{الجزء الثاني عشر }
(( فتــاة مسمومة !! ))
---------
فتحت عيناي و أنا أشعر بأنني أفضل حالا , بعد حمام آرثـر المتجمد !!.
نهضت و أخذت حماماً آخر قليل البرودة ..
ثم عدت لغرفتي و ارتديت ثوبا خفيفاً قصير الى ركبتيّ بكم طويل.
سرحت شعري و أنا جالسه على فراشي..
همس آرثـر من خلفي : أأنتِ بخير الآن..؟
مد يده من خلفي وهو يتحسس وجهي , أبعدت يده بهدوء و عدت لتسريح شعري..
قال مجددا بهمس هادئ : هل أفترض أنك غاضبة مني ؟!.
تنفست بهدوء و قلت بهمس : كلا.. لكنني أشعر بالسكينة..
كنت أكذب بالطبع.. أنني أريد بعض الوقت مع نفسي.. لتفكير بكل شيء ~
لفني آرثـر نحوه وهو يحدق بي قال بهمس و جدية : هيه يا فتاة ظننتك شجاعة و قلت بنفسي فلأمنحك بعض الحرية بالتصرف مع ذلك الظل.. و لقد نجحت , قتلته !.
قلت له ببرود أنا أرفع أحد حاجبي و : حسنا ...!
ضيق بين عينيه و قال ببرود وهو يترك كتفيّ : حسنا أسلوب الثناء لا ينفع معك ما رأيك بهذا..
أكمل بابتسامه خبيثة : بالرغم من أنك هربت كالدجاجة هاااع !!.
اتسعت عيناي و قلت بهمس غضب : حقا ؟!. كنت تتوقع مني أن أواجه وحشاً بسلاح صغير !!
عبس آرثـر و اختفت ابتسامته الساحرة و الساخرة بنفس الوقت..!
قال وهو ينهض من السرير : حسناً , اعترف بأنني تأخرت, لكنك اختفيت بسرعة و أضعتك لثوان !
قلت و أنا أنظر نحوه بتعابير حزينة قليلا : أتعني أن كل ما حدث , معركتنا ! بثوان فقط !!.
أومأ برأسه و قال بهمس وهو يقف أمامي : كانت معركتك أنتِ بالأحرى , المهم.. لا أريد رؤية ذلك التعبير على وجهك..
قلت بتعب : أتقصد تعبيري و أنا جريحة ! اعتذر عن مظهري البشع ..!
اقترب من أمام ساقي و أنا أرفع رأسي لأنظر نحوه.. قال بهمس بارد وهو يحدق بوجهي :
_ تملكين شيئا فلـور , شيئا يجعلني أثق بك..
تأثرت بكلماته هذه , يثق بي.. آوه كأنني حلقت بضع سنتيمترات ~
قلت له بهمس : أنت لم تخرج من عالمك ذاك كثيراً , أليس كذلك ؟!.
قال وهو يضيق جبينه : خرجت عدة مرات , لكن لم أتواصل مع أحد.. كنت أتعرف عليكم أيها العاديون من بعيد..
نثرت شعري خلف ظهري بعدما أنهيت تسريحه و قلت بهمس و حنان تجاهه :
_ سأكون مخلصة لك إلى أن أسلمك القلادة..
تغير تعبير وجه آرثــر قليلا وهو ينظر نحوي..
هل تأثر هو أيضا بكلامي ؟!!. لكنه انحنى وهو يقرب وجهه متأملا..
تراجعت قليلا و قلت بخجل : إلا ما تنظر ؟!.
اعتدل و قال بنصف ابتسامه : عيناك..
ابتسمت له , لكنه بخفه قفز ليجلس خلفي **’ !!
أخذ يمسح على شعري مجدداً ~ اوف من هذا الشعر الذي أخذ عقله !!
مد يده وهو يقول : أعطيني الشريط..
سلمته شريطة شعري الحمراء , فربطها بخفه..
قال من خلفي بابتسامه تخيلتها : هكذا جميل..
تحسست شعري و قلت ببرود : المهم أنه مربوط..!
أمسك آرثـر بيدي و قال معاتبا : لا تفسديه ! هيا اذهبي و تناولي شيئا..
نهضت و أنا التفت ناظرة نحوه و اتجه نحو الباب بخفه قلت ببرود : إذا كنت معجبا بشعري لهذه الدرجة فسوف أقصه و أهديك أياه..
رد من خلفي بصوت بارد هادئ : لم لا تأتين كلك الى عالمي..!
كنت أمسك بمقبض الباب عندما قال هذه الكلمة.. التفت نحوه متعجبة بشدة..
لكنه اختفى *.* ".. مالذي قاله ؟! أريد أن أتأكد >.>؟ ! .
-------------
نزلت في الأسفل فسمعت صوتاً مألوفاً.. ألتمعت عيناي و ركضت لأرى ~
"تــوم" يقف بالردهة و والدي يغادر للمطبخ . التفت نحوي و ابتسم بسحر..
ركضت نحوه و عانقته , بينما هو احتضنني بحرارة..
آه هذا الفتى ذا الابتسامة المريحة ..
أمسكني و قال وهو يتأملني : لقد قال لي إدوارد أنك تعانين من الحمى , هل أنتِ بخير الآن ؟!.
قلت له بمرح : أنني بخير الآن بعدما رأيتك.. ^.^ ~
أجلسني على الأريكة و جلس الى جانبي , وضع يده على جبيني و قال بقلق :
_ ممم.. لا تزالين ساخنة قليلا.. كل هذا بسبب إضرابك عن الطعام..!!
قلت بخجل : سآكل الآن , لقد فتحت شهيتي ..
دخل والدي و اقترب مني و لمس جبيني هو الآخر ..
قال بقلق طفيف : تعالي و تناولي الطعام حتى تشربي الدواء..
نهضنا معا الى غرفة الطعام , وجدت أصنافا كثيرة طلبها والدي من مطعم فاخر..
فأكلت كثيرا و استمتعت جداً.. ثم شربت الدواء ..
بعدها قال توم لـوالدي : سأخذ فلور في جولة...
ابتسم والدي لي و قال : لا تتأخرا..
خرجا معاً الى الحديقة حتى حل المساء ثم ذهبنا الى مطعم كبير..
عرفني توم الى أصدقاءه و كان يوم ميلاد أحدهم , فجلسنا و استمتعنا كثيراً..
حتى أحضروا الكعكة الكبيرة و بينما الجميع منشغلون بالضحك..
أحسست بألم غريب بقلبي.. و ضيق شديد.. فنهضت و أنا اعتذر أريد غسل وجهي..
مشيت بالممر , ثم فجأة أنطفأ النور.. و شيء ما أمسك بيدي ثم سحبني الى الظلام..
قال آرثـر بغضب : مالذي تفعلينه ؟! .
اعترف بأنني فوجئت به قليلا.. قلت بتعجب : ماذا ؟!.
ضيق آرثر عينيه التلان بدأ لونهما يشع بالأحمر .. علمت أنه غاضب بشدة !!.
قلت ثانية مهدأة : أن هذا المكان ليس خطراً..
قال آرثـر بغضب : ألم أخبرك أنه لا مزيد من الأشخاص.. أنا قد أقتلهم لأجل سلامتك أنتِ !
قلت بارتباك : آه أنت لن تفعل صحيح أعني هم ليسوا خطراً.. ؟!.
بما أن نظرته مرعبة و الظلام من حولنا يخنقني..
أكملت بسرعة : حسنا ..حسنا.. سأعتذر منهم و أخرج !
قال ببرود و عيناه تلمعان : و لمَ تعتذرين أصلاً.. سنغادر الآن ..
قلت معترضة : لا لا مهلاً....
لكنه أمسك بمعصمي و شعرت بدوار كأننا بدوامه ~~!
|