البارت السادس
العالم من فوق المبنى يبدو مضيئاً ساحراً و لكن ..
سرعان ما تكشف عن هذا الغطاء المزيف و الجمال الخلاب
لترى الزوايا المظلمة التي احتلتها الجرائم و فاعليها أي البشر ممكن تملكتهم أهوائهم
ليتحولوا لشياطين لا تميز بين الخير و الشر ،
ثم يحاولون تلبس قناع الحب و الرحمة ليكذبوا حتى على أنفسهم ،
و بعد كل هذا يشيرون بأصابع الإتهام على أمثالي ..
من يحاولون الخلاص و الرحيل من هذا الجحيم !! و لكن ..
ماذا إن كنت سأهوي بنفسي إلى القاع و استوقفني أمل مجهول
يطفو على السطح ، هل يمكنني أن أحصل على فرصة جديدة ؟ رواية ميا
ساقتني قدماي إلى المكتبة بهدوء ،
الفضول يدفعني إلى التقدم و لكن ما يلبث أن يوقفني الخوف
و بالرغم من ذلك وجدت نفسي أمام المدخل الأمامي للمكتبة في غمضة عين ،
أمسكت بمقبض الباب و أنا أخرج الهواء من رئتي ،
خطوت للمكتبة المزدحمة ببطئ و تجولت ببصري لفترة
و لاحظت أنه لا أحد ينتظرني ، " ميا "
شهقت قبل أن ألتفت ورائي بسرعة " آسف لقد أخفتك " شعرت بالصدمة لبضع دقائق
أنه صاحب الكتاب الغريب ..
جلسنا على إحدى الطاولات الدائرية الخشبية
كنت أمسك بحقيبتي بين يدي كأنها سلاحي وحيد ،
تأملت وجهه قليلاً و أنا ألاحظ أنه يرتدي النظارات هذه المرة
و قبعة رياضية زرقاء على رأسه ،
تشجعت و بدأت أحصد إجابات لتساؤلاتي الامتناهية " من أنت ؟ " " أدعي هيرو فوجيوارا معك في السنة الأولى آسف مجدداً لإزعاجك في هذا الوقت " الاسم : هيرو فوجيوارا العمر : 19 فصيلة الدم : O لما لم ألحظ وجوده في الصف من قبل ؟ هل لهذا يعرف اسمي ؟
سألته " لما لم تتصل وحسب ؟ "
تغيرت تعابير وجهه وابتسم قليلاً قبل أن يرفع هاتفه في وجهي " لقد كسر منذ فترة و لا أستطيع إجراء المكالمات "
تنهدت و قلت " حسناً ما الذي تريده ؟ " " طلب مني البروفيسور ياماتو تمرير هذا الأوراق لك و تعديل هذا الجزء للبحث و يرى أنه يجب عليكي ... "
ظلّ يتحدث لمدة و أنا أبحر في أعماق أفكاري هل عقلي الدرامتيكي كان يهول الأمور كل هذه المدة ؟
بالتفكير في الأمر يبدو كل شيء منطقي الآن و لكن .. لما أشعر أن هناك خطأ ما ؟
أردف قائلاً " قبل أن أنسى هناك شيء آخر "
أخرج ظرفاً أبيض اللون من إحدى جيوب حقيبته السوداء " هذه تعود لك " ،، مددت يدي محاولة إمساك الظرف من بين يديه
سحبه بعيداً بسرعة و قال بسخرية " لكنك لن تأخذيه الآن "
قضبت حاجبي " ما الذي تعنيه ؟ "
أرجع ابتسامته الساخرة قبل أن يقول " إذا كنت تريدين هذا الظرف يجب أن تنفذي شروطي " رواية يانو
نزعت السماء ردائها الأسود ليبدأ صباح يوم جديد
اتجهت داخل بوابة الجامعة و أنا أفكر إني حضرت مبكراً اليوم
آآه كم أشعر بالنعاس لا أستطيع التوقف عن التفكير بوسادة بيضاء مريحة " أوهايو مستر ليزي " توقف عن المزاح كيرا قبل أن أصفعك "
ضحك و قال " لما عيناك منتفخة إلى هذا الحد
هل قضيت الليل في المكالمات الغرامية "
ألقيت عليه نظرات حيرة " مع ؟ "
كيرا بسخرية " عارضة الأزياء "
أنكرت بسرعة " ماذا لا بالطبع أخي لم يتوقف عن ... " " ... لحظة !! إنها لا تملك رقمي "
كيرا بثقة علت ملامحه " تقصد أنها لم تكن تملكه .. لا شكر على واجب " " ميااااااا "
ميا بتعجب " من يصرخ في هذا الصباح الباكر ؟ "
كيرا وهو يحتمي خلف ميا " أوقفي حبيبك المخلص يريد قتلي "
قلت بغضب " ستكون نهايتك على يدي الليلة !! "
ميا و الشرار يتطاير من عينيها " أأنتم في المرحلة الإبتدائية ابتعدوا عن طريقي "
نظرت لكيرا بحيرة " لما هي في مزاج سيء ؟ "
كيرا بسخرية قبل أن يهرب مسرعاً " يبدو أنه ذلك اليوم من الشهر "
حدقت على ميا المتجهة بعيداً و قلت " باكا سأمسك بك لاحقاً و لكن لدي عمل الآن " رواية ميا
جلست في إحدى مقاعد الساحة و أنا لا أستطيع التوقف عن التفكير
مشهد البارحة يعاد مراراً و تكراراً في رأسي و يفقدني صوابي .. " إذا كنت تريدين هذا الظرف يجب أن تنفذي شروطي "
لقد كنت محقة أنه مختل عقلياً .. " أي شروط ؟ " " ستعرفينها لاحقاً و لكن أولاً يجب أن نخرج في موعد غداً "
بدأت أفقد أعصابي بسببه ..
وقفت على قدمي بسرعة ثم أجبت بسخرية " لست مهتمة برسالتك الذهبية تناولها على العشاء "
أسند ظهره إلى الوراء و ألقى نظره بعيداً " حتى لو علمتي أنها من ... نانامي "
فتحت عيناي على آخرهما من الصدمة " كيف ..كيف.. تعرفها ؟ "
ابتسم و أجاب " أعتقد انك رفضتي طلبي لا أستطيع الإجابة على أسئلتك إذا "
أمسك بحقيبته و ووقف على قدميه متأهباًَ للرحيل و قال " سنذهب إلى مكان ما بعد الجامعة غداً لا تتأخري
وأخيراً تأكدي أن تكوني بمفردك "
الأسئلة تتراكم و تشتت ذهني كل ما حاولت إيجاد إجابة ...
إلى أين سنذهب ؟ أليس من الخطر أن أذهب بمفردي ؟
ماذا يوجد بتلك الرسالة ؟ و ماذا يريد مني ؟
حسناً .. أعتقد إني سأجد إجاباتي قريباً ،
رفعت رأسي و أخذت نفساً عميقاً قبل أن تضرب فكرة رأسي
ماذا ..ماذا إن كان قاتلاً متسلسلاً و سيلقي بجثتي الهامدة في سلة المهملات الليلة !!
لا.. أنه مجرد فلم رعب سخيف خيالي ،،
هدأت من روعي و حملت حقيبتي لأكمل يومي الدراسي الروتيني ..
توجهت أمام حرم الجامعة و أنا أبحث عن وجهه بين العامة
هل اتصل به لأعرف مكانه ؟ أين هو ؟
و فجأة لمحت وجهه بين المارة في الرصيف و توجهت إليه " هيرو-سان كونيتشوا " " أهلاً ميا .. هيا لنذهب " استوقفته " لحظة أعطني الرسالة "
أجاب بصرامة " لن أفعل مازال الوقت مبكراً " " أخبرني على الأقل إلى أين سنذهب ؟ "
وضع يده في وجهي " شششش توقفي عن إزعاجي دعينا نذهب "
اتبعت هذا المختل و أنا أحاول تحديد اتجاه مسارنا لأعرف المكان
و لكن يأست في النهاية و قررت اتباع خطواته فحسب ،
بدأت الشمس في المغيب و لازالت أقدامنا على الطريق الطويل ،،
زفرت باستياء " آآه دعنا نتوقف هيرو لقد تعبت من السير "
أجاب بنبرة غاضبة " توقفي عن التذمر كفتاة و تابعي السير " " ماذا ؟ و لكنني فتاة ؟؟ "
التفت برهة " تقصدين فتاة طفولية متذمرة "
أجبت " إذا كنت تكرهني لهذا الحد لما ترافقني في موعد الآن "
أكمل سيره أمامي و قال " ليس من شأنك "
يا إلهي سيكون يوماً طويلاً حقاً ... |
التعديل الأخير تم بواسطة AquaRose7 ; 06-24-2016 الساعة 10:24 PM |