عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-25-2016, 04:09 PM
 
فضي مميز ~ الاضطرآب ثنائي القطب // المرض الوجداني ~






الاضطرابُ ثُنائي القُطب مرضٌ نفسيٌّ خطير، حيث يشعر المريضُ بأنَّه سعيدٌ للغاية ومُفعَمٌ بالنشاط بضعةَ أيَّام، ثمَّ يشعر بأنَّه حزينٌ جداً ومكتئب في أيَّام أخرى. يُمكن أن يُؤدِّي السلوكُ الخطير وغير الطبيعي الناجم عن التبدُّلات المِزاجية لمريض الاضطراب ثُنائي القُطب إلى طرده من العمل، وإلى خسارة الأصدقاء والمال. كما يُمكن أن يؤدِّي إلى الإدمان أو إلى الإفراط في تناول الكحول. وفي بعض الحالات، يُمكن أن يُؤدِّي إلى الانتحار أيضاً. يعاني نحو اثنين في المائة من الناس من الاضطراب ثُنائي القُطب. وإذا لم تعالج هذه الحالةُ، فإنَّها تتدهور وتَسوء، حيث يتكرَّر كثيراً تبدُّل المِزاج، ويصبح متطرِّفاً. أمَّا إذا حصلت المعالجةُ، فإنَّ السيطرةَ على المرض تُصبح ممكنةً، ويصبح المريضُ قادراً على أن يعيشَ حياةً ناجحة. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي معنى الاضطراب ثُنائي القُطب، ويتناول أعراضَه وأسبابَه وتَشخيصَه وخياراتِ معالجته.







الاضطرابُ ثُنائي القُطب مرضٌ نفسيٌّ خطير، حيث يُعاني المرضى من تبدُّلات مِزاجية غير طبيعية، ينتقل خلالها بين السعادة العارمة والحزن الشديد والاكتئاب. كما يُسمَّى الاضطرابُ ثُنائي القُطب "المرض الهَوَسي الاكتئابي" أيضاً. من الطبيعي أن يعاني الناسُ من بعض تقَلُّبات المِزاج من حين لآخر. لكنَّ تقلُّبات المِزاج عندَ مرضى الاضطراب ثُنائي القُطب تكون أشدَّ كثيراً ممَّا يحدث عندَ الأشخاص غير المرضى. حين يشعر مرضى الاضطراب ثُنائي القُطب بالسُّرور الشديد وبارتفاع المِزاج، يكونون أكثرَ نشاطاً وفاعلية من المعتاد أيضاً. وهذه الحالةُ تُسمَّى الهَوَس. يُمكن أن يكونَ الهَوَسُ ابتهاجياً، حيث يشعر المريضُ بحدود قصوى من التفاؤل والطاقة والحيوية. وقد يكون غيرَ ابتهاجي، حيث يشعر المريضُ بالغضب والتهيُّج ونَفاد الصَّبر. خلال المرحلة أو النَّوبة الهَوَسية، يشعر المريضُ بتقدير ذاتي أعلى من حقيقته. وهذا ما يدفعه إلى الإقدام على أشكال من السلوك الخطير الذي ينطوي على نتائج كارثية، مثل المقامرة وممارسة الجنس غير الآمِن، والإنفاق المتهِّور من غير تفكير. حين يشعر مريضُ الاضطراب ثُنائي القُطب بالحزن و "انخفاض" المِزاج، فإنَّه يصبح أقلَّ فاعلية ونشاطاً ؛ وهذا ما يُسمَّى "الاكتئاب". وهنا يشعر المريضُ بالتعب دائماً ولا ينام جيِّداً ولا يستطيع التركيزَ أو اتِّخاذ القرارات. في بعض الحالات، يُمكن أن يفكِّرَ المريضُ في إيقاع الضرر بنفسه أو في الانتحار. تُدعى الحالاتُ العاطفية الشديدة من الهَوَس والاكتئاب التي يعيشها مرضى الاضطراب ثُنائي القُطب باسم "نَوبات المِزاج". وفي بعض الأحيان، تشمل نوبةُ المِزاج الواحدة أعراضَ الهَوَس والاكتئاب معاً. وهذا ما يُسمَّى "حالة مُختلطة". وعلى سبيل المثال، في الحالة المختلطة يمكن للمريض أن يشعرَ بالحزن أو اليأس الشديد، ويشعر بحدود قصوى من النشاط في الوقت نفسه. يستمرُّ الاضطرابُ ثُنائي القُطب مدى الحياة عادةً. ويتكرَّر ظهورُ نوبات الهَوَس والاكتئاب باستمرار. ومن الممكن ألاَّ تظهرَ أيَّةُ أعراض على معظم المرضى بين النوبات؛ ولكنَّ الأعراضَ تستمرُّ عندَ البعض الآخر. يمكن أن يُصابَ أيُّ إنسان بالاضطراب ثُنائي القُطب. ويبدأ هذا المرضُ عادةً في أواخر العقد الثاني من العمر، أو في سنوات البُلوغ الأولى. ولكنَّه يمكن أن يصيبَ الأطفالَ والبالغين أيضاً. وهو يستمرُّ مدى الحياة عادة. يُُصاب مرضى الاضطراب ثُنائي القُطب باضطرابات القَلَق غالباً، مثل اضطراب الشدَّة التالية للرض أو الصدمة والرُّهاب الاجتماعي. ويمكن أن يترافقَ الاضطرابُ ثُنائي القُطب أيضاً باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه. ولهذه الأمراض أعراضٌ تتداخل مع أعراض الاضطراب ثُنائي القُطب، ممَّا يجعل تشخيصَ هذا الاضطراب أكثرَ صُعوبة.





يبحث العلماءُ عن الأسباب الكامنة وراءَ الاضطراب ثُنائي القُطب. ويتَّفق معظمُ العلماء على أنَّه لا يوجد سببٌ واحد، بل أسباب عديدة، تعمل معاً لتؤدِّي إلى هذا المرض أو تزيد من خطر الإصابة به. يكون الطفلُ الذي يعاني أحدُ والديه أو أخوته من الاضطراب ثُنائي القُطب معرَّضاً للإصابة بهذا المرض أكثر من غيره من الأطفال بنحو خمس مرَّات. ولكنَّ معظمَ الأطفال الذين يكون في عائلاتهم إصابة بالاضطراب ثُنائي القُطب لا يُصابون به. لا تزال أسبابُ الاضطراب ثُنائي القُطب غيرَ مفهومة جيِّداً. وهناك أسبابٌ أخرى لها دور في ذلك، بصرف النظر عن وجود قصَّة عائلية. وتشير دراساتٌ إلى أنَّ بعض بنى الدماغ ووظائفه عندَ مريض الاضطراب ثُنائي القُطب تكون مختلفةً عمَّا هي عندَ الإنسان الطبيعي.














رد مع اقتباس