لمحته عند أسوار الضِفَة الزرقـاء ، كنورٍ أَذَلّ عَسَفَ غَسَقٍ مُكـابر ، حَوّطَته هالة مُتمْلّكـة غَيُورة ، لبْهِيج طّلّته اللؤلئية المُتَناثرة ، شعر أحمر كأجيجٍ مُتّقِد وعينين زرقاوين بزرقة المحيط الهادي ، بَيّض البشرة ،
متوسط القامة ونحيف الجسم لحدٍ معقول .. وفقت أتأمّله عن بُعد مَسْلوبة الإرادة كأنه لوحةٍ فنْيّـة رَسمْتها شَاعِرة ولْهَى ، و طيف الأحلام الوردية أخْبَرني أنه أميري المَنْشود ولكنني أدْركت حينها أنّ عليّ الكفْ عن قراءة الروايات الرومانسية فقد بات خيالها يُفسدني ! لنعد للوراء حيث المَنْطق إن صح وصفي لتلك الأحداث غامضة التسارع ، منذ أن تم التلاعب بعقلي من قِبل تلك الفاكهة وخنْجرها المسموم
الذي أصاب قلبـي وجرّده من المشاعر الحَيّة ! بدأ التسارع الزمني لتلك الأحداث في مساء ذلك اليوم العاصف ، في تلك الغابة السحرية ! منْ يراها للمرة الأولى سيدفعه فضوله للتعمق بداخلها .. غابة شبيه بالغابات الاستوائية ولكنها صغيرة الحجم ، مدْخَلها ممر مزخْرف
بالأزهار والورود والاعشاب الرطبة وفي جوفها على الجانب الأيمن مشهد خلاب لانعكاس ضِيّـاء القمر الفضي على ضفة نهرٍ بهيٍ الرُؤى ،
إلا أن فضولي الأنثوي في أول مرة لي ، دفعني بالتعمق والغوص في داخلها للأعمق ، و رأيت جانباً آخر منها مُطلٍ على فواكه مُسرة للأعين ،
فواكه بعضها لم أر لها مثيلاً ، و قد حازت إحداهن على رضـاي ، تلك الفاكهة الخضراء ، لونها الغريب وشكلها العجيب ، جعلت نفسي تتلهّف
لتناولها فخضعت لها ، ومن يومها أطلقت العنان خارجاً وسمحت لمفاجآتها بتملّكِي ،
حتى عُدت لتلك الغابة من جديد بعد شهر من تناولي لها بحالٍ يرثى لها ، فوقع بصري على عجوزٍ هَرِم مريبٌ أمره ، كان يتوكأ على عصاه الخشبية ، نظر إلي نظرة مريبة فبادلته النظرات نفسها للون شعره الأخضر الغريب .. إذ لا أثر لخُصلات الشيب الرمادية و لولا تجعدات وجهه و تقوس ظهرة لصعب القول بأنه رجلٌ مُسِن .. وكأنما قرأ تساؤلاتي أجابني بابتسامة ساخرة :" أيثر لون شعري الأخضر الفضول في نفسك يا آنسه ؟" بلعت ريقي و أجبته كاذبة :" لا ، لا أبدا .. ووداعاً " أدرت ظهري له ومضيت في طريقي فأوقفني بكلماته :" لقد تناولتِ فاكهة الخنْجر المسْمُوم
أليس كذلك ! " وقفت أحدق به مدْهوشة .. فاكهة الخنْجر المسْمُوم ؟ .. أهناك وجود حتى لفاكهة
بهذه التسمية ؟ ، لربما مَسْه الجنون ! فقلت أدعم فكرته على سبيل التلاعب :" نعم تناولتها .. ماذا إذا ؟ " " إذن أتحققت أمنيك ؟ " " عن أي أمنية تتحدث ؟ .. رجاءاً فالتعد لمنزلك أيّـا العم " " قد اظهرتِ لي أنك تعرفينها للتو ولكنكِ في الحقيقة لا تعلمين شيئاً ، لذا سأطرح سؤالي بصيغةٍ أخرى ، هل فقدتِ عزيزاً على قلبك بصورةٍ
غامضة وسريعة ؟ " سؤاله الأخير عصف بفؤادي فزادت عصْرته لتمازج الألم والحسرة والحزن مُتحِدة كإحساس واحد ، واندفع شلال دموع مُقلتيّ الخضراويّن
ليعبر مُنّعطفات وجهي ومن ثم تستقر على الأرض الجافة ، عندها علم العجوز بأن
تخمينه كان صحيحاً فأردف يزيد المواجع أكثر بإصراره لأجيبه :" إذن قد حدث ذلك بالفعل ! .. يؤسفني ذلك " انفجرت به لتطرقه لموضوعٍ أمِلّت أن أتناساه ولكن دون فائدة .. بعبارة واحدة فتح جروحي التي كادت أن تلتئم وتتماثل للشفاء ! ، قُلت بنبرة
لئيمة حانقة :" ما شأنك ! ، فيم يُفيدك استخراج المعلومات مني ! ، ثم كيف لك أن
تخمن تخميناً صحيحاً .. أخبرني ماذا تكون .. أساحرٍ أم عفريت ! " علت ابتسامة على ثغرة توسعت تدريجياً حتى أتبعها صوت قهقهة عالية أثارت أعصابي ، ثم قال بعد أن هدئ وسكن
نشاطه ": يحق لكِ أن تغضبي لهذا الحد و لن ألومك لأنني أشعر بك .. قد فقدت حفيدي أعز ما أملك في هذه الحياة بسبب لحظة تهور
وفضولٍ لعين ، وأرى أنكِ قد حذوتي حذوي لأن تلك الخُصلات الخضراء الساكنة على شعركٍ الذهبي دليل على تناولك لتلك الفاكهة .. و إن لم تعلمي فالخنْجرِ المسْمُوم هي تسميتها ، و قليلٌ من يعرف تلك التسمية فهي معروفة بالفاكهة الخضراء السحرية " بعد أن اقنعها كلام الرجل المُسن بدت تنصت إليه باهتمامٍ أكثر ولكن فضولها جعلها تطرح أسئلة أكثر جُرأة ، قالت بنبرة مُترددة :
" كيف فقدت حفيدك ؟ ،
وكيف يمكن لفاكهة أن تتسبب في موت أحدهم ! " سحب نفساً عميقا ثم أجاب بنبرةٍ واثقة :" ألم أقل للتو أن تسميتها الأخرى بفاكهة خضراء سحريّة ! ، أي أنها ليست بالعادية
فعلى سبيل المثال ألم تلحظي تحولها للون الأسود بعد أن تناولتها ؟ وألم تلحظي تزايد الخصل الخضراء بشعرك يوما بعد يوم ، غداً
سيصبح لون شعرك أخضرٌ مثلي ! " ردت بهدوء مٌخيبة توقعاته :" كانت هذه الأمور لتشكل فرقاً عندي في السابق أمـا الآن فلا شيء يهم ، ولكنك حتى الآن لم تجب على
سؤالي الجوهري ؟ " " إن اخبرتني بقصتك سأجيبك " " سأخبرك إذن وتجيب على سؤالي .. حكايتي ابتدأت بعد أن تناولت تلك الفاكهة بنصف ساعة على الأغلب ، خرجت من حديقة الفواكه الغريبة
تلك في طريقي لمهمة ارسلتني فيها والدتي للبحث عن أخي الأكبر الذي لم أعلم بوجوده يوماً ، واستقرت عينيّ على سبيل الصُدفة على طلّت
شاب وسيم كان واقفاً أمام ضفة النهر ، وعلى ما يبدوا أن حركة قدميّ شتت انتباهه فالتفت إلي ثم قررت أن أتعرّفت عليه عن قرب ، فاخبرني
أنّ اسمه بارول واستمرينا في تبادل أطراف الحديث وانتهى بنا المطاف للسير في ذات الوجهة التي كنت أقصدها لأنه يعيش بنفس المدينة ،
وحالما وصلت للمكان وبما أنه ساكنٍ من ساكني تلك المدينة سألته عن مطلب أمي ، أن يدُلني على عائلة بكُنْية جوفاني ، ليصعقني جوابه بأنه
من تلك العائلة ! ، رمقته بنظرة شك وحزنٍ في آن فتقوست حاجباه تساؤلا لفعلي ولم استطع اخباره بأمرٍ لم أتبين من صحته بعد ،
فأعلمته كاذبه أنه من الغريب أن تبحث عن عائلة فتجد أن أحد أفرادها بجانبك مُسبقاً دون أن تعلم ، ثم أضفت كذبة
أخرى لأدعم الأولى بأنني كنت أبحث عن عائلته لأن والدتي أرادت لقاء صديقتها منذ الطفولة و قد أشارت إلي بوجودها
في عائلته باسم جوفاني ، ومن حسن حظي أن اقتنع أخيرا بكذبتيّ فقادني لمنزلهم وهناك عرّفت بحالي ولم تتذكر والدته اسم أمي وكنت
أصر على معرفتها لها حتى لا أُفضح أمامه حتى بدأت شكوكي تتحول لحقيقة مؤلمة مؤكده في ذلك البيت .. إذ لا ابن للعائلة سواه ، وهو في
الحقيقة مُتبنّىً ، وبسبب لطف عائلة التي أصرّت على بقائي معهم لأيام من أجل الراحة بحكم أنني ابنة صديقة والدته ، بقيت معهم لثلاثة ليالٍ
وفي صباح اليوم الرابع كنت في طريقي للعودة لمدينتي ولكنني قررت معرفة الخيط الأخير الفاصل بين الشك والحقيقة فمضيت لغرفته
بينما هو لا يزال نائماً بفراشه عقبتي الوحيدة كانت إزالة تلك الاغطية عنه بخفّه دون أن يشعر بحركتي ، على الأقل عن وجهه وحتى رقبته ،
امسكت بيد غطائه وبالأخرى كنت أعبث بقميصه لأرى إن كان لتلك القلادة أدنى وجود في رقبته وصحت توقعاتي وخابت رجاءاتي ،
وجدت ذلك الخاتم الفضي بنقش الفراشة معلق بسلسلته التي ارتداها كقلادة ليحفظه من الضياع ، أردت أن أحرر دموعٍ
حبستها في بؤبؤيّ حسرة على أمنية لم يكتمل تحققها وثانية تحققت ! ، وفي تلك الأثناء تحركت وكرة الباب بسرعة وظهرت فتاة مُراهقة
في مثل سني بقصة شعرٍ قصيرة وعينين بندقيتين ، اتسعت عينيها دهشة للموقف ، لوجودي الغريب بغرفة شاب ، أعربت عن استياءها
التام بعينيها الحانقتان وتقوس شفاهِها فعلمت بخطوتها التالية ولكنها فوراً صفعت الباب في وجهي وهبطت الدرج لأسفل ، فأيقظت
بفعلتها القابع خلفي في سريره ، انتصب واقفا على قدميه فور ملاحظته إياي بتعابيره المُطالبة للتفسير فلم يتبقى لدي في تلك الحالة غير
أن أُعلمه بالحقيقة المُرة بالنسبة لي ، أن سبب قدومي لمنزله كان بغرض البحث عن أخي الأكبر الذي تبين أنه هو .. فغر فاهه مُتعجباً
لقولي فقصصت القصة كامله عليه ، أن سوء فهم قد حدث منذ عشرين عاماً بسبب غيرة والدي ومن ثم سوء ظنه بأمي أنها قد خانته مع
صديق طفولته بكونه كان حبيبها الأول قبل أن تتزوج به ، ولذلك قد أعمته غيرته فخطف مولودها الصبي الأول بعد ستة أيام من ولادته و
ارسله لعائله لتتبناه دون أن يخبرهم بهويته الحقيقة وعلاقته بذلك الابن ثم عاد لزوجته التي أُدخلت للمستشفى بسبب حادث سير قد أُصيبا به معاً
ولكن حظاً حالفه بإصاباتٍ طفيفة فخرج في اليوم التالي و بقيت هي لأيام ولأجل ذلك لم يكن من الصعب على والدة مسكينة طريحة
الفراش أنّ تصدق خبر موت ابنها عندما تُزف الانباء من والده شخصياً بتمثيلٍ مُتقن ، إذ كنت محظوظا لحماية والدك أثناء الحادث فلم تصب
بخدش وتلقى هو الأثر الأكبر وأمك النصيب الأعلى ، ولكنه قرر أخيرا البوح بكل شيء عندما بات على شفير الانهيار لحظة بداية
العد التنازلي لمُفارقته للحياة بأن يُعلم والدتي بشنيع فعلته فلم تصفح عنه وكرهت وجوده فغادرته ، إذ كان وقتها يعيش في منزلٍ مستقلٍ
بسبب مسائل تتعلق بشركته ، ثم أتت مساء ذلك اليوم وأخبرتني بكل شيء ثم طلبت مني أن أبحث عنك وأعيدك . توقفت عن الحديث لأخرج
الدليل الداعم لحديثي ، ذلك الخاتم الذهبي المماثل لخاتمه الفضي بنقش الفراشة الذي حفظته من الضياع بنفس طريقته في رقبتي كقلادة ،
حينها قد صدقني أخيراً بالرغم من صدمته لعلمه منذ البدء أنه كان مُتبنْىً ، ولكن باب الغرفة فُتح بقوة ليُعلم بأن سوء الفهم
قد خيم على والديه مُخبراً بوصل زفاف أخبارٍ صاعقة فشعرت بالخجل من نظراتهم السيئة نحوي فانسحبت من أمامهم وقررت الرحيل على الفور ، أسرعت الخُطى للشارع قبل أن يلحظ بارول غيابي فليحق بي وهناك في الطريق رأيت سيارة حمراء اندفعت نحوي بسرعة البرق وأدركت
أن سائِقها ينوي قتلي عن عمد فصرخت مُستنجدة وأغلقت عينيّ تفادياً لرؤية الموقف ، وسرعان ما شعرت بملمس ذراعين مُحكمتين طوقت خصري واحتضنت جسدي بدفيء علمت حينها بعد فوات الأوان لمنْ كانت تلك الأذْرُع ، علمت بعد فوات الأوان لإحساسي ومن ثم للمنظر الرهيب الدموي الذي شاهدته تالياً في ذلك الوقت ، أخ للتو قد عرف بنبأ وجود أخته فقرر حمايتها على الفور وأن يضحي بنفسه لأجلها دون تردد ، لم يفكر في نفسه حينها .. بل فكر فيّ أنــا ! .. أنـا .. أخته من أحببته سراً منذ الوهلة الأولى ، قد علمت بعد فوات الأوان أنني لم ارتكب جُرماً في حبي له ، لأنه كان طبيعي وفطريٍ ، كان عليّ البوح عاليا بمشاعري لا الخجل منها كأنها خطيئة ! ، ولكن ما الفائدة الآن وقد رحل بلا عودة ! .. قد رحل ولن يعود ، و لن أتطلع لرؤية ثغره الباسم يتبسم في وجهي ، لم أحظى حتى بتلك الفرصة لمرة واحدة ! " توقفت عن الكلام أنظر بأسى للرجل المُسن الذي أنصت باهتمام لحكايتي دون أن يقاطعني .. لم أفهم سر رغبته المُلحة بأن أخبره بقصتي ليخبرني بإجابته ، فرفعت ذقني في علامة تحدي أذكره بوعده :" ها قد أعدت فتح جِراحي وقد
أخرجت ما بجوفي ، فهلّا أخبرتني " " سأخبركِ بالمفيد وأتجاوز قصة حفيدي فتلك حكاية أُخرى وشأناً آخر ، يمكن للفاكهة أن تتسبب في موت أحدهم ، ألم أطرح عليكِ في
بداية لقائِنا سؤال ، إن كانت أُمنيتك قد تحققت أم لا " "بلى ولكن ما معنى ذلك وعلاقته بالفاكهة ؟ " " سؤالي لديه علاقة وثيقه لأن الفاكهة مُحققة أمنيات ، ولكن ليس من النوع السعيد بل الكئيب جداً ! ، ويمكنكِ أن تخمني مقصد
اجابتي في سؤالي الثاني وفي الشق الأخير بالتحديد بعد طرحي للأول " عبست جانس لغموض اجابته لما لا يجيبها مباشرةً ، ثم سرعان ما أدركت مقصده ، السؤال الثاني الذي طرحه وفي
الشق الأخير كان (هل فقدتِ عزيزاً على قلبك بصورةٍ غامضة وسريعة ؟ ) ،
أيعني ذلك أن أمنيتي قد تحققت وكانت تلك هي نفسها التي اختطفت أخي ! .. أكنت
أنـا السبب في موته ! أنـا ! عندما أدرك فهمي لمقصده أردف قائلا :" ابنتي ، لا تلومي نفسك لحدٍث غير متوقع ، لست السبب في موته ولكن الفاكهة ! ،
هي محققة للأماني بصورةٍ عكسية " صرخت بحزن وبصوتٍ مبحوحٍ باكٍ :" كيف لفاكهة لعينة أن تسرق أرواح الآخرين ؟ وأتسبب أنـا في موته " اقترب العجوز لناحيتي ثم طبطب على كتفي يُهدّئني وفقال مواسياً ": أخبرتكِ أنكِ لست سبب موته فكفي عن لوم نفسكِ " " أخبرني عن سؤالي الأخير ليرتاح ضميري ! إن أردت مُساعدتي " " أخشى أن يزيد من وضعكِ فبطريقة تفكيرك هذه ، فأنتِ تصرين على أنكِ السبب ولذلك لن أخبرك !" " حسناً ، أعدك بأنني سأصمد ولن أُلقي باللوم على نفسي بعد الآن " " أتعديني أنكِ لن ترتكبِ حماقة تتسبب في موتك ! " سحبت نفساً قوياً أفكر لثانية ، إنه واثق إن اجابته لن تكون بالسارة لي أبداً بل على العكس تماماً ، مع ذلك لن يطمئن بالي
قبل أن أعلم بسر تلك الفاكهة " حسنا أعدك ! " أطلق آهة عميقة و كأنه يستجمع شجاعته ثم قال :" منذ أن تناولت الفاكهة بدأ مفعولها يتحقق بداخلك عن أمانيك وأعتقد بمعرفتها لأكثر
أمنياتك رغبةً بالتحقق وهي تلك المتعلقة بأخاكِ بارول ، قد قررت واختارت
تلك الأمُنية بالتحديد وبدأ الأمر وقد أخبرتني أنكِ قد وجدته عند ضفة النهر في تلك
الغابة بعد نصف ساعه تقريبا ، ألم تسأليه عن سبب زيارته لتلك الغابة عندما
تعارفتما ؟" " بلى .. وقد أعلمني أنه شعر برغبة مُلحة في أن يأتي لتلك الغابة ولأنه ذكر فيما بعدد
معرفته بها وتردده عليها في بعض الأحيان لم أعتقد أن وجوده فيها كان غريباً " " ولكنه كان كذلك ! ، إذ لم يأتي تلك المرة من تلقاء نفسه بل تمت قيادته عن طريق الفاكهة ! " " بمعنى أن الفاكهة قد حققت أمنيتي بأن أحضرت إلي أخي حيث مكاني ثم سلبته مني ! " " للأسف ، طالما أنتِ بجانبه فسيتعرض لحوادثٍ غريبه وقد يلقى حتفه في إحداها " " وتخبرني أنني لست السبب ! ، لو أنني ابتعدت عنه قبل ذلك اليوم ، لما مات !! ، ربما كان سيعيش ! " أجهشت بالبكاء عالياً لاعنه في سري تلك الفاكهة التي حولت حياتي لجحيم ! ،
فقط لو لم أتهور في ذلك اليوم وأتناولها ، لو فقط لم أتبع فضولي وأدخل تلك الغابة ، فقط لو غادرت أبكر وتجاهلت نزاع الحقيقة والشك بداخلي ولم أقبع
بجانبه وقتاً أطول ! فقط لو .. تنفعني كلمة لو الآن ! .. تمت ! |
التعديل الأخير تم بواسطة S O H A N I ; 07-01-2016 الساعة 03:42 AM |