني بمشاكلك
توقف عندها عمران وجمدت الدماء في عروقه، اكتشافهم
انه يتعاطى يعني القضاء على مستقبله
يعني حياة في السجن مزرية
يعني تلطيخ سمعته بين الناس
اخاه بين الحياة والموت، لوهلة تراءت له صورته
يبتسم وفكر ان تلك الابتسامة لن يراها مجددا
شقاوة اخوه...
لعبه...
ضجيج الصاخب...
كل ذلك مر في ذاكرته
كلهم سيخسرهم ان لم يتبرع له
ايختار مستقبله ام شقيقه؟
ايقظه من عمق شروده وحيرته صاحبه ليقول له
- حتى وان تبرعت له فهم لن يعطوه دماء
تحتوي على تلك الكمية من المخدر
جسمه ليس معتادا عليهم وسيموت بسببك
ترددت الكلمة في عقل الشاب وهو يحاول ان ينكر كلام صاحبه يحاول ان يبحث
يآئسا عن ثغرة في ما قاله لكن دون جدى، لطم خديه عندما علم بما تسبب به بفعلته
حين كان الامل الوحيد لاخيه تخلى عنه فمصيره الموت الان...
تراجع واضعا يديه على راسه بحسرة وجلس في الزاوية وهو يردد
"لا يمكن ان يحدث ذلك...
لا بد من وجود حل اخر...
لا يمكن ان يحدث ذلك..."
عندما احس صاحبه ان عمران يكاد يصاب بالجنون اسرع اليه محاولا تهدأته، امسك بذراعيه
وهزه ليصحو مما يشغل باله واعدا اياه انه سيجد حلا، هز الاخر رأسه راضخا لكلام صديقه
ليرن الهاتف مجددا في جيبه انتفض فجأة وأخذ الهاتف بيدين مرتجفتين ليرى ان المتصل
امه مرة اخرى، بين خوفه على اخاه وخوفه من انكشاف امره كاد ينهار وانهالت دموعه مدرارا
اخذ صاحبه الهاتف منه ليضعه جانبا ثم حاول تهدئته من جديد، نظر الى عمران بجدية وقال:
لدي بعض الاصدقاء قد يساعدون، نحن فقط بحاجة لنجد احدهم نفس فئة دمه
بدأ الاتصال بأصدقاء له لكن الاغلبية حالهم كحال عمران يتعاطون لحد النخاع
اخيرا استطاع ان يجد احدهم، اعطاه عنوان المستشفى ليذهب اليها ارتاح بال
عمران قليلا عند سماعه للخبر ولكن اتصال امه مجددا اثار فيه الرعب
من جديد، لاحظ ذلك صاحبه فحاول طمئنته ان صديقه لم يصل للمستشفى بعد
ظلوا يستمعون بصمت الى رنين الهاتف الى ان انتهى، اسرع اليه صاحبه واطفئ الجهاز كي
لا يعاود الاتصال مجددا ويذعر عمران، اتصل بعد نصف ساعة صديقه ليخبرهم
ان
المريض تحسس ايضا من دمه لذلك اعطوه لاخر وعاد القلق ليتلاعب مجددا بعمران،
ينظر الى هاتفه خجلا من والدته... خجلا من اخيه... يغرز وجهه بين جنبيه مكففا يديه بتوتر
صاحبه ينظر اليه محاولا مساعدته بالتواصل مع كل من يعرفه لكن اغلبية
من يعرف شأنهم شأن عمران، الى ان وجد احدهم اخيرا، ارسله للمشفى
طالبا التبرع له، لكن الفاجعة عندما أخبروه ان ذلك الجريح قد مات
عند سماع عمران للخبر اغمي عليه
حبه لاخيه افقده وعيه عند سماع بخبر مماته
تحطم قلبه وعلم انه كان السبب في وفاته
لكن الاغماء لن يفيد
والحسرة لن تفيد
والندم لن يفيد
والاصعب...
كيف سيواجه الان الوالدة؟
وما الحجة التي ستبرر عدم الرد على اتصالاتها؟...
وما العذر الذي يسمح له بترك اخيه يموت دون اكتراث؟...
في صبيحة اليوم القادم
وقف امام باب الدار ليرى الناس في بيته ذهابا وايابا
الكل يعزونه بموت اخيه ولا يدرون انه السبب في موته
تقدم للداخل ليرى امه تنوح امام جثة اخيه الملطخة بالدماء
" يابني ليش تركتني...
خدني معك...
انا مين بعد الي بالدنيا بعدك..."
تقدم عمران بخطوات بطيئة مترددة ليقف امام امه
فجأة سكن نواحها عندما رأته امامها
نظرت اليه بعينيها المحمرتين اثر البكاء
والحقد يتقاذف منهما ليخترقا قلبه ويدميا صميمه
نهضت بحزم لتقول بتهديد امام الحاضرين...
اين كنت ليلى امس؟
تأتئ عمران بصوت بالكاد مسموع وهو يحاول ان
يجعل مبرره السخيف مهما او على الاقل مقنعا
لكن لا جدوى
- ل... لقد بت عند صديق لي ونسيت هاتفي عند
صديق كنا قد سهرنا عنده...
- ولما عليك ان تبيت عند اصدقائك؟...
الم يمنعك والدك من ذلك؟...
اليس لديك منزل لتبيت فيه؟...
اخفض عمران رأسه بخجل لتكمل والدته:
ثم اين حس المسؤولية فيك؟...
كل الناس تتصل وقت الانفجارات باهلها ليطمئنوا عليهم الا انت...
نسيت هاتفك لا باس يمكنك ان تستعير هاتف صديقك للاطمئنان
لكنك عديم المسؤولية ولا تهتم باسرتك كما يجب
اذهب لا سامحك الله لاخر عمرك واني عنك غير راضيه...
اغرب من وجهي لا اريد رويتك بعد اليوم....
نهض من حولها محاولين تهدئتها واقناعها ان عمران بشكل من الاشكال بريء
ربما قد ينجحون في خداع والدته... لكن هيهات ان ينجحوا في خداع عمران
عمران سيتحمل ذنب موت اخيه لمدى العمر حتى لو اقلع عن التعاطي
عاد بالذكرى للحاضر ليبعد عيناه عن الاسم المكتوب على القبر
فقد اصبح بعد ذلك اليوم اسم اخيه ذنب يؤرق لياليه ويثقل كاهله
بالكاد سامحته امه على ما حدث ذلك اليوم بعد ان مرت سنين
ولكن ان ذكر ذلك الاسم امامها لا إراديا يخفض راسه خجلا
نظر للورد الابيض على القبر معتذرا لكن الاعتذار لن يعده للحياة
نهض متثاقلا يجفف دموعه بكمه وانسحب جارا قدميه ككل مرة ينصرف من زيارة اخيه
يذهب اليه خجلا ويعود من عنده مدمرا
لحظات النشوة لا يمكن تقديرها بثمن في آنها
لكن احرس ان لا تضر تلك اللحظات باللحظات القادمة مهما بعدت
فمهما بالغت في حذرك
انت لا تدري ما يخفيه الغيب
فاحرس على ان لا تتحول لعبة القدر الى ذنب يلاحقك بما جنته يداك... |
التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 06-10-2016 الساعة 04:05 AM |