دَعبوبٌ مِنَ الّليالِي، بِاسِمِه اقْتَرن! هُو الذّي اسْتحوذَ الِّديجورُ عَلى قَلبِه فَغدا لَه مَرتَعًا.
كَانَ كَاهِلهُ مُنْكسرًا ، أو مسْحُوقًا لِكثرةِ مَا حُمّل بشُرذمةِ خَطايَا هَذا السَّبيل، وأيُّ سبيل؟
سَيفُه المَغمورُ بالدِّماء، وَشِغافُه الضّبابيّة، كَالضّبابِ حَولَه يَطغى لِيُسدلَ السّتار عنْ ليلةٍ أُخرى، ليلَةٍ أُخرى مِمّا؟ مِن الفَراغ!
ليتَه كانَ فِي حانَة بَينَ حَشدٍ مِن النّساءِ يُقهقهُ مَخمورًا، ولكنَّ كأس الخَمرِ خاصته كانَت دماءً مُراقة فِي سُكونِ ليلِه السَّوادويّ.
وَتلكَ المَدينَة الغَافِية بأمَانٍ وَهمِي، آهْ لَقد نَسِيَ أنّه مَن يَصنعه، وَتسَاءل كَيفَ لشَيطانٍ مِثلهُ أنْ يصنعِ السَّلام، هَذا التَّناقص القاتل فِي حَياته، ويَا لها مِن حَياة!
بجُمودهُ الذِّي يُحسَدُ عليهِ مضى سَاحبًا سَيفه - بِلا مُبالاةٍ - كجُثةٍ مِن جثثِ ضَحاياه المُتكوِّمين كحفنةٍ مِن قُمامة، هُم قُمامَة، وَقَد اخْتاره القَدر لينظفَها.
شدَّ قُبعته لِتغشِّي عَيناهُ البارِدتَين، وَكَان الصّراعُ بِداخِله لا يُطاق، وَلكنَّها ليلة، كأيِّ ليلةٍ مِن لياليه الشَّيطانية، وَكانت آهة المَوتِ مِن حُنجرةٍ مَسحوقة هِي الشَاهدُ الأخِير!