مخيف أنت أيها العالم!
وحوش تنتشر لتنهش أرواحنا بالخفاء،
طعنات نتلقاها دون شعور وفي الوقت المناسب تظهر الجروح لتعيقنا..
نهب قلوبنا النقية لأشخاص لا يملكون بقعة بيضاء في ماضيهم وحاضرهم السقيم..
فكرت بإرهاق بينما تشعر بالدنيا تغلق بوجهها كل سبل الخلاص، انتهى كل شيء عند هذا المنعطف، خسرت روحها، خسرت نفسها القديمة، خسرت ابنها الوحيد الذي لم تشعر به سوى لحظة فراقه! ماذا بقي لها في العالم؟!
لم تعصف الأفكار الهوجاء في فكرها فقط بل وفي الأجواء من حولها، تطايرت خصلات شعرها حولها والفراغ الحاضن لعينيها ما عاد موجوداً لأنه وببساطة لم يعد لفتح عينيها أي منفع، أطبقت جفونها وعلى امتداد يديها على جانبيها احتضنت الرياح الهوجاء واندفعت!
اندفعت إلى حيث النهاية المطلوبة لها تحت أنظار من لم يحرك ساكناً ولم يرق قلبه لما رآه.
انتهى الأمر وما عادت في الدنيا المخيفة، نفذت أمنية ابنها الوحيد ورحلت، رحلت إلى هذا الجرف العميق لتعلن اختفاءها من العالم.
__________________
"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو" سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر |