[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:730px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/30_06_16146725036029131.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center].
.[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:730px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/30_06_16146725036034383.png');background-color
rangered;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
ماذا كانت تلك الأضواء القرمزية التي تتهاطل علينا من السماء !
آه يا أُماه أتلك النجوم ! لماذا تقترب منا فجأةً ؟
- طريقنا مدمرٌ .. مدمرٌ يا ولدي -
أين العدو الذي ينهش بأجسادنا ويمزق صوتنا ؟ من المحتل وأين الاحتلال !
قد يعيش الإنسان حياةً مشؤومة ولكنه يسعى لتحريكها لأنتزاعها من الظلام
لـ يرفع يده نحو الأفق يحلم بالبراءة والصفاء وطرد الدمار
أسند رأسه بخفة على الأرض رغم ارتطام جسده القوي
لم يكن من اصطدام شيء به ..
وإنما ثقب قد خل بجسده ومزق روحه لتتنفانى ويفرد ذراعيه على وسعهما
مرحباً بالموت المقبل له و " يا أهلاَ "
عانقت كفه ذرات التراب التي تشبثت به وتبعثر شعره بحرية كما بُعثر نظره للسماء
يراقب الأدخنة الرمادية التي تعيق صفوى السحاب .. لقد ألحق الدمار بجسده
يشعر بالأرض تهتز بجنون من تحته وأقدام البشر تتسابق من حوله تهرب من الواقع وصراخهم قد افتك بدماغه
من يتعثر يصعدون من فوقه ويكملون الهروب .. والموت للضعيف
ألقى نظرة هادئة على الجثث المكومة من حوله ; أغلبها لأطفالٍ ونساء سُحقوا تحت الأقدام
والأخرون مصيبون مثله ..
ها هو يمثل الموت البطيء تحت الشمس التي تحرق بشرته وجرحه ، مصاب لا يقوى على الحراك
لكي لا يتلقى نصيباً آخر من قناصٍ على الأسطح مختئباً .
ارتسمت ابتسامة السخرية على شفتيه وأفرغ فاهه يقهقه " يالها من نهاية البطل "
صوته رغم سخريته إلا انه يتخلل الحنق في فخامته إنه أثقل من ان يفهمه البشر ، نهايته ميتاً لا يجد من يدفن جسده
وسيبقى حتى يتعفن تماماً كما سيحدث للذين حاول دفنهم قبل أن يُصاب غدراً ..
ماذا بعد ؟!
سَمِع ذاك الصوت البغيظ الذي يحتك بالصخور والتراب إنها طاحنة الموت التي تسقي الأرض دماء الجثث مارةً من فوقهم تلقي التحية في طحنهم
تمتم ببرود " دبابةً تسير على جسدي .. تدفن في القلب رصاصة
الأطفال من دنيا الأحلام يملكون القرار .. ينتزعون الليل من النهار "
" اللعنة "
التفت بنظره إلى الفتى الغاضب أسمر البشرة تكسو الجروح جسده الصغير النحيل
رغم ضعفه يقف يستقبل الدبابة ويرفع الحجرة يحاول ان يخرق بها تلك الآلة الضخمة المتحركة والدموع متحجرة في مقلتيه
" على الأقل .. نموت بشرف "
ترددت الجملة ونزلته عليه وقوع الصاعقة وهو يراقبه ، حزم شجاعته وكل قوته المتبقية رغم ان الدماء تتدفق من صدره
زَحف بيديه يتشبث بالتراب يسحب نفسه للأمام يحاول الوصول لأي شيء ..
أي سلاح أو عصا .. أو حجرةٍ حتى !
لَهث من التعب والحر وهو يحاول ان يسرع قبل ان تصل له الدبابة بعدما سحقت الفتى الصغير بلا رحمة ...
وصل إلى يده شيءٌ يعتز به .. وصل إلى يديه قماشٌ عادي " أيا لك يا علم وطني من سلاح "
استند على ذراعيه يرفع جسده بصعوبة يحارب جاذبية الأرض وبالتراب الذي يضمه ويجذبه للأسفل ..
لفح نفسه بعلم وطنه من برودة الحر ; استطاع الوقوف رغم تأرجحه يميناً وشمالاً
وخصلات شعره تنسدل على عينيه
أغشاه العمى .. لا يرى أي بندقية من البنادق موجهةٌ نحوه
شقت الابتسامة وجهه ، لا يُعرف بالضبط ما معناه !
خطى نحو الدبابة بتثاقل وهو يشد قبضته على القماش الحاصن له ويمده بالشجاعة
" إن لم أكن جندياً لوطني .. فلما أنا أحيا به ! "
هَّم الهجوم كـ صقر يحمل الجمر ويكسر كل شيء بأجنحته ; صاح بفخر واعتزاز ..
بقوة لم تولد ببشري عادي
حطم الحدود ورسم النصر مبيداً للخوف الذي تناثر نحو الأعداء ..
ها هو الآن يرقد في المكان المظلم المريح لروحه يبتسم كلما شعر بوردةٍ تحط فوق قبره
وأصوات تنبعث من أحياء يعيشون بسلام
ويقدرون شجاعته وإنقاذه للأمان قبل أن يُباد شر إبادة
- تمت -[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:730px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/30_06_16146725036032032.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center].
.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]