عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-23-2016, 06:56 AM
 
Part 1


part 1

كنا نحن الأربعة نقف قرب تلك السيارة التي توقفت في احد المواقف المخصصة لهذه العمارة ..!
أنا .. ريكايل .. ميراي و هاري ..!
الساعة كانت تشير إلى الواحدة ظهراً ..!
كانت خالتي على وشك البكاء وهي تقول : لما يجب أن تكون رحلاتي في الوقت الخطأ دائماً ؟!!.. بدأت أكرهه هذا !!..
ابتسمت لها في محاولة لمواساتها : لا عليك .. ستعودين صباح ما بعد غد .. تعالي لزياتنا فور أن تصلي إلى هنا ..!
دمعت عيناها وهي تقول : أي رحلة هذه التي ظهرت في جدولي فجأة !!.. و إلى أين ؟!.. إلى الصين ؟!!..
باستنكار قال ريك : لقد أخبرتني منذ أسبوعين بأنك ستذهبين للصين .. هذه الرحلة لم تظهر فجأة ..!
تابعت أنا : خالتي لا عليك ..! كما أخبرتك بعد أن تعودي من سفرك سيتسنى لك رؤية منزلنا الجديد ..!
- لكني أردت أن أذهب معكما اليوم .. أنها المرة الأولى لكما هناك .. على الأقل كان بإمكاني مساعدتكما في ترتيب المكان و تنظيفه ..!
هذه المرة كان هاري هو من تكلم : اطمئني آسنة ستيوارت .. لقد طلبت من أحدهم تنظيفه هذا الصباح .. أنا واثق بأنهم سيحضون بالمساعدة فلا تقلقي ..!
تنهدت حينها وهي تقول : لابأس إذاً .. سأزوركما فور عودتي ..!
عانقتنا عندها سويةً : إلى اللقاء يا عزيزاي .. اهتما بنفسيكما و كونا حذرين ..!
ابتسم ريكايل حينها : سنفعل اطمئني ..!
تابعت بذات ابتسامته : رحلة سعيدة ..!
ابتعدت عنا حينها و نظرت لهاري : أني اتركهما في عنايتك دكتور ليبيرت ..!
ابتسم لها بلطف : لا عليك .. سأهتم بهما ..!
بادلته الابتسامة وقد توردت وجنتاها .. لا الومها فابتسامة هاري الوسيم بإمكانها أن تقتل الفتيات !!..
ودعتنا خالتي وهي تسحب حقيبتها إلى موقف الحافلات .. من هناك ستنطلق للمطار من أجل رحلتها التي سيتكون تمام الثانية و النصف ظهراً إلى بكين في الصين ..!
أما أنا و ريك فقد صعدنا مع هاري في سيارته الفاخرة ..!
لقد أصر على ان يأتي بنفسه و يصحبنا الى عمارته حيث شقتنا الجديدة فنحن سننتقل إليها اليوم ..!
كنت اتحدث مع هاري عن بعض الأمور البسيطة بينما ريك يمسك بين يديه بكتاب التاريخ و يستعد لامتحاناته القادمة ..!
انه يستغل كل لحظة لاستذكار بعض الدروس .. اتمنى لو استطيع مساعدته في شيء .. لكن ليس بيدي سوى أن اساعده في استذكار مادة اللغة الانجليزية .. رغم أنه ليس سيئاً فيها فبحكم عمله السابق كان عليه ان يتقنها ..! لكن الأمر متعلق بالقواعد الرئيسية و الفرعية كذلك ..!
التفت للدكتور هاري حينها : كم المدة حتى نصل إلى العمارة ؟!..
أجابني وهو يركز على طريقه : حوالي العشرين دقيقة ..!
عدنا للصمت بعدها و قد بقيت أنظر للشوارع من خلال النافذة ..!
لقد اتت اللحظات المنظرة أخيراً ..!
فبعد دخولي إلى المنزل الجديد سأكون قد خطوت خطوتي الأولى باسم براون ..!
ابتسمت حينها بهدوء و راحة ..!
أمي نيكول .. أبي أيان .. أنا و ريكايل سنعيش معاً من اليوم فصاعداً .. لن يستطيع أحدهم أن يفرق بيننا بعد الآن .. سوف نبذل جهدنا معاً و سنكون بخير .. لذا كونا مطمئنين ..!
أمي إلينا .. أبي جاستن .. أنتما أيضاً لا تقلقا .. فأنا سأكون على ما يرام مع رايل .. و سأعتاد على النمط الجديد في حياتي ..!
سرحت بخيالي بعدها و تفكيري منحصر على هذه الحياة الجديدة البعيدة عن الترف .. لا أزال اتساءل إن كنت سأحتملها أم لا ؟!.. لكني اتمنى أن أفعل .. رغم أن الأمر لن يكون سهلاً إطلاقاً ..!
انتبهت لهاري الذي قال : لقد اقتربنا ..!
قطع علي شرود ذهني لأجد أني قد استغرقت عدة دقائق دون ان اشعر ..!
كنا قد في مطقة سكنية هادئة متوسطة المستوى .. ليست للفقراء و ليست للأغنياء لكنها بسيطة للغاية ..!
مررنا عندها بالقرب من المدرسة التي سندرس فيها .. هاري هو من اقترحها علينا بما أنها قريبة كما أنها جيدة السمعة ..!
التفت إلى الخلف لأرى ريكايل منهمكاً في الاستذكار وهو يمسك في يده قلم رصاص و يحدد بعض النقاط على الكتاب بين يديه ..!
مضت دقيقة تقريباً قبل أن يقول هاري : بعد هذا المنعطف ..!
نظرت للأمام بحماس .. لكني أعلم أن ريك لا يجد الوقت لذلك ..!
كنت استطيع أن أرى تلك العمارة ذات الطوابق الخمس .. و لكن بوابتها ستكون خلف هذا المنعطف ..!
حين انعطفنا و بعد لحظات توقف هاري فجأة !!!!..
كان توقفه مفزعاً فقد اهتزت السيارة بالكامل حتى أني تقدمت للأمام و قد أطلق ريك صرخة متفاجئةً و قد سقط كتابه منه ..!
التفت لهاري بانزعاج : ما بك توقفت هكذا ؟!!..
لكني صمت حين لاحظت ملامحه الجادة للغاية و التي تميل للغضب ..!
اطل رايل برأسه بين المقعدين الأماميين : ما الأمر ؟!..
نظرت إلى الأمام لأرى ما الذي لفت انتباهه هكذا حين أيقنت أنه لن يجيبني ..!
و حينها رأيت شيئاً غريباً ..!
في منتصف الطريق و أمام البوابة بالضبط .. كان هناك رجل ثلجي متوسط الحجم .. يجلس بقربه فتى يبدو في العاشرة تقريباً و يستند إليه بحيث يسد الطريق على من يريد المرور أو من يريد الدخول من البوابة بسيارته ..!
بشعر أسود فاحم و عينان زرقاوان جريئتان و وجه عابس .. يرتدي بنطال أسود و معطفاً أبيض قد أغلق من الأمام حتى نهايته ..!
افزعني هاري الذي ضرب المقود بعنف و هو يتمتم : سحقاً لك ..!
نزل بعدها مسرعاً صافقاً الباب من خلفه بينما بدا التعجب على رايل : ما به ؟!..
أومأت سلباً باستنكار : لا أعلم ..!
كان الدكتور هاري قد اسرع ناحية الفتى و وقف أمامه ثم بدأ يصرخ بغضب .. لم اسمع ما يقوله لأني لا زلت داخل السيارة ..!
لكن الفتى الصغير بدأ بالصراخ أيضاً بانزعاج ..!
للمرة الأولى أرى هاري هكذا فقد أمسك بالفتى من ذراعه و أجبره على الوقوف ثم ركل الرجل الثلجي بعنف مما حطمه تماماً ..!
همس ريك حينها : لننزل ..!
وافقته على الفور : هيا ..!
فتحت باب السيارة و نزلت و هذا ما فعله ريك أيضاً ..!
لكني حين نظرت للأثنين هناك صدمت بأن الفتى الصغير قد سقط على الأرض مغشياً عليه بينما هاري يحاول أيقاضه !!..
اسرعت ناحيتهما : ما الأمر ؟!!..
نظر إلي ذلك الشاب حينها ببعض القلق : سأسبقكما إلى الأعلى .. هلا أدخلتما السيارة .. الشقة في الدور الخامس !!..
حمل الفتى الذي بدا فاقداً للوعي و جسده يرتعش بين يديه و ركض حينها إلى الداخل ..!
كان ريك قد وقف بجواري : ما الذي يجري ؟!..
- لا أعلم ؟!.. لكنه طلب منا أن ندخل السيارة و نتبعه للأعلى ..!
- حسناً .. لنفعل ذلك ..! المفتاح لا زال في السيارة ..!
سرت ناحية السيارة بينما قام ريك بتسوية بقايا رجل الثلج حتى استطيع العبور ..!
و بالفعل أدخلتها إلى تلك البوابة ..!
كان أمامي طريق قصير إلى بوابة العمارة .. على يميني يوجد مربض سيارات فيه سيارتان فقط و يكفي لسبعة سيارات .. و على اليمين ساحة كبيرة فارغة يوجد في نهايتها بعض الأراجيح و هناك بعض الرجال الثلجين و آثار اللعب بالمكان .. يبدو أنها ساحة لعب لأطفال المستأجرين ..!
أوقفت السيارة في المربض و نزلت .. كان رايل قد نزل هو الآخر ..!
حملنا الحقائب التي كانت في السيارة في الخلف .. حقيبتان و ثلاثة صناديق .. لكننا تركنا الصناديق لنحملها في الدفعة الثانية ..!
نظرت إلى رايل بهدوء : يبدو أن لا أحد هنا ..!
- أجل .. الساعة هي الثانية .. ربما هم في اعمالهم .. أو يأخذون قيلولة ..!
- صحيح .. عموماً لنصعد للأعلى ..!
حملنا الحقيبتين و دخلنا من تلك البوابة الصغيرة .. هناك درج على اليمين و مصعد على اليسار ..و ثلاث أبواب على مسافات متباعدة يبدو أنها شقق مستأجرة المكان بسيط لكنه لطيف في الوقت ذاته ..!
طلبت المصعد ففتح على الفور كأنه ينتظر من يأتي ليطلبه .. صحيح أنه صغير .. لكنه يفي بالغرض : الدور الخامس ..!
هذا ما قاله ريك وهو يضغط على الرقم خمسة : أتشعر بالحماس ؟!..
سألت بابتسامة فأجابني بسعادة : أجل .. لأول مرة سيكون لي منزل خاص ..!
للمرة الأولى أدرك ذلك .. ريك لم يعش في منزل من قبل .. على عكسي فأنا عشت في قصر مارسنلي الذي كان منزلي ..!
أما ريك فعاش في الملجأ و المدرسة الداخلية ..!
ربت على رأسه حينها : يحق لك أن تتحمس أذاً ..!
بانزعاج بسيط : لا تعاملني كطفل .. أنا اصغر منك بخمس دقائق فقط ..!
- أن اربت على رأسك لا يعني أني أعاملك كطفل ..! أنا اعاملك بلطف فقط ..!
- شكراً على لطفك .. لكني لم اعتد على هذا ..!
ابعدت يدي عن رأسه و انا اتصنع الاستياء : يا لك من ولد سيء !!..
بغضب هتف : ألن تتوقف عن هذا ؟!!..
كتمت ضحكتي .. اكتشفت أن مثل هذه التصرفات تجعله ينفجر غيضاً .. هذا ممتع بالفعل فلا بأس بإزعاجه من فترة لأخرى ..!
توقف المصعد حينها فنزلنا منه و ريك يقول : متى ستدرسني مادة اللغة الإنجليزية ..!
قبل ان اجيبه سمعت صوت ضجة من مكان قريب ..!
نظرت إلى الأمام بسرعة لأرى الشقة الأبعد عن المصعد قد فتح بابها و اصوات شجار عنيف يخرج منها ..!
خرج هاري منها وهو يسير إلى الخلف بغضب و كأنه يحاول تفادي شيء ما و استند إلى السور خلفه ..!
و ماهي سوى لحظات حتى كان هناك جسم طائر قد انطلق من الباب و اصدم برأسه بعنف !!!..
كنت مصدوماً حين رأيت جهاز التحكم الخاص بالتلفاز على الأرض بعد ان اصدم برأس الطبيب و قد تطايرت منه البطاريات ..!
صرخ هاري حينها بغضب : يكفي !!!..
فور أن قالها طارت زجاجة ماء كبيرة ناحيته لكنه تفاداها فسقطت من أعلى الدور ..!
كنت مصدوماً بما أرى ..!
لكن لحظتها خرج شخص من المشقة بخطوات مرهقة .. أنه الفتى الذي قبل قليل !!!..
حينها تلكم ذلك الفتى بنبرة متعبة و صوت مبحوح : قلت لك أني .. سأفعل ما أريده ..!
كاد يسقط على وجهه حينها فأسرع هاري و التقطه قبل ان يصطدم بالأرض و القلق قد عاد لملامحه : أقسم أن هذا العناد سيقتلك !!..
كان الارهاق بادياً على ذلك الفتى و رغم هذا رفع قبضته الصغيرة و أخذ يضرب كتف هاري وهو يقول : أتركني الآن .. أتركني !!.. إن لم تفعل فسوف أشوه وجهك الوسيم !!..
تنهد هاري حينها و أخرج من جيبه شيئاً ما .. تبدو كقطعة حلوى ..!
وضعها في فم الفتى بعد أن أبعد الغلاف عنها ..!
بدا أن ذلك الطفل العجيب قد هدأ نوعاً ما .. و لم يلبث أن اغمض عينيه و اسند رأسه إلى صدر هاري وهو يقول بصوت ناعس : ستحضر لي كعكة كبيرة من الشوكولا .. و إلا فإني سأجعلك تنام خارج الشقة ..!
ابتسم ذلك الطبيب بهدوء : سأفعل هذه المرة .. حين أعود من العمل الليلة ..!
لا اعلم ما يجري .. لكن يبدو أن ذلك الفتى قد نام بالفعل !!..
انتبه الشاب الوسيم إلينا و ابتسم : عذراً .. لقد انشغلت قليلاً ..!
بتردد أجبته : لا عليك ..!
وقف حينها و هو يحمل الفتى بين يديه : شقتكما هي الوسطى .. الباب مفتوح لذا اسبقاني إلى هناك .. سآتي بعد قليل..!
أومأنا موافقين فدخل إلى تلك الشقة التي خرج الفتى منها .. أهي شقته يا ترى أم شقة ذلك الصغير ؟!..
رد مع اقتباس