عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 06-28-2016, 11:08 PM
 



الفصل الثامن: مهمة ماريبل انطوان

ذهب ليث برفقة روبرت إلـى حيث يقطن سيده .. وما هي إلـا


لحظات حتى أصبح ليث أمــام سيـد روبرت ..


حيث وقف ينظر لهيئة سيده الجديد ، رجل في أواخر الأربعينيات،


طويل القامه و عريض الصدر ، أشعر الذراعين


و أعالي الصدر ، ذو وجه مربع وعينان سوداوان وشعر أسود طويل


"أهــلاً بك كارلوس، سمعت الكثير عنك لذا رغبت برؤيتك شخصياً"


" همم ! وكيف عسايّ أخدمــك يا مولـايّ ؟ "


لم يتمالك روبرت أعصابه من سخرية ليث فأخرج مسدسه



وصوب فوهته على رأس ليث فرد سيده قائلاً:


"اهدأ يا روبرت فلا أريدك أن ترتكب إي حماقات .. كارلوس ضيفي


فاحسن التصرف ! ، هلّا تركتنا بمفردنا قليلاً ؟"


تراجع روبرت للخلف وارجع مسدسه لمكانـه ثم صوب عينين


متوعدتين بالقتل لليث وبعدها رحل


"كارلوس سأكون صريحاً معك.. أنت تعجبني ! ، تعجبني شخصيتك


كثيراً فأنت ماكر وشجاع وذكي ومتعجرف وتعرف ما تريد ، لذا


أريدك أن تعمل لصالحي وسأدفع لك حصتك من المال مضاعف"


"عرضٌ سخي ، لا يسعني رفضه ولكن هناك مشكلة واحده ؟ ، أنا


لا أعرف منْ تكون .. ولا أحب مناداة أحدهم بسيد أيا كان ، إلى


جانب عدم معرفتي بمتى تريدني للعمل ؟"


"لا مشكله .. أنت لست بحاجه لمعرفتي سوى اسمي ، أُدعى كارلا،


نادِني كما تشاء المهم أن تنجز ما أريده وإن احتجت إليك فسأرسل


أحدهم لطلبك .. أعواني منتشرون بكل مكان فلا تقلق "


" حسناً .. هل بإمكاني الانصراف الآن ؟"


" كلا ليس بعد .. لديك مهمة ، أريدك أن تراقب تحركات فتاة


تدعى ماريبل انطوان لبعض الوقت.. فهي طالبة في ثانوية تسمى


بأزهار الكرز أو شيئاً من هذا القبيل .. ابحث عنها وراقبها ! "


عندما هّم ليث بالمغادرة سألـه كارلا مُستفسراً :


"أمرك مُحير ألن تسألني عن سبب اختياري لك لعملٍ سخيف


كهذا .. لا يناسبك ؟"


"لا يهمني نوعية العمل مادام هنالك عرضاً سخياً بالمقابل و لا تبدوا


لي من النوع الذي يهتم بالنساء .. لذا سأقول بأنك تبحث عن رجل


وهذه الفتاة مفتاح للوصول إليه "


" بينقوا ! أصبت ربما ستتعرف عليه أثناء المهمة ولكن عليك


إخباري بشأنه إن رأيته قبل أي تصرف "


بعدها باشر ليث في آداء المهمة ولم يكن صعوبة العثور على


المكان بمقدار البحث عن الفتاة المطلوبة في ذلك الفِنـاء الشاسع


للمدرسة ، وكلما سأل أحداهن بشأنها جمدت في مكانها وتصلب


وجهها ثم لاذت بالفرار بعيدا عنه دون إجابه مفيدة


" تبــاً ألا يوجد من يعرف تلك الفتاة المسماة بماربيل ويجيبني


بشجاعةٍ عن تساؤلاتي "


أجــابه صوت صاخب من الخلف فأدار رأسه لمعرفة صاحب


الصوت :


"أنــا واحده ممن تبحث عنهم .. هل تقصد ماريبل انطوان ؟"


دُهش ليث لمعرفته بأن الفتاة الواقفة أمــامه جين .. إلـا أنها لم


تتعرف عليه نظراً لملابسه الغريبة وتنكره


"نعم .. إذن هّلا أرشدتني إليـها؟ "


"بالتأكيد رافقني"


رافق ليث جين حتى وصل لهدفه .. و لكنه توقف فجأة على بعد


أمتـار من مكانها وأدار ظهره وهمّ بالرحيل فاستفسرت جين عن


الأمر قائله :"ما الأمر لماذا توقفت هنا ؟ .. من الجيد أنــها وحدها


لذلك بإمكانك أن تخاطبها ، أيعقل بأنك خائفٌ منها ؟"


قهقه ليث من أعماق قلبه وكأنه لم يضحك منذ سنوات لاعتقادها


الساذج بخوفه ورد قائلاّ :"كلا ، هل أبدو كذلك؟ .. كل ما في الأمر


أن ما أردته قد وجدته و ليس بنيتي مقابلتها شخصياً "


"هكذا إذن .. أنت تُراقبها لذلك لا تريدها أن تراك صحيح؟"


"ذلك ليس من شأنك يا فتاة ! .. هيا تحركي إلـي حيث انتمائك ، لم


أعد بحاجه إليك بعد الآن"


ظلت جين تحدق فيه بغضب كأنما تذكره بأنه نسِي


شيئاَ مهماً عليه فعله ، فأردف قائلا:


"ماذا أتنتظرين مني كلمة (شكرا لكِ) هيا تحركي بسرعه كأنني


سأقول شيئا بهذا الغباء ! .. بسرعه اذهبي قبل أن أغير رأيي


وأفعل ما لا يرضيك "


أطلقت جين مجموعة من الشتائم بوجهه قبل أن تبتعد عن طريقه ..


بعدها راقب ليث تحرُكات ماريبل حتى علم بمسكنها ، ولكن ما أثار


اهتمامه هو خوف الجميع منها وسر طلب كارلا ، علم عندها أن


شخصاً واحدا قد يساعده في أمره .


فعاد في اليوم التالي مرة أخرى ولكن للبحث عن جين و ليس ماريبل


ولـأن فناء المدرسة واسع وساشع صعب عليه البحث عنها عشوائياً


في إي مكان ، فخمن نظراً لسنها بأي الفصول هو فصلها،


ووجد بعضاَ ممن يعرفونها كزميله فطلب منهم مساعدته في البحث


عنها .. وبعد لحظات أتت جين لتفاجأ برؤيته


" هــذاأنت؟! رجل البارحة الوقـح؟! "


"حسناً أتتحدثين عن الوقاحة ، و أنت تخاطبين من هم بأكبر منكِ


سناً هكذا؟"


" كلا ولكنك حالةً خـاصه .. ثم لا يبدوا لي بأنك من النوع المحترم ،


فأنت رجل عصابات على كلٍ أليس كذلك ؟"" هاه ! معاملتك لي لا


تشكل فرقاً لي .. ما يهمني أن تساعديني


في أمرٍ ما؟ "


"ماذا تريد و لماذا أنــا؟ .. أنـا لن أساعد رجل البارحة الوقح؟ "


" سأريك ما يفعله رجل البارحة الوقح بالفعل إن رفضتي التأدب؟ "


سكتت جين لخوفها من إنذارات ليث المتوعدة بالنذير كان جاداً


لدرجة جعلتها ترتعب فاغلقت فمها ووقفت تنظر أسئلته بصمت:


" من هذه الفتاة المدعوه ماريبل؟ أخبريني لماذا يخاف الجميع منها"


"لأنني سمعت اشاعة عنها بأن أبيها كان مثلك .. رجل عصابات


ولا يزال .. ذلك ماأعلمه "


" هكذا إذن .. حسناً شكرا لك ووداعـاً"


" مهلاً هل ذلك فقط ما تريده ؟! "


"نعم .. لما؟"


"ذلك يعني بأنك ستعود إلــي في كل مرةٍ بشأنها"


" إن احتجت لذلك"


" تبــاً لماذا تتصرف مثله؟"


"منْ؟"


"شخصا ما أعرفـه يدعى ليث"


تصلب وجهه ليث لثانيه ثم ادعى الجهل:


" ليـــــث؟ "


" أجل هل تعرفه؟ "


" لا وداعاً


"ردت جين بعد أن غادر ليث :


" ولكن لماذا أشعر بأنك هو؟"


عندما خرج ليث من المدرسة لاحظ توجه ماريبل وحدها لمكان ما


فتعقبها حتى انتهى به المطاف إلى مكان شبه مهجور وبعد


لحظات خرج رجل في حوالي الخمسين


من عمره أدخلها للداخل.. قرر ليث اعلام كارلا بالأمر قبل إي


خطوةٍ أخرى .


رد مع اقتباس