حينما ارجع بذاكرتي إلى الوراء أرى وجوه كثيرة تحمل برودة الشتاء و قسوة الثلوج
أحس إنني تائهة على وشك الضياع
حيث لا احد هناك ينير لي الطريق ويعيد إلي البصير
فما بين الصمت والوحدة انهار دموع تغسل الهموم و أودية من نزف وفيضان من وجع
تخلى عني الجميع ولم اعد اعرف ما الصواب
ولكن لا أزال انتظر الجواب
أحسست بالضياع وان أيامي سوداء
أنت من أضعت الماضي السعيد أنت من جلبت الحزن إلى الطريق
آنت من انثنيت عن المسير في عالم مليء بالضيق عالم تعبره الآهات
ويكوي صمته الآلام ويعتصر جوفه الحزن وآنا لا أزال غائبة عن الوعي
وينادي القلب الأليم بصوت حزين
فلا أجد مجيب ولا أذن صاغية للقدر المستجيب
فتتساقط دموعي مبللة وسادتي البيضاء
وتبقى كلماتي تردد الصرخات
لا نفسي خرجت ولا قلبي رحل ولا صوتي أنتدثر مع أوراق الخريف
واللهب متزايد داخلي يقتل كل مشاعري وإحساساتي بالحياة
فاصمت وادع الطريق يسير في كنف منير واستسلم لحزني الكئيب
وأتقوقع داخل ألمي يحيط بي عجزي ويفتك بي جرحي واختنق بصمتي
لأنني حينها اعلم أنني أصبحت وحيدة أضحيت وحيدة
وما أتعس مشاعر الكآبة التي تجتاحني
فهذه هي الصورة التي تركتني بها خالي وسأبقى كذلك إلى مماتي