06-15-2016, 07:11 PM
|
|
الفصـــل الســابـــع: النصف بالنصف ! مضــى على بقاء ليــث في مهمته الجديدة أكثر من ثلاثة أشهر
حتى بدا مـعروفاً بشخصيــته المُزيفة لدى أغلــب المواطنيـن . كــان يجلــس دائـماً على صخرة بالقرب من البُحيرة للاستجمام عندما لا يجد ما يفعلهُ . في مثل تلك اللحظــات .. ذات مساء سمع وقع أقدام تخطو نحوه بخِفّه من خلفِه فتعرّف على مالكها ولكنه لم ينتبه على الرجل الآخر برفقته الذي جلس في زاوية أخرى على كُرسٍ خشبيّ فاخر يحتسي شرابه بهدوء .. " أنــت ! إن سيــدي يُريدك لتعمل لصالحـه ، فتحرك معي للذهــاب إليــه" هدر به بلهجةٍ آمرة مُستفزة . "حــقاً ، تُرى وهل لدى سيدك إي فكــرةٍ عني.. لابد أنكم سمعتم بالشائِعات ، أنا لا أعمل بالمجان " غضب الرجل لما في نبرة ليث من ثقـه وغرور وتعالي فقــال: "تبــاً لك ! نـعلم بذلـك ، كم تُريــد ؟" " النصـــف بالنــصف مع سيدك" زمجر الرجل غــاضبا : " مــاذا؟! منْ تحسب نفســك هــا؟! " " إذن ، فعلى ما يبدوا بأنكم قد فوّتم الجزء المُثيــر في شُهرتي " " أعتقد بأنهُ إن لم يتم ضربــك جيـداً حتى المــوت لــن تعذُرنــي لذلـك" وبينــما هّم الرجل بضرب ليث ورفع قبضــته في استعداد
للهجوم أمره سيده بالتراجع وتقدم نحو ليث "همم ! تعجبني شخصيتك يــا فتــى تبدوا مـاكراً ولا تخــاف من شيء كمـا تقول الشائعــات عنك ، حســناً اتفقنا على المبلـغ ولكن هل ستعمل لِحسابــي ؟ " "إن كان لديك مثل هذا المبلغ متوفرٍ حاليــاً فلـك ذلك" لم يتحمل الرجل الآخــرعجرفة ليث مع سيدهِ فرد مقتضــباً: "سيدي نحن لسنا بحاجةٍ إليــه، دعنــا فقط نُنجر عليه ونُريــه مكانتهُ ونبحث عن غيره" " ولكــننا لن نجد بأفضل منه وأنت تعلم بذلــكمُسبقاً ،لذا تحكم بأعصابــك لبعض الوقت" "حــاضر سيدي" أُمر ليث بأن يتخلص من عصابةٍ ما إذ كانت على خلاف مع منْ اتفق معه وكما هو معروف عن ليث بأنه دائما يُنجز أكثر من المطلـوب ، و أثنـاء انشغاله بالمهمة لاحظ بأن هنالك من يتعقبـه عن بُعد فتظاهر باللامبالاة لأمره حتى انصرف وحده بعد انتهاءه من مهمته بنجاح مُبهر فقال ليث في سره : "يبدوا أنني قد أصبحت موضع اهتمام لكثيرٍ من العٍصابـات حتى يراقبوا تحرُكـاتي عن قرب " بعد عدة دقائـق في مكانٍ آخــر مجهــول : بعد انتهاء ليث من مهمته بنجاح باهر ، عاد متعقبة إلى سيده ليزف إليه الأخبار "سيدي .. لدي أخباراً ساره" " بشأن كارلوس ؟ " " نعم ، راقبتـه اليوم عن قرب وقد كان ينجز على عصابةٍ أخــرى كالمعــتاد " " هه! لابــد أن شخصـاً ما طلـب منه ذلــك.. وكيف كـانت النتيجة ؟" " كما تقول عنــه الشائِعــات " " همم ! فهمت بمعنى أنه بالفعل ينجٍز أكثر من المطلوب .. صف لي شكلـه العـام بالتفصيــل ؟" " شاب متوسط القــامه ، عريض المنكبين ، في أوائــل العشريــنات ، لدية شعرٍأسود غامقٍ وكثيف وعيـّنان بُنيــتان تميلان للاصفرار قليلا كعينا أسـد ، و بشــرة سمراء ،
كان يرتدي قميصــاً أسود قطني ذات أكمــامٍ طويلــه و بِنطــال جينز أزرق وعلى رأسـه عُصبةٍ سوداء يبدوا كرئيس عصابات ذو هيبه ! " " أثرت حماستي و اهتمامي لرؤيته بوصفك ! ..على كلٍ أحسنت لم أكن أتوقع منك القليل يا روبرت، و الآن اذهب واحضرهُ لي " "ولكن هنالك مُشكــله ؟" " مـاهي ؟ " " إنــه يعمل الآن لصالح عصابةٍ قويه " "حقـا،أذلك ما يثير قلقك ، أتعتقد بوجود عصابـةٍ أقوى منـا ؟" "كلا بالطبــع!" " إذن تحرك ولا تعد إلا برفقته معك .. أرغب في الحديث معه وجهاً لوجه" ذهـب روبرت للبحث عن ليث فسأل بعض المواطنين ، لعله يخرج بمعلومةٍ تدله عن مكانه فأخبروهُ بأنهم يخشون الاقتراب منه لأنهيشكل خطراً عليهم ولكنه يتردد عادةً على مكان ما بالقرب من البحيرة ، حيث تواجد العديد من الصخور بأحجامها المُتفاوتة ، ثم لا يجلس إلا على أكبر صخرةٍ بينهم لرؤية البحيرة عن قرب لربما .. لا أحد يعلم السر في ذلك ! . بناءاً على ما حصل عليه روبرت من معلومات وارشادات سار في اثرها للبحث عن ليث وبالفعل وجـده على أكبر صخره مُستلقياً على ظهرهِ وبالقرب من البحيرة .. تقدم منه روبرت وقال بنبرة مُستفزه مخاطباً بها ليث : " هيي أنت ! كــارلوس،انهض بسرعه " ولكنليث لم يجب عليه وكأنه لم يسمع شيئاً ،فثار جنون روبرت وركلة ركلةٍ قوية أوجعته ، فأمسك برقبته و أطــاح به أرضاً بيدواحده وذلك لأن بنية روبرت لم تكن بتلك القوه فساعدت ليث بسهوله على الهجوم " كيــف تجرؤ على إفســاد مُتعتيبهذه الطريقة الوقحـة! " "أنت تعمل لحساب الجميع ما إن امتلكوا أطناناً من المال صحيح ؟ .. فلما تغتر بنفسك كثيراً الآن" "يبدوا لي بأنك تعلم بوضوح خطورة وضعك الآن ،
فلا تريد أن تُرسل لسيدك بعظامٍ محطمه .. اذهب إليه وأخبرهُ بانني لا أعمل في مثل هذا الوقت من المساء ، وعند غروب الشمس عُد مجدداً .. هيا اغرب عن وجهي الآن! " ثم افلت ليث رقبته وحرره من قبضته " أنت تثير رغبتي بتعجيل منيتك بالفعل !
ولو لم يطلب سيدي مُسبقاً بحسن التصرف وعدم إثارة المشاكل
صدقني لحققت أمنيتك ، إنه يُريد التحدث معك فحسب
و لا يُريدك من أجل العمل في الوقت الحــالي" " ولكنــه يطلُبني لذلك أيضـاً "
تمالك روبرت أعصابه حتى لا تدفعه الحماقة بارتكاب
غلطة بسبب برودة أعصاب ليث وتعجرفهِ فرد قائلاً : "حسنـاً أجل ولكن حاليــاً يطلبك للتحدث فحسب فهلّا
تحركت الآنوكففت عن اللهو ؟ " " خذني إلى سيدك هذا لنرى عمْ يرغب بالتحدث " |
|