عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 06-22-2016, 09:34 PM
 

ربما كنت مجرد حمقاء في السابق و لكنني لازلت .. مجرد مدللة في الوجود بعدها انعدمت ..!!
ذكرى و أشخاص كانوا و عادوا واقعا و آخرين اسقبلهم المجهول ..
قد لا أكون واضحة لكنها صيغة الجمود و لسان البرود و فكر أعلن حدود الحدودِ .. !!
- سيلا



{ثنايا صفحات ..!}



صوت رنين الهاتف قد جعلها تستعجل خروجها من الحمام ، رفعت السماعة بسرعة بعد رؤية اسم المتصل قائلة بتأنيب
"سحقا لك فكتوريا ..! لما لم تتصلي صباحا عند وصولك ؟!"


أجابت فكتوريا بعد ضحكة قصيرة مرهقة"جسيكا ، أنا آسفة و لكن فور وصولي كان لدي اجتماع و قد انهيته للتو فقط ..!"

اجابت المعنية بقلة حيلة ممزوجة بشك "لا بأس ..! تبدين متعبة ..!!"

ابتسمت بوهن واضعة كف يدها الناعم على جبهتها " لا، أنا بخير مجرد تعب عابر كالعادة، كيف هي سيلا ؟!"

لم تقتنع جسيكا بكلام المتحدثة معها و ردت متظاهرة بالتصديق "انها كما تركتها يوم واحد لن يؤثر بعد..! لقد قال الطبيب يجب ان تبتعد لأشهر لا ليوم واحد ..! "

ختمت جملتها بضحكة أوقفتها سريعا لصمت الطرف الآخر و اردفت بجدية نسبية "و لكن ، ألم يقل الطبيب اي شيء آخر ؟ أقصد غير الابتعاد عن الاشياء التي تزعجها ، و المضرة بصحتها كهواء المدينة ...!"

استهزاء تبين في نبرة صوتها عندما قالت " أنا أرسلتها اليك نظرا لكلام الطبيب ، و لأنني لا أريدها ان تبقى لوحدها في منزلها ..! لقد اخبرني أن حالتها غير مستقرة لذا النتيجة حاليا غير مضمونة و يجب ان تتجنب الضغط على حنجرتها و الا سيحدث مالا يعلم .. انجاز عملية بنسبة منخفظة مجازفة لن اقوم بها ، فلا نية لي لخسر المزيد "

صمتت قليلا و هي تغرس اناملها في شعرها الترابي بهدوء ، اردفت بانكسار و ألم بعد تنهيدة أخرجت معها كل تماسكها "جسيكا ، انا أم سيئة صحيح ؟! لا أبقى مع ابنتي في هذه الأوقات .. لقد تغيرت كثيرا منذ رحيل والدها ، لم تعد كما سبق أبدا ..!"

دمعة متمردة قد شقت لها طريقا على وجنتها ، في حين ان صدمة قد سيطرت على جسيكا ، فهي لم تسمع في حياتها تلك النبرة نخرج من فمها هي خصيصا ..! صديقتها دائمة التبجح و الروعة منذ أيام الثانوية يصدر منها هذا الكلام؟ فكتوريا ليست بخير ابدا ..! لقد راودها شك حيال الأمر و لكنها الآن متيقنة تماما انها كذلك ..!

ردت بهدوء - ممزوج بتوتر طفيف -على السؤال الغير متوقع من فكتوريا "لا تقولي هذا فكتوريا ،انت تبذلين ما بوسعك .. الامر ليس بيدك ان تبقي معها كل الوقت ، لديك ما يمنعك ..!"

قالت بابتسامة امتنان "شكرا لك جسيكا ، اعلم انك فقط تسايرين كما هي هي عادتك"


•••▪▪•••



-بعد يومين-

نهظت بهدوء كالعادة ، في اليومين المنصرمين كانت تبقى لوحدها في القصر بسبب أشغالهم ، ايريك و جيسيكا في الشركة و إليان يقرا كتبا سواء في غرفته او في غرفة الجلوس المفتوحة ! صحيح ، انها تنزعج من تجاهله و لكنها لا تريد أي محاورة مثل تلك المخاطبة حول الصراحة و ما الى ذلك ، فقد علمت انه في مستوى غير مستواها البتة ، تفكير لا تستطيع تحليله و تفسيره ..!! و حتى كومة الكتب في غرفته

عندما ذهبت الى غرفته كي تحضر مشبك شعرها ذاك ، هي تعلم الآن أنها من جلس و أحضر القصة ، و ليس هو من دعاها ..! هي من تجرأت و شدت خده و لم يكن منه غير ان انتقم بنفس الطريقة ، هي من جعلته يضحك عند خروجها بسبب تصرفها الطفولي الأحمق ، لم تره و لكنها تراهن بأنه ضحك استهزاء او تعجبا من حماقتها ..!!

كرهت نفسها لسبب ما ، جزء قلبها ذاك الذي حاولت تغييره .. فلطالما كانت أفعالها خاطئة و النتيجة دوما سيئة جدا ..!! منذ ان كانت في الثانية عشر من عمرها ، علمت انها لا يجب ان تفعل ما تريد ، لانه دائما سيكون خاطئا ..!

و لكنها كررته و النتيجة كانت فقدان صوتها .. تكفيها الخسائر المتتالية التي حققتها في زمن قياسي .. فلا تريد التعلق بشيء لخسارة المزيد ..! أصبحت حذرة ، تنفذ بصمت و دون اعتراض كلام والدتها .. فلم تعد أصلا تريد شيئا منذ خمس سنوات ..!!

و بعد ان وجدت ظالتها ؛ صوتها أخيرا .. ها قد فقدته بسبب افعالها ، و يعني أنها قد خسرت مجددا ..!!

نزلت بملل مرتدية فستانا أرجوانيا الى الركبة مشدود عند منطقة الخصر بنهاية سوداء تجلت في زخارف انثوية جميلة كما هي الحال عند الأكمام ..!

وصلت الى الأسفل و وجهت بصرها الى قاعة الجلوس المفتوحة حيث يجلس هناك عادة ، و لكنها لم تجده لذا اسرعت الى هناك و هي تدعو ان يكون قد انهى ذلك الكتاب المزعج بالنسبة لها!

جالت ببصرها في القاعة و لم تجده ..! تنهدت بملل ، فهي تريد أي شيء يبعد مللها حتى لو كان بروده او استهزاؤه ، و حتى عينيه ..!



•••▪▪•••


جلس على الكرسي المقابل لوالده بملل
"أهو قرار لتختار لي خطيبة كالعادة !؟"


ابتسم والده بهدوء يبرز وقاره و قد تثبتت عينيه البنيتين الثاقبتين على عينا ابنه العسلية البراقة "لم تحزر هذه المرة !"

توسعت عيناه و لكنه سرعانما اعادها الي طبيعتها و انتظم تنفسه و بجدية غير معتادة قال"ما هو الأمر اذن ؟ انت لا تطلبني عادة الا إذا كان الأمر متعلق بك و بشركتك الموقرة "

انهى جملته بنبرة استهزاء ولدت غضبا في والده الذي حافظ على برودة اعصابه و هدوئه ، اخرج تنهيدة طويلة قبل ان ينطق بسبب استدعاء ولده الى لندن فلربما تلك التنهيدة قد اخرجت معها غضبه"انا و والدتك سننفصل "

ما ان انهى الوالد جملته حتى نهظ من امامه من مكانه قائلا ببرود مرعب على غير عادته "هل هذا كل شيء ؟ هذا يتعلق بها و بك فقط ، لا دخل لي "

و ذهب متجاهلا نداء من تركه خلفه ..! اجل لا يهمه ما يحصل لهم ..والده لا يلتفت اليه الا لأجل نفسه ، والدته قد تخلت عن معنى الامومة منذ زمن ..منشغلة دائما بالأعمال و لا تعود الا ليلا ليحدث شجار بينهما ..قد خرج من قصرهما لينعم لحياة هانئة بعيدا عنهم ، و قد وجد ذلك مع من أراد و أحب ..،

فلما لا يزالان مصران على تتبعه بما يحدث بينهما ..!؟ اجل سيكون بخير من دونهما ، فقد كان كذلك من قبل ...!

او على الأقل هذا ما كان يقنع نفسه به ..!

صعد الى الأعلى و تحديدا الى غرفته الفخمة ! أمسك هاتفه و هو يرسل رسالة لشخص حفظ رقمه عن ظهر قلب ..!

أجابه المعني بالرسالة سريعا و قد اعطاه العنوان الذي طلبه منه قبل قليل ..!

رد عليه برسالة مفادها انه آت إليه!


•••▪▪•••



واقفة في حديقة القصر تنتظر بهدوء أخفى شوقا من اعماقها
..! فجأة ، توقفت امام بوابة القصر سيارة بيضاء فاخرة ..نزل منها شاب وسيم ذو مظهر غير رسمي زاده وسامة ..!


سمح له الحارسان بالدخول بعد ان اشارت لهما بذلك ..! دخل ، و بقي الحارسان في الخارج يقومان بعملهما ..! تقدم من سيلا بخطوات حاول جعلها ثابتة و يبدو انه نجح بذلك ، وقفت هي بدورها و سارت نحوه بخطوات رشيقة تكاد تكون عدوا..!

توقف امامها و انحنى ليصل الى مستواها ، ابتسمت بلطف ليلقي بجسده عليها ..! تفاجات قليلا و لكنها احتضنته بدورها .. رغم انه من الصعب على سيلا أن ترسم ابتسامة صادقة ، الا انها تترسم تلقائيا مع ليام ، فلطالما كان سندها ، اخاها و داعمها ، فلولاه لما تشكلت فرقتهم ، و لما التقت بمايك و جون أيضا ..! لم يقصرا و تعلمت معنى الأخوة معهم ..!!

و بما أن ليام قد أقدم على هذه الخطوة .. فهو بالتاكيد لديه مشكل ما ، أو شيء ما يرغب بقوله ..!!

قال متمتما بهدوء "سيلا ، اشتقت اليك يتاها الحمقاء"

ابتعدت عنه بلطف بعد مدة ليست بالطويلة .. بعثر شعرها متظاهرا بالمرح "لازلتي قصيرة!"

ابعدت يده عن رأسها و رفعت نظرها اليه بانزعاج لانه لا يريد اخبارها بما يمر به ، و لكن ما رأته على احد نوافذ غرف القصر قد جعلها تتفاجأ .. لقد كان إليان يحمل كوب من شيء لا تعلمه و ينظر اليهما ..لم تستطع رؤية تفاصيل وجهه و حتى لو رأتها لن تستطيع فهمه كالعادة ..! اعادت عينيها الفيروزيتين اليه بسرعة تجهل سببها و حركت شفتيها "مذا بك ؟"

تظاهر بعدم الفهم و الغباء "مذا لم أفهم ؟!"

نظرت اليه بحقد ..انه يستفزها ..! و لكنها ابتسمت بمكر و هي تكتب له ما تريد بالهاتف ، فلا حجج لديه الآن ليتظاهر بعدم الفهم ! ابتسم ابتسامة عذبة و هو يعيد اليها الهاتف "أصبحت اذكى بقليل "

نظرت اليه بانتصار حاقد ، لانه اشعرها و كأنها كانت غبية ..!

جلسا على أحد مقاعد حديقة القصر و قد احتل شبح الصمت المكان ..! ضربته سيلا بمرفقها تحثه على الكلام مما جعله يلتفت اليها و يحدق بعينيها الزمرديتين المشعتين فضولا ، ربما قد زادتا جمالا عن السابق ..رغم انهم أربعة ايام فقط منذ ان رآها آخر مرة ..!

ابتسم و قال بألم "لا شيء جديد ..! فقط والدي هذه المرة يريدان الانفصال ."

حدقت به بهدوء لا يخفي ذهولها ، فهي لا تستطيع فعل شيء حيال هذا الأمر .. لم تعاني ما عناه..ببساطة، لأن والدها لم يكن مثل والده ..!

بعثر شعرها مجددا بابتسامة مستهزئة "أ رأيت ليس بالشيء المهم ..! لم نكن كعائلة اصلا لنكون الآن كذلك..! "

نظرت اليه بحزن ، كانت ستقول شيئا و لكنه وقف محدقا بساعته .. قال بأسف "ساغادر .. لدي بضع أعمال و لقاآت لأقوم بها "

ودعته بعد ان أخبرها أنه قد يأتي لاصطحابها غدا الى المدينة ..!! أبدت ترحيبها للفكرة ، فهي لم تحض بفرصة لذلك طوال فترة تواجدها هنا ..!


•••▪▪•••


عادت أدراجها الى الداخل بتثاقل تجهل سببه ؛ و لكنها رغم ذلك تعلم ان ما حل بوالدي ليام له يد في ذلك
.. و أيضا ان كانت في كامل قواها العقلية فان لتحديقه أيضا صلة بالأمر ..!!


نفت الفكرة سريعا و هي تصعد الدرج بسرعة نسبية آمله ان لا تجلب لها الدوار ..! دخلت غرفتها و ارتمت على السرير البارد في محاولة فاشلة لابعاد تلك الذكريات التي تلاحق عقلها و تستمر في التكرار امامها كشريط مسجل يأبى أن يتلف أو يتأثر بمرور سنوات من الزمن ..!

فالعيش طيلة نصف عقد حبيسا لذكرى او مقيدا بهواجس - تجلب المخاوف التي تصبح في غالب الأحيان السبب الرئيسي للمعضلات التي تحدث لاحقا - ليس بالأمر الهين ..!!

اوشكت الذكرى ان تسحبها .. الى العمق ؛ الى القاع حيث لا مفر من مواجهة الأوجه الكاذبة و الأقوال المتقلبة المواسية كذبا ..!!

أغمضت عينيها بألم و سدت أذنيها بيديها الصغيرتين عبثا .. فلا صوت آت من الخارج لتمنعه نن التسلل.. انه في الداخل تماما .. هناك في ركن من دماغها ينقل صداه !!
ربما كانت ممتنة في هذه اللحظة لكونها لا تستطيعالصراخ .. و الا لهزت القصر ..!!


صدى واضح بقدر ماهو مخيف ؛ و بين كل ذلك كان هناك صوت واضح ناعم بارد و مهدئ بطريقة ما .. كان لابد من وقت لترتخي تعابير وجهها المتشنجة و تنساب يديها من على أذنيها لتستقر قرب وسادتها ..!!

هنا ادركت صاحب الصوت .. كان كلام إليان في الحديقة ، في هذه الحالة هي تستطيع فهم مغزى كلامه من وجهة نظرها لانها تنطبق على حالتها ..!!

تلاش الصدى و ذهبت الأصوات و لم يعد يسمع غير زقزقة بعض العصافير متحدية النسمات الباردة في الخارج .. كان ذلك آخر ما سمعته لتدخل في نوم هادئ لأول مرة منذ زمن ..!!

~

اهلا .. تأخرت مو ؟
المهم .. نزلت فصلين المرة السابقة حق اسبوعين و الان فصل دا الاسبوع << البنت بتعمل حساب كل شي
و بظن انو اطول فصل مو ؟
يا ناس أنا أهم الأسئلة ما طرحتهم ابدا
الأسئلة الأجبارية :خ
- الأسلوب و الوصف .. هل هما في تطور ؟
- الأحداث و مجرياتها .. رأيكم فيها ؟
- انتقادات و ملاحظات .. اخطاء املائية مع الاشارة اليها !
**
الأسئلة الثانوية : خ
- اي ذكرى هذه التي تلاحق سيلا ؟
- هل تبين لكم وجه آخر من العنوان ؟
- توقعاتكم و أفضل مقطع ؟ (أشيروا اليه و حسب)
انتهينا من الأسئلة .. اود ان اخبركم ان للمجيب عن جميع الأسئلة جائزة أضافية

شكرا لكم متابعي الكرماء على مروركم الجميل و شكرا لكم متابعي خلف الكواليس على مشاهدتكم حب1
يب تذكرت ! سارة وعدتك اني جيبلك طقمك الهيدر ، الفوتر ، الخلفية
ما سنحتلي الفرصة اتحدث قبل بس طقمك يجنن سويلي مثلو اذا قدرتي >> كف امزح معك و بس
راوية باكا تعي جهزت فطور يليق بيك تعالي رح ارسلك العنوان ع الخاص
سارة اسفة ابناءك اليوم ما ظهرو angel4 الفصل القادم ان شاء الله
بعرف انو الفصل ممل ... بس شوية مجاملة يا ناس
احم تم تغيير لون كلام فكتوريا و جسيكا الى فكتويا و جسيكا لانو الخلفية فاتحة .. اسفة على هذا
ارجو ان يعجبكم القادم
في أمان الله





رد مع اقتباس