عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 06-15-2016, 06:25 PM
 

الفصــــــل الســـادس : فلندع كل شيء للقدر ..

"أمي ما الذي يجـــري؟ ، أنتما تعرفان بعضكما أليس كذلك؟ "

" ألم تسمعي ما قاله للتو؟ "

"بلى ولكنني لست بمغفْلة.. بالرغم من صغر سني فقد بدى لي

واضحاً بأن هنالك علاقةٍ بينكما "

" أنتِ تتوهمين"

" حــقاً ! إذن لمــاذا لم تنطٌقي بحرفٍ واحد عندما سألتكما بينما

أجابني هو"

" أتعملين بالصــحافة لتحققي معي هكذا ، وهل تفيدك أي معلوماتٍ

بشأنه؟ "

ثم صمتت فجأة ونظرت لوجه جين تتفحّصها وعلى وجهها ابتسامةٍ

ملتويه .. دفعتها لتطرح سؤال استفساري .

"ماذا، لمــاذا تنظرين إلي هكذا ؟ "

" هــل يعقل بأن ابنتي مهتمةٍ به ؟ "

صاحت جين باضطراب :


" لا، بالطبع لا ، كيف لي أن أهتم بشخصٍ حتى لا أعرف اسمه ؟"

" إذن؟ ما سر اهتمامك به "

" أنه الشخص الذي حدثتكِ عنه ، الذي ساعدني في ذلك

اليوم وكنت قد طلبت منه أن ينتظركِ لأنكِ أردتِ شكره"

اتسعت عيّنا ماري دهشةً وهي تقول :

"هـو منْ ساعدك ؟! "

"نعم ، و بينما كنت أبحث عنكِ لمُلاقاته وجدته بين يــديك مٌسبقاً"

" كفـــى ! هل تسخرين مني الآن ، يا لــك من ابنةٍ وقحه ! هيـا

تحركي علينا الذهــاب للمنزل بما أنه لا حاجةً لوجودنا هنا "

" حســنا أنا آســفه لم أقل سوى الذي رأيته ، ففيم انفعالك؟"

أجابتها ماري بصوتٍ خفيض محدثةً نفسها :

" لأنكِ للتو بدوتِ لي ليث وليــس جيــن"

"أمي هل قلتي شيئاً ؟ "

"لنعود للمنزل"

*****

" أمي هل ترغبين بمباشرة العمل في مثل هذه الســاعة المتأخرة من

الليل؟! "

" لدي بعض الأعمال لأٌنجزها كما أنني لا أشعر برغبةٍ في النوم

،اذهبي أنتِ للنوم،غداً لديك مدرســة "

"حسنــاً ، تصبحين على خيــر"

حــاولت ماري العمل بالرغم من انشغال بالها بماحدث اليوم ،

ونتيجةٍ لذلك فشلت كل جهودها المبذولة في صرف انتباهها

" أوف ! ماهذه الصُدفــة الغريبة ! ، كنت قد أيقنت بعد مرور ما

يقارب الســت سنوات بأنني لن التقيك مجدداً يا ليــث ، لوتعلم كم

عدد المرات التي ترددت فيها على ذاك المكان حيث التقيتك لأول

مرةٍ على أمل اللقاء بك من جديد أو حتى رؤيتك عن بعد، لتظهر

عند يأسي بـمُلاقاتك بــصفتك شُرطي مرتديــاً زييك العسكري،


وذلك القدر !.. الذي جمع بينك وبين أُختك صدفة ثم مرةٍ أخرى في

المركز ، أهوصدفة أم قدرلقائكما ؟ إن كان قدراً فحتماً ستلتقيان

مجدداً ولكن السؤال ؟

مــاذا عليّ أن أفعل بشأن جيــن؟ ، أأخبرها بالحقيقة أن ليث أخيها ؟

، وكيف أفعل ذلك فهي حتى لا تعلم بأنني كنت متزوجةٍ قبل أن ألتقي

بأبيها "

تنهدت ماري بعمق كـــأنها تحمل هموم العالم على أكــتافِها ، زفرت

بضيق ثم حسمت تفكيرها في عبارةٍ واحدة

" حـــسنا فلندع كل شيءٍ للقدر "

*****

كـان ليث قد وصل أخيراً لمنزلهِ فبعد خروجــِه من المركز لم يذهب

مباشرةً للمنزل بل ظل يتجول بالطرقات مضيعةً للوقت ..

" أهلا بعودتــك .. ليث ، إنها الثالثة بعد منتصف الليل "

" آه ، عم ماركو، ألا تزال مُستيقظاً ظننتك نائِماً ؟ "

"لا أشعر برغبةٍ في النوم لذا فكرت بالعمل "

حدق العـم مطولاً بوجه ليث مُتفحصاً حاله من رأسه وحتى أخمص

قدمــيه قبل أن تستقرمجدداً على وجهه ثم قال :

" تبدو مُستاءاً ألهذا تأخرت كثيراً "

" لما تعتقد ذلك؟! "

"لأنني أعرفك جيداً، بقيت معي ما يكفي من الوقت لأتعرّف

على تصرفاتك .. كــنت سأقول تأخرك بسبب العمل ولكن

لا يبدوا كذلك "

عندما تأكد العم بأن هنالك سبباً آخر تقدم نحوه وربت على كتفيّه

مُواسـياً :

"لا تستاء بُني، أياً كـــان السبب فعلى كلٍ هكذا هي الحيــاة يوم

عليك ويوم لــك"

" شكرا عم ماركو، دائماً ما أجدك عندما أشعر بالضيـــق .. هل

أستطيع أن أطرح عليك سؤالاً؟ "

" بالتأكـــيد ..تفضــل"

" ماذا تفعل لو أن شخصاً ما تحبه قد هجرك في يومٍ كنت في أمس

الحاجة إليه ثم عاد مجدداً بعد مرور سنوات ليطلب الصفح

والغفران ، ماذا كنت لتفعل لو أنك بمكاني؟؟"

فكرالعم قليلا ثم أجاب :

" الجـــواب بسيط "

" كيــــف؟ "

"ألا تزال تحبه؟ "

" اعتقد ذلك "

"إذن فلتمنحه فرصةٍ ثانية "

" ذلك صعب عليّ ..لقد جرحني كثيراً "

" بُني أن تمنح فرصةٍ واحده لا تعني لك شيئاً على كل حال ولكنها قد

تعني له الكثير، ثم ليس من الضروري أن تخبره بأنك قد منحته

الفرصــة وأيا كان ذلك الجرح فالوقــت كفيلٌ بشفائٍه ..

اذهب واسترح الآن أنت بحاجةٍ للراحة "

***

في صباح اليوم التــالي استيقظ العم كعادته مبكراً ولكن المفاجأة أن

ليث قد سبقهُ إذ وجده العم يتناول افطاره وهو في كامل استعداداته

"عجباً ماذا أرى ! منْ يقف أمامي الآن ؟

أتساءل ماإن كان هنالك رابط بينه وبين شاب الليلة المــــــاضية؟ "

" هه ! لدي مهمة فريدة من نوعها وسألقى حتفي لدى أول مُحاوله..

إن ذهبت بحالتي تلك "

سكت يعدّل ثيابه في علامة للرحيل ثم أضاف :

"
عم ماركو سأضطرلمفارقتك لوقتٍ غير معلوم ، قد آتِ من فترةٍ

لأخرى لتفقد ما قد يلزمني لاحقاً من هنا "

" يا له من عمل ! حســنا بُني أسأل الله أن يوفقك وأن يعيدك لي

سالمــاً.. لا تعد إلي إلا وأنت منتصر"

"حسنا لك ذلك"

بعدها توجه ليث للمركزلتلقي التعليمات الأخيرة من رئيسة بما قد

يلزمهُ من أمورلغيابه الاضطراري عن المكان لفترة ، منعاً لوقوع

الأخطاء في حال تمت مُلاحقته أو تتبْعهِ لإي سببٍ كــان ، مضى

في طريقة لمهمته الجديدة .. شغل باله فكرة واحده

" ها أنــا في طريقي لمهمة مناسبة عم أبحث عنه ، سأجد تلك

العصابة ! "

رد مع اقتباس