سرنا بهدوء ناحية الباب الأوسط و فتحناه ..!
فور دخولنا استقبلتنا رائحة لطيفة .. المكان نظيف للغاية .. يبدو أن أحدهم قد قام بتعطير المكان ..!
كنت سعيداً بشكل غريب .. انها صغيرة .. إنها بحجم غرفتي السابقة .. لكنني سعيد بها ..!
بعد أن دخلنا كان على يميننا غرفة للجلوس .. و على اليسار بعدها بقليل يوجد مطبخ صغير ..!
في نهاية الممر هناك باب في المنتصف و باب على اليمين و اليسار ..!
الباب الأيمن كان غرفة نوم تحوي سريرين و تتبعها دورة مياه متوسطة الحجم .. أما الباب الأوسط فهو غرفة صغيرة فارغة .. تبدو كغرفة نوم أخرى .. و الباب الايمن كان لدورة المياه الصغيرة ..!
الأثاث الخشبي لطيف و عملي .. و أرائك غرفة الجلوس كانت ذات لون أبيض حيوي ..!
هناك تلفاز .. و طاولة طعام لأربعة أشخاص مع كل الاشياء الأساسية في المطبخ .. بقي فقط الأواني ..!
ابتسمت بهدوء : أنها مقاربة لما توقعت .. رغم أنها صغيرة ..!
ضحك ريك بخفة حينها : بالنسبة لي فهي أفضل مما تخيلته .. و هي كبيرة أيضاً ..!
- أتريد أن تخالفني فقط ؟!..
- لا .. و لكن بالنسبة لشخصين فقط حجمها كبير ..!
- ليس كذلك ..!
- آه صحيح .. نسيت أنك غير معتاد على الأماكن الضيقة ..! في السابق غرفتك فقط كانت بحجم هذه الشقة ..!
نظرت إليه بطرف عين : لن أرد عليك ..!
ابتسم بمكر حينها .. لقد نجح في استفزازي لكني لم أنفعل ..!
جلسنا حينها في غرفة الجلوس : سيأتي هاري الآن .. قال ان هناك شيء سيحدثنا به ..!
هذا ما قلته بهدوء فقال هو بحماس : دعك من هذا ..! أرأيت ما حدث قبل قليل ؟!.. ذلك الفتى الصغير كان يتشاجر مع الدكتور هاري بالفعل !!..
أومأت إيجاباً : صحيح .. لكن شجارهما كان غريباً نوعاً ما ..! أتعتقد أن ذلك الفتى يعيش في الشقة المجاورة ؟!..
- أليست تلك شقة هاري ؟!..
- لا اعتقد .. لقد قال لي انه يعيش في هذا الدور و لكن لم يخبرني عن سكان الشقة الثالثة .. ربما هي لأسرة ذلك الفتى ..!
- و ربما يكون قريب لهاري و يعيش معه في شقته ..! أنه يشبهه .. لهما العيون و لون الشعر نفسه ..!
- لكنه أخبرني أنه يعيش مع أخته ..! انه في السادسة و العشرين لذا لا اعتقد أن أخته اصغر من سن العشرين ..! يستحيل أن يكون ذلك الفتى ابنها مثلاً !!.. و كما تعلم هو غير متزوج لذا فهو ليس ابنه ايضاً ..!
- ابن اخيه ؟!..
- ليس لديه اخوة !!.. أخبرني ان له أختاً واحدة ..! كما انه لم يذكر لي ان هناك فتى يعيش معه حين حدثني عن اسرته ..! لذا مؤكد ان ذلك الصغير ابن احد الجيران ..!
- يبدوا أنه كذلك .. رغم أني أشك في مسألة الشبه بينهما ..!
بقيت افكر للحظات بذلك المشاكس .. انه بالفعل يشبه هاري كثيراً ..!
لقد اثار فضولي بطريقة ما ..!
قبل ان اقول شيئاً انتبهت للشخص الذي دخل الغرفة .. انه جارنا الجديد : مرحباً .. وجدت الباب مفتوحاً فدخلت ..!
ابتسم رايل له : قلت انك ستتبعنا الآن لذا تركت لك الباب ..!
جلس هاري على الاريكة المنفصلة وهو يقول : كيف وجدتما الشقة ؟!..
أبيدنا اعجابنا بها و انها تناسبنا تماماً .. كما أن إجارها مناسب لنا ..!
بدا عليه الهدوء و هو يقول : في الحقيقة .. بالنسبة للإجار ..!
شعرت بالتوتر حين سكت .. اخشى أن يرفع الإجار علينا فجأة .. يستحيل أن يفعلها !!..
تابع بذات هدوئه : أتريدان أن تخوضا في تحدي النصف ؟!!..
.
.
" تحدي النصف " !!!..
.
.
ما هذا أيضاً ؟!!!..
آه صحيح .. لقد ذكر شيئاً كهذا لي سابقاً .. قال انه سيشرح الأمر حين نقرر السكن في هذه الشقة ؟!..
بدا الاستغراب على رايل : ما هو تحدي النصف هذا ؟!..
ابتسم هاري عندها : انه تحدي خضع له كل من سكن هنا .. و لم ينجح به احد حتى الآن للأسف ..!
شعرت بنوع من الحماس للموضوع .. ما هو هذا التحدي الاعجازي يا ترى ؟!..
تابع ذلك الشاب بجد : من ينجح في التحدي .. سأخفض إيجار شقته إلى النصف !!..
.
إلى النصف !!!!!.
.
ألجمتني الصدمة بالفعل .. بينما هتف ريك مصدوماً : نصف الإيجار !!!.. أأنت جاد ؟!!!..
أومأ إيجاباً : أجل .. إنها الحقيقة ..!
- و هل هذا التحدي يستحق هذا العناء ؟!!..
- بالطبع .. لقد فشل كل سكان العمارة فيه ..!
- غير معقول !!..
كان هذا ما قاله ريك بنبرة مستنكرة !!..
بينما سألت أنا بجد : و ما هو نظام هذا التحدي بالضبط ؟!..
صمت حل على المكان لبعض الوقت و قد شرد هاري بذهنه إلى مكان آخر .. لكنه بعدها أخذ نفساً عميقاً ثم قال : في الحقيقة .. أختي الصغرى اصيبت منذ سبعة اشهر بمرض السكري .. اعتقد انها ورثته من والدتي الراحلة ..! في اول شهرين كنت اقضي معظم الوقت في المنزل معها كي انتبه لصحتها .. لكن كما تعلمان أنا طبيب و عملي يلزم علي التواجد في المشفى .. لذا صرت اخرج من المشفى في كل يوم في موعد ابرة الأنسولين و آتي إلى هنا كي اعطيها الابرة .. هذا صعب كما تعلمان فالمشفى بعيد عن هنا ..! غير اني احتاج أحياناً للسفر من أجل بعض الدورات التدريبية خاصة أني لم أكمل سنة منذ استلمت الوظيفة بعد ..!
بهدوء سألته : و لما لا تأخذها هي بنفسها ؟!!..
بدا عليه التعب وهو يقول : أنا لا أضمن أن تستطيع ذلك .. تلك الفتاة متهورة و لا يمكن فهم ما تفكر فيه .. كما أنها تكره الابر و تتذمر دوماً عند كل ابرة .. لو تركت الأمر لها لما أخذتها أصلاً ..!
بقيت أفكر بالأمر للحظات .. يبدو أن شقيقته الصغرى شابة عنيدة ..!
سأل ريك بهدوء : و ما هو التحدي بالضبط ؟!..
تابع هاري كلامه حينها : أريد شخصاً يهتم بها في وقت غيابي .. شخص ينتبه لنظامها الغذائي بحيث يتماشى مع مرضها و يعطيها ابرة الانسولين في وقتها ..! أيضاً انا وهي نعيش وحدنا لذا حين أكون في العمل تبقى هي وحيدة .. لذا كنت أود لو كان هناك شخص يستطيع أن يهتم بكل شؤنها في غيابي ؟!!..
واضح أن أخته هذه غير طبيعية .. حسناً ربما هي اصغر من العشرين بقليل ..!
بجد أكمل كلامه : التحدي .. هو الاهتمام بأختي الصغرى ..!
قطبت حاجبي حينها : أيعقل أن أحدهم لم يتمكن من الاهتمام بها ؟!..
- أطلاقاً .. أقصى مدة قضاها أحدهم هي اسبوع واحد .. بعدها كاد يترك العمارة بأسرها !!!..
شعرت بالصدمة بالفعل !!.. إلى هذا الحد ؟!!.. لكنه عرض لا يفوت !!.. نصف الإيجار .. نستطيع أن نحل الكثير من المشاكل بالمبلغ المتبقي ..!
ريك ايضاً كان متعجباً من هذا كله : و لما ؟!.. هل لأنها تتذمر من الابر ؟!.. يمكن لأي شخص أن يجد مئة طريقة لإقناعها !!..
تنهد هاري عندها وهو يقول بجد : تلك الفتاة مجنونة !!.. إنها عنيدة بشكل لا يحتمل ؟!!.. و تتصرف تصرفات تكاد تقتلني !!.. كما أنها تفعل ما تشاء رغماً عن الجميع !!.. لقد كان والدي يدللها كثيراً و بشكل لا يصدق مما جعلها هكذا ..! لطالما حذرته من هذا الدلال المبتذل لكنه لم يستمع إلي ..!
شعرت بالرعب للحظات .. أي فتاة هذه !!.. يستحيل أن تكون تصرفات فتاة في العشرين أو حتى في السادسة عشر على الأقل ..!
تابع هاري بإرهاق : لقد رأيتما ذلك بنفسيكما قبل قليل .. كادت تقتلني و أخذت ترمي علي الأشياء فقط لأني أردتها أن تأكل شيئاً يفيد جسدها النحيل عوضاً عن الحلوى !!.. لكنها جعلتني أرضخ لها في النهاية !!..
.
.
.
ماذا !!!..
.
.
ماذا قال ؟!!..
.
قبل قليل !!!!!!!!!!!!..
.
.
نظرت إلى رايل الذي بادلني النظرة المصدومة !!!..
عدة أنظر إلى ذلك الشاب بذهول : الفتى الصغير الذي تشاجرت معه قبل قليل !!.. هو اختك الصغرى ؟!!!!!..
ابتسم بهدوء : أكنت تعتقد أنها فتى ؟!!..
شعرت بالإحراج و الارتباك : اه في الحقيقة .. لم اركز تماماً ..!
- لا عليك .. طبيعي أن تعتقد ذلك بسبب تلك الملابس الثقيلة و بسبب شعرها القصير ..! لكنها في الحقيقة فتاة صبيانية !!..
- أتقصد أنها تقلد الأولاد ؟!!..
- لا .. إنها لا تفعل ذلك ..! لا أعلم كيف أصفها بالضبط لكن ما استطيع قوله أنها تسير حسب مزاجها العجيب .. إنها تكره الفساتين مثلاً ليس لأن الفساتين لطيفة و أنثوية بل لأنها لا ترتاح حين ترتدي الفستان فهي تفضل البنطال عليه ..! حياتها كلها مبنية حسب طقوس لا استطيع أنا شقيقها الأكبر فهمها !!.. لذا حتى نصف الإيجار قليل في حقها ..!
يبدو أنها فتاة صعبة للغاية ..!
سأل ريكايل حينها : لكن .. انها صغيرة ..! اعتقد أنها في العاشرة أو التاسعة .. ألا تستطيع السيطرة عليها ؟!!..
- إنها في الثالثة عشر !!..
- حقاً !!!.. كنت أظن انها أصغر بكثير ..!
- حجمها صغير و قامتها قصيرة .. لذا تبدو أصغر من عمرها ..!
تنهدت حينها : يبدو أنك تبذل مجهوداً عظيماً معها ..!
بدا عليه الهدوء للحظات ثم ابتسم في النهاية ابتسامة صغيرة : أنت محق ..! لكن ذلك ممتع أحياناً ..! صحيح أنها عنيدة و مجنونة و تصرخ طوال الوقت و غاضبة على الدوام ..! لكني اعلم أنها في الحقيقة طيبة القلب للغاية .. و أنا لم أرى في حياتي أرق من ضحكتها ..! للأسف تلك الضحكة نادراً ما اسمعها !!..
ابتسمت حينها .. فرغم أنه كان يذمها منذ قليل و يصفها بالمجنونة و ألقاب أخرى و يتحدث عن مزاجها الغريب .. إلا أنه فور أن بدأ الحديث عن حقيقتها ابتسم بلا شعور ..!
إنه يحبها بالفعل .. هذا طبيعي فهي أخته التي لا غنى له عنها بما أنها هي كل اسرته الآن ..!
كان ريكايل قد ابتسم ايضاً .. أشعر بأنه يفكر كما أفكر : لكن .. ألم تفكر بالزواج دكتور هاري .. ربما وجود شابة في المنزل قد يساعد أختك على الانتظام ..!
أومأ سلباً : لو تزوجت فستجلط زوجتي !!.. من المستحيل أن أحضر شابةً للمنزل بعد أن أغرقها بالكلام المعسول و الوعود الزوجية لأجعلها تصدم بالحقيقة المرة ..! و أنا بالتأكيد لن أترك أختي تعيش بعيداً عني و هي لا تزال في هذا السن .. خاصةً أنها تحت وصايتي و انا المسؤول عنها ..! حتى لو كانت شقة في هذه العمارة .. أنا لن ارتاح إن لم تكن عندي ..!
ابتسم له : و هذا هو الصحيح ..!
- لكن كما ترى هي لا تقدر ذلك ..! فهي تجلب لي المشاكل على الدوام ..! كما رأيت حين وصلنا كانت قد صنعت رجل ثلج في منتصف الشارع أمام البوابة فقط كي تمنع أي كان من الدخول أو المرور ..!
- لكن .. ألا ينهاها الآخرون عن ذلك ..!
- الجميع يتجنبها ..! فمثلاً لو مر احدهم بسيارته و رأى أنها تجلس عند رجلها الثلجي فسيستدير في الحال و يبحث عن طريق آخر للخروج .. إنها مشهورة في هذه المنطقة ..! و لو خرج أحد الجيران و أراد إخراج سيارته من العمارة و هي لا تزال هناك .. فهو سيفضل أن يسير إلى محطة الحافلات على أن يطلب منها الابتعاد !!..
- إنها بالعفل لا تصدق ..!
- تفعل هذا يومياً ..! و هذا ما يفقدني أعصابي كما حدث اليوم ..! و ما زاد الطين بله أني اكتشفت انها لم تأكل الوجبة التي تركتها لها هذا الصباح .. لذا انخفض السكر لديها ..! حين حملتها للشقة كي تأكل شيئاً رفضت و قالت بأنها ستأكل قطعة حلوى فقط ..! أنا لا أريدها أن تأكل الحلوى وهي لا تزال جائعة .. كما أن الحلوى لن تفيد جسدها إطلاقاً .. لكنها صرخت و قالت أنها لن تأكل شيئاً مالم تحصل على الحلوى !!.. في مثل هذه الحالات تصير طفلة بالعفل ..!
- أتحب الحلويات لهذا الحد ؟!..
- لقد كانت تدمنها من قبل أن تصاب بالمرض .. أخبرني طبيبها أن إدمانها ذاك له نسبة في تعطل البنكرياس لديها غير العوامل الوراثية ..!
بدا القلق على رايل حينها : إنها مشكلة ..!
- أنت محق ..! كانت مصدومة حين أخبرتها بأنها لن تأكل الحلويات متى شاءت .. منذ لك الوقت وهي تكرهني ..!
بقينا صامتين حينها و قد شغلت شقيقة هاري الصغرى تفكيرنا .. من كلامه واضح انها صعبة المراس و التعامل معها قد يقود إلى الجنون ..!
و لكن .. أليس ذلك مثيراً ؟!!..
ان نصف الإيجار يستحق العناء !!..
كما أني بالعفل اشفقت على حال الدكتور هاري .. لقد ساعد ريك مراراً و حان الوقت لنرد له هذا ..!
اخذت نفساً عميقاً ثم قلت : حسناً .. سوف نخوض هذا التحدي ..!
نظر إلي ذلك الوسيم بتعجب : حقاً ؟!..
أومأت إيجاباً فتابع رايل حينها : أجل .. إن الأمر يستحق المحاولة ..!
بدت الراحة على هاري حينها : رائع ..! لكن هل يجيد أحدكما ضرب الإبر أم تريدان ان أعلمكما ؟!..
أجبته حينها : أنا اعرف ..! العام الماضي كان هناك دورة تدريبية لمرض السكري أقامتها شركة ديمتري المتخصصة في ادارة المستشفيات .. و قد اجبرني ابنهم على الانضمام لها .. لقد كانت لثلاثة أشهر و قد تعلمنا خلالها كيف نضرب الإبر ..! اذكر أن أمي ايضاً ألحت علي حتى اشتركت قائلة بأن هذا قد ينفعني يوماً ما ..! لم اعتقد أن هذا اليوم سيأتي ..!
ابتسم لي حينها : هذا ممتاز .. أذاً فأنت تعرف الكثير بالتأكيد ..!
- أجل .. لقد درسنا مرض السكري بالتفصيل .. و لا أزال اذكر الكثير من الأمور ..!
- سأعتمد عليك في الاهتمام بأختي على هذا الحال ..!
- ريك سيساعدني ..!
- حالياً ريك ليده امتحانات .. لذا يبدو أنك ستبدأ وحدك ..!
قطبت حاجبي و نظرت إلى ريكايل لأجد أنه ابتسم ببرود : ربما اساعدك حين أنتهي من امتحاناتي ..!
وقفت حينها مصدوماً : هل ستتركون التعامل مع تلك الفتاة علي أنا ؟!!!..
أومأ الاثنان إيجاباً بوقت واحد !!..
وضعت يدي على قلبي حينها : مستحيل !!..
لقد جنا بالفعل !!.. أنا لم اعتد بعد على الاهتمام بنفسي كي اهتم بشخص آخر !!.. و ليس أي شخص أيضاً بل فتاة معقدة !!..
ضربت يدي بجبيني حينها .. إنها صفقة لا تعوض .. نحن بحاجة إلى المال بالفعل .. نصف الإيجار ليس مبلغاً سهلاً ..!
بتردد أجبت : حسناً .. لكن يمكنني أن أنسحب صحيح ؟!..
أومأ الطبيب الوسيم إيجاباً : أجل .. مع أني اتمنى أن لا يحدث هذا ..!
سأله ريك حينها بحماس : صحيح .. من الذي وصل لمدة أسبوع في العناية بها ؟!..
أجاب بهدوء : الآنسة ماندي من الشقة المجاورة لكما ..! لقد كانت الأمور تسير على ما يرام .. لكن المشكلة أن أختي تستفزها دوماً .. و ترفض ان تستمع لها إطلاقاً .. لذا قالت ماندي بأن الأمر ان اتسمر على هذا الحال فقد يزيد حال تلك المجنونة للأسوأ ..! لقد كانت الانسة قلقة عليها و لم تهتم كثيراً بأمر المال ..!
- يبدو أنها شخص لطيف ..!
- أجل .. رغم أن مظهرها لا يوحي بذلك ..! آه صحيح .. لقد جاءت إلى هنا هذا الصباح و قامت بتعطير المكان حين علمت بأن هناك من سيسكن هنا ..!
- بالعفل لاحظنا أن هناك رائحة عطرية حين دخلنا .. يجب علينا شكرها على هذا ..! اتعيش وحدها ؟!..
- أجل .. فهي طالبة جامعية في الثالثة و العشرين ..! اسرتها تعيش خارج باريس .. لذا انتقلت إلى هنا من أجل الدراسة ..!
- هكذا إذاً ..!
وقف هاري عندها وهو يقول : علي أن اذهب للعمل الآن ..!
سألته حالاً : ماذا عن أختك ؟!..
ابتسم لي : إنها نائمة .. لن تستيقظ قريباً على ما اعتقد ..! إبرتها القادمة في السابعة مساءاً و حينها سأكون قد عدت من العمل ..! وضيفتك الجديدة ستبدأ في الغد ..!
أومأت إيجاباً و انا اشعر بنوع من التردد : حسناً .. نراك فيما بعد ..!
خرج حينها من الغرفة وهو يقول : بالنسبة لصناديقكم التي في السيارة فسأتركها قرب المصعد ..!
لحق به ريك حينها : سآتي معك و اصعد بها ..!
خرج الأثنان حينها فبقيت أنا وحدي ..!
أخذت أنظر حولي إلى المكان .. إنه بسيط و صغير .. لكنه مريح للأعصاب ..!
إنه منزلك الجديد لينك .. هنا حيث ستعيش مع أخيك منذ الآن فصاعداً ..!
شعرت بالسعادة حينها .. هناك أمور جيدة بدأت تحدث في حياتي ..!
و لكن .. ماذا سأفعل بشأن شقيقة هاري ؟!..
كيف سأتصرف معها يا ترى ؟!..
أخذت نفساً عميقاً .. علي أن اعرف أولاً طبيعتها أكثر حتى اعرف السبل الموصلة للتعامل الصحيح معها ..!
لقد رأيت بنفسي كم كانت شرسة مع أخيها منذ قليل .. أيعقل أن تفعل بي هذا أيضاً ؟!..
طردت هذه الفكرة من رأسي حالاً ..!
سأجد طريقة لأتصرف معها .. أنا واثق من هذا ..!
مضت بضع دقائق و أنا أفكر حتى قطع تفكيري صوت ريك وهو ينادي : لينك .. تعال و ساعدني في حمل الصناديق ..!
وقفت حينها و خرجت من الغرفة : ها أنا قادم ..!
لأترك التفكير في تلك الفتاة جانباً .. علي الآن أن أقوم بترتيب ما في تلك الصناديق و وضعها في مكانها ..!
.................................................. |