هل حدث واستيقظت يوماً ما بعالم غير عالمك ؟
بزمان غير زمانك ؟
الكثير قد يتحدثون عن كون بداية الإنسان بداية همجية ! لا مكان فيها للسعادة والبقاء للأقوى
لكن بصدق هل سمعتم أن شخص ما من قبيلة ما حاول خيانة رئيسه وأسرته بتلك الحياة البدائية التي تتحدثون عنها ؟
أنا مستعد لدفع حياتي بأكملها مقابل عودتي لذلك العالم مرة أخرى .
هناك حيث لن تجد الأقنعة الكثيرة , هناك لن تحدق بك عيون ماكرة ولن يحاول فرد من قبيلتك خداعك !
فكل من بالقبيلة شخص واحد , أجل ربما لإن الشجار يعني هجوم بقية القبائل علينا ويعني نهاية القبيلة بأكملها , لكن مهما كانت الأسباب يستحيل لصديق أن يخون ويقتل صديقه هناك .
~~~~
- " ديف "
تردد صوت صرخاتهم بأذني , وقد شعرت بتلك الحرقة المؤلمة بها مما دفعني للابتسام بهدوء فربما ليس جميع من بهذا الزمن بهذا السوء حقاً !
شعرت بأحدهم يرفع جسدي عن تلك الأرضية الباردة ونظرت لأعينهم المتوسعة وقد كان بعضهم يبكي بالفعل !
من قام برفعي عن الأرضية الباردة هو ذاته الذي كان السبب بتواجدي بهذا المكان وقد تحدث بصوت حزين , نادم ربما :" أرجوك ديف لا ترحل , أصمد قليلاً وسيكون كل شيء بخير أعدك "
كنت أشعر بألم شديد لذا لم أتمكن حتى من الابتسام له !
تحدثت شقيقته الصغرى بكل آسى وحزن :" لماذا عليك فعل ذلك ؟ لماذا شاركت بحربنا ؟ أنت حتى لست من هذا الزمن ! لا شأن لك بما يحدث , صديقنا كان مجرد خائن خطط لقتلنا , إذن لماذا أنت من يدفع الثمن ؟"
أغمضت عيناي وأظن أنني تمكنت من رسم شبه ابتسامة على شفتاي لهم , سمعت أصواتهم جميعاً وهم يحاولون التحدث معي وإبقائي مسيقظاً , الكثير من الذكريات عادت إلي , عندما قابلتهم أول مرة كنت أحاول إصطياد دب بري بمفردي بوسط الغابة ! وعندما كاد يقضي علي ظهروا هم من العدم لم اكن أفهم أي شيء , لم أعلم أنهم بشر حتى فثيابهم كانت غريبة لذا صنفتهم فقط كمخلوقات جديدة وربما خطرة فهم قتلوا الدب بسهولة وعن بعد !
لم أعلم كيف تناسيت قلقي منهم عندما قام احدهم بتقديم قطعة من البسكويت لي , أمسكتها وبدأت باشتمامها قبل أن يجبرني ذات الشخص على تناولها وبتلك اللحظة تخليت عن حذري وأصبحت كالطفل أريد المزيد لدرجة أنني تسللت لأمتعتهم لسرقة المزيد وانتهى بي الأمر هنا معهم , إعتنوا بي وقاموا بتعليمي كل ما يعرفونه بالرغم من أنني كنت كالطفل المغفل ! وبالنهاية أحدهم ومنذ البداية كانت عيناه مُظلمتان ! ربما بسبب أنني كنت دائماً أراقب فرائسي عن كثب تعلمت لغة العيون , بالتأكيد نظراته لم تكن جيدة لي أو لهم , لذا تتبعته كفريسة وهو حاول قتلي وطردي وتسبب لي بالمشاكل مع البقية وبالنهاية اكتشف الجميع الحقيقة لكنني وببساطة لم أكن لأسمح له بإيذائهم , أنا لا رغبة لي بالعيش بهذا الزمان منذ الأساس , أفضل العودة لعالمي البدائي أو الموت لا يهم لكن لا أريد رؤية أحدهم يقتل الآخر بسبب فاشل أو يخون صديقه لأجل منصب أو مال بدل من التعاون معاً , هذا مؤلم للغاية أنا لم أعتد على هذا العالم أبداً , حياة الغاب التي وصفنا بها كانت ألطف وأجمل , عدونا الوحيد هي الحيوانات المُفترسة ! القبائل الأخرى
لم تكن لتؤذينا إن لم نؤذيها , لا يوجد خيانة أيضاً ربما القليل ولكن بكل مئة شخص ربما واحد فقط قد يكون خائن
فتحت عيناي مجدداً لأنظر لهم واتحدث بصعوبة :" سعدت بالتعرف عليكم حقاً , لكنني لست من هذا العالم ولا أرغب حقاً بالإنتماء له , رحيلي أفضل بكثير , شكرا لكل ما قدمتوه لي "
صوت شهقات بكاء الفتيات إزداد بينما الشبان فقد أغمضوا أعينهم ومنهم من كان ألطف من أن يحبس دموعه , بالنهاية ربما لم يكن الأمر سيئاً للغاية ! أعني لازال هنالك أشخاص طيبون هنا .. هذه كانت آخر فكرة خطرت بعقلي قبل أن يختفي كل شيء