Part 1 [ السُقوطُ إلى أعلى | ضياعُ نجم ] المَشْجُ والمَشِجُ والمشَجُ والمَشِيجُ:
كل لَوْنينِ اخْتلَطا، وقيل:
هو ما اختلط من حمرة وبياض، وقيل:
هو كل شيئين مختلطين. " قَبل زمنٍ بعيِد , كانَ هُناك كون فسيح الحجمِ بلا نهاية , كان كونًا مظلمًا مسودًا آخذًا بالإتساع , إنما كانَ ذاك الظلام المُحيط بِه ليس كاملَ الإستحالة ! كانَت هناك أيضَا بضعٌ من النقاط , نقاط صغيرة تستطيع أن ترى , كانت تملك ما يسمَّى بـ" اللون " , كانت تملك أيضا شيئًا آخر إضافيًا يدعى بـ" الضوّء " , سمح لهَا الضوء بأن تُرى , إنما ليس الضوء ما كان يجعلُها واضحة في عباب الكوّن هائل الضخامَه ! فقد كان هنالك العديد منها , من تلك النّقاط, نقاط كثيرة لا تُعد كحجم الكون , كحجم العالم وُجدت ! إنما ما اعطاها قيمتهَا , ما أكنَّ لتلك النقاط حُباً وتقديراً هُو شيء أصغر بكثيِرٍ من تلك النقاط, شيء ليس له حجمٌ مقارنة بالكون, إلا أنه كان موجودًا , شيءٌ يدعى بـ" الكائنات ", وكانَ ما أعطى لتلكَ النقاط إسماً هو كائنٌ يقال له " إنسان " كان ذلك الإنسان ضعيفًا جدًأ , بإمكان أصغر جزيء بالكَون أن يصيبه بعلَّة , إنما كان لهُ شيءٌ أكبر من تلك النقاط – والتي يدعوها بـ" النجوم " – وأكبر من تجمعات النجوم, وأكبَر حتى من ذلِك الظلام الذي يغشى الكونَ بأجمعه, كان للإنسان " فكرٌ وعزيمة " !
كان الفِكر ما يحركُه , والعزيمةُ ما تدفعه , كان الإنسان بفكره وعزيمتِه متواجديِن في إحدى زوايا الكون الصغيرةِ جدًا , على صخرة صغيرةٍ جدًا إنما كبيرة على الإنسان لحتى لا يستطيع الخروج منهَا وإن تسلق لقمتهَا العظمى ! سُميت الصخرة بـ" الآراس " , وعلى الآراس عاش الإنسان .
كان في ذلك الوقت الذي نحكيه , قد مر على الآراس 11 ألفَ دورة حولَ نجمهَا , ما يدعوه الإنسان 11 ألف سنة , كان على الآراس أنهار, محيطاتٌ وبحَار , وكان عليها صخُرة كبيرًةٌ واحِده , أسماها الإنسان قارة , قارةً واحدة عظيمه , عاش عليهَا أولئك الكائنَات : " الإنسان " وجميع ما كانَ حياً , كانت الآراس فريدة ! فبالرغمِ من قلة حيلتهَا وصغرها إلا أنها تميزت باحتوائها على الكائنات ذاتِ الفكر, التي تتغذى على بعضهَا البعض , تحارِبُ بعضها وتموج بالإنفعالات والصرخاتَ ودويٍ من الانفجارات .
- حينمَا تواجَد إنسانٌ مع إنسانٍ غيره, كنَّا بجمعهم نناديهم بشرًا - , أسس قلة من البشر - من هُم أعلاهم رتبةً – عرشًا , أخذو الجزءَ العلوَّي من القارة اللتي اختاروُ لها " ديبوستيا " اسماً ! جُعل ذلك الجزءُ من القارَّة مكانًأ فارهًأ , يموج بأنواعِ من الزهرِ والزرع الملونِ بالأخضرِ وكافة الألوان , وبنو القصور والبلدان , والمقاهيّ وقاعاَتِ حفلات الشاي , فحينمَا تمشي في الصباح, في ذلك الجزءِ المرفهِ من القارة , ذلك الذي أطلقت عليهِ الملكةُ الحمراء اسمَ المملكة الخالدَة , - وتدعَى أيضًا بالنفاية الساقطة عِند أهالي جنوبِ ديبوستيا – كنتَ ترى النبلاَء وسيداتَ الطبقة الراقية يُلقون تحيةَ الصباح , كانَ سكانُ المملكةِ الخالدة من ذوي الطبقة الراقية, فكانَ من غير اللائقِ ألا ينحنيَ الرجال حتى تسقطُ قبعاتهُم أثناء التحية , أما السيداتُ فلمْ يكنَّ ينحينَ بتلك الشدَّة لحتى لا يُقطع حبلُ المشّد ! بالطبعِ فمن لم تكُن جميلَة لم تولد أبدَأ في المملكة الخالدة, حينما كُنت تريد التسّوق ستَذهب إلى مجمع الباترينَات , لتجد أرانب الباترينَات بذَات التعاليّ والرقي الذي يتحلى به السكَّان , فإن لَم تنحنِ وتقطع لها جزءًا من قبعتك ماكانت لتلفتَ لك حين تريد الشراءَ , وكانتَ تكتفي بإرسال أحد الفئرانِ ذوي القبعات للتعاملِ معَك ! فأنت بنظرهَا لستَ سوى قمامة بلا أخلاق لا تجيدُ آداب الشراء – والتي كانَت مقدسة لدى أرانبِ الباترينات -, ستأخذ أغراضك وتأخذ بتأمل المُجمع , ترى الباترينات العملاقَة الصخمَه , التي تعرف أنك إن دخلتها ستريدُ أخذ كلِّ شيء , وحينما ترى الباترينات من الخارج فتراها غرفًا لا تزيد مساحتها عن 5 أمتارٍ مربعة فلن يكون بإمكانك أن تمنع دهشتَك من الطفو على وجهك , حينما ترى صفوفاً تعتقِدُ أنها بلغتِ السماء من طولهَا , مُلئت بكلِّ البضاعة التي يختص بها باعة الباترينَة , فإن دخلت باترينة تختص ببيعِ المعاطفِ مثلاً , ستجدُ صفوفًا مئوية من المعاطف الحمراءِ بتدرجاتهَا وأطوالها وتصاميمهَا , ومئوياتٍ أخرى تخص المعاطف البنفسجيًة, وحين ترفع نظرَك للأعلى لترى نهايتهَا ستجدُ سقفًا من الغيومِ الهامدَة الساكنَةِ بلا حركه , تتغير ألوانها لتُصبح سوداء ليلاً بيضاءَ نهارا , تشفُّ ضوء القمر وأشعة الشموس مما يعطيها ألوانهَا , وما أن تَنزل بعينيك للأسفل تارةً أخرى مُريدًا شراءَ ملابسك ستزيح عينيْك عن صفوف الملابس المعلقة لتبحَث عن بائعٍ تشتري منهُ ما اخترته , فبين تلك الصفوف المؤلفّة سيأخذك من الأعوام ألفٌ حتى تجدَ المحاسِب , تتجول بعينيك قليلاً باحثًا عن طريقةْ تحاسب بهَأ عمَّا أخذت , وبالطبع قد يصادفك بضعُ زبائن من النبلاء فلا تستطيع رفعَ صوتك عاليا ًسائلاً أحد العاملين . لكن إن نظرت جيدًا ستلاحظ – ومن الممكن أن تسمع – أجراسًا عائمةً في الهواء عند متناول يديْك , إنما لا تظهَرُ سوى لمَن يحتاجُها ! وحين ترِّن ذاك الجرس ستهِّم بسماع صوت سلَّم يخترق الصفوف لأرنب لديهِ قبعَّة ووشاحٌ طَويلان بذاتِ اللون الموَّحد لجدرَان المحل , مرسومٌ في الطرف المتدلي من الوشاح شعارُ المحلِّ أيضًا . حينمَأ يأتيك الأرنب فغالبًأ ما يعلم ما تريدُه من نظرةٍ واحدة متحفصة , ما إن كنتَ مشتريًا أم زبونًا بطلبٍ خاص , سيخرج كيسًا من قبعتّه ويخبركَ بالسعر بالنظَر فقط , ولا تشكك بأرانب الباترينات فكمَا قلنا من قبل : الطَّعن في كبريائها خطأٌ مجرَّم !
- حينَ تنتهيِ من التسوِق وتحية المتسوقين هنُاك ستلاحظ أثناء استمرارية العربة بالمسير وجود جحوُرٍ صغيرةٍ لها أبوابٌ قصيرة , لها نصف طول البشريّ العادي, إن غامرتَ ودخلتها , وحينما تبدأ بالاستيعاب أنك دخلت لأحدِ ملاعب الحيَّ الفارهةِ , فلن تجدَ وقتاً للندم ولا الهرب , تستمرُ الكرات تتوجهُ بلا هوادةٍ لجوانِب وجهك وستكونُ غير محظوظ – بعكس من رمىَ تلك الكرة- إن أصابت منتصف وجهك ونزف أنفك, فغالبًأ ستكونُ سيئَ الحظ الذي جعل ممن رمى تلكَ الكرة يفوز بالرهانِ اليوميِّ للاعبين, فمن يضرب الكرة بمنتصفِ وجه غريب يومَ الجمعة يحصل على صرفتين من السكّر , إن استطعت الخروجَ من هنالك حيًا وتوجهت إلى مركزٍ للعلاج فستفاجئ بمدى جودَة الخدمات المقدمَة هنَالك , في البداية قَد يتسلل إلى قلبكَ الرعب من تلكَ الأفاعي المرتديةِ للزي الأببيض الخاص بالمعالجيِن , فكلمَا أصبحَ المعالِج يبدُو كالأفعى أكثَر كلما عرفت قيمتَه العلاجية لدى مركز العلاَج ! فسنواتٌ وسنواتُ من الممارسة العلاجية والقراءة عَن العلاج وأدواته , يتحول الإنسان إلى أفعىً لها أيدً وأقدام , وما أن تجد نفسك قد عولجت بأقل جزءٍ من الزمن بالأدوية الخارقَة الموجوده هنَاك , ستبدأ الصدمة بالتلاشي رويدًا رويدًا حتى تصاب بدفعةٍ أخرى من الذهول, فلن تجدَ مركزَ علاجٍ في المملكةِ لا يخلُو من زهٌو واسع وتطورٍ عمراني عملاق في مبانيه, فحينمَا تعودُ بنظرك لتبصر قبة صالة الإستقبال الهائلَة : خضراء تجدهُا منقوشَة بالذهب, بكتاباتٍ كَتبها أكثر الخطاطيِنَ حرفة في تاريخ تِلك المملكَة ! لمقولاتِ أفضل المعالجين من قد مرُّو على العالم , لتُشاهد الفتحاتِ في القبة يتخللُها ضوءُ الشموس الثلاثِة وقمرُ النهار الأعظم الموجودُ هنالك . وإن أردتَ أخذَ نظرةِ خاطفة على الجدرَان الرماديّة ستجد لوحاتٍ رُسِم عليها عضو الجسِّم الذي يختص بهِ كلُّ قسمٍ , إنما مرسومةٌ بطريقة مبسطه كرسم قصص الأطفال لكيلا تُشعر مشاهدهَا بالتقزز وتصلب شعرِ اليَد, وخطوط سيرٍ منظمَّة أحدُها للعربات والممرضين وآخرُ للمرضى والمعتلِّين , ستجِدُ نوافير الماءِ الصالحِ للشرب في كلِّ زاوية يجاورها صندوقٌ مُلئ بالطعام ما أن تطرقه مستئذًا منه أن يُفتح حتى يخرج لَك ماتريدُ من الطعام, إنما يجبُ عليك رميِ صرفَة السكر التي يطلبهَا في المقابلْ كي لا يُلعن ما بداخل معدتِك من طعام ويصبح فاسدًا! سُحرت تلك الصناديق لفعل ذلِك . والعديد العديد من الأروقة بداخلها شتى الغُرف , إنما هيَ غرفٌ سحرية لا تفتحُ سوى إن أمرتها الأفاعي بذلك , مخبَّئة لا ترى إلا حين تؤمر بأن تفتَح ويكون داخلهَا شخصٌ ما , وحين يخرج تُغلق ذاتيًأ إلى آنٍ آخر . وهنَالك تلك الحدائقُ الواسعَة المكتظة بمروجِ الياسمين والناردين والخزامى وشتَّى أنواعِ الزنابِق , متراميةُ الأطرافِ تستكنُ النفس بحضورهَا لهَا , حيثُ يشع اللَّون الأخضر ويتألقُ تحتَ هالاتِ الضَوءِ الساكنَه , مزينًا بزهرٍ فريدٍ كأنه حجرٌ كريم زُمرديٌ أُغشيَ غلافهُ بحجارةٍ ملونَّة لنيزكٍ ساقط, تتألقُ تلك الحدائق وتتغنى تباهيًأ بزوارهَا وضيوفهَا من المرضى الباحثيِن عن السلام, الهاربيِن من العلل والأمراض وكلِّ سام , كانتِ المملكَة ممتلئةً بكلُّ ما يريد الإنسان ويحلم ! فليس فقطِ مراكِزُ العلاجِ والأسواق والملاعِب المندسَّة في الجحُور, فمدنٌ للألعاب قد بُنيت بالعديد من ألعاب المحاكاةِ المتطورة , كانتْ مُدن الألعاب كحالِ الأسواق , تجدُها غرفًا كالصناديق عاديَّة المنظر توجِد متراصة كمبانٍ سكنية في حديقة , لا يميزهَا عنِ المنازل سوَى صفوفٍ وصفوفٍ منظمةٍ من العائلاتِ وأطفالهِم ! يصطفُّون لدخول تلكَ الغُرفِ العاديةَّ بأبوابهَا الزجاجيَة , كانَ على كُلِّ غرفة من الغرف لافتَة كُتب عليها العديد من الأماكن والأزمنه كـ: ( العصر الجوراسِي : رحلَةٌ على متنِ الأباتوصوُر الاحمر ! ) و ( ملحمةُ الفايكينغ : ملحمةُ أعلى البركانِ المستعر ) و غيرهَا من العناوين ! قد يخطُر في بالك أنها محاكاَةٌ للسينما أو ماشابهها ! إنما ستكُون مُخطئًا بظنك هذا . فما أن تدخُل حتى ترى ديناصوراتٍ تركض وتتعارك , تستطيعُ ركُوبَ بعضها إن لم تقُم بدفعِك بعيداً , أو افتراسك ! وبطبيعة الحال فلَن يتم افتراسكُ فعلا ! صممِت تلك الألعاب لخداع جهازِك العصبي وإشغال حواسِّك كُلِّها لتكون في مكانِ الخطر , إنما داخل عقلك طبعًا , وحينما تَموت أو تفوز داخل اللعبة فلَن يتغيَّر بشأنك شيء لإنما هي محضُ أوهامٍ داخلَ عقلك , قامَت وزارةُ التنظيمِ ببرمجتِها !و " وزارة التنظيم " هوَ اسم الوزارةِ المنتجة والمنظمِّة لشتى الفعاليَّأت والجولاتِ والحفلاتِ وكل ماهوَ ممتعٌ ويحتاج لخبراتِ متقنةٍ لعملها , فهيَ تحتويَ على العديد من المهندسين والمطوِّرين لأجهزتها وادواتها بالإضافة إلى المنسقين ومسؤولي العلاقَات العامَّة من يمكُنهم توصيل طلباتِكَ لمنتجِي الألعاب هُنالِك ! وتلكَ الوزارة هي أحد الـ" سَّبعة " , وما السبعَة ؟ هيَ السبعُ جهاتٍ الوزاريَّة الخاصَّة بالملكَة الحمراء والمواليَة لها , وهيَ ماتُقوِّمُ الدولَة وتُبنى المملكةُ على أساسِها .
- وهل سمعتَ الشائعَة ؟ تلكَ السبعةُ هيَ إرث السَّبعة إخوةٍ للملِكة ! بذكائهَا أخذتٍ من كلٍ ملكهُ وما يورِث , الإنما أاغتيلوا مِن قبلها لئلَّا يأخذوا مقاليد الحُكم وتشاركهَا معهمُ الملكَة ! كانت الملكَةُ ذات حِنكةٍ وذكاء ! واستطاعَت بذلك الدهَاء بناء مملكةٍ للعظماء . استطاعت قتلَ أكبر اخوتها مَن عُرف بالقوةِّ في الشِّدة والرخاء .
- كانَت تلكَ هيَ أساس الشائِعَة ! استطاعَت الملكة بعد قتل السبعَة إخوة من كانوا بالعُمر منها أكبر أن تحتلَّ البلاد وتقتُل كلَ عدوٍ وموالٍ للقراصنَة , مِن القراصنَة ؟ لَم تكن بلادٌ مثل المملكةِ العظمى لتكُون بذلك الازدهار بلا أعباء وبدون دفع ضريبة ! فإن كان الجُزء الأعلى من القارَّة مزهرًا فالجزءُ الأسفل كان محضًا من الدمار , لمْ يعش هُنالِك سوَى الفقرَاء والمشرَّدين الذينَ طُردوا من المملكَة ! , ماجعل ردَّة فعل الجيل الثَّاني بعد انشاء المملكَة يقوم بردَّة فعلٍ قاسية , فكانتِ المملكةُ الوسطَى – التي كانَت وسطاً بين الرفاهيَّة والفقر – ميدانًا للخصامَات بينَ الجيشِ الأعظمِ – الاسم الذي أُطلق عليهِ من قبل الملَكة – والقراصنِة ! كانَ القراصنةُ ردَّ فعلٍ على الدمار الذي حلَّ بكل عائلة كانت قدْ سكنت المملكَة الأدنَى , وبذلكَ صارت هنالِك ثلاثُ ممالكٍ تعرفُ بحالِ سكانهَا , فكان جميع سكَّأن المملكِة العظمى من النبلاءِ والقديسين , والوسطَى من العُمالِ والعامليِن , من كانوا للملكةِ العظمى يعملوُن , والمملكة الأدنى متروكَةً ضائعَةً نهشَ قوامهَا الضيقُ والعسرُ حتى استحالت لليئسِ رمزًا .
- لَم تَكنِ الممالكُ الأخرى بلا حكَّأم ! فللملكةِ الحمراءِ أخواتٌ بالعمر أصغر , لم تكُن إحداهن لتتجرء على التكَّبر , وكمَا كانت حالُ الممالك كانتْ حالةُ حكامِها , فلَم يكنُ لملكة المملكة الوسطَى رأي أو قرار , هادئةً مستكنة بحالهَا ظلت ! أما الأخت الصُغرى لجميعِ الإخوة التسعَة ؟ كانت العاشرةُ هي الأهدأ والألطف , لطيفة رحومَة لحالِ شعبها أحبها الجميع , إنما لم يكن لها قدرةُ لتأمر وتنهى وتكون على إنقاذهِم قادرة , كان عطفُها وحنان قلبها هوَ كلُّ ما تملك ويشع منهَا , وهكذَا كانَ حالُ دبوستيَا التي تُعاني في أحدِ أطرافها وفي الآخر تمرحُ وتسعد ! "
أغلقَ فضيُّ الشعرِ الكتاب , وترددَ على لسانِه الكثير من عباراتِ السخط, لعنَ بداخله ذاكَ الأبله المجهُول الذي وضع قصة الأطفال القديمة تلك على رفِّه ! رمَى بالكتابِ داخِل حقيبته وانزلق الكتابُ حتى سمعتُ وَ إليوت صوتَه يرتطُم بالكتب المجاورةِ له .
اعتدتُ مِن الفتى الحذِق الجديِّ انزعاجهُ الهادئ الدائمَ حينمَا يحضُر شيئًا يُزعجه , نظرتُ إلى أعلى كيِ أستطيع رُؤية الانزعَاج البادي في عينيه , كان طويلُ القامةِ معكرَ الصفوِ أصلًا ! بالرغمِ من قصريَ اللَّافتِ عِندَ طُول الصبية وما أتعرضُ له من نظراتِهم المندهشَة إلا أنيِ كنتُ برشاقتيَ راضية ! كانَ الطولُ لديَّ مزعجًا وبنظريِ يسبب إعاقة في السير أصًلا ! ما سألت اخي عَن سبب الانزعَاج الظاهر عليه من الصَباح , أكملتُ سيري وأنا أنظُر إلى الأمام, شارعٌ إنجليزيٌ روتينيْ ,سيرٌ روتيني , لا جديد يحصُل وفقط أنا أحس بالملل , إلتففنَا في آخرِ منعطف فرأينا الزهَر الموحش ذا الأشواكٍ الناميَ على البوابة ! ولوحَةٌ قديمة بدا لكأنها من أيام الحرب العالميَّة الأولى تبدو على طريقها للتحطُم كتب عليهَا : مدرسَة شيفرد العُليا .
في الداخل سترَى مدرسةً ذات مساحةٍ ليست بالصغيرة , بحديقتها الواسعةٍ المنظمة , يوجِد في وسطِها نافورةُ مياهِ بيضاءَ ذات زخارفٍ عريقةٍ أكل عليها الزمن , عليهَا تمثال لسَبعةٍ من الرجال , كانت هيئتُهم كما الأُمراء ! يتوسُطهم أميرٌ جالس إلى عرشِه , بدا الزهُو والفخر في جلسته ! أحاط به الستَّة الجبابرة الواقفون , بشموخٍ وعلوٍ بارزين , كُتب تحتَ تمثالهِمُ الكبير : " للذكرى , ملُوك ديبوستيا السبعَة " .
أكاد أقسم أنه لوُ كُان أمامي مرآة لكانت هي إليوُت الآن ! فحينما التقت نظراتُنا في تلكَ اللحظَة انصهرَت نظراتُ الحنين الباديَةُ على وجوهنا والتحمت , فكما اعتدنا على أن ننظر إلى تلك التماثيِل كَّل صباح فلم نكُن ننظر إلى بعضنا بعدها ! إلا أنه قُّدر لنا ذلك اليَوم النظر , ساورني شعُور مؤكد بأن له كشعورِ الاندهاش البادِ لدي , وخطر السؤال ذاتُه لكلٍ منا , مَن هُم هؤلاءِ حقًا ؟
استمررت أنظر لباقي الحديقَة , فحول جهتي النافورة كانت الحديقَةُ المشجرة الواسعة بكراسيها الخشَبية . يجلسُ عليها الطلبةُ لمختلف الأسباب إن فرغُو من حصصهم , كراسٍ خشبية أكل منها الدهر تكاد تسقط , لا يتم تغييرها أو طلائُها سوى مرةً كل بضع سنين ! التففتُ مع أخي لنجلسَ في الكرسيِّ المعتاد لنا أمام بوابةِ المدرسة الداخلية , راجيةً من كل قلبي ألا يكونَ قد جلس شخصٌ آخرُ عليه !
إنما خاب رجائي , فما ان أردنا الجُلوس جلس اشخاصٌ قبلنا آخرون , سيستشيط إلي الآن ويرغمهم على القيَام من كُرسيّنا ! هوَ هادئٌ إنما لا يرحمُ وقت الغضب .
نظرتُ إليه ممسكةً بذراعه أحثه على السيرِ وإيجاد مكان آخر , وَلحسن الحظ ساعدني شرود ذهنِه على ذلك ! فمزاجه العكِر اليوم لم يحثَّه على الجدال . مشينَا لندخل للصَّف مبكرًا .
مدرسةُ شيفرد العريقَة , مدرسةٌ قديمة كانَت من أرقى المدارِس حين عهد بنائهَا , لا منافسٌ لها ولتقدمهَا في جميع المجالَات , كانت المدرسةُ كمبنىً جامعي يضم أكبرَ مكتبة في التاريخ , والتي بقيَت في عصرنا الحاضِر هي المستقطب الوحيدَ لأهالي الطلاب كَي يضعوا أبنائهُم ! كانت المدرَسةُ متقدمَة في جميع فروعِ الموسيقى والعلومِ والفنون وكلِّ علم منه يستفاد . فكانت مساحةُ المدرسةِ الهائلةِ المنسقةِ بجميع زوايَاها , المطعمَّةِ بالرخام وأغلى موادِّ البناء , هي محط أنظار جميع ذوي الطبقةِ العالية من أنحاء العالم , فمهمَا دفع الشخصُ لابنه فهي لم تكُن لتستقطب لساحاتهَا سوى أبناء المشاهير ومَن عُرف ! غرفٌ وصالات هائلةَ , وحفلات تثيرُ ضجيجَ الألسُن , كانت المدرسة معجزةً , إنما " كانت " .
أما الآن فقد أصبحتِ المدرسة شبه محطمَّة بعد مُضي 100 عام وأكثَر ! ملوكُها من أنشؤوها , مَن زُينت ساحة المدرسةِ بهم وبتماثيلِهم المطموسةِ ملامحهَا قَد باتُو ماضيًا , ومع مُضيهم خاب بريقُ مدرستِهم ! تحكيِ القصص عَن أنهم مَن خدمُوا الملكةَ وهلةً من الزمن , حتى ماتت – بل اختفت – واختفى السبعةُ حراسٍ لها أيضًا . وبقيت هذه المنشئةُ صامدةً واقفةً لم تزَل .
وصلنا لصفنا – التحفَّة المعماريةُ كباقِي الصفوف – جلستُ بهدوء , مقعدٌ منطوٍ عندَ الزاوية , بجانبيَ أخي الفضي ساكنينَ , كنَا دوما هادئَين ! قلةٌ هم أصدقاؤنا هُنا . كُنا مانطيقَ الضجيج , اخترنا الإكتفاء بمَن معنا في الميتَم , أصدقاؤنا هم وإخوتنا , مُنذ يومِ ان كنَّا عند البابِ واقِفَين ! يمسك أخي بيدي تحتَ نَدفات الثلج المنهمرَة, بلا ذاكرة ولا ذكرىً واحده .
أخوانِ إثنان في السادسة , ليس دَمنا واحدًا إنما أرواحنا متلاصقة , ماذا كُنا نفعل ونحنُ نتوه في الأزقة والشوارِع ؟ طفلان بلا مسكنٍ أو مأمن , كان هذا هوَ السؤال , كنتُ ما أعرف سوى اسمي واسمه , متشبثةً به إلى النهاية وبمشاعر الأخوة التي قد بقيت ! عرفتُ أني بهذا الأبيضِ كالثَّلج سألتزم وسأعهد, لَن يكون لي مَن أحمي غيرُه , ولا من وريثٍ له في قلبي أبداً .
صحوتُ من شروديِ وإذ بالدرسِ يبدأ , دخلَ مُعلم الفلسفةِ وأخذ بالكلام, أخذَ يتكلمُ عن شيءٍ ما يبدُو كأنه عن إمكانية وجودِ عالمٍ آخر هُنا , عن إمكانيةِ وجودِ حد لعجرفة البشر وماشابه .
كان مستواي الدراسيُّ مرتفعًا , أحببتُ العلم وتعلقت بهِ كل ذرةٍ من روحي , فكان للجهل والغيَم المخيُم على ذاكرتي يحثني إلى أن أملئ الفراغ بمعلوماتٍ أكثر ! واكثر , أن أتعمق أكثر وأفهمَ طبيعة ما بهذا العالم , وهكذا كانَ أخي أيضًا , بالطبع . لربما لسنَا بتوأمٍ بالدمِ إنما بالأفكار واحِد , بالروح إثنان محصلتهَا مشيجٌ واحد أبيضُ وليلكيٌ كالخُزامى والثلجِ الذين كانا أول ما نرىَ في ذكرياتنَا الباقيَة ! أول ماسقطْت أعيننا عليه .
بعد انتهَاء الدرس قررنا الانسحاب من حصةِ علم الأحياء , إن كان هُناك مالا نُطيق تعلمَه فهو المواد الدسمَةُ ذات الرخِّ الكثير , قررنا التوجهُ إلى المكتبة , عالمنَا المضيء في هذه المدرسةِ الموحشَة , بممراتهَا الكُبرى وقاعاتهَا المهجورة , كانها قصرٌ قتِل حاكمهُ وعائلته . تلك المدرسَة عالمٌ شبحي كاملٌ مفصول عن البقية بالنسبة لنا ! دخلنا إلى المكتبةِ وهممنا بالقراءة .
عاد إليوت ليأخذَ الكتاب الذي أصابه بالسخطِ هذا الصباح , بدى لي أنه يجذبُه بشكلٍ ما , إرتئيتُ ان ألقي عليه نظرة فاحصة , نظرتُ إلى الغلافِ فرأيتُ العنوانَ بلغةٍ مبهمة , وحينما ركزَّت اكتشفتُ أن هذا الكتاب قديم, قديمٌ ذو طابعٍ كلاسيكيٍ بدى كأنه صنعِ مع مدرستنا ! إنما لُغته الغيرُ إنجليزيةٍ هي ما أثار انتباهي , وما أن نظرتُ للصفحةِ الأولى فإذ بي أجدُ اللغةَ نفسها على الغلاَف كُتبت بها كلُّ السطور !
نطقَ الحجر وإذ بي أنا أهلعُ من مفاجأتِه : ( نعَم , أعلم , وأنا أيضًا أتسائلُ من أين لي بمعرفةِ هذه اللغة ؟ لَم أقرأها من قبل أبدًا , إنما فقط عرفتُ كيفية ذلك حينَ بدأت ! ) .. كانَ يجيب على نظراتيَ المتسائلة , أبعدتُ عينيَّ عن الكتاب وأخذتُ بالهروبِ لكتابيَ مرةً أخرى .
أخذتُ أقرأ في كتابٍ عن علم الفلَك , وغرائب مايوجَد في هذا الكونِ الفسيح, نظرياتٌ عن نشأته وماضيه , معلوماتٌ مهمة عن النجوم , والكواكب , السُدم, الإنفجارات الكونية , أخذت أقرأ المزيد, لكأني سألتهِم الكتاب , علمي المفضل كان الفلك, فلطالمَا نظرتُ إلى السماء , أحاول الوصول ببصري إلى النُجوم ! احاول الولوجُ إلى الطريق إليها , كنتُ أمد يديَّ عاليًا محاولةً لمس السماء , والشغف في صدري يرقصُ مريدًا الخروجَ ليرى هذهِ الساحة الكونيَّة العظيمة , حلبةٌ يتراقصُ بها كلُّ ما وُجد ! أردتُ أن أعانق المجراتِ , أن أشعَّ كنجمٍ عالٍ لا يُضاهيه البشر, الوصول للحد الأقصى من كلِّ شيء , الذهاب بعيدًا بعيدًا لذلك الضياء المتألق في الظلامْ , والبقَاء هناك ! لا أعلم كم استمررت احاولُ النظر إلى النجوم التي تتوارى خلف أضواء المدينةِ الحمراء , أضواءٌ مُقيته ضئيلةٌ لا تقاس حتى من صغرها , كيف لهَا أن تحجب ضوءَ النجوم عن عينيَّ ؟ إنما استمررت بالنظر, إلى بعض النجوم القاهرة التي استطاعت تجاوَز وهمِ الضوء ذاكَ والسطوعُ , استطاعت اثبات نفسهَا كأطول من عاش في الكونِ حتى ماستطاع غيرُ الشمس اخفاء ضيائهَا عنَّا !
أخذت أقرأ وأستمرُ بالقراءة متخطيةً الزمن متناسيةً إياه , حتى انقضى الوقتُ المتاح لي لأستمر بالقراءة بنهايةِ تلك الحصة .
نبَّهني صوتُ أخي : ( لاف ! أين طرتِ ؟ نحن على الأرض ) .
( لحظة واحدَة فقط , لأنهيَ هذه الصفحَة ! ) أجبتُ وانا أكادُ البكاء .
تنهَّد إلي للحظة , ثم أردف : ( انهضي هيَّا , سنعود بعد انتهاء درسِ التاريخ ) .
وضعُت فاصل الكتاب على الصفحةِ التي وصلتُ إليها , أغلقتهُ ونهضت مع تنهيده : ( حسنًا , لا بأسَ هيَا ) .
أخذنا نخطو خارجين َ من المكتبَة , إلى الدهليزِ الطويل المؤدي لحصَّةِ التاريخ , كنَّا متأخرين أصلاً هذه المرَّة بسبب الصفحةِ التي قرأتهَا , إن قدرة أخي على تحملي كبيرة ! فلَو كان هوَ من تأخر لأخذت بالتملل وحثه على إنهاءِ القراءة .
اتخذنَا قرارًا بأخذ طريق مختصَر لم نسلكهُ من قبل , أخذنا بالمشيْ سريعًا إلى أن وصلنا إلى أحد أروقة المدرسة المهجُورة . نادرًا ماكان شخصٌ ليتجرأ على المجيء إلى هذه الأروقَه , كُنت فعلا أصابُ بالرهبةِ وأقشعر من مجرد النظرِ إليها خوفًا من ظهور شبحِ طفلٍ ما أوماشابهه في نهاية الروَاق . تمسكتُ بإليوُت وأنا شبه مغمضَةُ العينين , نظرتُ إليه لأطمئن فلاحظتُ نظرةَ إنزعاج باديةً في عينيه بسبب ألتصاقي به , إنما لم ابه بذلك . أخذتُ نظرة خاطفةً استغرقتْ جزءًا من الثانية , وحين أفكر , لمَ نظرتُ أصلاً ؟ وكان هنالك ما دعانيِ للنظر وقتها , نظرةٌ استغرقت منِّ جزءًا من الثانية , إنما استطعت ملاحظةَ كلِّ ما حدث وكانه كان دهرًا ! تباطئ كل شيءٍ لوهلةٍ وكأن الزَمن توقف ! فما أن مررنا بجانب أحد الأبواب , كانَ باباً ضخمًا لامعًا لا ينتمي لهذه المدرسةِ القديمة التي تغطيهَا الرمال , بدى لكأنه بابٌ بنيَ مع المدرسة إنما لَم يستطع الزمنُ تغييره . ما أن مررنا أمام ذلك البابِ ذا الزخارفِ الذهبية حتى انطلق مِن الجوهرةِ التي تعتليه شعاعٌ أزرق , أصبحَ يتدرجُ إلى الأحمر, لكأنما عرفنَا الباب فصرخ بانفجارٍ هزَّ الأرض جميعها , أحسستُ بوطئةِ الانفجار حينمَا بدأ , وحينما دفعتني الريح وأخي إفترضُ جزء الغريزةِ في عقلي اني بهذهَ اللحظةِ سأنسحق على الجدار الموازي للباب العملاق , وبدأت جزء مِن عقلي العد حتى وصلَ إلى الثانيتين ! وحينمَا استطاعت غريزتي استيعابَ اختفاءِ ذلك الجدار استَطعتُ حينها فتحَ عينيَّ !
كنا في داخل زوبعةٍ هواءٍ هائلةَ , وإذ بيد إليوُت تُمسك بي !
نظرتُ إليه وهوَ يصرخ بأعلى نوعٍ من نظرات الجُنون : ( لاف ! إياكِ وترك يدي ! إياك !!!! )
كُنت قد بدأتُ أفقد الوَعي تحت ضغط الهوَاء . إنما أبقتني يدي الممسكةُ بيد إليوت ! لم نستطع الإمساك ببعضنِا طويلاً , ابتسم جزءٌ ما من عقلي , فهكذا ما كُنَّا دائمًا ! أنا المستسلمةُ التي لا تريد جعل أخيها يقلق مثقال ذرَّه ! وأخي الملاكُ الحارس الفضي لي ! رأيت تمسكَه فيَّ ونظراتِ القلق الجنونية التي تصرخُ في عينيه , امسك بيديِ وكان لكأن الأرض تسحبه إلى عمقهَا والسماء تسحبنيِ للأعلى ! أولم يَكن من المفترض لملاكيَ أن ُيسحب للسماء ؟ وأنا الهزيلَة المظلمة حادةُ القِصَر من تسحبني الأرض دوما كي أزول وأضمحل إليها ! أن أصبح جزءًا منها ؟ إنما لَم أتركه , زاد تمسكيَ به ! إن فقدتُ إليوت أو فقدنِي فكأن السماء انفصلت عن الأرض , اوليسَ هذا بمستحيل ؟
بدأ الضغط الهائلُ يزداد شيئًا فشيئًا , صرخت : ( إليوت ! ) بينما كان هوَ يصرخ باسمي . يا سمائيِ لا تزولي إن أرضكِ بدونك ليس لهَا من العيش شيءْ ! تمسكت به بأقصى ما استطعت , أنا أندفع إلى الطيران لأعلى وهوَ يندفع إلى أسفل , لكأن الجاذبية تصرخ في وجهي كي أطير ! لا أريد الطيران , ولست أريدُ النجوم, نجميَ الأكبر أمام عينيَّ يسقط وعني يبتعد .
بدأت يديِ تتركُ يدَه , شيئًا فشيئًا لحتى اعتقدت أن القَدر وضع حدًا للقائنا , أن المجرة ترمي بنا إلى زاويتيهَا المتراميتين ! ترمي بعائلتي وكوني الوحيد بعيدًا .
حتى انزلق آخر اصبع من يدي من بيِن يديه, خيَّل لي في تلك اللحظَّة ولادةُ ضوءٍ أسود , خرج في لحظة توقف التلامس وانزلقَ مع إليوُت إلى أسفل, توقفتُ عن سماع صوته المتأخر عن حركة شفتيه التان تنقطان باسمي , رأيتُ الهاويةُ المظلمة تبتلعُه , وآخر نظرةِ انكسارٍ جنونيةٌ أفصحت عنها ملامحه .
عرفت حينهَا بأن لَم يعُد لكل تلكَ النجوم قيمه , وأخذت بالسقُوطِ إلى أعلى . |
__________________
-
يارب، فردوسك لأمّي وأبي وأحبتي أجمعين.
𝐖𝐡𝐚𝐭 𝐰𝐞 𝐝𝐨 𝐧𝐨𝐰 𝐞𝐜𝐡𝐨𝐞𝐬 𝐢𝐧 𝐞𝐭𝐞𝐫𝐧𝐢𝐭𝐲.
التعديل الأخير تم بواسطة LAVANIT ; 06-19-2016 الساعة 07:53 PM |