كنت بالمطبخ وحدي و والدي يعمل بمكتبه في الأعلى..
همس آرثـر من خلفي : هيه , لمَ تذكرين اسمي كثيراً و أنتِ نائمة ؟!
التفت نحوه و قلت ببرود : هه و لم اذكر اسمك الغبي هذا ..؟!
قال آرثـر بهدوء : لقد قتلي بأنك تودين لو تقتلينني..!
صدمة قليلا لكنني ابتسمت و التفت لأكمل عملي في غسل الأطباق..
سمعت آرثر يتنهد من خلفي , ثم جلس على كرسي يراقبني من الخلف.. لم أشعر بالراحة..
تذكرت أن شعري تركته منسدلا على ظهري.. لا شك بأنه يراقبه..
مددت يدي و جلبته كله الى جانب كتفي.. فقط هكذا.. لكنني لم ألحظ أي حركة..
التفت و لم أجده.. أين اختفى ؟!.
اقترب منتصف الليل , فاستعدت بنفسي و أنا أفكر هل حقا قلت أنني أود قتله..
فكرت كثيرا ~ لكنني شعرت بالدوار لذا ذهبت بسرعة و ارتديت بنطال قصيرا الى ركبتيّ
و قميص بلا أكمام أبيض اللون , ثم نزلت الى المطبخ و أخذ سكينا صغيرا فضياً.. و وضعته بجيبي..
التفت و فزعت و أنا آرى آرثر أمامي ! لأن المطبخ كان شبة مظلم !!
قال ببرود : لا تنسى أن تربطي شعرك..
قلت له بعناد : لا سأترك كما هو.. أنه شعري و ليس شعرك..!
ضيق بين عينيه و أقترب منه بخطوات سريعة.. خفت كثيرا و تراجعت إلى أن اصطدمت بالطاولة خلفي..
مد يديه من بين رأسي و ربط شعري من الخلف..
حدقت به عن قرب , آه كم هو وسيم للغاية بل لا يمكن أن يوجد شخصا بمثل جماله..!
نظر نحوي آرثر وقال : ألا ما تحدقين ؟!.
نظرت بعيدا و أنا أشتعل خجلا , قلت : أنا لم أحدق..!
ارتعشت و أنا أراه يخفض ذراعه الى أن أحاطني و قربني منه بشدة.. حتى أنني رفعت رأسي كي لا
احتك بكتفه.. ثم شعرت بالبرودة و الظلام يحطاننا.. كم أنا غبية ظننت أنه.. ××
كان علي أن أعرف أننا سننتقل.. >.>.. أصبحت فجأة تأتيني أفكار غبية !
وصلنا الى نفس الساحة التي تدربنا بها نهاراً.. تركني و مشى مبتعدا..
آه كم كان المكان مرعبا , الغابة في الليل ..!
.. كنت أسمع أصوات غريبة.. و دون أن أدري مشيت خلف آرثـر و أنا أمسك طرف رداءه الأسود. surprised.
التفت نحوي و قال بصوت خفيض معاتبا : فلــوور , أبقي هناك..ermm
قلت بقلق شديد : مممـ ماذا ؟! هل تريدني أن أموت رعبا أم تقطعني أحد الحيوانات ؟!.
قال ببرود : لا يوجد حيوانات مفترسة هنا.. قفي هناك و سأراقبك من هنا..
قلت بسرعة : لا لا.. المكان مخيف هناك ××..!! أرجوك لا تتركني وحدي..!
أمسك بيدي فجأة و قادني نحو أحد الأشجار.. جعلني أقف أمامها.. ثم صدمت و أنا أراه
يرفع يده أمامي و يظهر منها ما يشبه الحبال السوداء , التفت حولي و ثبتتني على الشجرة..!!
قلت بصدمة : آرثــر !!.. ماذا تفعل eek.. تقيدني ؟!!!
ابتسم آرثـر ابتسامه شريرة و قال : لا تخافي لن أدعك تموتين ! .
صرخت به : أيها الـ.. , كيف تفعل هذا بي ؟! .
قال لي ببرود : لقد رأيت بالفعل مناظر بشعة و مخيفة , ألا تستطيعين تحمل فقط هذا..!
حدقت به و أنا أتذكر كلام والدي.. أخذت نفسا عميقا ثم زفرت.. وهو يراقبني..
قلت له بهدوء و ثبات : حسنا.. فك قيدي.. سأبقى هنا..
ابتسم مشجعا و قال : هكذا أفضل..
ثم رفع يده المشعة و اختفت الحبال..!
أكمل : و الآن ارتاحي هنا و أعلمي بأنني قربك.. سأختفي فقط..
قلت ببرود أخفى رجفة خوف : أجل..
سرعان ما اختفى و بقيت وحدي أحدق بالظلام.. وضعت يدي في جيبي و أتحسس السكين..
همست بخفوت : هيا أخرج أيها الوحش أينما كنت.. أريد إنهاء الأمر..
فجأة واتتني الحماسة فصرخت : هيااا أيها الجبااان أخرج , سأقتلك.. سأقطعك.. هل تريد قطعة مني هاه ؟! تعال إذن.. أيها الظل المتعفن الغبي الـ.... *.*’
تكونت أمامي ظلال غريبة حتى أصبحت ظلا واحدا كبيرا بذراعي كالسكاكين , و وجه بشع مرعب..!!
تجمدت بمكاني برعب هز أوصالي كلها..
كشر عن أسنانه المخيفة , فقلت بخوف شديد : كـ..كنت أمزح معك يا صديقيtongue , هل قلت متعفن ؟!, أنت لم تتعفن بعدnervous ~~’ ..
لكنه أخذ يطير نحوي ببطء.. فلتفت و قلت : هرووووب *()*..
ركضت بشدة بين الأشجار.. و أنا أشعر به يلاحقني.. أسمع صوته المرعب خلفي كالثور الهائج..
قلت صارخة : لاااا .. قلت لك أمزح.. اتركني و شأني..>()<!!
لكنني تعثرت بغصن و سقطت أرضا بقوة على الحشائش..
أمسك بي الظل من قدمي و رفعني عاليا ثم ألقى بي.. لم أدرك بأي سرعة فعل هذا..!
سوى ارتطامي بشجرة ضخمة.. و سقوطي..
فكرت بألم ~ آه أين آرثـر بحق الجحيم ؟!!
تقدم الظل حولي و الجو بدأ يختلف .. مد ذراعه نحوي و أمسكني من رقبتي وهو يرفعني ..
شعرت بأنه يخنقني.. بالكاد أتنفس.. فجأة قال لي : أخرجي القلادة..!!
كان صوته مريعا , فقلت بألم و أنا أحاول أبعاد ذراعه التي كالسكين عن رقبتي
_ أنها ليست لك..
غضب بشدة و عيناه الحمراوان تشعان فتركني لأسقط على الأرض من ارتفاع شديد..
و : (( ـآآآآآه )) صرخت بألم فضيع ليس بسبب السقطة ,
بل أن السكين الذي في جيبي غرز بفخذي !!
أخذ الدم يتدفق كالشلال.. و أنا أتألم بشدة... غضضت على أسناني و بشجاعة..
سحبت السكين بقوة , ووضعت يدي مباشرة على الجرح الغائر ~~
آه كم هذا مؤلم لحد الموت..
سمعت صوتا رفعت رأسي لأرى الظل ينزل من أعلى الشجرة كالكرة ~!!
ثم سقط أمامي ليتكون بشكله البشع..!
رفع ذارعيه كالسكاكين و كاد يهوي بها على و أنا أغمض عيني بقوة..
سمعت صوت صراخ مريع .. حدقت حولي و رأيت آرثـر وهو يقطع ذراعيه بسيفيه الحادين..
ثم قسمه نصفين.. أتى نحو سريعا و قال وهو يجلس أمامي : كيف جرحتِ.. هل أنتِ بـ...؟!
قاطعته و أنا أصرخ : آرثـــر .. انتبه..!!!
كان الظل يحاول مهاجمة آرثـر من الخلف , لكنني قفزت و طعنته بالسكين ,
بعدما غرس يده الطويلة بـ داخلي.. تلاشى بشكل مفاجئ..!!
سقطت على آرثـر ودم يدفق من حلقي أخذت أسعل بشدة , تمنيت لو أغشي علي..
لكن عقلي الأحمق يأبى إلا أن يتابع ما يحدث..! وضعني آرثـر على الأرض وتعبير قلق على وجهه..
مسح على شعري ثم على وجهي لوهلة فزعت لأنني ظننت أنه لا يعرف كيف يتصرف لكن بحالتي لكنه..
نزع رداءة الأسود و لفني به , ثم حملني كأنني طفل صغير و عبر بي مدخل كالبوابة..
وضعني على فراش ما.. ثم مسح بيده على وسطي حيث الجروح..
و أنا أراقبه بعينين ذابلتين , و حلقي يشتعل نارا لم أقدر على الكلام بشيء..
وضع يده على الجرح الذي سببه السكين.. قال بخفوت وهو يمسح عليه :
_ لقد قتلتِ الوحش.. وحدك..!
نهض واقفا و أمال بجسده علي و أنا ملفوفة بـ رداءة , تعجبت بشدة وهو يضمني برفق..
همس : صباحا , سيكون كل شيء بخير ‘فلـور’..
آرثـر هذا , أنه مطمئن جداً , لقد تركني !.. كان عليه أن يتدخل قبل أن أصاب..!
لكن بشكل ما , عرفت بأنه سيكسر عظم مني , أو أطعن هكذا ..!
سأريه حالما استعيد عافيتي.. سأضربه حقا cry!!
أفقت في اليوم التالي و أنا بفراشي بمنزل والدي.. لم أقدر على النهوض..
كان وجهي حاراً جداً.. قلت بتعب : أ ..أبي.. أبي..
دخل والدي ومعه وعاء به ماء بارد و قطعة قماش نظيفة..
جلس على السرير وهو يمسح على شعري قال بقلق : فلور صغيرتي , كيف أصبت بالحمى..؟! أشربي هذا الدواء..!
شربت الدواء قليلا و والدي يضع على جبيني كمادة باردة..
قال بقلق : هل أنتِ بخير الآن..؟!
لم أقدر على أجابته.. أغمضت عيناي أريد النوم مجدداً..
قال والدي مجددا بقلق بالغ : لا يمكنني تركك هكذا وحدك ؟! .
قلت حينها بتعب : لا عليك.. سأكون بـ بخير.. سأنام قليلاً..
غادر والدي الغرفة وهو يتحدث بالهاتف.. التفت جانبا بصعوبة و رأيت آرثـر يقف قرب النافذة..
اقترب مني و جلس على طرف السرير قال بهمس : فلـور..
ألقيت عليه نظرة باردة ثم التفت الى الجهة الأولى.. و أغمضت عيني..
قال من خلفي مجدداً : فلـور , هل أنت بخير ؟! أنكِ حارة جداً..
تنهدت بأسى على حظي , الذي جلب لـ هذا الـ آرثـر الشرير و الأبله ! ~ كيف له أن يفهم أمور المشاعر هذه !!
انسلت من عيني دمعة حارة.. ارتجفت و أنا أشعر بيد آرثر الباردة تمسحها..
ظللت مغمضة عيني , لعلة يظنني نائمة و ينصرف ~
لكنه همس بقربي : ليتني أقدر على تخفيف هذه الحرارة عنك..
ظللت صامتة نائمة .. لكنني أسمع صوته.. شعرت به مسح على شعري ثم اختفى شعوري به.. |