يتبع
قال الإمام رحمه الله :
الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين
والدليل قوله تعالى : (( ومن يتولهم منكم فأنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) .
قال الشارح حفظه الله :
إذا أعان المشركين على المسلمين فمعناه أنه تولى المشركين وأحبهم وتوليهم رده
لأن هذا يدل على محبتهم فإذا أعانهم على المسلمين بالمال أو بالسلاح أو بالرأي دل على محبتهم ومحبتهم رده ,
فأصل التولي هو المحبة , وينشأ عنها الإعانة والمساعدة بالرأي أو بالمال أو بالسلاح
فإذا أعان المشركين على المسلمين فمعناه أنه فضل المشركين على المسلمين .
أما إذا أعان مشركا على مشرك فلا يدخل في هذا.
قال الإمام رحمه الله :
التاسع من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه
وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر
قال الشارح حفظه الله :
المعنى أنه يعتقد أنه يجوز له الخروج عن شريعة محمد ,
ويتعبد لله بغير الشريعة التي أتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم ,
وأنه يصل إلى الله ويكون من أهل الجنة ولو لم يعمل بشريعة
محمد صلى الله عليه وسلم كما قال بعض الفلاسفة ,
يتعبد لله عن طريق الفلسفة أو عن طريق الصابئة أو عن طريق التصوف ,
وأنه يصل إلى الله عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم أو عن طريق غيره ,
ويقول : كلها سواء , هذا كافر لأنه ليس هناك طريق يصل به إلى الله
إلا عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم .
ولا يسع أحدا الخروج عن شريعته صلى الله عليه وسلم لأنها عامة للثقلي
ن وهي خاتمة الشرائع أما خروج الخضر عن شريعة موسى فليس له فيه حجة لأن موسى شريعت
ه ليست عامة كشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ,
ولأن الخضر نبي يوحى أليه على الصحيح , وعلى القول الآخر وهو أنه ليس بنبي فليس من بني إسرائيل لم يرسل أليه موسى .
موسى أرسل إلى بني إسرائيل , والخضر ليس منهم فلا يكون داخلا في شريعة موسى .
مع أن الصحيح أ،ه نبي يوحى أليه ولهذا ذهب موسى يتعلم منه .
قال : (( وما فعلته عن أمري ))
هذا دليل على أنه نبي يوحى أليه ولا يمكن أ، يقتل الغلام , ويخرق السفينة , ويبني الجدار عن طريق الإلهام فلا يمكن أن يفعل هذا إلا بوحي .
المقصود أن من اعتقد أن أحدا يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى فهو كافر لوجود الفرق
فشريعة محمد صلى الله عليه وسلم عامة وشريعة موسى خاصة ببني إسرائيل
وشريعة موسى يجوز لغير بني إسرائيل ويسعهم الخروج عنها ,
وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم لا يسع أحدا الخروج عنها .
قال الإمام رحمه الله
(( ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره
وكلها من أعظم ما يكون خطرا وأكثر ما يكون وقوعا
فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه ,
وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم ))
قال الشارح حفظه الله
يقول رحمه الله لا فرق بين هذه النواقض العشرة إذا فعلها الإنسان عامدا أو فعلها هازلا أو فعلها خائفا
هذا يكفر كأن يفعلها ويقول أنا أمزح فإنه يكفر بهذا ولو كان يمزح أو فعلها قاصدا جادا يكفر أو فعلها خائفا يكفر ولا يعذر إلا المكره ,
وهو الذي يكون إكراهه ملجئا كأن يوضع السيف على رقبته ويقال له : أكفر وإلا قتلناك فهذا لا يكفر , ولا بد أن يكون قلبه مطمئنا بالإيمان أما إذا اطمأن قلبه بالكفر فإنه يكفر .
فتكون الحالات :
الحالة الأولى : إذا فعلها عامدا
الحالة الثانية : إذا فعلها هازلا أي مازحا
الحالة الثالثة : فعلها خائفا
الحالة الرابعة : فعلها مكرها وقلبه مطمئن بالكفر
في هذه الحالات الأربع يكفر .
الحالة الخامسة : فعلها مكرها وقلبه مطمئن بالإيمان هذا لا يكفر
لقوله تعالى : (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ))
. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!